جامع جعلان بني بو علي معلم أثري يجسد هوية تاريخية يضم 53 قبة
الخميس / 4 / شوال / 1438 هـ - 23:06 - الخميس 29 يونيو 2017 23:06
1042438
يعد أقدم وأشهر آثار العمارة العمانية القديمة بالولاية -
جعلان بني بو علي ـ صالح الغنبوصي -
يعتبر جامع آل حمودة ذو الـ53 قبة الجامع الأقدم والأشهر بولاية جعلان بني بو علي الذي عرف بتصاميمه الهندسية الرائعة، حيث يتوسط مركز الولاية الذي جعله يكتسب أهمية بالغة لدى الأهالي والسياح.
53 قبة تثير الإعجاب
تنفرد تصاميمه الرائعة بفن العمارة العمانية القديمة، حيث يعلو سقفه 53 قبة تثير الإعجاب، ويقع بولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية التي تزخر بالمعالم الأثرية العريقة، وتجسد الهوية التاريخية بأصالتها وتاريخها الطويل منذ الأزل والمقومات السياحية الطبيعية بمناطقها الساحلية البديعة وجوها اللطيف البارد طوال فصول السنة التي تمتد على الشريط الساحلي لبحر العرب والمحيط الهندي وقراها المتميزة بمواقعها في جيوب الأودية والمواقع الرملية والسهلية التي تعكس التنوع البيئي وحياة قاطنيها.
ومن أشهر المعالم التاريخية العريقة بولاية جعلان بني بوعلي «جامع آل حمودة» الذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد قديم، ويتميز بكثرة القباب ذات التصميم المعماري الإسلامي البديع، وما زال محافظا على شكله الهندسي العريق إذ يبلغ عدد القباب التي تعلو المسجد 52 قبة تجسد فن العمارة الإسلامي لدى الإنسان العماني منذ القدم وهندسة الأجداد الفريدة مما جعلهم يطلقون عليه (مسجد القباب) لكثرة القباب، حيث يعد هذا المسجد من أشهر المساجد التاريخية العريقة على مستوى السلطنة لما يتميز وينفرد به من كثرة القباب بين الجوامع القديمة بالسلطنة.
موقع استراتيجي
ويقع جامع آل حمودة (مسجد القباب) في منطقة الظاهر بالقرب من سوق الجمعة القديم الذي يشهد إلى يومنا هذا حركة تجارية نشطة لمختلف العروض والمستلزمات اليومية والصناعات الحرفية والتقليدية الشعبية، ويستمد نشاطه التجاري ومعروضاته من العصور التاريخية القديمة التي تزخر بها الولاية، وتتميز المنطقة التي تحد الجامع من جميع الاتجاهات بالمباني الأثرية القديمة التي تحكي عراقة وأصالة الماضي التليد ذي التصميم الجميل والفريد والموقع الاستراتيجي. يتكون جامع القباب من 3 مداخل وغرفتين خدميتين وهو مبني من الحجر والجص، وتقام فيه جميع الصلوات الخمس وصلاة الجمعة والمحاضرات الدينية، كما يحيط به فلج قديم، وهو الفلج الوحيد الذي يوجد داخل المسجد بالولاية ويستخدم للوضوء قديما ويتميز سقف صالة المسجد بالنقوش الخشبية المصنوعة حرفيا من سعف النخيل ذي الطابع القديم، حيث تبلغ مساحة المسجد أكثر من 2000 متر مربع تقريبا، ويتسع لأكثر من 700 مصل، ويعد مركزا للعلم ودراسة وحفظ القرآن الكريم.
بني قبل 500 عام
وتتميز القباب ذات الطابع الإسلامي التي تعلو سطح الجامع بالفتحات التي تسمى (المبارق) وهي ليست شكلا جماليا وزخرفيا فحسب، وإنما تسمح أيضا بدخول الضوء والهواء الطبيعيين إلى داخل المسجد دون رؤية المصلين لفتحات السقف بطريقة تثير الإعجاب. يعود تاريخ بناء الجامع إلى ما قبل 500 عام في القرن الـ17 الميلادي، حيث إنه صمم على النمط المعماري الإسلامي التقليدي. وعلى الرغم من قدم الجامع فإنه لا يزال محتفظا بهندسة مفرداته ضاربا مثالا لقدرات العمانيين القدامي في الهندسة المعمارية، حيث توجد داخل المسجد 24 أسطوانة وخمسة أروقة وعدد كبير من الأقواس. ويحظى جامع آل حمودة بتوافد الكثير من الزوار والسائحين من داخل وخارج السلطنة حيث يعد مقصدا إسلاميا وسياحيا ومعلما دينيا للتعرف على الجامع وتاريخه القديم الغني باللمسات والأعمال الهندسية العمانية القديمة. وقد حظي الجامع باهتمام كبير من قبل الحكومة، حيث تم ترميمه مرتين الأولى عام 1992 والثانية عام 2010م، ولم تغير هذه الترميمات شيئا من البناء الأساسي للمسجد الذي ما زال محافظا على رونقه وشكله العام.