"حُلم كونديرا" وخيالات الساهل
السبت / 5 / جمادى الآخرة / 1446 هـ - 17:35 - السبت 7 ديسمبر 2024 17:35
أجمل النقاد هم أولئك الذين يتمتعون بقدرة عالية على التخيّل، الذين لا يَرضَوْن بأن يكونوا مجرد متلقِّين للنص الأدبي، بل يسعَوْن إلى إعادة تشكيله بأسلوبهم، يضيفون إليه أبعادًا جديدة، ويتناولونه من زاوية إبداعية تنير جوانب خفية فيه. إنهم لا يكتفون بدور المحلل أو المشرِّح، بل يتعاملون مع النص الإبداعي كمن يشارك في تأليفه من جديد، مؤسِّسين بذلك لقراءةٍ تجعل النقد نفسه عملًا إبداعيًّا يوازي النصّ المنقود جمالًا وأصالة. لذلك نحن نستمتع بقراءة رولان بارت وهارولد بلوم وتيري إيجلتون من النقاد الغربيين، وعبدالفتاح كيليطو وإدوارد سعيد من النقاد العرب، وهذه أمثلة فقط على نقّاد اشتهروا بالقدرة على فتح الأبواب المغلقة لنصوصٍ 'لا تَهَبُ نفسها لأي طارق' على حدّ تعبير الناقد المغربي محمد الساهل في كتابه 'حُلم كونديرا بين القراءة والكتابة' (دار نثر، مسقط، 2022).
والحقيقة أن المقدمة السابقة ليست سوى توطئة للحديث عن الخيال الخلّاق الذي اتكأ عليه الساهل في 'حُلم كونديرا' للولوج إلى موضوعات أدبية وثقافية شيقة، وتناولها من زوايا غير مطروقة سابقًا. من هنا نفهم استباقه أحد مباحث الكتاب بهذا التنبيه: 'لا تأخذوا هذه السطور على مَحْمَل الحقيقة، فهي لا تعدو أن تكون محض خيالات. لكنها في النهاية خيالات لا تَعْدِم صوابا'. ورغم أن هذا التنبيه كان خاصًّا بمبحث واحد إلا أنه يمكننا تعميمه على مباحث أخرى في الكتاب، كان خيالُ الناقد بطلَها.
لا يكفّ محمد الساهل عن تذكيرنا أنه يتخيّل، وأن علينا أن نجاريَه في هذا الخيال إن أردنا الخروج بالمتعة والفائدة. التخييلُ لديه نافذةٌ 'لا تغلق أبدًا ما دام في عمر الخيال بقية'، يهيئنا قبل رحلة الخيال كما يهيئ قبطان الطائرة ركابها: 'قبل أن نمعن في التخييل ينبغي أن ننبه هنا إلى ...' (الكتاب ص 139)، وهو يدرك أن هذه الرحلة ليست بالسهولة التي نظن: 'كم سيكون صعبًا أن نتخيل حقبة بأكملها بدون....' (الكتاب ص 140-139)، لذا نجده أحيانًا يُشفق علينا من خياله الجامح: ' لو لم أكن أخشى من الشطط في التخييل لقلتُ ....' (الكتاب ص 181)، لكنها خشية مزعومة، لأنه في النهاية يقول بالفعل، ويُدخِلنا في شططه ومتاهاته.
في أحد النصوص الجميلة في 'حلم كونديرا' يعود الساهل إلى تاريخ الشعر العربي منطلِقًا من هذا السؤال: 'ماذا لو ربح امرؤ القيس الحبيبةَ وخسِر القصيدة؟'، شارحًا في البداية أن الطبيعة الصعبة التي فرقت امرأَ القيس عن محبوبته هي التي صنعت منه شاعرًا، حيث كان الفراق والحزن وقودًا لإبداعه الشعري، مما أكسبه الخلود وجعل قصيدته إرثًا للأدب العربي، ثم ما يلبث أن يتخيل سيناريو معاكسًا، ينعم فيه امرؤ القيس بالنهاية السعيدة لقصة حبّه، ولا يضطر لمفارقة الديار لأن الطبيعة مسالِمةٌ وحانية، هنا لن يُصبح 'ذو القروح' شاعرًا، وسيكتفي بحياته الهادئة الوادعة، مخلِّفًا من حبيبته التي ستصير زوجته صبيانًا وبناتا. وبعد أن يُقنعنا الكاتب المغربي بهذه الفرضية ينقلنا إلى التأثيرات المحتملة لذلك على الأدب العربي؛ فلو لم يقل امرؤ القيس شعرًا، لافتقد الأدب الجاهلي نموذجًا شعريًّا أصيلًا، ولما وجد الشعراء اللاحقون نماذج تحتذى وتُعارَض. على سبيل المثال، قد لا يجد أبو نواس نموذجاً جاهليًّا ليقوّضه، وربما لم تتشكل مدارس مثل مدرسة الإحياء التي اعتمدت على التراث القديم، ولن يجد أعلام الشعر الحرّ نموذجًا شعريًّا يخرجون عليه، وحتى شرّاح الشعر كالزوزني والتبريزي لن يجدوا معلقات ليشرحوها، وربما بحثوا عن كلام آخر مستغلق يشرحونه، أو انصرفوا إلى عمل آخر لا علاقة له باللغة والأدب. إنه يهدم تاريخ الشعر العربي كله، أو بتعبير أخف وطأة يُعيد تشكيله، بلعبة تخييل مدهشة.
في نص آخر يتكئ محمد الساهل على نص من كتاب 'الفتوحات المكية' لابن عربي يتحدث فيه عن ترحيل جثمان الفيلسوف ابن رشد وكتبه من مراكش التي تُوفِّي فيها إلى مسقط رأسه قرطبة، حيث جُعِلَ جثمانه في جانب من التابوت، ووُضِعَتْ كتبه في الجانب الآخر، مع تعليق أحد الحاضرين: 'هذا الإمام، وهذه أعماله'. هذه العبارة القصيرة جعلت الساهل يسترسل في نصّ بديع يستحضر أحداثًا رمزية تصور 'قيامة' ابن رشد وحسابه، متخيِّلا أن الفقهاء والمجتمع كانوا يُقيمون محاكمة دنيوية للفيلسوف بعد وفاته، وكأنما هو مشهد من يوم الحساب، حيث يُحمَّل جسده مع كتبه على دابة، وكأن كتبه تعادل ثقل جثمانه، في إحالة رمزية إلى قيمة علمه وأفكاره التي توازي شخصه. يُصوِّر المؤلف هذا الترحيل كعقاب، يقترب من أن يكون تلميحًا إلى نفي روحاني أو دفن 'رمزي' في أرض تُعَدُّ 'دار كفر' وفق وعي ذلك الزمن، في إشارة إلى الصراع بين الفكر الحر والسلطة الدينية. يتخيل أيضًا أن اختيار الفقهاء للأندلس لدفنه كان قرارًا لعزله في وجدانهم، وكأنه عقوبة ممتدة حتى بعد الموت. ويَعُدُّ المؤلف توازنَ كتب ابن رشد مع جسده في التابوت صدفة سعيدة حافظت على إرثه. ثم يقفز الساهل بالزمن نحو ألف وستّمائة سنة قبل وفاة هذا الفيلسوف المسلم ليتخيّل مكانَه الفيلسوفَ اليوناني سقراط، ونحن نعلم أن كليهما كان متَّهمًا بإفساد عقول الناس. يعتبر الناقد أن إعدام سقراط كان ترحيلًا مشابهًا لترحيل ابن رشد، وأن مراكش حين اختارت إبعاد الفيلسوف المسلم، كانت تُعبر عن خوف دفين من أفكاره، مثلما كانت أثينا خائفة من سقراط.
مثالٌ ثالث على اتكاء الساهل على خياله في 'حُلم كونديرا'، هذا السؤال الذي طرحه في نص 'صِحاح الشعر العربي': ((كيف كان سيبدو الأدب العربي لو احتوى على 'صِحاح' للشعر كما هو الحال في الحديث؟)). في هذا النصّ يتناول قضية 'الشعر المنحول' في الثقافة العربية، موضحًا أن ديوان العرب يحتوي على قصائد منسوبة لأسماء غير تاريخية أو مفتعلة. ورغم الوعي بهذا، حافظ العقل العربي على هذه القصائد في المدونة الأدبية، وذلك لاعتبار الشعر فنًّا ثانويًّا وليس من الأساسيات التي تستدعي تنقيحًا صارمًا، كما هو الحال في الحديث النبوي. هذه التسامح مع الشعر المنحول يعود أيضًا إلى أن هذا الشعر أسهم في خدمة العلوم كالنحو والبلاغة والتفسير، حتى أن كل المجالات الأكاديمية شاركت في هذا الانتحال، ما جعله 'ضارة نافعة'. ويمضي الساهل في تخيُّل ماذا سيحدث لو أن العقل العربي تعامل مع الشعر كما تعامل مع الأحاديث، مؤكِّدًا أنه لو حدث هذا لكان ديوان العرب أفقر حجمًا وأقل تنوعًا، الأمر الذي كان سيضر بالفخر العربي بالشعر والشعراء. ويُوضح أيضًا أن وجود 'صِحاح' للشعر لن يقضي على المنحول، بل سيجعله أكثر ظهورًا، كما يحدث مع الأحاديث الضعيفة.
هذه أمثلة فقط على علوّ كعب الخيال في كتاب 'حلم كونديرا' للناقد محمد الساهل، و'غني عن البيان' (وأنا هنا أستخدم عبارة أثيرة في كتابه) أن هذا الخيال يمنح للنص الإبداعي قيمة مزدوجة، حيث يصبح النص ليس مجرد عمل أدبي، بل حوارًا مفتوحًا بين المبدع والناقد، وكأن النقد هنا لا يقتصر على كونه مرآة للنص، بل يصبح شريكًا له في عوالمه وطبقاته. إن نقادًا من عينة الساهل هم مَنْ يقدمون لنا قراءات جديدة وغنية، تُرينا النصوص الأدبية بعيون جديدة، وتمنحنا الفرصة للغوص في عمقها بشكل غير تقليدي، فتصبح القراءة نفسها رحلة في فضاءين: فضاء المبدع وفضاء الناقد، وكلاهما يحملنا إلى عوالم خيالية مبتكرة ومفعمة بالمعنى.
والحقيقة أن المقدمة السابقة ليست سوى توطئة للحديث عن الخيال الخلّاق الذي اتكأ عليه الساهل في 'حُلم كونديرا' للولوج إلى موضوعات أدبية وثقافية شيقة، وتناولها من زوايا غير مطروقة سابقًا. من هنا نفهم استباقه أحد مباحث الكتاب بهذا التنبيه: 'لا تأخذوا هذه السطور على مَحْمَل الحقيقة، فهي لا تعدو أن تكون محض خيالات. لكنها في النهاية خيالات لا تَعْدِم صوابا'. ورغم أن هذا التنبيه كان خاصًّا بمبحث واحد إلا أنه يمكننا تعميمه على مباحث أخرى في الكتاب، كان خيالُ الناقد بطلَها.
لا يكفّ محمد الساهل عن تذكيرنا أنه يتخيّل، وأن علينا أن نجاريَه في هذا الخيال إن أردنا الخروج بالمتعة والفائدة. التخييلُ لديه نافذةٌ 'لا تغلق أبدًا ما دام في عمر الخيال بقية'، يهيئنا قبل رحلة الخيال كما يهيئ قبطان الطائرة ركابها: 'قبل أن نمعن في التخييل ينبغي أن ننبه هنا إلى ...' (الكتاب ص 139)، وهو يدرك أن هذه الرحلة ليست بالسهولة التي نظن: 'كم سيكون صعبًا أن نتخيل حقبة بأكملها بدون....' (الكتاب ص 140-139)، لذا نجده أحيانًا يُشفق علينا من خياله الجامح: ' لو لم أكن أخشى من الشطط في التخييل لقلتُ ....' (الكتاب ص 181)، لكنها خشية مزعومة، لأنه في النهاية يقول بالفعل، ويُدخِلنا في شططه ومتاهاته.
في أحد النصوص الجميلة في 'حلم كونديرا' يعود الساهل إلى تاريخ الشعر العربي منطلِقًا من هذا السؤال: 'ماذا لو ربح امرؤ القيس الحبيبةَ وخسِر القصيدة؟'، شارحًا في البداية أن الطبيعة الصعبة التي فرقت امرأَ القيس عن محبوبته هي التي صنعت منه شاعرًا، حيث كان الفراق والحزن وقودًا لإبداعه الشعري، مما أكسبه الخلود وجعل قصيدته إرثًا للأدب العربي، ثم ما يلبث أن يتخيل سيناريو معاكسًا، ينعم فيه امرؤ القيس بالنهاية السعيدة لقصة حبّه، ولا يضطر لمفارقة الديار لأن الطبيعة مسالِمةٌ وحانية، هنا لن يُصبح 'ذو القروح' شاعرًا، وسيكتفي بحياته الهادئة الوادعة، مخلِّفًا من حبيبته التي ستصير زوجته صبيانًا وبناتا. وبعد أن يُقنعنا الكاتب المغربي بهذه الفرضية ينقلنا إلى التأثيرات المحتملة لذلك على الأدب العربي؛ فلو لم يقل امرؤ القيس شعرًا، لافتقد الأدب الجاهلي نموذجًا شعريًّا أصيلًا، ولما وجد الشعراء اللاحقون نماذج تحتذى وتُعارَض. على سبيل المثال، قد لا يجد أبو نواس نموذجاً جاهليًّا ليقوّضه، وربما لم تتشكل مدارس مثل مدرسة الإحياء التي اعتمدت على التراث القديم، ولن يجد أعلام الشعر الحرّ نموذجًا شعريًّا يخرجون عليه، وحتى شرّاح الشعر كالزوزني والتبريزي لن يجدوا معلقات ليشرحوها، وربما بحثوا عن كلام آخر مستغلق يشرحونه، أو انصرفوا إلى عمل آخر لا علاقة له باللغة والأدب. إنه يهدم تاريخ الشعر العربي كله، أو بتعبير أخف وطأة يُعيد تشكيله، بلعبة تخييل مدهشة.
في نص آخر يتكئ محمد الساهل على نص من كتاب 'الفتوحات المكية' لابن عربي يتحدث فيه عن ترحيل جثمان الفيلسوف ابن رشد وكتبه من مراكش التي تُوفِّي فيها إلى مسقط رأسه قرطبة، حيث جُعِلَ جثمانه في جانب من التابوت، ووُضِعَتْ كتبه في الجانب الآخر، مع تعليق أحد الحاضرين: 'هذا الإمام، وهذه أعماله'. هذه العبارة القصيرة جعلت الساهل يسترسل في نصّ بديع يستحضر أحداثًا رمزية تصور 'قيامة' ابن رشد وحسابه، متخيِّلا أن الفقهاء والمجتمع كانوا يُقيمون محاكمة دنيوية للفيلسوف بعد وفاته، وكأنما هو مشهد من يوم الحساب، حيث يُحمَّل جسده مع كتبه على دابة، وكأن كتبه تعادل ثقل جثمانه، في إحالة رمزية إلى قيمة علمه وأفكاره التي توازي شخصه. يُصوِّر المؤلف هذا الترحيل كعقاب، يقترب من أن يكون تلميحًا إلى نفي روحاني أو دفن 'رمزي' في أرض تُعَدُّ 'دار كفر' وفق وعي ذلك الزمن، في إشارة إلى الصراع بين الفكر الحر والسلطة الدينية. يتخيل أيضًا أن اختيار الفقهاء للأندلس لدفنه كان قرارًا لعزله في وجدانهم، وكأنه عقوبة ممتدة حتى بعد الموت. ويَعُدُّ المؤلف توازنَ كتب ابن رشد مع جسده في التابوت صدفة سعيدة حافظت على إرثه. ثم يقفز الساهل بالزمن نحو ألف وستّمائة سنة قبل وفاة هذا الفيلسوف المسلم ليتخيّل مكانَه الفيلسوفَ اليوناني سقراط، ونحن نعلم أن كليهما كان متَّهمًا بإفساد عقول الناس. يعتبر الناقد أن إعدام سقراط كان ترحيلًا مشابهًا لترحيل ابن رشد، وأن مراكش حين اختارت إبعاد الفيلسوف المسلم، كانت تُعبر عن خوف دفين من أفكاره، مثلما كانت أثينا خائفة من سقراط.
مثالٌ ثالث على اتكاء الساهل على خياله في 'حُلم كونديرا'، هذا السؤال الذي طرحه في نص 'صِحاح الشعر العربي': ((كيف كان سيبدو الأدب العربي لو احتوى على 'صِحاح' للشعر كما هو الحال في الحديث؟)). في هذا النصّ يتناول قضية 'الشعر المنحول' في الثقافة العربية، موضحًا أن ديوان العرب يحتوي على قصائد منسوبة لأسماء غير تاريخية أو مفتعلة. ورغم الوعي بهذا، حافظ العقل العربي على هذه القصائد في المدونة الأدبية، وذلك لاعتبار الشعر فنًّا ثانويًّا وليس من الأساسيات التي تستدعي تنقيحًا صارمًا، كما هو الحال في الحديث النبوي. هذه التسامح مع الشعر المنحول يعود أيضًا إلى أن هذا الشعر أسهم في خدمة العلوم كالنحو والبلاغة والتفسير، حتى أن كل المجالات الأكاديمية شاركت في هذا الانتحال، ما جعله 'ضارة نافعة'. ويمضي الساهل في تخيُّل ماذا سيحدث لو أن العقل العربي تعامل مع الشعر كما تعامل مع الأحاديث، مؤكِّدًا أنه لو حدث هذا لكان ديوان العرب أفقر حجمًا وأقل تنوعًا، الأمر الذي كان سيضر بالفخر العربي بالشعر والشعراء. ويُوضح أيضًا أن وجود 'صِحاح' للشعر لن يقضي على المنحول، بل سيجعله أكثر ظهورًا، كما يحدث مع الأحاديث الضعيفة.
هذه أمثلة فقط على علوّ كعب الخيال في كتاب 'حلم كونديرا' للناقد محمد الساهل، و'غني عن البيان' (وأنا هنا أستخدم عبارة أثيرة في كتابه) أن هذا الخيال يمنح للنص الإبداعي قيمة مزدوجة، حيث يصبح النص ليس مجرد عمل أدبي، بل حوارًا مفتوحًا بين المبدع والناقد، وكأن النقد هنا لا يقتصر على كونه مرآة للنص، بل يصبح شريكًا له في عوالمه وطبقاته. إن نقادًا من عينة الساهل هم مَنْ يقدمون لنا قراءات جديدة وغنية، تُرينا النصوص الأدبية بعيون جديدة، وتمنحنا الفرصة للغوص في عمقها بشكل غير تقليدي، فتصبح القراءة نفسها رحلة في فضاءين: فضاء المبدع وفضاء الناقد، وكلاهما يحملنا إلى عوالم خيالية مبتكرة ومفعمة بالمعنى.