أكثر من 3600 باحث عن عمل في تخصص تقنية المعلومات حتى مايو الماضي
الجمعة / 19 / شوال / 1438 هـ - 23:23 - الجمعة 14 يوليو 2017 23:23
1056638
تحديات تواجه مخرجات التخصص .. وجهود حكومية وخاصة للتغلب عليها -
أكدت نوال بنت نصيب العريمية رئيسة قطاع التخطيط والمعلومات بالهيئة العامة لسجل القوى العاملة أن عدد المواطنين المسجلين في قاعدة بيانات الهيئة في مجال تقنية المعلومات كباحثين عن عمل (نشطين) حتى تاريخ 23/5/2017م قد بلغ (3644) باحثا من مختلف المستويات التعليمية، وذلك عبر ديوان عام الهيئة العامة لسجل القوى العاملة وكذلك عبر الدوائر التابعة لها بمحافظتي صحار وظفار ومنافذها في مختلف المحافظات، وقد بلغ عدد الذكور من إجمالي الباحثين عن عمل في تخصص تقنية المعلومات (315) مواطنا، بينما بلغ عدد الإناث (3329) أنثى.
من جهته قال هاني بن منصور الحسني رئيس قسم التشغيل بالوزارة: «إن معظم الشركات تطلب تخصصات بعينها ومنها: تخصص البرمجة، حيث إن مبرمج الحاسب الآلي يستطيع العمل في أكثر من مجال ليخدم المؤسسة في عدة مجالات من تقنية المعلومات، وهناك طلب أيضا على تخصص الشبكات، لربط شبكات المؤسسات الخاصة أو الحكومية» ويرى الحسني بأن التحدي الأبرز في توظيف مخرجات هذا القطاع هو: وجود عدد كبير من الخريجين من تقنية المعلومات مقارنة بفرص العمل المتوفرة. كما تقوم بعض الجهات الحكومية بالتعاقد مع شركات خاصة للقيام بتشغيل وصيانة تقنية المعلومات في الوزارات بدلا من توظيف المبرمجين والفنيين العمانيين».
تأهيل الكوادر
من جانبه قال حسن بن فدا اللواتي مدير عام قطاع تنمية المجتمع الرقمي عن دور هيئة تقنية المعلومات في تأهيل الكوادر الوطنية في مجال تقنية المعلومات: «إن تنمية مهارات أفراد المجتمع في مجال تقنية المعلومات من أهم ركائز استراتيجية عمان الرقمية للمجتمع المعرفي والحكومة الإلكترونية وقد تبنت الهيئة العديد من المبادرات في مجال التدريب التي تنقسم إلى شقين: قسم تطوير صناعة تقنية المعلومات والاتصالات وقسم تنمية المجتمع الرقمي، وفي قسم تطوير صناعة تقنية المعلومات نفذت مشاريع معنية بتقديم التدريب بشكل مباشر وبعضها تبدأ بالتمهيد ومن ثم التكامل مع برنامج آخر، حيث أنشأت مركزي ساس للواقع الافتراضي ولتطوير تطبيقات الهواتف الذكية التي تقدم دورات تدريبية تخصصية إلى جانب تنفيذ مبادرة البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر وتقديم دورات تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية، وأما برامج التدريب التخصصي قدمت برامج مثل برنامج الإلحاق بالمشاريع ومشروع تدريب موظفي الخدمة المدنية الذين أمضوا سنوات طويلة في العمل في الحكومة ولا يجيدون استخدام الحاسب الآلي والتعامل مع التقنية لتنمية مهاراتهم ورفع مستوى أدائهم في استخدام التقنية وبرنامج التدريب التخصصي والشهادات المعتمدة، لرفد السوق العماني بطاقات عمانية مؤهلة وبكفاءات عالية قادرة على تسيير دوائر وأقسام ونظم المعلومات بالمؤسسات ولتمكين الشباب من إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة في مجال تقنية المعلومات، ومع كل تلك الجهود هل يمكننا القول إن سوق العمل حقق الاكتفاء الذاتي بالكوادر المؤهلة والمتخصصة في تقنية المعلومات؟».
شرط الخبرة
وعن الأسباب التي تتسبب في تأخير التوظيف بالنسبة للمتخصصين في تقنية المعلومات يقول اللواتي: (ما زلنا نجد أن بعض خريجي تقنية المعلومات لا يعملون بهذا التخصص لعدة أسباب منها : اشتراط المؤسسات لوجود الخبرة والتخصص، كما أن بعض الشركات والمؤسسات لا تثق بالمخرجات المحلية في مجال تقنية المعلومات وتأتي بخبير من الخارج للعمل في هذا المجال، فحاولنا سد تلك الثغرة، وأيضا كان هدفنا من التدريب تمكين الموظف العماني من تنمية مهاراته وقدراته وبالتالي الحصول على مناصب عليا في تلك الشركات والمؤسسات غير المتخصصة في تقنية المعلومات، إضافة إلى إيجاد كوادر وطنية قادرة على إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة في هذا المجال).
تعاون المؤسسات
وحول تعاون المؤسسات لتوظيف المتدربين يقول مدير عام قطاع المجتمع الرقمي: «نسعى من خلال تواصلنا مع المؤسسات الحكومية والخاصة للتعرف على التخصصات التي تحتاجها تلك المؤسسات ومن ثم نقوم بتنفيذ برامج تدريبية محددة بناء على طلب ومواصفات تلك المؤسسات كما نقوم بين فترة وأخرى بدراسة لمتطلبات السوق المحلي لتخصصات تقنية المعلومات والتعاقد مع بعض الشركات لتدريب مجموعة من الكوادر العمانية وفقا لبرنامج التدريب المقترن بالتوظيف ولكن مثل هذه البرامج مكلفة جدا». يتحدث اللواتي عن مخرجات مركز ساس للواقع الافتراضي وهو من المراكز التي أنشأتها الهيئة لتدريب الشباب العماني في بعض التخصصات كالواقع الافتراضي أو تطبيقات الهواتف النقالة حيث يقول: للأسف فإن 50% من مخرجات البرنامج لم يعملوا في مجال الواقع الافتراضي ولكننا نعتقد بأن السبب في ذلك هو أن هذا التخصص حديث نوعا ما ونأمل في ان تهتم المؤسسات الحكومية والخاصة بهذا المجال وهو ما سوف يساعد على توظيف مخرجات هذا البرنامج».
واقع التوظيف
عن واقع توظيف مخرجات تقنية المعلومات قالت زمزم بنت خلفان التمتمية (موظفة في القطاع الخاص): «إن أعداد خريجي تقنية المعلومات في تزايد مستمر بينما الوظائف محدودة جدا وأصبح السوق متشبعا بتقنية المعلومات العامة وأصبح يبحث عن التخصصية، فنلاحظ أن معظم هؤلاء الخريجين لا يزالون بدون وظائف، وعندما تطرح شركات القطاع الخاص وظيفة في مجال تقنية المعلومات تشترط توفر خبرة عملية للمتقدم لا تقل عن 4 إلى 6 سنوات، وعندما لا تجد من بين المتقدمين من يمتلك الخبرة تلجأ الشركات إلى استقطاب خبرات أجنبية ويتم تجاهل حديثي التخرج حتى ممن يمتلكون شهادات عالمية في المجال».
وتضيف التمتمية: «نتمنى من الجهات المسؤولة عن التوظيف مثل وزارة القوى العاملة والخدمة المدنية العمل على زيادة نسبة التعمين في وظائف تقنية المعلومات بالأخص في القطاع الخاص إذ أنها منخفضة جدا، بينما في القطاع الحكومي فإن معظم العاملين بدوائر تقنية المعلومات هم من العمانيين ولكن لا يتم توظيفهم في تخصصاتهم وإنما يعملون في الدعم الفني وغيرها ولا توكل إليهم مشاريع تقنية كبيرة وإنما تلجأ الجهات الحكومية إلى الاستعانة بشركات أجنبية لتنفيذ تلك المشاريع».
جدوى التدريب
وحول الجدوى من البرامج التدريبية التخصصية التي تنفذها هيئة تقنية المعلومات قال تميم بن عامر القاسمي (متدرب في برنامج الواقع الافتراضي): (لقد استفدت كثيرا من البرنامج التدريبي في مجال الواقع الافتراضي في صقل مهاراتي وجعلها متلائمة مع احتياجات السوق المحلي والعالمي على السواء في هذا المجال وقدم لي الكثير من الخبرات وساعدني في إنشاء شركة مختصة بتطوير تطبيقات الواقع الافتراضي والألعاب الإلكترونية). ويقول معاذ بن يوسف البلوشي: «إن مشاركتي في برنامجين من البرامج المقدمة من هيئة تقنية المعلومات (صيف البرمجة وساس 48 ساعة) كانت مفيدة بالنسبة لي سواء في تطوير مهاراتي في مجال تقنية المعلومات أو المهارات المتعلقة بإدارة الفريق ولله الحمد فقد توظفت فورا بعد انتهاء فترة التدريب.
وتشاركه في الرأي سمية بنت علي الرواحية حيث تقول: (بعد انتهاء فترة التدريب، تلقيت عروضا للعمل على مجموعة من المشاريع في جهات مختلفة، واعتقد بأن السوق المحلي في السلطنة يشجع على ريادة الأعمال ويستوعب قيام مشاريع ومؤسسات صغيرة ومتوسطة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات).