أعمدة

رماد: أنْوَار

abdullah
 
abdullah
عبدالله بن محمد المعمري - Shinas1@hotmail.com - للحياة أنْوَار تبدد ظلمة النفس والروح ، تسري فيهما كسريان الدم في الجسد ، بدونها لن يكون للحياة طعم ولا لون ولا حتى مسار نخطو فيه نحو ما يصنع لنا الفرح الممتزج بالسعادة ، وصورة مكسوّة باللون الأخضر ، لون الحياة ، حيث لا يكون لها وجود للحياة إلا بها . منها ينبعث نور يسطع في النفس بطمأنينة ، كصوت عذب ينساب بين حنايا الروح ، يعانقها ، يلاطفها ، يشعل بها الضياء في طريق لربما ذات يوم أظلم ، يحتاج إلى ذات النور ، ليستمر ، لينجح ، ليكون كما كان ، بفلسفة حياة لا تنتهي حتى بعد الموت ، فما أجملها من نفس مطمئنة بذلك النور. ومنها يتسرب نور نحو الروح ، يستمر في المسير إلى أن يصل إلى القلب ، هنالك حيث يجد الحب ويصنع منه ترياق الحياة في عاطفة جميلة تشبه توأمة روحين في جسد ، إن أصاب إحداهما الحزن أمد الأخرى بسعادة تمحوه ، هما معا ، ليل نهار ، صبحٌ ومساء ، يعانقان معا دفء الشعور. أو ذلك النور التي تبعثه في القلب ، يحلق كطائر الصباح ، مغردا بلحن الحياة ، يهفو لها بجناحيه ، ينبض بالحب لذلك النور ، يجدد القلب به ، في كل يوم يحكي تفاصيل جديدة عن تدفع المشاعر في وجدان الذات التي تنطق شعرا ، وتترنم بأغنية لا ينتهي لحنها. فما اجمله من قلب يشع بالنور على الدوام. ونور يُضيء طريق النجاح ، بهمة الفتى الذي يفكر بمستقبل طَموح ، يرسم تفاصيله عقل نيّر ، وقلم به من الجنون ما يحط رحاله ما بين صحراء يزرعها وردًا وزهورًا ، ويسقيها بالعلم فيحولها بوجوده إلى جنة خضراء ، تعلوها سحبٌ ماطرة ، تجود بذات النور. نور مع نور مع نور ، هكذا حينما تجتمع في «أنْوار» الحياة ، فتبتهج بكل معانيها ، هي الحُسن هي ذات النقاء بسَريرة طاهرة ، تمتد لها يد العطاء فرحا مسرورا.