الاقتصادية

تدشين برنامج عمان للابتكار البيئي لدعم رواد الأعمال العاملين في الاستدامة البيئية

يساهم في تحويل المشاريع والأفكار إلى شركات ناجحة

 
الهنائي: تطمح شركة بيئة في النسخة الحالية إلى تدريب 10 إلى 12 شركة عمانية ناشئة

المنذري: برنامج مسرعات الأعمال تساهم في تمويل وصقل المهارات التجارية

22 مؤسسة عمانية صغيرة ومتوسطة استفادت من البرنامج في النسخ السابقة

دشنت الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة 'بيئة' اليوم النسخة الثالثة من برنامج عُمان للابتكار البيئي وهو البرنامج الأول من نوعه في سلطنة عمان المخصص لرواد الأعمال العمانيين العاملين في قطاع الاستدامة البيئية لتحويل مشاريعهم وأفكارهم إلى شركات ناجحة، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر الشركة.

يهدف البرنامج الذي يستمر لمدة 6 أشهر إلى تسريع نمو المؤسسات العمانية الصغيرة والمتوسطة؛ إذ يزوّد البرنامج رواد الأعمال العمانيين بالمهارات اللازمة والمعرفة الأساسية في الجوانب التجارية والتسويقية والقانونية، وإعداد الشركات العمانية الناشئة للحصول على التمويل الاستثماري اللازم للتوسع في السوق المحلي والخارجي.

وردًا على الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي حول الدعم الذي تقدمه شركة بيئة للشركات الطلابية والعمانية الناشئة العاملة في قطاع إعادة التدوير والاستدامة البيئة، قال الدكتور مهاب الهنائي نائب الرئيس التنفيذي للاستدامة البيئية والاقتصاد الدائري بشركة بيئة: إن شركة بيئة تساعد الشركات العمانية الصغيرة والمتوسطة للنمو تجاريا واقتصاديا، وبعد أن تتمكن الشركات العمانية الصغيرة والمتوسطة من النجاح في المشروع تدخل شركة بيئة في علاقات وشراكات تجارية معها.

مخرجات البرنامج

وحول مدى الاستفادة من النسخ السابقة ومخرجاتها، أوضح نائب الرئيس التنفيذي للاستدامة والاقتصاد الدائري بشركة بيئة بقوله: إنه من خلال النسخ السابقة تم التعرف على ماهية التحديات التي يواجهها رواد الأعمال للبدء في مشاريع الاستدامة البيئية وكيفية إيجاد حلول لها، واستطرد بقوله: في النسخ السابقة يتطلب فقط أن تكون المؤسسة أو رائد العمل لديه فكرة، ولكن في النسخة الحالية يشترط للمشاركة في البرنامج أن يمتلك رائد العمل سجلًا تجاريًا، وسيتم استضافة خبراء ورجال أعمال من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

وفي سؤال الدكتور مهاب الهنائي حول المتابعة المستمرة لمخرجات البرنامج بعد الانتهاء منه، أوضح أن هناك متابعة مستمرة من قبل القائمين على البرنامج للشركات العمانية الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال الذين استفادوا من البرنامج لتقديم المساعدة والدعم للنمو في مشاريعهم.

وأوضح الهنائي أن في النسخة الحالية تطمح شركة بيئة إلى تدريب ما يقارب من 10 إلى 12 شركة ناشئة للدخول في صناعة الاقتصاد الدائري والاستدمة البيئية، موضحًا أن شركة بيئة تنظر إلى النفايات على أنها موارد مهدرة يمكن أن تدخل مرة أخرى في دورة الصناعة لتدر الاقتصاد الوطني ماديًا وخلق فرص عمل وصناعات جديدة بما يتماشى مع 'رؤية عُمان 2040'.

وبيّن الهنائي بقوله: إن الشركات العمانية الناشئة لديها منتج ولكن لم تدخل السوق بشكل واسع، فتعمل شركة بيئة من خلال برنامج مسرعات الأعمال إلى تدريب الشركات العمانية الناشئة في قطاع الاستدامة البيئية لتدريبها على نماذج الأعمال وكيفية الانخراط في السوق بشكل أوسع، وبيع المنتجات بشكل أكبر، فسيكون في النسخة الثالثة من البرنامح خبراء عالميون ومؤسسون لشركات عالمية ناجحة استطاعت الدخول في السوق العالمي بشكل كبير، فخلال البرنامج سيشارك أصحاب الشركات الناشئة رواد الأعمال والخبراء العالميين تحدياتهم وأفكارهم مناقشة كيفية التغلب عليها.

من جهتها قالت الدكتورة فرح البروانية، مدير أول الأبحاث والتطوير في شركة 'بيئة': نحن سعداء بإطلاق النسخة الثالثة من برنامج عمان للابتكار البيئي، الذي يهدف إلى توفير نظام بيئي مستدام يدعم رواد الأعمال العمانيين، ويفتح آفاقًا أوسع للتحول ويعزز التغيير الإيجابي في مجتمعنا.

مسرعات الأعمال

من ناحيته قال عثمان المنذري رائد عمل ومؤسس شركة 'إنوتك' خلال عرضه للبرنامج التدريبي: إن مسرعات الأعمال مهمة جدا في الراغبين للبدء في مشاريعهم الخاصة؛ لأن رائد الأعمال في المرحلة الأولى يمتلك فقط المعرفة والخبرة العملية التقنية ولكن لا يمتلك الخبرة العملية التجارية، فمسرعات الأعمال هي البيئة المثالية للأفراد الراغبين البدء في ريادة الأعمال حتى تساعدهم على تطوير أفكارهم والاستفادة من الخبرات في جوانب التسويق وريادة الأعمال والجوانب المالية والقانونية.

وأعرج رائد الأعمال عثمان المنذري للحديث عن مخرجات النسخ السابقة لبرنامج مسرعات الأعمال وقال: تخرج من النسخ السابقة 22 رائدًا عن عمل عماني، وتم جمع ما يقارب 90 ألف ريال عماني لتمويل مشاريعهم، كما تم التعاقد مع عدد من المؤسسات والشركات لتنفيذ مشاريع حكومية.

وأوضح المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة 'إنوتك' أن المرحلة الأولى من البرنامج هي مرحلة الاختيار وتقوم على عدة معايير، وجاءت المعايير بناء على تجارب النسخ السابقة من البرنامج، وذكر المنذري من ضمن معايير النسخة الثالثة هي أن يكون في المشروع أكثر من مؤسس؛ لأن المستثمرين دائما لا يفضّلون العمل مع مؤسسة يمتلكها رائد عمل واحد؛ لأن نسبة المخاطرة بها عالية جدا قد يمر بظروف خاصة مثل أن يحصل على عرض وظيفي ويترك المؤسسة، ومن ضمن الشروط الأخرى للنسخة الحالية من البرنامج أيضا أن تكون مملوكة للعمانيين بنسبة تزيد عن 51%، وأن يُقدم سجل تجاري باللغتين العربية والإنجليزية بعد الانتهاء من البرنامج.

وأشار المنذري في معرض حديثه عن البرنامج إلى أنه يعد الأول من نوعه في سلطنة عمان المخصص لقطاع الاستدامة البيئية، موضحًا أن عدد الشركات العمانية الناشئة العاملة في المجال محدودة، إذ تبلغ أقل من 100 شركة ومن المهم دعم الأفراد وتشجيعهم للانخراط في مشاريع الاستدامة البيئية من خلال التدريب والتطوير وخلق شراكات جديدة وربط المهتمين بالقطاع بالأبحاث سواء من خلال المختبرات أو الجامعات والمؤسسات، ويأمل المنذري أن يحظى البرنامج بتسويق قوي وكبير لتصل إلى عدد أكبر من المهتمين والعاملين في القطاع؛ لأن عدد الشركات العاملة في مجال الاستدامة البيئية على مستوى الشرق الأوسط محدود جدا.

صقل مهارات رواد الأعمال

ولفت المنذري خلال استعراض البرنامج أن الهدف منه هو صقل مهارات رواد الأعمال وهو قائم على الجوانب العملية أكثر من الجوانب النظرية، وسيتم استضافة متحدثين وخبراء في مجال الاستدامة البيئية ورواد أعمال يمتلكون خبرات واسعة للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم كلٌ في مجاله سواء في مجال التسويق أو ريادة الأعمال أو الجوانب القانونية والعملية، بالإضافة إلى التركيز على الاستدامة المالية من خلال مصطلحات ومفاهيم تساعد رواد الأعمال للاستدامة في مشاريعهم.

وحول آلية التدريب في البرنامج أفاد المنذري أن المميز في النسخة الثالثة من برنامج مسرعات الأعمال سيكون لكل فريق أو مؤسسة مدرب خاص وجلسات خاصة فيها؛ لأن بعض المؤسسات تختلف في طبيعتها واستضافة خبراء دوليين للتدريب في الجوانب التقنية والإدارية حسب حاجة المؤسسة.

وبيّن المنذري أنه في اليوم الذي تُعرَض فيه المشاريع تستغل بعض المؤسسات التي لا تحصل على تمويل هذا الوقت للترويج لنفسها بشكل كبير وستحصل على استثمارات بطريقة غير مباشرة، ومن مميزات البرنامج أنه يروّج للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة المشاركة في البرنامج ويربطها بمستثمرين وجهات تمويل، وجهات داعمة وزبائن محتملين.

وفي تصريح صحفي أوضح المنذري أن النسخة الأولى من البرنامج كانت مختلفة حيث خصصت في مرحلة الفكرة وأما النسخة الثانية فكانت للشركات التي لديها خبرة في السوق بينما النسخة الثالثة (الحالية) مخصصة للشركات الناشئة في مرحلة الفكرة ومرحلة النموذج الأولي، والهدف من البرنامج هو تسريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من مرحلة الفكرة والنموذج الأولي إلى مرحلة الحصول على تمويل أو استثمار والبدء في الحصول على عوائد مادية بهدف خلق شركات ناشئة عمانية في مجال الاستدامة البيئية وتعظيم الاستفادة من الموارد المهدرة وإيجاد فرص وظيفية وفرص أعمال في القطاع، مضيفًا: كما أن البرنامج يساعد رائد العمل في الارتباط بمستثمرين وبنوك تجارية وغيرها من الجهات التمويلية الأخرى.

وبتوجيه من مدربي الأعمال المحليين والدوليين، يعمل البرنامج على تسريع البراعة المالية والإدارية والاستراتيجية للمشاركين، مع صقل مهارات الاتصال والتواصل لديهم لجذب المستثمرين، والهدف النهائي هو تأمين التمويل اللازم لتحويل أحلامهم الخضراء إلى واقع مربح.

جدير بالذكر أن برنامج عمان للابتكار البيئي تم إطلاقه في عام 2020، بهدف دعم وتمكين رواد الأعمال العمانيين العاملين في قطاع الاستدامة البيئية والاقتصاد الدائري لعرض منتجاتهم وخدماتهم الصديقة للبيئة في السوق، من خلال تقديم التدريب المكثف والتدريب الشخصي والوصول إلى الخبرة والتمويل، ويمهد البرنامج الطريق لريادة الأعمال في مجال الاستدامة البيئية.