عمان اليوم

مبتعث عماني يجري دراسة حول الجدوى التقنية والاقتصادية لإعادة استخدام بطاريات السيارات الكهربائية

أوصت بضرورة وضع معايير واضحة لتسعير وإعادة تدوير البطاريات

 
من أروقة جامعة كانتربري بالمملكة المتحدة ومختبراتها العلمية، يعمل الطالب محمد بن خليفة العلوي طالب دكتوراة ومساعد محاضر بكلية الهندسة والتكنولوجيا والتصميم بجامعة كانتربري على مشروع بحثي بعنوان «الجدوى التقنية والاقتصادية لإعادة استخدام بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة في تطبيقات ثانوية» وتهدف هذه الدراسة البحثية بشكل محدد إلى مراجعة الأبحاث الحديثة حول إمكانية إعادة استخدام بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة في تطبيقات ثانوية مثل أنظمة الطاقة الشمسية ومحطات توليد الرياح وشبكات الكهرباء.

وأشار محمد العلوي الباحث الرئيس للدراسة إلى أن الدراسة تقدم رؤية شاملة حول الفرص الاستثمارية المحتملة في مجال إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية، وذلك في ظل التوقعات بزيادة كميات هذه البطاريات المستعملة مع انتشار المركبات الكهربائية، إذ تبنت الدراسة منهجية منظمة وشاملة لمراجعة الأبحاث السابقة حول إعادة استخدام بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة، حيث حددت الدراسة سؤالها الرئيس حول «مدى جدوى إعادة استخدام بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة في تطبيقات ثانوية من الناحيتين التقنية والاقتصادية؟»، ثم الاعتماد على قاعدة بيانات Engineering Village (by Elsevier) للبحث عن الأوراق البحثية نظرا لاحتوائها على الدراسات ذات الصلة، وركّزت الدراسة على أوراق الأبحاث المنشورة خلال «2015 - 2022» التي تناولت تقييم إعادة استخدام بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة من النواحي التقنية والاقتصادية بشكل خاص، ونتيجة لتطبيق تلك المعايير الدقيقة، تمّ استبعاد 544 ورقة بحثية لعدم مطابقتها مع أهداف الدراسة، واختيرت 21 دراسة فقط كعينة نهائية ذات صلة مباشرة بموضوع البحث.

وذكر الباحث محمد العلوي أن الدراسة البحثية توصلت إلى مجموعة من النتائج المهمة الداعمة لفرضية البحث التي تؤكد جدوى إعادة استخدام بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة في تطبيقات ثابتة، إذ كشفت نتائج الدراسة أن نسبة 40% من الأبحاث المراجعة أكدت جدوى استخدام بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة كأنظمة لتخزين الطاقة في المنشآت السكنية والتجارية المزودة بالطاقة الشمسية، حيث أظهرت قدرتها على تخزين فائض الطاقة واستخدامه عند الحاجة، مما يحسّن من موثوقية أنظمة الطاقة المتجددة غير المنتظمة. كما أشارت 30% من الدراسات إلى إمكانية استخدام بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة في تقديم خدمات للشبكة الكهربائية كتعديل التردد وتخفيف الذروة. كما أوضحت الدراسة إلى أنه يمكن اعتماد نسبة 35% من تكلفة البطارية الجديدة كمؤشر تقريبي لتسعير بطاريات السيارات الكهربائية عند إعادة بيعها مباشرةً في السوق.

وأكدت الدراسة على أن إعادة استخدام بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة سيظل ذا جدوى اقتصادية عالية حتى إذا انخفض سعر البطاريات الجديدة في المستقبل.

وأضاف الباحث محمد العلوي أن هذه الدراسة البحثية سلطت الضوء أيضًا على بعض التحديات والفرص في هذا المجال والمتمثلة في اختلاف خصائص البطاريات وأنواعها، ما يصعّب عملية توحيد معايير إعادة الاستخدام، كما أنّ المتطلبات الفنية المرهقة لبعض التطبيقات كضبط التردد تمثّل تحديًا أمام الاستخدام المستدام للبطاريات، أما الفرص فتتمثل في احتمال انخفاض تكلفة البطاريات مستقبلًا مع تطور التقنية، مما يزيد جاذبية إعادة الاستخدام، وسيساهم تطوير أنظمة ذكية لإدارة البطاريات في تحسين عمرها الافتراضي، وعليه، فإن هذه التحديات والفرص تشير إلى ضرورة مواصلة الأبحاث والدراسات لتعزيز فهم سبل إعادة تدوير البطاريات بفاعلية وموثوقية عالية.

وأردف بقوله: إن الدراسة البحثية لها أثر بالغ الأهمية في مجال إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية، إذ تسلط الضوء على الفرص الاستثمارية الواعدة في هذا المجال، فالنتائج الإيجابية بشأن الجدوى التقنية والاقتصادية لإعادة الاستخدام ستشجع الشركات والمستثمرين على الدخول في هذا المجال، كما أن تحديد الدراسة للمعايير الحرجة مثل العمر الافتراضي وسعر إعادة البيع، سيمكن المستثمرين من اتخاذ قرارات مدروسة بشأن جدوى المشاريع المستقبلية، وفي الجانب البيئي، ستسهم نتائج الدراسة في تشجيع حلول صديقة للبيئة من خلال إعادة تدوير استخدام البطاريات الكهربائية بدلًا من التخلص منها كنفايات خطرة. وهكذا تفتح هذه الدراسة المنهجية آفاقًا واعدة نحو مستقبل أكثر استدامة عبر إعادة تدوير الموارد وتعظيم الاستفادة منه، وتُعد السيارات الكهربائية من أبرز التقنيات الحديثة التي تساهم في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وقد شهد العالم في السنوات الأخيرة نموًا ملحوظًا في مبيعات السيارات الكهربائية.