تصوير: عبد الواحد الحمداني

مع ارتفاع درجات الحرارة في المحافظات الشمالية في سلطنة عمان خلال موسم الصيف، تنشط الحركة السياحية على المناطق الباردة والأودية دائمة الجريان والتي توفر بين أحضانها الطبيعة الخلابة والتضاريس الرائعة والمياه المتدفقة من بين الصخور. وعند الحديث عن الأودية دائمة الجريان في سلطنة عمان، فإن وادي بني خالد يعد وجهة سياحية جاذبة ومهمة خلال فصل الصيف، حيث يقصدها السائح للاستمتاع بالسباحة والاستجمام وسط تضاريس متنوعة من الجبال والمزروعات من أشجار المانجو والنخيل، وأهم ما يميز الوادي البرك المائية النظيفة التي تتنوع فيه بين العمق للماهرين في ممارسة هواية السباحة وأخرى للمبتدئين، إضافة إلى تميزه باستمرارية جريان الماء طوال العام على غرار الأودية الأخرى في سلطنة عمان.

زيارة 'عمان' جاءت للوادي في الوقت ما بعد الظهيرة مما تلمسنا الطقس المناسب مع نسمات الهواء العليلة التي تجدفها أشجار النخيل والمانجو جراء تمازج حركتها مع المناظر الخلابة لتطلق الأكسجين النقي بعيدا عن ملوثات الحياة في المدن المكتظة، ترى من خلالها سعادة الزائرين بينهم محبو المغامرة للوصول إلى 'كهف مقل' مشيا على الأقدام حاملين دواعي السلامة والمؤن الغذائية، بالإضافة إلى الأسر التي اكتفت بالاستمتاع إلى سماع خرير الماء ومنح أطفالهم فرصة ممارسة السباحة في البرك المناسبة لهم والاندهاش برؤية حركة الأسماك الصغيرة وسط هذه البرك، وينصح تجنب السباحة في البرك العميقة تجنبا لمخاطر الغرق.

ويقع الوادي في شمال محافظة الشرقية تحديدا بولاية بني خالد، إذ يبعد عن محافظة مسقط نحو 255 كم، ويوجد بالوادي مناطق جلوس ومطعم ومزارعون يبيعون المانجو ذات الطعم الرائع.

وخلال لقائنا بالزوار والسياح أشارت حنين الأسطة زائرة سورية الجنسية ومقيمة في سلطنة عمان إلى أن وادي بني خالد جميل جدا، يتميز بالطبيعة الصحراوية المنسجمة مع الجبال وأشجار المانجو والمحاصيل الزراعية، بحيث إن الزائر طبيعيا لا يتوقع وجود ذلك في أراض شبه قاحلة، واصفة بمرور المياه وسط الجبال وتوافر البرك المائية التي توجد للزائر شعور بالارتياح والاسترخاء النفسي الذي يحتاجه كل سائح، وأضافت إن عدم تدخل الصناعة البشرية في طبيعته الخلابة انعكس إلى الشعور بالجمال الرباني للطبيعة وتمازج أصوات خرير الماء بعيدا عن ضوضاء المدن المكتظة بالزحام والتلوث.

وأشارت الأسطة إلى أن جمال البرك المائية ونظافة المياه تجذب السائح لممارسة السباحة والاستمتاع، بحيث يثير الدهشة بانسجام الأسماك الصغيرة مع البشر وقت السباحة، كما أن زيارة كهف مقل داخل الوادي كان لها طابع آخر بتناقض الطبيعة بين المياه والمحاصيل الزراعية والتضاريس الجبلية مما أسر إعجابي عند سماع هدير المياه الجوفية التي تتدفق خلال الصخور، لتؤكد أنه منظر يُفتن الأنظار بالقرب من الجداول المائية المتدفقة.

ودعت إلى زيارة وادي بني خالد خصوصا وسلطنة عمان بشكل عام، وأردفت أنه لا بد من الآخرين تجربة زيارة سلطنة عمان لما تتميز بطبيعتها الخلابة والمتنوعة في التضاريس وعدم التجاوب للمؤشرات السلبية التي يتناقلها البعض عن سلطنة عمان بأنها صحراوية، بل بالتأكد من خلال زيارتها للتعرف على طبيعتها الربانية التي تميزت بها وزيارة مختلف المواقع السياحية.

من جانبه يقول الزائر علي خان تركي الجنسية: استمتعت بزيارة وادي بني خالد جدا، خصوصا السباحة في البرك المائية، كما أن الجبال التي تحوي الوادي أعطت طابعا جميلا، موضحا أنه لم يتوقع وجود طبيعة جميلة وسط الجبال، مؤكدا جمال المناظر في الوادي، وأنه مكان مناسب للاسترخاء والاستجمام.

أما الزائرة شابنام عزيزي إيرانية الجنسية ومدونة سياحية تقول: أحببت وادي بني خالد الذي يُعد أحد الأمثلة الرائعة لجمال طبيعة سلطنة عمان، ويمتاز بمياه عذبة وباردة، واستمتعت كثيرا وخصوصا وقت السباحة، لذلك سأسعى بالتدوين السياحي عن سلطنة عمان لأن العديد من الناس لا يعرف عن جمال طبيعتها.