أعمدة

نوافذ :أهمية الحماية الاجتماعية

 
hotmail.com@ 680 Salim

أهمية منظومة الحماية الاجتماعية التي صدرت عبر 3 مراسيم سامية الأسبوع الماضي، تكمن في توفير حياة كريمة للمواطن وتمكينه من مواجهة أعباء الحياة وضمان حمايته من تقلبات الدهر والاستفادة من إيرادات الدولة كشريك في بنائها وإعلاء شأنه وأهميته وقيمته وضمان حياة مستقرة له.

حمل هذا المشروع مجموعة من المحاور التي تريد القيادة تحقيقها خلال المرحلة المقبلة، وهي المرتكز الأساس الذي قامت عليه هذه الخطوة عبر مسارين، الأول منافع الحماية الاجتماعية، والثاني برامج التأمين الاجتماعي.

وقبل الخوض فيها، من الضرورة التأكيد على أنها خطوة مهمة للغاية تكتسب تلك الأهمية من مخصصاتها المالية التي تقدر بمليار و400 مليون ريال سنويا في ميزانية الدولة، ليستفيد عدد من شرائح المجتمع من هذه المنظومة التي ستعطي مليونا ونصف المليون مواطن ومواطنة خلال الفترة القادمة.

هذا المشروع الذي كُتب له الخروج إلى العلن قبل أيام، يحقق قفزة نحو استقرار الفرد، والذي جاء كبداية لتشريعات قادمة لعل أقربها قانون العمل بهدف تكاملية التشريعات التي تحقق الاستقرار للفرد وتضمن له حياة كريمة.

الحرص السامي على دعم استقرار أبناء الوطن وأهمية ضمان تلك الحياة المنشودة لهم من خلال خطوة إنجاز منظومة الحماية الاجتماعية، تعكس قيمة ذلك المواطن لديه، وأهمية تحسين أموره المالية تحت وطأة ارتفاع الأسعار وتقلبات الظروف داخل الأسرة الواحدة.

أبرز محاور هذه المنظومة تعزيز دخل الأسرة وإيجاد منافذ تُسهم في ارتفاع إيراداتها لتستفيد منها، إضافة إلى تعزيز القوة الشرائية في السوق المحلي، واستفادة جميع شرائح المجتمع من هكذا منظومة، لتعزز الترابط فيما بينها ودعمها نحو الإنتاج أيما كانت الوظيفة التي يشغلها الفرد، أضف إلى أنها تضع استراتيجية مستقبلية للمواطن في تأمين المزيد له من الحماية تحسبا لتقلبات الظروف، وتترك للمشرّعين فرصة تطويرها في المرحلة المقبلة وتعظيم أهدافها لبناء أجيال أقل معاناة من ما مضى وتأمين مستقبلهم من خلال هذه المنظومة التي تعد البداية.

ومن المحاور أيضًا أن المنظومة ستحقق أساس حماية المجتمعات من تزايد أعداد الباحثين عن عمل من الطلبة الخريجين أو الفئات التي تفقد وظائفها في القطاع الخاص أو تلك التي تتعرض لظروف تبعدها عن أداء مهامها الوظيفية بالحصول على ما يُسهم ولو كان بجزءٍ يسيرٍ في تغطية متطلبات حياتهم.

وتناولت المنظومة تغطيتها لخمس شرائح أساسية في المجتمع تستفيد من المنفعة وهي: كبار السن، والطفولة، و الأشخاص ذوي الإعاقة، والأيتام والأرامل، ودعم دخل الأسرة، إضافة إلى تعددية المزايا الأخرى.

ولعل الأبرز أيضا توحيد صناديق التقاعد في صندوقين مدني وعسكري وهذا سيعزز من قدرتهم على استثمار الأموال في مشروعات داخلية وخارجية والتي منها صندوق الحماية الاجتماعية الذي حمل العديد من المكاسب للفرد.

كل ذلك يعد ترجمة لبرامج «رؤية عمان 2040» التي تحتاج لتنفيذها على أرض الواقع إلى 17 عامًا آتية للبناء عليها في الفترة القادمة الممتدة والتي ستشهد المزيد من تنفيذ مثل هذه الخطوات الاستراتيجية.