اشتر الآن وادفع لاحقا
الاحد / 4 / محرم / 1445 هـ - 21:45 - الاحد 23 يوليو 2023 21:45
في عام 1949 للميلاد كان فرانك مكنمارا يتناول العشاء في أحد المطاعم في نيويورك مع زوجته عندما اكتشف أنه نسي محفظته، ورغم أن الزوجة دفعت الفاتورة إلا أن الموقف كان مؤلما له، هذا الألم دفعه إلى اختراع بطاقة (داينرز كلوب) التي فتحت المجال أمام البطاقات البلاستيكية التي تمتلئ بها محافظنا اليوم، والتي لا تتيح لنا الدفع من دون نقد فقط ولكنها تسمح لنا بدفع قيمة مشترياتنا في وقت لاحق حتى لو لم تكن لدينا أموال في حساباتنا، حتى إنها تسمح لنا برد المبالغ التي اشترينا بها على أقساط ميسرة جدا، وعلى فترات طويلة إن شئنا.
مبدأ استهلك الآن وادفع غدا فتح الباب على مصراعيه للاستهلاك المفرط الذي نعاني منه اليوم، والذي استغله المنتجون لجرنا لشراء أشياء لا نريدها ولا نحتاجها من الأساس، خاصة مع تطور الشراء عبر الشبكة العالمية في التو واللحظة من أي مكان في العالم باستخدام رواتب لم تستحقها بعد، باللعب على قوة المتعة قبل الشراء، فقد وجد الباحثون أننا نميل إلى الاستمتاع من عملية ترقب وانتظار الأشياء القادمة أكثر في الواقع من متعة الحصول عليها، فالمتعة تكمن في لحظة الترقب ذاتها، لأن المستقبل لم يحدث بعد، الأمر الذي يتيح لنا إضافة تفاصيل ممتعة نتمنى أن تمنحنا إياها مشترياتنا، فالصور من بعيد تكون أجمل وعدم الوضوح يضخم المشاعر كما يرى الباحثون.
وهكذا وبدون أن نعي وجدنا أنفسنا ننصاع أكثر وأكثر لإغراءات المشتريات المؤجلة، التي باتت في الواقع تعزز متعة الاستهلاك فينا، فأصبحنا نتهافت على مواقع الشراء على الإنترنت بدون وعي أحيانا للعواقب التي تنتظرنا.
لا شك أن بطاقات الائتمان لها مزايا عديدة لمن يعرف كيفية التحكم في نفسه، ويستطيع دفع المبالغ في موعد استحقاقها، وهي منقذ في حال وجد المرء نفسه بحاجة عاجلة لمال لا يملكه للصرف على احتياج مفاجئ، لكنها سلاح ذو حدين ذلك أن الفوائد عليها أكبر بكثير من الفوائد البنكية الاعتيادية وقد تصل إلى 15% في بعض البطاقات، بالتالي إذا كنت لا تملك المال الكافي لدفع رصيد بطاقتك في وقتها، فمن الأفضل عدم الحصول عليها، فهي كما ذكرنا قد تغريك على الاستهلاك دون أن تشعر.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية
مبدأ استهلك الآن وادفع غدا فتح الباب على مصراعيه للاستهلاك المفرط الذي نعاني منه اليوم، والذي استغله المنتجون لجرنا لشراء أشياء لا نريدها ولا نحتاجها من الأساس، خاصة مع تطور الشراء عبر الشبكة العالمية في التو واللحظة من أي مكان في العالم باستخدام رواتب لم تستحقها بعد، باللعب على قوة المتعة قبل الشراء، فقد وجد الباحثون أننا نميل إلى الاستمتاع من عملية ترقب وانتظار الأشياء القادمة أكثر في الواقع من متعة الحصول عليها، فالمتعة تكمن في لحظة الترقب ذاتها، لأن المستقبل لم يحدث بعد، الأمر الذي يتيح لنا إضافة تفاصيل ممتعة نتمنى أن تمنحنا إياها مشترياتنا، فالصور من بعيد تكون أجمل وعدم الوضوح يضخم المشاعر كما يرى الباحثون.
وهكذا وبدون أن نعي وجدنا أنفسنا ننصاع أكثر وأكثر لإغراءات المشتريات المؤجلة، التي باتت في الواقع تعزز متعة الاستهلاك فينا، فأصبحنا نتهافت على مواقع الشراء على الإنترنت بدون وعي أحيانا للعواقب التي تنتظرنا.
لا شك أن بطاقات الائتمان لها مزايا عديدة لمن يعرف كيفية التحكم في نفسه، ويستطيع دفع المبالغ في موعد استحقاقها، وهي منقذ في حال وجد المرء نفسه بحاجة عاجلة لمال لا يملكه للصرف على احتياج مفاجئ، لكنها سلاح ذو حدين ذلك أن الفوائد عليها أكبر بكثير من الفوائد البنكية الاعتيادية وقد تصل إلى 15% في بعض البطاقات، بالتالي إذا كنت لا تملك المال الكافي لدفع رصيد بطاقتك في وقتها، فمن الأفضل عدم الحصول عليها، فهي كما ذكرنا قد تغريك على الاستهلاك دون أن تشعر.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية