ثقافة

روان الندابية لـ "عمان": فن المناظرات.. أسلوب حياة وطريق نحو تحفيز العقول

روان الندابية
 
روان الندابية
انطلقت رحلة مشاركات روان الندابية -عضوة في مركز مناظرات عُمان- في بطولات فن المناظرات عندما بدأت أول بطولة مناظرات وطنية في عُمان عام ٢٠١٦م في جامعة البريمي، توالت مشاركاتها بعد ذلك في البطولات الوطنية على امتداد 4 سنوات خلال دراستها في الجامعة، ومن النتائج الإيجابية في مشاركاتها هو تأهلها إلى البطولة الدولية للمناظرات في قطر عام ٢٠١٩م، تعمل روان الآن كمحكم في مركز مناظرات عُمان.

تُعرِّف روان فن المناظرات على أنه حوار يدور بين فريقين -فريق موالاة وفريق معارضة- حول قضية معينة يطرحها المجلس، ويعرض المجلس غالبًا قضايا مختلفة، في إطار قضايا سياسات ونظم، وقضايا مبادئ، وقضايا مقارنات، وقضايا مفتوحة.

وترى روان فوائد المناظرات تتمثل في تشجيع التفكير الناقد لدى الأفراد، ومساعدتهم في الابتعاد عن الأفراد والشخصنة والتركيز على الموضوع والفكرة في محاولة للحصول على حل للمشكلة المطروحة، وهو ما يعطي للشخص بُعدا آخر لفهم المشكلة وطريقة حلها، كما تجعله يرى الأمور والأفراد في المجتمع من منظور مختلف.

هناك مهارات أساسية يجب أن يمتلكها المتناظر وأخرى مكتسبة كما ترى روان، منها التحليل الناقد، والتفنيد، وسرعة البديهة، ومهارة الاستماع الجيد التي تعد من أهم المهارات، وتتمثل أهمية هذه المهارة أنها تساعد المتناظر على إيجاد الخلل في حجج الفريق المقابل، كما يجب أن يمتلك المتحدث مهارة ترتيب أولويات الحجج، ويختار ما يفيد القضية حتى يجذب الحكام إلى صفه.

وتقول الندابية: 'التخطيط لمناظرة ناجحة يتطلب توافر عدة أمور رئيسية منها وجود الفريقين المتناظرين والمحكمين ونص قضية وضابط الوقت الذي يحدد الوقت المسموح لكل متحدث في الخطاب، ويتكون كل فريق من 3 متحدثين كل منهم يقوم بمهمة مختلفة، فالمتحدث الأول يقوم بعرض القضية وتوضيح المنهج الذي سيتبعه فريقه، ويُعَرف بأدوار المتحدثين الأخيرين وبعد ذلك يذهب إلى تعريف المصطلحات حتى يتفق الفريقان على ركيزة أساسية تنطلق على أساسها المناظرة'.

وأضافت: 'إن استخدام الأسلوب واللغة والمفردات من الأمور المهمة التي تُمكن المتحدث أن يُوصل فكرته بطريقة سليمة وسلسة ويتم استيعاب توجه الفريق الذي ينتمي إليه بطريقة صحيحة، لأن من دون اللغة والتواصل اللفظي الجيد لن يستطيع المتحدث الوصول إلى المحكم والجمهور، كما يعد استخدام الأدلة والحقائق مهما في دعم الحجة، والتي يجب أن تلامس أرض الواقع حتى تزيد من احتمالية فوز الفريق في المناظرة، ولابد أن يتوافر فيها التوكيد، والتعليل، والتدليل حتى تكون متكاملة الأركان'.

اكتسبت روان مهارات عديدة من المناظرات حتى الوقت الراهن في عملها كمحكم، بينها الأنصاف الجيد، ومحاولة فهم المشكلة الحقيقة، وتمحيص ما تسمعه بين المنطقي وغير المنطقي، وتقبل الرأي الآخر، فهي ترى أن المناظرة أسلوب حياة، وتعطي الإنسان قيمة معرفية إضافية في النظر إلى الحياة ومشاكلها والقدرة على حلها.