مراسلة النجوم هل علينا أن ننتظر الرد ؟!
الأربعاء / 2 / ذو الحجة / 1444 هـ - 13:01 - الأربعاء 21 يونيو 2023 13:01
منذ 75 عامًا، كان علماء الفلك يبحثون عن تواصل مع كائنات ذكية خارج كوكب الأرض، ومن ضمن هؤلاء العلماء مجموعة منهم في معهد «SETI» - وبحسب (ويكيبيديا) فإن المعهد مؤسسة بحثية غير هادفة للربح تأسست في عام 1984 مهمتها استكشاف وفهم وشرح أصل وطبيعة الحياة في الكون، واستخدام هذه المعرفة لإلهام وتوجيه الأجيال الحالية والمستقبلية، يرمز SETI إلى (البحث عن ذكاء خارج الأرض)- وتابع علماء المعهد بشغف أجهزة الراديو والإشارات الضوئية في محاولة لاستقبال البيانات المرسلة من الحضارات الذكية، إلا أنه لم يتم الكشف عن أي إشارات اصطناعية حتى الآن، وأطلق علماء المعهد على فشلهم هذا في استقبال أي مؤشرات من خارج الأرض مسمى «الصمت العظيم».
ولكن على الرغم من فشل تلك المحاولات المستمرة منذ زمن طويل، إلا أن العديد من العلماء واثقون من وجود كائنات فضائية ذكية، بل ويُعتقد أن هناك ما لا يقل عن 10 مليارات من العوالم الصالحة للسكن في مجرتنا، وقد مرت مليارات السنين التي يمكن لأي حياة فيها أن تطور ذكاءً وتكنولوجيا.
ما يعرف بـ«METI»، أو تبادل الرسائل المعلوماتية خارج كوكب الأرض، كان أمرًا أقل شيوعًا في محاولة التواصل مع الذكاء خارج الأرض، وذلك لأن هذه العملية تعتمد على التحدث بدلًا من الاستماع، وبالنسبة للبعض أنه نشاط مثير للجدل.
كانت المحاولات الأولى للتواصل مع العالم الخارجي أشبه بـ«رسائل في زجاجة» خيالية، وفي عام 1972 أطلقت وكالة ناسا المركبة الفضائية «بايونير 10» باتجاه كوكب المشتري، والتي حملت لوحة عليها رسم خطي لرجل وامرأة، بالإضافة إلى رموز لإظهار المكان الذي نشأت فيه المركبة، وبعد سنوات، وتحديدا في عام 1977، اتبعت وكالة ناسا ذلك بألبوم ذهبي مرتبط بمركبة «فوييجر 1»، هذا الألبوم بحجم 12 بوصة ويحتوي على أصوات وصور تم اختيارها للتعبير عن تنوع الحياة على الأرض.
كلا المركبتين غادرتا النظام الشمسي، وبسرعاتهما الحالية، سوف تمر عشرات الآلاف من السنين قبل أن يصلوا إلى نظام نجمي آخر، في الفضاء الشاسع، لذلك فإن احتمالات العثور عليهما ضئيلة للغاية.
وفي عام 1974، تم بث رسالة إذاعية من مرصد «أريسيبو»، كما تم إرسال سلسلة من النبضات الراديوية المتقطعة المصممة لنقل معلومات بسيطة عن البشرية وذلك باتجاه الكتلة الكروية «M13» -وهذه الكتلة تتبع كوكب هرقل- وتبعد عن الأرض حوالي 25000 سنة ضوئية، لذلك لا يجب علينا حبس أنفاسنا انتظارا للرد!
وفي هذا العصر، ما زالت المحاولات مستمرة، فالآن يخطط فريق دولي من علماء الفلك لاستخدام أكبر تلسكوب لاسلكي في العالم يحمل اسم «FAST» والموجود في الصين، لإرسال رسالة إلى ملايين النجوم التي تبعد عنا 10000 إلى 20000 سنة ضوئية، والرسالة الجديدة عبارة عن مزيج من الرسائل السابقة، ويحتوي على 25000 بايت من المعلومات، أي 100 مرة أكثر من رسالة «أريسيبو»، ولكنه أقل من حجم صورة من هاتف ذكي!
وفي تلك الأثناء وصلت إشارات ناسا الصادرة من مركبتها الفضائية البعيدة إلى أربعة نجوم قريبة، وعليه فإنه من الممكن أن يصل إلينا رد من «الأجانب» الذين يعيشون في المنطقة المجاورة من مجرتنا بحلول عام 2029.
لكن ربما نكون قد خُذلنا بالفعل من أن هناك وجودًا للكائنات الفضائية، فإشارات الراديو والتلفزيون تتسرب إلى الفضاء منذ ما يقرب من قرن، في فقاعة موسعة من الاتصالات تمتد عبر ملايين النجوم -من الناحية النظرية على الأقل- عندما أجريت الحسابات، تبين أن الإشارة من حلقة مبكرة من Doctor Who تلاشت تحت أزيز الإشعاع من الانفجار العظيم بعد وقت قصير من مغادرته النظام الشمسي.
السؤال الأخلاقي الذي طرحته عملية «METI» هو: هل يجب أن نرسل رسالة بشكل مطلق؟ العلماء منقسمون بهذا الشأن، قبل وفاته كان «ستيفن هوكينج» صريحًا بشأن خطر التواصل مع الكائنات الفضائية الذكية، إذا كانت لديهم تقنية فائقة وكانوا خبيثين، فقد يدمروننا. ولا يرى آخرون أي مشكلة، نظرًا لأن الإشارات تستغرق آلاف السنين للوصول إلى وجهتها. لا توجد قواعد دولية تحكم METI، لذلك ستستمر التجارب.
سؤال آخر: من يتحدث باسم الأرض؟ في حالة عدم وجود استشارة دولية بهذا الشأن، فإن القرارات المتعلقة بما يجب إرساله وأين يتم إرسالها في أيدي مجموعة صغيرة من العلماء، وبرأيي هذه يعني افتقاد الحكمة.
ورأيي الشخصي هو أن المخاطرة مجردة عندما تستغرق الرسالة آلاف السنين لتلقيها، لدينا تهديدات قريبة ووجودية أكثر مما يمكن تشبيهه بـ«إمبراطوريات الغرباء الشريرة». تخميني هو أن الذكاء والتكنولوجيا خارج الأرض متقدمان للغاية لدرجة أنهما غامضان. وبقياس قريب فإننا كبشر نتشارك 99 في المائة من حمضنا النووي مع الشمبانزي، ولكن لا يمكننا التواصل معهم! بالتالي، ما هي احتمالات قدرتنا على التواصل مع كائنات فضائية مجهولة الوظيفة والشكل؟
كريس إمبي - عالم فلك بجامعة أريزونا في توكسون
عن نيوساينتيست «خدمة تريبيون»
ولكن على الرغم من فشل تلك المحاولات المستمرة منذ زمن طويل، إلا أن العديد من العلماء واثقون من وجود كائنات فضائية ذكية، بل ويُعتقد أن هناك ما لا يقل عن 10 مليارات من العوالم الصالحة للسكن في مجرتنا، وقد مرت مليارات السنين التي يمكن لأي حياة فيها أن تطور ذكاءً وتكنولوجيا.
ما يعرف بـ«METI»، أو تبادل الرسائل المعلوماتية خارج كوكب الأرض، كان أمرًا أقل شيوعًا في محاولة التواصل مع الذكاء خارج الأرض، وذلك لأن هذه العملية تعتمد على التحدث بدلًا من الاستماع، وبالنسبة للبعض أنه نشاط مثير للجدل.
كانت المحاولات الأولى للتواصل مع العالم الخارجي أشبه بـ«رسائل في زجاجة» خيالية، وفي عام 1972 أطلقت وكالة ناسا المركبة الفضائية «بايونير 10» باتجاه كوكب المشتري، والتي حملت لوحة عليها رسم خطي لرجل وامرأة، بالإضافة إلى رموز لإظهار المكان الذي نشأت فيه المركبة، وبعد سنوات، وتحديدا في عام 1977، اتبعت وكالة ناسا ذلك بألبوم ذهبي مرتبط بمركبة «فوييجر 1»، هذا الألبوم بحجم 12 بوصة ويحتوي على أصوات وصور تم اختيارها للتعبير عن تنوع الحياة على الأرض.
كلا المركبتين غادرتا النظام الشمسي، وبسرعاتهما الحالية، سوف تمر عشرات الآلاف من السنين قبل أن يصلوا إلى نظام نجمي آخر، في الفضاء الشاسع، لذلك فإن احتمالات العثور عليهما ضئيلة للغاية.
وفي عام 1974، تم بث رسالة إذاعية من مرصد «أريسيبو»، كما تم إرسال سلسلة من النبضات الراديوية المتقطعة المصممة لنقل معلومات بسيطة عن البشرية وذلك باتجاه الكتلة الكروية «M13» -وهذه الكتلة تتبع كوكب هرقل- وتبعد عن الأرض حوالي 25000 سنة ضوئية، لذلك لا يجب علينا حبس أنفاسنا انتظارا للرد!
وفي هذا العصر، ما زالت المحاولات مستمرة، فالآن يخطط فريق دولي من علماء الفلك لاستخدام أكبر تلسكوب لاسلكي في العالم يحمل اسم «FAST» والموجود في الصين، لإرسال رسالة إلى ملايين النجوم التي تبعد عنا 10000 إلى 20000 سنة ضوئية، والرسالة الجديدة عبارة عن مزيج من الرسائل السابقة، ويحتوي على 25000 بايت من المعلومات، أي 100 مرة أكثر من رسالة «أريسيبو»، ولكنه أقل من حجم صورة من هاتف ذكي!
وفي تلك الأثناء وصلت إشارات ناسا الصادرة من مركبتها الفضائية البعيدة إلى أربعة نجوم قريبة، وعليه فإنه من الممكن أن يصل إلينا رد من «الأجانب» الذين يعيشون في المنطقة المجاورة من مجرتنا بحلول عام 2029.
لكن ربما نكون قد خُذلنا بالفعل من أن هناك وجودًا للكائنات الفضائية، فإشارات الراديو والتلفزيون تتسرب إلى الفضاء منذ ما يقرب من قرن، في فقاعة موسعة من الاتصالات تمتد عبر ملايين النجوم -من الناحية النظرية على الأقل- عندما أجريت الحسابات، تبين أن الإشارة من حلقة مبكرة من Doctor Who تلاشت تحت أزيز الإشعاع من الانفجار العظيم بعد وقت قصير من مغادرته النظام الشمسي.
السؤال الأخلاقي الذي طرحته عملية «METI» هو: هل يجب أن نرسل رسالة بشكل مطلق؟ العلماء منقسمون بهذا الشأن، قبل وفاته كان «ستيفن هوكينج» صريحًا بشأن خطر التواصل مع الكائنات الفضائية الذكية، إذا كانت لديهم تقنية فائقة وكانوا خبيثين، فقد يدمروننا. ولا يرى آخرون أي مشكلة، نظرًا لأن الإشارات تستغرق آلاف السنين للوصول إلى وجهتها. لا توجد قواعد دولية تحكم METI، لذلك ستستمر التجارب.
سؤال آخر: من يتحدث باسم الأرض؟ في حالة عدم وجود استشارة دولية بهذا الشأن، فإن القرارات المتعلقة بما يجب إرساله وأين يتم إرسالها في أيدي مجموعة صغيرة من العلماء، وبرأيي هذه يعني افتقاد الحكمة.
ورأيي الشخصي هو أن المخاطرة مجردة عندما تستغرق الرسالة آلاف السنين لتلقيها، لدينا تهديدات قريبة ووجودية أكثر مما يمكن تشبيهه بـ«إمبراطوريات الغرباء الشريرة». تخميني هو أن الذكاء والتكنولوجيا خارج الأرض متقدمان للغاية لدرجة أنهما غامضان. وبقياس قريب فإننا كبشر نتشارك 99 في المائة من حمضنا النووي مع الشمبانزي، ولكن لا يمكننا التواصل معهم! بالتالي، ما هي احتمالات قدرتنا على التواصل مع كائنات فضائية مجهولة الوظيفة والشكل؟
كريس إمبي - عالم فلك بجامعة أريزونا في توكسون
عن نيوساينتيست «خدمة تريبيون»