الخطر النووي في آسيا.. النموذج الكوري الشمالي
الثلاثاء / 1 / ذو الحجة / 1444 هـ - 21:40 - الثلاثاء 20 يونيو 2023 21:40
رغم ما حققته دول جنوب شرق آسيا من تنمية كبيرة خلال نصف قرن يظل الهاجس النووي في الأذهان، خاصة أن كوريا الشمالية تطلق بين فترة وأخرى تجارب صاروخية؛ علاوة على التوتر بين الكوريتين رغم الجهود الدبلوماسية التي بذلت من قبل عدد من الأطراف كالولايات المتحدة الأمريكية والصين، خاصة لقاءات القمة بين الرئيس الأمريكي السابق ترامب ورئيس كوريا الشمالية كيم يونج.
وينطلق الهاجس الآسيوي من التاريخ الحديث لإلقاء أول قنبلة نووية في التاريخ على مدينتي هيروشيما ونجازاكي في اليابان مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي كارثة إنسانية كبيرة لا تزال الأجيال السابقة في اليابان تعاني منها على صعيد تأثير الإشعاعات النووية. وقد رأيت ذلك شخصيا عند زيارتي لليابان عام ١٩٩٢ مع وفد من الصحفيين العرب من خلال برنامج للتبادل الصحفي والإعلامي. ولعل الاستماع إلى بعض الناجين من تلك الكارثة وهم يروون قصصهم المؤلمة في هيروشيما وأمام نصب السلام حيث وقوع القنبلة النووية يزيد من هواجس الخوف والقلق للأجيال الجديدة في جنوب شرق آسيا خاصة مع توتر العلاقات بين سول وبيونج يانج علاوة على التحديات الكبيرة التي تشهدها العلاقات الصينية الأمريكية.
إن القوى النووية في آسيا أصبحت أكثر تعددا فهناك الهند وباكستان على الطرف الآخر من آسيا ولا يزال التوتر بين البلدين حول إقليم كشمير حاضرا منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام ١٩٤٧، وانسحاب بريطانيا من الهند حيث أصبحت هناك ثلاث دول وهي الهند وباكستان وبنجلاديش. ومن هنا فإن آسيا تعيش بالفعل قلق السلاح النووي بين دول تعيش هاجس الخلافات التاريخية والحدودية، خاصة أن الهند والصين أيضا بينهما خلافات حدودية معقدة وتحدث مناوشات عسكرية بين جنود البلدين على الحدود من حين لآخر. وفي تصوري أن منطقة بحر الصين الجنوبي أصبحت منطقة تسبب الكثير من القلق في ظل التنازع على الجزر المتناثرة، التي أصبحت محل نزاع بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية وحتى روسيا الاتحادية علاوة على الفلبين، وهذه واحدة من التحديات الكبيرة، علاوة على موضوع المواجهة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين رغم بعض المؤشرات الإيجابية التي أعقبت زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن لبكين ولقاءه مع الرئيس الصيني.
إن تجارب كوريا الشمالية تشكل القلق الأكبر لليابان وكوريا الجنوبية، وهذا ينطلق من خلال عوامل موضوعية أهمها الجغرافيا الممتدة بين تلك الدول علاوة على أن كوريا الشمالية لا تخفي طموحها النووي على اعتبار أن ذلك يشكل ركنا أساسيا من الدفاع عن أمنها القومي، كما أن هناك علاقات تكاد ترقى للتحالف بين الصين وكوريا الشمالية لاعتبارات استراتيجية وفي ظل المواجهة المحتملة مع الولايات المتحدة الأمريكية ولعل ما جعل تلك الجغرافيا في جنوب شرق آسيا أكثر قلقا هي الحرب الروسية الأوكرانية والحديث الروسي عن إمكانية استخدام السلاح النووي التكتيكي في مرحلة ما من الحرب في ظل الدعم الغربي الكبير لأوكرانيا على الصعيد العسكري والاقتصادي والإعلامي والاستخباري. كما أن التقارب الروسي الصيني يضيف معادلة استراتيجية جديدة في المشهد السياسي الدولي أن العالم ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية لن يكون هو العالم ما بعدها من خلال وجود التحالفات التقليدية في جنوب شرق آسيا أو حتى التقارب بين روسيا الاتحادية والصين ودول البريكس وهي مجموعة تحاول أن توجد التوازن في العلاقات الدولية وإيجاد نظام دولي متعدد الأقطاب. وعلى ضوء ذلك فإن الخطر النووي في جنوب شرق آسيا يظل حاضرا من خلال القلق الكوري الجنوبي واليابان وحتى الفلبين من التجارب النووية التي تجريها كوريا الشمالية من وقت لآخر.
إن رابطة جنوب شرق آسيا المعروفة باسم الآسيان عليها مسؤولية تاريخية في عدم تكرار الكارثة النووية التي حدثت في هيروشيما ونجازاكي في اليابان عام ١٩٤٥ وذلك من خلال إطلاق الحوار الكوري الكوري كما أن الصين وهي عملاق آسيا وثاني اقتصاد في العالم لابد أن يكون لها دور كبير في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة جنوب شرق آسيا وبحر الصين الجنوبي. كما أن تحسن العلاقات بين واشنطن وبكين سوف يقرب الحوار بين الفرقاء في منطقة حساسة شهدت أعنف الحروب في التاريخ خاصة في كوريا وفيتنام ولاوس وكبوديا والفلبين علاوة على الحروب المتعددة بين الهند وباكستان. ومن هنا فإن المشهد السياسي في جنوب شرق آسيا أصبح أكثر تعقيدا مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وفي ظل تشكل تحالفات استراتيجية.
إن القلق النووي أصبح حقيقة ويتردد خاصة في الحرب الروسية الأوكرانية وفي الصراع الأكبر بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية من جانب وروسيا الاتحادية من جانب آخر، وهذا الأمر يدعو للقلق في حال انفلات الحرب وشعور روسيا الاتحادية بأن ورقتها الأخيرة للدفاع عن أمنها القومي هي السلاح النووي وهذا شعور مخيف للعالم بأسره، وهذا الشعور يعطي مخاوف في مناطق أخرى من العالم ذات طبيعة حساسة على صعيد المواجهة النووية خاصة بين كوريا الشمالية وجارتها كوريا الجنوبية علاوة على التحديات الكبيرة بين الفرقاء حول منطقة بحر الصين الجنوبي.
وفي المحصلة الأخيرة فإن هاجس هيروشيما ونجازاكي النووي يظل في الأذهان على صعيد الأجيال الجديدة وهم يشاهدون متحف السلام في هيروشيما وهم في حالة من الذهول مما حدث من كارثة نووية مدمرة لا تزال آثار الإشعاعات باقية على عدد من كبار السن في اليابان وهي مأساة كبيرة لا يجب أن تتكرر لا في جنوب شرق آسيا ولا في أي مكان في العالم وهنا تبرز أهمية الحوار لإنهاء المشكلات والخلافات والحروب والتفرغ للتنمية التي تفيد الإنسان في كل مكان.
وينطلق الهاجس الآسيوي من التاريخ الحديث لإلقاء أول قنبلة نووية في التاريخ على مدينتي هيروشيما ونجازاكي في اليابان مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي كارثة إنسانية كبيرة لا تزال الأجيال السابقة في اليابان تعاني منها على صعيد تأثير الإشعاعات النووية. وقد رأيت ذلك شخصيا عند زيارتي لليابان عام ١٩٩٢ مع وفد من الصحفيين العرب من خلال برنامج للتبادل الصحفي والإعلامي. ولعل الاستماع إلى بعض الناجين من تلك الكارثة وهم يروون قصصهم المؤلمة في هيروشيما وأمام نصب السلام حيث وقوع القنبلة النووية يزيد من هواجس الخوف والقلق للأجيال الجديدة في جنوب شرق آسيا خاصة مع توتر العلاقات بين سول وبيونج يانج علاوة على التحديات الكبيرة التي تشهدها العلاقات الصينية الأمريكية.
إن القوى النووية في آسيا أصبحت أكثر تعددا فهناك الهند وباكستان على الطرف الآخر من آسيا ولا يزال التوتر بين البلدين حول إقليم كشمير حاضرا منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام ١٩٤٧، وانسحاب بريطانيا من الهند حيث أصبحت هناك ثلاث دول وهي الهند وباكستان وبنجلاديش. ومن هنا فإن آسيا تعيش بالفعل قلق السلاح النووي بين دول تعيش هاجس الخلافات التاريخية والحدودية، خاصة أن الهند والصين أيضا بينهما خلافات حدودية معقدة وتحدث مناوشات عسكرية بين جنود البلدين على الحدود من حين لآخر. وفي تصوري أن منطقة بحر الصين الجنوبي أصبحت منطقة تسبب الكثير من القلق في ظل التنازع على الجزر المتناثرة، التي أصبحت محل نزاع بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية وحتى روسيا الاتحادية علاوة على الفلبين، وهذه واحدة من التحديات الكبيرة، علاوة على موضوع المواجهة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين رغم بعض المؤشرات الإيجابية التي أعقبت زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن لبكين ولقاءه مع الرئيس الصيني.
إن تجارب كوريا الشمالية تشكل القلق الأكبر لليابان وكوريا الجنوبية، وهذا ينطلق من خلال عوامل موضوعية أهمها الجغرافيا الممتدة بين تلك الدول علاوة على أن كوريا الشمالية لا تخفي طموحها النووي على اعتبار أن ذلك يشكل ركنا أساسيا من الدفاع عن أمنها القومي، كما أن هناك علاقات تكاد ترقى للتحالف بين الصين وكوريا الشمالية لاعتبارات استراتيجية وفي ظل المواجهة المحتملة مع الولايات المتحدة الأمريكية ولعل ما جعل تلك الجغرافيا في جنوب شرق آسيا أكثر قلقا هي الحرب الروسية الأوكرانية والحديث الروسي عن إمكانية استخدام السلاح النووي التكتيكي في مرحلة ما من الحرب في ظل الدعم الغربي الكبير لأوكرانيا على الصعيد العسكري والاقتصادي والإعلامي والاستخباري. كما أن التقارب الروسي الصيني يضيف معادلة استراتيجية جديدة في المشهد السياسي الدولي أن العالم ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية لن يكون هو العالم ما بعدها من خلال وجود التحالفات التقليدية في جنوب شرق آسيا أو حتى التقارب بين روسيا الاتحادية والصين ودول البريكس وهي مجموعة تحاول أن توجد التوازن في العلاقات الدولية وإيجاد نظام دولي متعدد الأقطاب. وعلى ضوء ذلك فإن الخطر النووي في جنوب شرق آسيا يظل حاضرا من خلال القلق الكوري الجنوبي واليابان وحتى الفلبين من التجارب النووية التي تجريها كوريا الشمالية من وقت لآخر.
إن رابطة جنوب شرق آسيا المعروفة باسم الآسيان عليها مسؤولية تاريخية في عدم تكرار الكارثة النووية التي حدثت في هيروشيما ونجازاكي في اليابان عام ١٩٤٥ وذلك من خلال إطلاق الحوار الكوري الكوري كما أن الصين وهي عملاق آسيا وثاني اقتصاد في العالم لابد أن يكون لها دور كبير في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة جنوب شرق آسيا وبحر الصين الجنوبي. كما أن تحسن العلاقات بين واشنطن وبكين سوف يقرب الحوار بين الفرقاء في منطقة حساسة شهدت أعنف الحروب في التاريخ خاصة في كوريا وفيتنام ولاوس وكبوديا والفلبين علاوة على الحروب المتعددة بين الهند وباكستان. ومن هنا فإن المشهد السياسي في جنوب شرق آسيا أصبح أكثر تعقيدا مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وفي ظل تشكل تحالفات استراتيجية.
إن القلق النووي أصبح حقيقة ويتردد خاصة في الحرب الروسية الأوكرانية وفي الصراع الأكبر بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية من جانب وروسيا الاتحادية من جانب آخر، وهذا الأمر يدعو للقلق في حال انفلات الحرب وشعور روسيا الاتحادية بأن ورقتها الأخيرة للدفاع عن أمنها القومي هي السلاح النووي وهذا شعور مخيف للعالم بأسره، وهذا الشعور يعطي مخاوف في مناطق أخرى من العالم ذات طبيعة حساسة على صعيد المواجهة النووية خاصة بين كوريا الشمالية وجارتها كوريا الجنوبية علاوة على التحديات الكبيرة بين الفرقاء حول منطقة بحر الصين الجنوبي.
وفي المحصلة الأخيرة فإن هاجس هيروشيما ونجازاكي النووي يظل في الأذهان على صعيد الأجيال الجديدة وهم يشاهدون متحف السلام في هيروشيما وهم في حالة من الذهول مما حدث من كارثة نووية مدمرة لا تزال آثار الإشعاعات باقية على عدد من كبار السن في اليابان وهي مأساة كبيرة لا يجب أن تتكرر لا في جنوب شرق آسيا ولا في أي مكان في العالم وهنا تبرز أهمية الحوار لإنهاء المشكلات والخلافات والحروب والتفرغ للتنمية التي تفيد الإنسان في كل مكان.