"شلوني القمر".. حكاية الطموح المتحقق بالأحلام
ضمن عروض «خليط» لفرقة تواصل المسرحية
الجمعة / 19 / ذو القعدة / 1444 هـ - 14:45 - الجمعة 9 يونيو 2023 14:45
حرصت على حضور عرضين من عروض «أيام تواصل المسرحية»، فـ«الروع» من التجارب المسرحية الفريدة والرائعة، وقد سبق أن حضرتها، وكتبت عنها ومن وجهة نظر متلقٍ ترك انطباعه الخاص، والعرض الآخر الذي حضرته «شلوني القمر»، الذي يقدم للمرة الأولى أمام الجمهور ليومين متتاليين، الأربعاء وأمس الخميس، حيث ختام أيام تواصل المسرحية.
«شلوني القمر» من تأليف الكاتب أسامة بن زايد الشقصي، ومن إخراج الفنان سامي البوصافي، ومشاركة عدد من الفنانين المبدعين، صالح السيابي بدور «عايش» الشخصية المحورية بالعمل، وأسماء العوفية بدور «منيرة» ابنة عم «عايش» التي تحلم بالزواج منه، ووليد المغيزوي بدور والد «عايش»، ونوح الحسني بدور عم «عايش»، وحامد الجميلي بدور الموظف، وقحطان الحسني بدور المسؤول، وسليمان الرمحي بدور المدير والثلاثة في مؤسسة معنية بدعم المشاريع الوطنية، وسرور الخليلي بدور العجوز المنتظر منذ سنوات طويلة لإنجاز معاملته، وعمار الجابري بدور القمر الذي يأتي إلى «عايش» في المنام!
دارت أحداث العمل المسرحي بروح كوميدية متطرقة إلى العديد من الموضوعات الاجتماعية التي يعايشها أفراد المجتمع، فـ«عايش» هذا الشاب الطموح الذي درس بالخارج لسنوات عديدة يعود إلى الوطن بشهادة عليا في تخصص «علوم الفضاء»، يطمح بأن يصل إلى القمر ليغرس علم بلاده هناك، ويقدم إنجازا لوطنه، ويقدم الكثير من الأبحاث العلمية التي تعود بالفائدة الكبيرة، يريد تحقيق حلمه من خلال صناعة مركبة فضائية تأخذه إلى القمر، في محاولة منه للفصل في مسألة جدلية الوصول إلى القمر، متسائلا هل ما شاهدناه سابقا من رواد فضاء على سطح القمر حقيقة أم كذبة؟!
يصل «عايش» إلى الديار ليستقبله والده وعمه بـقراءة «الفاتحة» كما اعتادا في كل مرة، يواجههما بفكرته ليتلقى منهما السخرية والتهكم، في محاولة لثنيه عن هذه الفكرة المجنونة وإقناعه بالزواج من ابنة عمه «منيرة»، ذات الشخصية الغريبة غير المتزنة فتبدو كالمجنونة، تعبر لـ«عايش» عن حبها وشوقها طيلة فترة دراسته، ولكن «عايش» غير مستعد للزواج، أو بالأخرى لا يرغب بابنة عمه غريبة الأطوار، ولكنه يواجه والده وعمه اللذين يقولان له «البنت ما لها إلا ولد عمها»، هنا تطرح المسرحية قضية اجتماعية حول زواج الأقارب وما قد يترتب عليه من أضرار وراثية تستدعي ممن ينويان الزواج إجراء فحوصات ما قبل الزواج، هذا الإجراء الطبي المهم الذي يتعارض مع رؤية بعض كبار السن.
يخرج «عايش» من أجواء الأسرة إلى أجواء أخرى عملية، فيراجع مكتب «دعم المشاريع»، لمتابعة ملفه، فيصادف ذلك الموظف الذي تم تعيينه بالواسطة، فلا يؤدي عمله كما يجب، ولا يمرر إلا معاملتين كل يوم رغم تكدس المعاملات، يدخل «عايش» مع الموظف في حوار طويل، ليطلب مقابلة المدير، ذلك المدير الذي ليس بأفضل حال من الموظف، ليقابل «عايش» المسؤول الأكبر وهو مثل سابقيه، كلٌ يمارس السلطة على من هو دونه، في حين تتعطل المعاملات لسنوات طويلة، ففي أحد المشاهد يمر «عايش» على عجوز يفيض حكمة، يقول لـ«عايش» إنه ينتظر إنجاز معاملته منذ 20 سنة وإلى هذه اللحظة...
يواجه «عايش» سخريات من الجميع، ومن أقرب الناس إليه، فمشروعه مجرد حلم لا يمكن أن يتحقق، فهل هذا صحيح، وهل مبررات «عايش» التي يعتقد أنها «دراسة جدوى» منطقية؟ فهو يريد أن يذهب إلى القمر ويرجع بعينة من التراب والحصى، ثم يذهب مرة أخرى لذات الغرض وفقط، كما يواجه سخرية من القمر ذاته، الذي قدم إليه في منامه طالبا منه ألا يأتي إليه مستعملا الكثير من الألفاظ المحلية في حواره مع «عايش»، ما أضفى الكثير من الكوميديا والضحك.
لتتواصل الأحداث والحوارات الكوميدية والأداء الجسدي للممثلين على سياق كوميدي كاريكاتيري فيه من المبالغات والمشاهد غير المتوقعة صانعة الضحكات والبهجة للمتلقين الذين ملأوا المسرح، مسرح كلية الدراسات المصرفية والمالية في بوشر، ويقول طاهر الحراصي أحد أعضاء فرقة تواصل المسرحية «لأول مرة تباع كافة التذاكر»، الأمر الذي يعكس شغف الجمهور بالأعمال الكوميدية.
وانتهى العمل بحلم «عايش» الذي لم يتحقق لا بالواقع ولا بالمنام، وحلم «منيرة» الذي تحقق بمشهد العرس الذي يبتهج فيه الجميع إلا «عايش»!
من الناحية الفنية فقد استعمل المخرج ديكورا ثابتا، وإضاءة متغيرة في عدد من المشاهد البسيطة، في حين بقيت الإضاءة ثابتة في أغلب المشاهد، مشاهد المنزل، ومشاهد المكتب، ومشاهد قاعة الانتظار، أما الموسيقى فقد كانت تسجيلية على غير عادة «تواصل» بتقديم أعمال بموسيقى حية، اعتمد العمل على أداء الممثلين الرائع وحواراتهم العفوية المضحكة، هذا الأداء كان كفيلا بنجاح العمل الذي يمكن تلمسه بعد العرض مباشرة وتفاعل الجمهور، والحديث مع الأصدقاء عن انطباعهم حول العمل المسرحي «شلوني القمر» فكل من قابلته أشاد بالعمل واصفا إياه بالرائع.
دأبت فرقة تواصل المسرحية على إنعاش الحراك المسرحي من خلال العديد من الفعاليات التي تنظمها، واضعة الكثير من الخطط الطموحة للارتقاء بالنشاط المسرحي المحلي، ومن تلك الجهود ما أقامته خلال الأيام الخمسة الماضية، حيث أطلقت «أيام تواصل المسرحية» واختتمتها أمس الخميس، واختارت لها شعار «خليط»، وذلك للتنوع في طبيعة العروض المقدمة، وهي 3 عروض مسرحية، العرض الأول «الروع» وهو عرض تراجيدي تتخلله الكوميديا، والعرض الثاني باللغة الانجليزية بعنوان «the bards got cursed» وهو كوميدي بطبيعته، والعرض المسرحي الأخير «شلوني القمر»، وهو عرض كوميدي سأفرد له في الأسطر القادمة الحديث.
«شلوني القمر» من تأليف الكاتب أسامة بن زايد الشقصي، ومن إخراج الفنان سامي البوصافي، ومشاركة عدد من الفنانين المبدعين، صالح السيابي بدور «عايش» الشخصية المحورية بالعمل، وأسماء العوفية بدور «منيرة» ابنة عم «عايش» التي تحلم بالزواج منه، ووليد المغيزوي بدور والد «عايش»، ونوح الحسني بدور عم «عايش»، وحامد الجميلي بدور الموظف، وقحطان الحسني بدور المسؤول، وسليمان الرمحي بدور المدير والثلاثة في مؤسسة معنية بدعم المشاريع الوطنية، وسرور الخليلي بدور العجوز المنتظر منذ سنوات طويلة لإنجاز معاملته، وعمار الجابري بدور القمر الذي يأتي إلى «عايش» في المنام!
دارت أحداث العمل المسرحي بروح كوميدية متطرقة إلى العديد من الموضوعات الاجتماعية التي يعايشها أفراد المجتمع، فـ«عايش» هذا الشاب الطموح الذي درس بالخارج لسنوات عديدة يعود إلى الوطن بشهادة عليا في تخصص «علوم الفضاء»، يطمح بأن يصل إلى القمر ليغرس علم بلاده هناك، ويقدم إنجازا لوطنه، ويقدم الكثير من الأبحاث العلمية التي تعود بالفائدة الكبيرة، يريد تحقيق حلمه من خلال صناعة مركبة فضائية تأخذه إلى القمر، في محاولة منه للفصل في مسألة جدلية الوصول إلى القمر، متسائلا هل ما شاهدناه سابقا من رواد فضاء على سطح القمر حقيقة أم كذبة؟!
يصل «عايش» إلى الديار ليستقبله والده وعمه بـقراءة «الفاتحة» كما اعتادا في كل مرة، يواجههما بفكرته ليتلقى منهما السخرية والتهكم، في محاولة لثنيه عن هذه الفكرة المجنونة وإقناعه بالزواج من ابنة عمه «منيرة»، ذات الشخصية الغريبة غير المتزنة فتبدو كالمجنونة، تعبر لـ«عايش» عن حبها وشوقها طيلة فترة دراسته، ولكن «عايش» غير مستعد للزواج، أو بالأخرى لا يرغب بابنة عمه غريبة الأطوار، ولكنه يواجه والده وعمه اللذين يقولان له «البنت ما لها إلا ولد عمها»، هنا تطرح المسرحية قضية اجتماعية حول زواج الأقارب وما قد يترتب عليه من أضرار وراثية تستدعي ممن ينويان الزواج إجراء فحوصات ما قبل الزواج، هذا الإجراء الطبي المهم الذي يتعارض مع رؤية بعض كبار السن.
يخرج «عايش» من أجواء الأسرة إلى أجواء أخرى عملية، فيراجع مكتب «دعم المشاريع»، لمتابعة ملفه، فيصادف ذلك الموظف الذي تم تعيينه بالواسطة، فلا يؤدي عمله كما يجب، ولا يمرر إلا معاملتين كل يوم رغم تكدس المعاملات، يدخل «عايش» مع الموظف في حوار طويل، ليطلب مقابلة المدير، ذلك المدير الذي ليس بأفضل حال من الموظف، ليقابل «عايش» المسؤول الأكبر وهو مثل سابقيه، كلٌ يمارس السلطة على من هو دونه، في حين تتعطل المعاملات لسنوات طويلة، ففي أحد المشاهد يمر «عايش» على عجوز يفيض حكمة، يقول لـ«عايش» إنه ينتظر إنجاز معاملته منذ 20 سنة وإلى هذه اللحظة...
يواجه «عايش» سخريات من الجميع، ومن أقرب الناس إليه، فمشروعه مجرد حلم لا يمكن أن يتحقق، فهل هذا صحيح، وهل مبررات «عايش» التي يعتقد أنها «دراسة جدوى» منطقية؟ فهو يريد أن يذهب إلى القمر ويرجع بعينة من التراب والحصى، ثم يذهب مرة أخرى لذات الغرض وفقط، كما يواجه سخرية من القمر ذاته، الذي قدم إليه في منامه طالبا منه ألا يأتي إليه مستعملا الكثير من الألفاظ المحلية في حواره مع «عايش»، ما أضفى الكثير من الكوميديا والضحك.
لتتواصل الأحداث والحوارات الكوميدية والأداء الجسدي للممثلين على سياق كوميدي كاريكاتيري فيه من المبالغات والمشاهد غير المتوقعة صانعة الضحكات والبهجة للمتلقين الذين ملأوا المسرح، مسرح كلية الدراسات المصرفية والمالية في بوشر، ويقول طاهر الحراصي أحد أعضاء فرقة تواصل المسرحية «لأول مرة تباع كافة التذاكر»، الأمر الذي يعكس شغف الجمهور بالأعمال الكوميدية.
وانتهى العمل بحلم «عايش» الذي لم يتحقق لا بالواقع ولا بالمنام، وحلم «منيرة» الذي تحقق بمشهد العرس الذي يبتهج فيه الجميع إلا «عايش»!
من الناحية الفنية فقد استعمل المخرج ديكورا ثابتا، وإضاءة متغيرة في عدد من المشاهد البسيطة، في حين بقيت الإضاءة ثابتة في أغلب المشاهد، مشاهد المنزل، ومشاهد المكتب، ومشاهد قاعة الانتظار، أما الموسيقى فقد كانت تسجيلية على غير عادة «تواصل» بتقديم أعمال بموسيقى حية، اعتمد العمل على أداء الممثلين الرائع وحواراتهم العفوية المضحكة، هذا الأداء كان كفيلا بنجاح العمل الذي يمكن تلمسه بعد العرض مباشرة وتفاعل الجمهور، والحديث مع الأصدقاء عن انطباعهم حول العمل المسرحي «شلوني القمر» فكل من قابلته أشاد بالعمل واصفا إياه بالرائع.
دأبت فرقة تواصل المسرحية على إنعاش الحراك المسرحي من خلال العديد من الفعاليات التي تنظمها، واضعة الكثير من الخطط الطموحة للارتقاء بالنشاط المسرحي المحلي، ومن تلك الجهود ما أقامته خلال الأيام الخمسة الماضية، حيث أطلقت «أيام تواصل المسرحية» واختتمتها أمس الخميس، واختارت لها شعار «خليط»، وذلك للتنوع في طبيعة العروض المقدمة، وهي 3 عروض مسرحية، العرض الأول «الروع» وهو عرض تراجيدي تتخلله الكوميديا، والعرض الثاني باللغة الانجليزية بعنوان «the bards got cursed» وهو كوميدي بطبيعته، والعرض المسرحي الأخير «شلوني القمر»، وهو عرض كوميدي سأفرد له في الأسطر القادمة الحديث.