أعمدة

في الشباك :«من يزيد»!

 


ما أن انتهى الموسم الكروي حتى بدأت الأندية العمل للإعداد والتحضير للموسم المقبل وهذا أمر مهم جدا أن يكون التحضير مبكرا، لكن المشكلة التي صادفت أنديتنا «المزايدة» والمغالاة في عقود اللاعبين التي وصلت لأرقام من الصعب تخيلها وإن كانت في بعض الدول ليست أرقاما كبيرة لكن في واقع أنديتنا وإمكانياتها المادية فهو رقم صعب جدا يفوق قدرات أنديتنا وإمكانياتها مهما كان حجم الدخل الذي تحصل عليه.

وفي ظل غياب بوادر تطوير المسابقات المحلية، وكذلك بوادر زيادة دعم الأندية أو إيجاد مصادر دخل لها فإن الوضع الحالي ينذر بعواقب وخيمة إذا استمر اللاعبون في «مغالاتهم» في العقود وكذلك «هوس» بعض رؤساء الأندية في تحقيق مكاسب «شخصية» بتحقيق بطولة وبعدها يترك النادي غارقا في ديونه كما هو الحال لبعض الأندية التي ما زالت تدفع ثمن أخطاء الإدارات السابقة.

وقبل انطلاق الموسم الكروي الجديد وضبابية روزنامة الموسم الذي ما زال حبيس الأدراج في اتحاد الكرة فإنه من المهم جدا أن يتم تقييم مسابقاتنا المحلية من حيث التنظيم والنقل التلفزيوني ورعاية المسابقة ورفع قيمة الجوائز المالية والحضور الجماهيري وغيرها من الأمور التي تحتاج إلى «كونجرس» نناقش فيه الواقع والتحديات التي تعيشها الأندية.

وفي ظل غياب الأرقام والإحصائيات التي يمكن أن تعطي مؤشرات إيجابية أو سلبية ونبني عليها مسار تطوير مسابقاتنا الحالية فإن الوضع لن يتغير والمعالجات السطحية لن تفيد في تطوير المنظومة الكروية.

التحفظ في كشف حجم الإنفاق على الدوري من الوزارة والاتحاد المعني والأندية وكذلك حجم «الصرف» مقابل الدخل في الأندية والقضايا التي تم إصدار أحكام فيها من قبل اللجان القضائية في الاتحاد أو محكمة الكأس، لن تعطينا مؤشرا نحو التطوير خاصة إذا عرفنا حجم وقيمة الرعاية المقدمة للدوري وغياب شراء حقوق البث التلفزيوني، حتى البث الرقمي المتاح بالمجان وتستفيد منه جهات أخرى لأسباب قد تبدو غير منطقية في الوقت الحاضر.

وفي ظل عالم متغير متسارع، يسابق آخرون الزمن من أجل الارتقاء بكرة القدم لا بد من التفكير جيدا في كيفية اللحاق بالركب وفق إمكانياتنا وقدراتنا وعدم القفز فوق الواقع، ولهذا يجب أن تكون هناك ردة فعل والجلوس إلى طاولة مستديرة نبحث من خلالها عن الواقع والمستقبل وفق رؤية واضحة وقرار موحد وليس حسب «المزاج»، وإذا تركنا الأمور كما هي دون اتفاق فإن «تجميد» أنشطة كرة القدم في الأندية هو الحل كما طالبت به العديد من الأندية التي استشعرت أخيرا بأنه جاء متأخرا بعد أن كابرت في السنوات الماضية على أساس أن تطبيق الاحتراف «تجريبي» ليس أكثر.