ثقافة

كلثوم ستاعلي: الشعر يشكل جزءًا أساسيًا من رواياتي

 
الجزائر «العُمانية»: تقوم التجربة السردية لدى الروائية الجزائرية، كلثوم ستاعلي، على الشعر، إذ بدأت مسيرتها الأدبية شاعرة، وهو الأمر الذي جعلها تبقى وفيّة للشعر، حتى بعد انتقالها إلى الكتابة الروائيّة.

وتقول كلثوم ستاعلي لوكالة الأنباء العُمانية: «بدأتُ تجربتي كروائيّة، منذ عدة سنوات، عندما نشرتُ روايتي الأولى بعنوان «قلب أسود» (Coeur Noir) في عام 2014، عن دار مرسى للنشر، لكنّ تجربتي ككاتبة، تعود إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما بدأتُ في نشر القصائد في المجلات، ثم في مجموعات مع ناشرين إقليميين. وفي عام 2011، نشرتُ إفادة شخصية بعنوان The) (Mimosa of December، مع منشورات لزهاري لبتر، وهي مترجمة إلى الإيطالية».

في عام 2022، تمّ ترشيح روايتها «المدينة ذات العيون الذهبية» للفوز بجائزة محمد ديب للرواية بالجزائر، وحصلت عليها فعلًا، حيث تقول كلثوم ستاعلي عن هذه التجربة: «كانت الرواية نتاج رحلة كتابة كاملة، حمضُها النوويُّ هو الشعر، وقد شكّلت تجربتي الوجودية بشكل خاص مدينة الجزائر، مدينة كلّ السحر، وهي المدينة التي قرّرتُ العيش فيها؛ منذ زمن بعيد، ولكنّ الظروف أجبرتني على المغادرة، وكما يعلم الجميع، فإنّ الجزائر العاصمة، مدينةٌ لا يمكن تركها وراء الركب. لقد ظلّ حلمُها يطاردني، منذ ذلك الحين؛ لأنّها منطقة شعرية ورومانسية».

وتُضيف هذه الروائيّة: «لقد تعلّمتُ الكتابة حقًّا من خلال كتابة الشعر، لذا أظلُّ أنهلُ من هذه التجربة، وأعدُّها شرطًا للغة الكتابة، ولابتكار صوتي».

علاوة على ذلك، تؤكّد صاحبة «المدينة ذات العيون الذهبية»، أنّها لا تتصوّر عملًا أدبيًّا لا يُشكّك في الشّكل والنوع، وأنّ الكتابة الروائيّة لا تتّخذ لديها شكلاً معروفًا، أي أنّها قابلةٌ لتغيير أكوادها وشيفراتها، والبحث دائمًا على الجانب الآخر من الحدود الموضوعة، لتجاوز الرموز والحدود، مثلما يتعدّى المرء الحدود ليذهب ويرى ما هو مختلفٌ على الجانب الآخر. وتُعبّر هذه الروائيّة عن ذلك بالقول: «بالنسبة لي، الكتابة هي قبل كلّ شيء، مغامرةٌ، وتجربةٌ وجودية».

ومن جهة أخرى، تعتبر كلثوم أنّ حصولها على جائزة محمد ديب، يُشكّلُ مصدر فخر لها؛ بسبب اسم الكاتب الجزائريّ الكبير محمد ديب (1920/2003)، الذي تحمل الجائزة اسمه، ثم لأنّها إحدى أرقى الجوائز الأدبية في الجزائر، لذا فقد كانت سعيدة جدًا بالحصول عليها، وهو الأمر الذي شجّعها على مواصلة الكتابة الروائيّة.

وتؤكّد كلثوم ستاعلي أنّها تعمل حاليًّا على تأليف عمل روائيّ جديد، فضلًا عن اشتغالها على أطروحة دكتوراه تناقش الممارسة ونظرية الإبداع الأدبي والفنّي.

وتُشيرُ كلثوم إلى أنّ مشروعها الروائيّ الجديد يدور حول شخصيات جزائرية تعيش في معبر للحدود الجغرافية بين مدينتي مرسيليا الفرنسية والجزائر. وتتميّزُ شخصيات الرواية بكونها تسافر ولكن، قبل كلّ شيء، تسكن ويسكنها دولتان، مدينتان توأم، كما تتميّز الرواية أيضًا بحوادث عنيفة، وقصّة دم لا تجف، وندوب تحتاج إلى فكّ رموزها؛ وهي رحلةٌ عبر الزمن تحكي قصصًا فردية، ولكنّها أيضًا، تروي أجزاء من التاريخ العظيم الذي تختزنُه في ثناياها المنسيّة.