نوافذ :ترميم..
الجمعة / 28 / شوال / 1444 هـ - 21:14 - الجمعة 19 مايو 2023 21:14
shialoom@gmail.com
الترميم فعل ميكانيكي ممارس بصورة يومية وتلقائية، ومن مهمات الفرد اليومية، كما هو الحال من مهمات المؤسسات المختلفة، ويذهب الترميم إلى نقل حالة الشيء من حالة ضعيفة إلى حالة أحسن، أو أفضل دون أن يكون لهذا الفعل «النقل» أي تغيرات جذرية تؤثر في الصفات الأساسية للموضوع ذاته مجرى التغيير، أو تنقله من حالته المتأصلة في الذاكرة إلى حالة -ربما- قد تقيَّمْ على أنها مشوهة لحالة الأصل، ومعرية بذلك حقيقته الموضوعية.
ولأن هذه الممارسة مقبولة، ومعايشة في أشياء كثيرة في الحياة نتعامل معها بصورة يومية، ونسعى لأن تكون كما اعتدنا عليها، وتقدم خدماتها بصورة أفضل، أو على الأقل تبقى بالدور ذاته، إلا أنه -في المقابل- قد يحدث الترميم تشوهات كثيرة على الصورة الأصل- كما أسلفنا- ولذلك يأتي الحرص من البعض إلى عدم المساس بكثير مما حوله؛ خوف الوقوع في مأزق التغيير الجذري الذاهب إلى التشويه، وإلى التغريب كآخر صورة محصلة للترميم، والتغريب هنا يذهب بذاكرة الأجيال إلى الانقطاع عن حقيقة الأصل، حيث تنشأ صورة حديثة لكثير من الأشياء، وكأن الأمر تبدأ حقيقته للتو دون أن تكون له جذور توصله بماضيه، ولذلك ففي فعل الترميم، يبقى القليل مما يحافظ على صورته الأصل، فمهما بذل المرمم من الجهد والحذر إلا أنه في الغالب تظهر الصورة المرممة مشوهة كثيرا عن منبعها، وإذا أوغل المرمم كثيرا في فعل الترميم- فيقينا- سوف يغرب ما أجري عليه الترميم، ويبعده عن الأصل كثيرا، وهذا ما تؤيده مقولة: «وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟».
في حياتنا اليومية نمارس هذا الفعل على كثير من الأشياء التي نتعامل معها، وبصورة تلقائية دون أن نضع حسابات التشويه المتوقعة، وأخطر هذا الترميم ذلك المتعلق بالقيم، وبشيء من العادات المتوارثة، وعلى كثير من الأدوات التي نستعملها، كما هو الحاصل في تطوير الملابس التقليدية للنوعين «ملابس مطورة» وفي تطوير بعض الصناعات كما هو الحال في صناعة الحلوى، وحتى أسماء الأشخاص وصلتها آفة الترميم/ التطوير، وغيرها الكثير مما يعرفه الناس، ويذهبون إلى (ترميمه/ تطويره) حيث يحل التشويه واضحا وجليا على صورته الأصل، وهم بذلك لا يطورون ولا يرممون، وإنما يذهبون بالأصول ذاتها إلى مستنقع التغريب، حيث تبدو الصور الحاضرة بعد إجراء عمليات الترميم مغربة عن واقعها، ولا تمت إلى الأصل بشيء، إلا أنها تقع ضمن المحدد الجغرافي للوطن فقط.
لعله من أصعب المعالجات في مسألة الترميم؛ هو ترميم الذاكرة؛ في عمر معين من عمر الإنسان، وهل الذاكرة ترمم ذاتها تلقائيا دون تدخل منا في ذلك؟ مع أن محصلات الذاكرة مستمرة بصورة يومية، حيث تتجدد بالمعلومات التي تستقيها من الحياة اليومية، فتضيف شيئا، وتفقد شيئا، ولكن من الأهمية بمكان أن لا تفقد مجموعة القيم والقناعات، والثوابت التي نؤمن بها، ونتكئ عليها في مسيرة حياتنا اليومية، وفقدان أي شيء منها لا أتصور أن يكون هكذا بأريحية مطلقة، إن لم تتعرض هذه الذاكرة عندنا لضغوط قاهرة نمر عليها، وحتى مسألة الترميم في حالة فقدان شيء من هذا القبيل، هل هو يسير لتعويضه؟ وأتصور هذه هي معاناة كبار السن على وجه الخصوص.
يظل الترميم جميلا ومحمودا عندما يضيف بعدا فنيا وموضوعيا لذات المرمم، وفي المقابل يصبح مشوها، ويبعث على الملل؛ عندما يغرب حقيقة الأشياء، ويبعدها عن معاقلها المعتادة، وما أكثر ما غرب عن واقعه في حياتنا اليومية!
الترميم فعل ميكانيكي ممارس بصورة يومية وتلقائية، ومن مهمات الفرد اليومية، كما هو الحال من مهمات المؤسسات المختلفة، ويذهب الترميم إلى نقل حالة الشيء من حالة ضعيفة إلى حالة أحسن، أو أفضل دون أن يكون لهذا الفعل «النقل» أي تغيرات جذرية تؤثر في الصفات الأساسية للموضوع ذاته مجرى التغيير، أو تنقله من حالته المتأصلة في الذاكرة إلى حالة -ربما- قد تقيَّمْ على أنها مشوهة لحالة الأصل، ومعرية بذلك حقيقته الموضوعية.
ولأن هذه الممارسة مقبولة، ومعايشة في أشياء كثيرة في الحياة نتعامل معها بصورة يومية، ونسعى لأن تكون كما اعتدنا عليها، وتقدم خدماتها بصورة أفضل، أو على الأقل تبقى بالدور ذاته، إلا أنه -في المقابل- قد يحدث الترميم تشوهات كثيرة على الصورة الأصل- كما أسلفنا- ولذلك يأتي الحرص من البعض إلى عدم المساس بكثير مما حوله؛ خوف الوقوع في مأزق التغيير الجذري الذاهب إلى التشويه، وإلى التغريب كآخر صورة محصلة للترميم، والتغريب هنا يذهب بذاكرة الأجيال إلى الانقطاع عن حقيقة الأصل، حيث تنشأ صورة حديثة لكثير من الأشياء، وكأن الأمر تبدأ حقيقته للتو دون أن تكون له جذور توصله بماضيه، ولذلك ففي فعل الترميم، يبقى القليل مما يحافظ على صورته الأصل، فمهما بذل المرمم من الجهد والحذر إلا أنه في الغالب تظهر الصورة المرممة مشوهة كثيرا عن منبعها، وإذا أوغل المرمم كثيرا في فعل الترميم- فيقينا- سوف يغرب ما أجري عليه الترميم، ويبعده عن الأصل كثيرا، وهذا ما تؤيده مقولة: «وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟».
في حياتنا اليومية نمارس هذا الفعل على كثير من الأشياء التي نتعامل معها، وبصورة تلقائية دون أن نضع حسابات التشويه المتوقعة، وأخطر هذا الترميم ذلك المتعلق بالقيم، وبشيء من العادات المتوارثة، وعلى كثير من الأدوات التي نستعملها، كما هو الحاصل في تطوير الملابس التقليدية للنوعين «ملابس مطورة» وفي تطوير بعض الصناعات كما هو الحال في صناعة الحلوى، وحتى أسماء الأشخاص وصلتها آفة الترميم/ التطوير، وغيرها الكثير مما يعرفه الناس، ويذهبون إلى (ترميمه/ تطويره) حيث يحل التشويه واضحا وجليا على صورته الأصل، وهم بذلك لا يطورون ولا يرممون، وإنما يذهبون بالأصول ذاتها إلى مستنقع التغريب، حيث تبدو الصور الحاضرة بعد إجراء عمليات الترميم مغربة عن واقعها، ولا تمت إلى الأصل بشيء، إلا أنها تقع ضمن المحدد الجغرافي للوطن فقط.
لعله من أصعب المعالجات في مسألة الترميم؛ هو ترميم الذاكرة؛ في عمر معين من عمر الإنسان، وهل الذاكرة ترمم ذاتها تلقائيا دون تدخل منا في ذلك؟ مع أن محصلات الذاكرة مستمرة بصورة يومية، حيث تتجدد بالمعلومات التي تستقيها من الحياة اليومية، فتضيف شيئا، وتفقد شيئا، ولكن من الأهمية بمكان أن لا تفقد مجموعة القيم والقناعات، والثوابت التي نؤمن بها، ونتكئ عليها في مسيرة حياتنا اليومية، وفقدان أي شيء منها لا أتصور أن يكون هكذا بأريحية مطلقة، إن لم تتعرض هذه الذاكرة عندنا لضغوط قاهرة نمر عليها، وحتى مسألة الترميم في حالة فقدان شيء من هذا القبيل، هل هو يسير لتعويضه؟ وأتصور هذه هي معاناة كبار السن على وجه الخصوص.
يظل الترميم جميلا ومحمودا عندما يضيف بعدا فنيا وموضوعيا لذات المرمم، وفي المقابل يصبح مشوها، ويبعث على الملل؛ عندما يغرب حقيقة الأشياء، ويبعدها عن معاقلها المعتادة، وما أكثر ما غرب عن واقعه في حياتنا اليومية!