ChatGPT برنامج ممتع.. لكنه ليس كاتبا أو مؤلفا
الثلاثاء / 18 / شوال / 1444 هـ - 23:08 - الثلاثاء 9 مايو 2023 23:08
ترجمة: بدر بن خميس الظفري -
خلال أقل من شهرين، أصبح برنامج الذكاء الاصطناعي (ChatGPT) برنامجا مشهورا يقصده المتعلمون، يمكن الوصول إليه مجانًا من خلال بوابة ويب أنشأها مطور الأداة «أُبِّنْ إي. آي.» (OpenAI)، البرنامج - الذي يقوم تلقائيًا بإنشاء نص بناءً على المطالبات المكتوبة - شائع جدًا لدرجة أنه من المحتمل أن يكون «مشغولاً في كلّ لحظة» إذا حاولت الولوج إليه، وعندما تنجح في ذلك، يوفر «تشات جي.بي. تي» لك موادّ ترفيهيّة بلا حدود. طلبت منه إعادة كتابة المشهد الأول من المسرحية الأمريكية الكلاسيكية «موت بائع متجول» (Death of a Salesman) ولكن بإدخال «الأميرة إلسا» من فيلم الرسوم المتحركة «فروزِن» (Frozen) باعتبارها الشخصية الرئيسية بدلاً من شخصيّة «وولي لومان». النتيجة كانت محادثة مسلية قال فيها «هابي» لأمه «إلسا»- التي عادت للتو إلى المنزل بعد يوم شاق من البيع المتجول: «يا أمي، أنت (إلسا) من فيلم (فروزِن). لديك قوى جليدية وأنت ملكة، ولا يمكن مقاومتك». إنّ عمليات المزج هذه تعد ممتعة بالتأكيد، ولكن هناك آثار خطيرة لبرامج الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل (تشات جي.بي. تي) في العلوم والأوساط الأكاديمية.
تم تطوير «تشات جي.بي. تي» (ChatGPT) وهو اختصار لعبارة (Generative Pretrained Transformer) أي «المحول التوليدي المدرب مسبقا» بتقنية تسمى «التعلم المُعزّز من ردود الفعل البشرية» لتدريب نموذج اللغة، مما يمكّنه من أن يكون برنامجا حواريًا للغاية. ومع ذلك، كما يذكر موقع الويب، «يكتب تشات جي.بي. تي أحيانًا إجابات تبدو معقولة ولكنها غير صحيحة أو لا معنى لها»، وتُظهرُ عدة أمثلة أخطاءً صارخة يمكن أن يرتكبها البرنامج، بما في ذلك الإشارة إلى دراسة علمية غير موجودة أبدا.
تكمن العديد من المخاوف بالكيفية التي سيغير بها «تشات جي.بي. تي» مسار التعليم، فبلا شك يمكنه كتابة مقالات حول مجموعة من الموضوعات. لقد أعطيته اختبارًا ومشروعًا نهائيًا قمت بتكليف الطلاب به في إحدى المواد التي قمت بتدريسها في جامعة «جورج واشنطن» حول موضوع إنكار العلم، وقد قدم إجابات واقعية بشكل جيد ولكن لا يزال أمامه طريق طويل حتى يصل إلى الكتابة العلمية الأكاديمية. إذا كانت هناك من آثار مترتبة على التعليم، فهو قيام الأكاديميين بإعادة التفكير في طريقة طرح موادهم بطرق مبتكرة، وتكليف الطلاب بواجبات، بحيث لا يمكن للذكاء الاصطناعي حلها بسهولة، وأظن أن هذه هي الطريقة الأفضل.
أكثر ما يثير القلق هو التأثيرات التي يخلفها «تشات جي.بي. تي» على كتابة الأوراق العلمية، ففي دراسة حديثة، قدمت ملخصات أنشأها «تشات جي.بي. تي» إلى مراجعين أكاديميين، والذين بدورهم استطاعوا اكتشاف حقيقة 63٪ فقط من هذه الأوراق غير العلمية، وهذه تعد كمية كبيرة من النصوص التي أنشأها الذكاء الاصطناعي والتي يمكن أن تجد طريقها إلى مخزون الإنتاج العلمي.
لسنوات عديدة، قام المؤلفون في فريق موقع «ذَ سايِنس» (Science) للمجلات العلمية بالتوقيع على ترخيص يشهد على أن «العمل أصلي» (بالخط المائل)، وبالنسبة لمجلات موقع «ذَ سايِنس» (Science)، فإنّ كلمة «أصلي» تكفي للإشارة إلى أن النص المكتوب بواسطة «تشات جي.بي. تي» غير مقبول أكاديميا، فهو في نهاية الأمر مسروق من «تشات جي.بي. تي». علاوة على ذلك، يقر مؤلفونا أنهم هم أنفسهم مسؤولون مسؤولية كاملة عن إجراء البحث في موضوع الورقة.
وعلى كل حال، ولكي تكون الأمور واضحة أكثر، نقوم الآن بتحديث سياساتنا الخاصة بمنح الترخيص وطرق التحرير لتحديد أن النص الذي أنشأه «تشات جي.بي. تي» أو أي أدوات أخرى للذكاء الاصطناعي لا يمكن الاعتماد عليها في البحث، وكذلك الأشكال أو الصور أو الرسومات الناتجة من هذه الأدوات، وبالتالي لا يمكن أن يكون برنامج الذكاء الاصطناعي مؤلفًا أو كاتبا، وسيعد انتهاك هذه السياسات ومخالفتها سلوكا علميا مخالفا لا يختلف حكمه عن حكم الصور المعدلة أو الانتحال كما هو مطبق في الأعمال الحالية، وبكل تأكيد، هناك أصناف من البيانات المقبولة قانونيا - وليس نص الورقة - التي أنشأها الذكاء الاصطناعي عن قصد في الأوراق البحثية، وهذه لا يشملها هذا التغيير.
تحدث معظم حالات السلوك العلمي المخالف للمجلات العلمية في موقع «ذَ سايِنس» (Science) بسبب عدم وجود جهد بشري كافٍ، حيث يقوم البعض باستخدام برامج معالجة الصور مثل برنامج «فوتوشوب» Photoshop)) أو عن طريق نسخ نص من مصادر أخرى، وقد تمر الصور المعدلة والنص المنسوخ دون أن يلاحظها أحد لأنها لا تلقى التدقيق الكافي من المؤلفين. وهذه الأخطاء تحدث عندما لا يستمع المحررون والمراجعون إلى شكوكهم الداخلية أو عندما لا يركزون بشدة على التفاصيل. وفي الوقت الذي تضمحل فيه الثقة في البحوث العلمية، يجب على العلماء الالتزام التام والاهتمام والتدقيق بتفاصيل الأوراق العلمية.
إن البحث العلمي هو في نهاية المطاف أحد المساعي البشرية التي تكافح لإيجاد إجابات للأسئلة الشائكة، ولا ننكر أن الآلات تلعب دورًا مهمًا في ذلك، ولكن يجب ألا يتعدى دورها أن تكون مجرد أدوات مساعدة للباحثين الذين هم من يضعون النظريات، ويصممون تجاربهم، ثم يستخرجون النتائج بأنفسهم، لأنه في نهاية المطاف، يجب أن يكون جهاز الكمبيوتر الرائع القابع في أدمغتنا هو من يستخرج النتائج ويشرحها للجميع.
خلال أقل من شهرين، أصبح برنامج الذكاء الاصطناعي (ChatGPT) برنامجا مشهورا يقصده المتعلمون، يمكن الوصول إليه مجانًا من خلال بوابة ويب أنشأها مطور الأداة «أُبِّنْ إي. آي.» (OpenAI)، البرنامج - الذي يقوم تلقائيًا بإنشاء نص بناءً على المطالبات المكتوبة - شائع جدًا لدرجة أنه من المحتمل أن يكون «مشغولاً في كلّ لحظة» إذا حاولت الولوج إليه، وعندما تنجح في ذلك، يوفر «تشات جي.بي. تي» لك موادّ ترفيهيّة بلا حدود. طلبت منه إعادة كتابة المشهد الأول من المسرحية الأمريكية الكلاسيكية «موت بائع متجول» (Death of a Salesman) ولكن بإدخال «الأميرة إلسا» من فيلم الرسوم المتحركة «فروزِن» (Frozen) باعتبارها الشخصية الرئيسية بدلاً من شخصيّة «وولي لومان». النتيجة كانت محادثة مسلية قال فيها «هابي» لأمه «إلسا»- التي عادت للتو إلى المنزل بعد يوم شاق من البيع المتجول: «يا أمي، أنت (إلسا) من فيلم (فروزِن). لديك قوى جليدية وأنت ملكة، ولا يمكن مقاومتك». إنّ عمليات المزج هذه تعد ممتعة بالتأكيد، ولكن هناك آثار خطيرة لبرامج الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل (تشات جي.بي. تي) في العلوم والأوساط الأكاديمية.
تم تطوير «تشات جي.بي. تي» (ChatGPT) وهو اختصار لعبارة (Generative Pretrained Transformer) أي «المحول التوليدي المدرب مسبقا» بتقنية تسمى «التعلم المُعزّز من ردود الفعل البشرية» لتدريب نموذج اللغة، مما يمكّنه من أن يكون برنامجا حواريًا للغاية. ومع ذلك، كما يذكر موقع الويب، «يكتب تشات جي.بي. تي أحيانًا إجابات تبدو معقولة ولكنها غير صحيحة أو لا معنى لها»، وتُظهرُ عدة أمثلة أخطاءً صارخة يمكن أن يرتكبها البرنامج، بما في ذلك الإشارة إلى دراسة علمية غير موجودة أبدا.
تكمن العديد من المخاوف بالكيفية التي سيغير بها «تشات جي.بي. تي» مسار التعليم، فبلا شك يمكنه كتابة مقالات حول مجموعة من الموضوعات. لقد أعطيته اختبارًا ومشروعًا نهائيًا قمت بتكليف الطلاب به في إحدى المواد التي قمت بتدريسها في جامعة «جورج واشنطن» حول موضوع إنكار العلم، وقد قدم إجابات واقعية بشكل جيد ولكن لا يزال أمامه طريق طويل حتى يصل إلى الكتابة العلمية الأكاديمية. إذا كانت هناك من آثار مترتبة على التعليم، فهو قيام الأكاديميين بإعادة التفكير في طريقة طرح موادهم بطرق مبتكرة، وتكليف الطلاب بواجبات، بحيث لا يمكن للذكاء الاصطناعي حلها بسهولة، وأظن أن هذه هي الطريقة الأفضل.
أكثر ما يثير القلق هو التأثيرات التي يخلفها «تشات جي.بي. تي» على كتابة الأوراق العلمية، ففي دراسة حديثة، قدمت ملخصات أنشأها «تشات جي.بي. تي» إلى مراجعين أكاديميين، والذين بدورهم استطاعوا اكتشاف حقيقة 63٪ فقط من هذه الأوراق غير العلمية، وهذه تعد كمية كبيرة من النصوص التي أنشأها الذكاء الاصطناعي والتي يمكن أن تجد طريقها إلى مخزون الإنتاج العلمي.
لسنوات عديدة، قام المؤلفون في فريق موقع «ذَ سايِنس» (Science) للمجلات العلمية بالتوقيع على ترخيص يشهد على أن «العمل أصلي» (بالخط المائل)، وبالنسبة لمجلات موقع «ذَ سايِنس» (Science)، فإنّ كلمة «أصلي» تكفي للإشارة إلى أن النص المكتوب بواسطة «تشات جي.بي. تي» غير مقبول أكاديميا، فهو في نهاية الأمر مسروق من «تشات جي.بي. تي». علاوة على ذلك، يقر مؤلفونا أنهم هم أنفسهم مسؤولون مسؤولية كاملة عن إجراء البحث في موضوع الورقة.
وعلى كل حال، ولكي تكون الأمور واضحة أكثر، نقوم الآن بتحديث سياساتنا الخاصة بمنح الترخيص وطرق التحرير لتحديد أن النص الذي أنشأه «تشات جي.بي. تي» أو أي أدوات أخرى للذكاء الاصطناعي لا يمكن الاعتماد عليها في البحث، وكذلك الأشكال أو الصور أو الرسومات الناتجة من هذه الأدوات، وبالتالي لا يمكن أن يكون برنامج الذكاء الاصطناعي مؤلفًا أو كاتبا، وسيعد انتهاك هذه السياسات ومخالفتها سلوكا علميا مخالفا لا يختلف حكمه عن حكم الصور المعدلة أو الانتحال كما هو مطبق في الأعمال الحالية، وبكل تأكيد، هناك أصناف من البيانات المقبولة قانونيا - وليس نص الورقة - التي أنشأها الذكاء الاصطناعي عن قصد في الأوراق البحثية، وهذه لا يشملها هذا التغيير.
تحدث معظم حالات السلوك العلمي المخالف للمجلات العلمية في موقع «ذَ سايِنس» (Science) بسبب عدم وجود جهد بشري كافٍ، حيث يقوم البعض باستخدام برامج معالجة الصور مثل برنامج «فوتوشوب» Photoshop)) أو عن طريق نسخ نص من مصادر أخرى، وقد تمر الصور المعدلة والنص المنسوخ دون أن يلاحظها أحد لأنها لا تلقى التدقيق الكافي من المؤلفين. وهذه الأخطاء تحدث عندما لا يستمع المحررون والمراجعون إلى شكوكهم الداخلية أو عندما لا يركزون بشدة على التفاصيل. وفي الوقت الذي تضمحل فيه الثقة في البحوث العلمية، يجب على العلماء الالتزام التام والاهتمام والتدقيق بتفاصيل الأوراق العلمية.
إن البحث العلمي هو في نهاية المطاف أحد المساعي البشرية التي تكافح لإيجاد إجابات للأسئلة الشائكة، ولا ننكر أن الآلات تلعب دورًا مهمًا في ذلك، ولكن يجب ألا يتعدى دورها أن تكون مجرد أدوات مساعدة للباحثين الذين هم من يضعون النظريات، ويصممون تجاربهم، ثم يستخرجون النتائج بأنفسهم، لأنه في نهاية المطاف، يجب أن يكون جهاز الكمبيوتر الرائع القابع في أدمغتنا هو من يستخرج النتائج ويشرحها للجميع.