حماس أمريكي لدور صيني في إنهاء حرب أوكرانيا
الاحد / 16 / شوال / 1444 هـ - 22:37 - الاحد 7 مايو 2023 22:37
ترجمة - قاسم مكي -
يبدو أن إدارة بايدن تفكر فيما إذا كان عليها العمل مع الصين في البحث عن تسوية مُتفاوَض حولها لوضع حدّ للحرب في أوكرانيا بعد حصول كييف على مكاسب يتنبأ بها المسؤولون الأمريكيون في هجومها الذي تخطط له منذ فترة طويلة. تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن علنا عن آراء الإدارة الأمريكية أثناء مقابلة على الهواء لواشنطن بوست يوم الأربعاء بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. ردَّد في تعليقاته ما كان يقوله كبار المسؤولين سرا في الأيام الأخيرة حول إمكانية التعاون الأمريكي الصيني للتوسط في إنهاء الحرب الوحشية.
الأساس الضروري لأي مجهود دبلوماسي من هذه الشاكلة سيكون تحقيق مكاسب أوكرانية في ميدان القتال يمكنها وضع أوكرانيا في موقف أقوى للمساومة.
حين سئل بلينكن عن حظوظ كييف في الهجوم المضاد المتوقع في شرقي أوكرانيا أجاب بقوله «أشعر بالثقة أن النجاح سيحالف الأوكرانيين في استعادة المزيد من أراضيهم وأعتقد من المهم أيضا التنويه بأن (التدخل في أوكرانيا) فشلٌ استراتيجي لروسيا».
وعندما سألتُ بلينكن عن العمل مع الصين لتحقيق الاستقرار في أوكرانيا كانت إجابته مفاجئة في صراحتها. قال «من حيث المبدأ لا توجد مشكلة في ذلك. إذا كان لدينا بلد سواء الصين أو بلدان أخرى تملك نفوذا مهما وعلى استعداد للسعي من أجل سلام عادل ودائم... نحن سنرحب بذلك. يقينا من الممكن أن يكون للصين دور في ذلك المسعى ويمكن أن يكون ذلك (الدور) مفيدا جدا».
وقال بلينكن هنالك بعض العناصر «الإيجابية» في خطة السلام المكونة من 12 نقطة والتي أعلنت عنها الصين في فبراير. تشمل المقترحات الصينية احترام «سيادة واستقلال وسلامة أراضي كل البلدان». وهو ما يعني ضمنا انسحاب القوات الروسية. كما تشمل «خفض المخاطر الاستراتيجية» والموافقة على «عدم استخدام الأسلحة النووية « واتخاذ خطوات « لتهدئة الوضع والتوصل في نهاية المطاف إلى وقف شامل لإطلاق النار».
أوكرانيا تريد من الصين أن تلعب دور الوسيط وتحدث الرئيس فولوديمير زيلينسكي هاتفيا في الأسبوع الماضي مع الرئيس شي جينبينج. لاحقا قال زيلينسكي إنهما ناقشا كيفية «تحقيق سلام عادل ومستدام دون تقديم أوكرانيا تنازلات تتعلق بالأراضي. وأكد بيان صيني أن «كل الأطراف عليها انتهاز الفرصة لتهيئة الظروف التي تفضِّل حلا سياسيا للأزمة».
وقال بلينكن يوم الأربعاء أن مكالمة شي وزيلينسكي كانت «شيئا إيجابيا لأن من المهم جدا للصين والبلدان الأخرى التي ظلت تسعى وراء السلام الاستماع إلى الضحية أيضا وليس المعتدي فقط». روسيا ليست سعيدة بجهود الوساطة الصينية. هذا ما قاله لي مسؤولون عديدون في الإدارة الأمريكية. لكن موسكو المُرتَهنة لبيجينج اقتصاديا وعسكريا لا يمكنها مقاومة رغبات الصين بسهولة. ذلك أحد أسباب افتتان مسؤولي الإدارة بجهود السلام الصينية. فهم يعتقدون أنها قد تمنع روسيا من محاولة استئناف الحرب لاحقا بعد توقف مؤقت». قال لي أحد هؤلاء المسؤولين «الاستقرار الوحيد (الممكن) هو الذي تكون الصين الجهة الضامنة له».
لمناقشة أي مسعى للسلام الدائم يقول بلينكن «يجب أن يعكس في الأساس المبادئ التي تتموضع في قلب ميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بسلامة الأراضي وبالسيادة. لا يمكن (لهذا المسعى) أن يجيز ما فعلته روسيا وهو الاستيلاء على جزء كبير من الأراضي الأوكرانية. ويجب أن يكون مستداما. بمعنى أننا لا نريد أن يكون مجرد مهلة تلتقط فيها روسيا أنفاسها وتعيد تسليح قواتها ثم تستأنف القتال بعد 6 أشهر أو سنة لاحقا».
واستطرد بلينكن قائلا «من حيث المبدأ إذا كانت البلدان خصوصا تلك التي لديها نفوذ مهم مثل الصين على استعداد للعب دور إيجابي في محاولة جلب السلام سيكون ذلك شيئا جيدا. لكن هذا المسعى يبدأ في المقام الأول باتخاذ فلاديمير بوتين فعليا ذلك القرار الأساسي. ونحن لم نَرَ منه ذلك بعد». حديث بلينكن العلني عن اهتمامه بدور محتمل لوساطة صينية جزء من مجهود أوسع نطاقا لتعريف ما يحبُّ أن يدعوه «سَلَّة (مجالات) تعاون» بين البلدين بدلا من علاقة تنافس مُطَّرِد. وقال إنه يأمل في أن يكون بمقدوره إعادة جدولة رحلة إلى الصين سبق تأجيلها بعد حادثة منطاد التجسس في فبراير. كما تجري أيضا اتصالات دبلوماسية أمريكية أخرى مع الصين.
يقول بلينكن «هنالك مؤشرات واضحة على مطلب من مختلف أنحاء العالم بأن ندير هذه العلاقة بمسؤولية. إنه مطلب مُوجَّه لنا ولكن أيضا لبيجينج».
ويضيف أن الاستجابة له «تبدأ بالارتباط (التواصل بين البلدين)... على الأقل نحن بحاجة إلى توافر حد أدنى لهذه العلاقة. نحن بحاجة إلى حواجز حماية لها والسبيل إلى ذلك عبر هذا الارتباط».
لا يزال المسؤولون الأمريكيون يتجادلون حول احتمال أن يقود مسعى أمريكي صيني موازٍ إلى إضفاء الشرعية على دور صيني أوسع نطاقا في أوروبا فيما تحاول الولايات المتحدة في الأثناء الحيلولة دون عقد حلفائها الأوروبيين صفقاتٍ خاصة مع بيجينج.
لكن حتى عندما يرحب زيلينسكي وهو الذي يعتمد في بقاء بلده على العون العسكري الأمريكي بالتواصل مع الرئيس شي قد يكون استبعاد الصين غير واقعي.
هنالك استراتيجية أفضل يبدو أن الإدارة الأمريكية تميل إليها وهي الإقرار بدور الصين في التوسط لإنهاء الحرب لكن أيضا الإصرار على وجوب أن تتصرف بمسؤولية لكي تُعَامل كقوة عظمى. ويمكن لها الشروع في ذلك بالتشجيع على سلام عادل في أوكرانيا.
أجنيشس روائي وصحفي يكتب عن الشؤون الخارجية لصحيفة واشنطن بوست.
يبدو أن إدارة بايدن تفكر فيما إذا كان عليها العمل مع الصين في البحث عن تسوية مُتفاوَض حولها لوضع حدّ للحرب في أوكرانيا بعد حصول كييف على مكاسب يتنبأ بها المسؤولون الأمريكيون في هجومها الذي تخطط له منذ فترة طويلة. تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن علنا عن آراء الإدارة الأمريكية أثناء مقابلة على الهواء لواشنطن بوست يوم الأربعاء بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. ردَّد في تعليقاته ما كان يقوله كبار المسؤولين سرا في الأيام الأخيرة حول إمكانية التعاون الأمريكي الصيني للتوسط في إنهاء الحرب الوحشية.
الأساس الضروري لأي مجهود دبلوماسي من هذه الشاكلة سيكون تحقيق مكاسب أوكرانية في ميدان القتال يمكنها وضع أوكرانيا في موقف أقوى للمساومة.
حين سئل بلينكن عن حظوظ كييف في الهجوم المضاد المتوقع في شرقي أوكرانيا أجاب بقوله «أشعر بالثقة أن النجاح سيحالف الأوكرانيين في استعادة المزيد من أراضيهم وأعتقد من المهم أيضا التنويه بأن (التدخل في أوكرانيا) فشلٌ استراتيجي لروسيا».
وعندما سألتُ بلينكن عن العمل مع الصين لتحقيق الاستقرار في أوكرانيا كانت إجابته مفاجئة في صراحتها. قال «من حيث المبدأ لا توجد مشكلة في ذلك. إذا كان لدينا بلد سواء الصين أو بلدان أخرى تملك نفوذا مهما وعلى استعداد للسعي من أجل سلام عادل ودائم... نحن سنرحب بذلك. يقينا من الممكن أن يكون للصين دور في ذلك المسعى ويمكن أن يكون ذلك (الدور) مفيدا جدا».
وقال بلينكن هنالك بعض العناصر «الإيجابية» في خطة السلام المكونة من 12 نقطة والتي أعلنت عنها الصين في فبراير. تشمل المقترحات الصينية احترام «سيادة واستقلال وسلامة أراضي كل البلدان». وهو ما يعني ضمنا انسحاب القوات الروسية. كما تشمل «خفض المخاطر الاستراتيجية» والموافقة على «عدم استخدام الأسلحة النووية « واتخاذ خطوات « لتهدئة الوضع والتوصل في نهاية المطاف إلى وقف شامل لإطلاق النار».
أوكرانيا تريد من الصين أن تلعب دور الوسيط وتحدث الرئيس فولوديمير زيلينسكي هاتفيا في الأسبوع الماضي مع الرئيس شي جينبينج. لاحقا قال زيلينسكي إنهما ناقشا كيفية «تحقيق سلام عادل ومستدام دون تقديم أوكرانيا تنازلات تتعلق بالأراضي. وأكد بيان صيني أن «كل الأطراف عليها انتهاز الفرصة لتهيئة الظروف التي تفضِّل حلا سياسيا للأزمة».
وقال بلينكن يوم الأربعاء أن مكالمة شي وزيلينسكي كانت «شيئا إيجابيا لأن من المهم جدا للصين والبلدان الأخرى التي ظلت تسعى وراء السلام الاستماع إلى الضحية أيضا وليس المعتدي فقط». روسيا ليست سعيدة بجهود الوساطة الصينية. هذا ما قاله لي مسؤولون عديدون في الإدارة الأمريكية. لكن موسكو المُرتَهنة لبيجينج اقتصاديا وعسكريا لا يمكنها مقاومة رغبات الصين بسهولة. ذلك أحد أسباب افتتان مسؤولي الإدارة بجهود السلام الصينية. فهم يعتقدون أنها قد تمنع روسيا من محاولة استئناف الحرب لاحقا بعد توقف مؤقت». قال لي أحد هؤلاء المسؤولين «الاستقرار الوحيد (الممكن) هو الذي تكون الصين الجهة الضامنة له».
لمناقشة أي مسعى للسلام الدائم يقول بلينكن «يجب أن يعكس في الأساس المبادئ التي تتموضع في قلب ميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بسلامة الأراضي وبالسيادة. لا يمكن (لهذا المسعى) أن يجيز ما فعلته روسيا وهو الاستيلاء على جزء كبير من الأراضي الأوكرانية. ويجب أن يكون مستداما. بمعنى أننا لا نريد أن يكون مجرد مهلة تلتقط فيها روسيا أنفاسها وتعيد تسليح قواتها ثم تستأنف القتال بعد 6 أشهر أو سنة لاحقا».
واستطرد بلينكن قائلا «من حيث المبدأ إذا كانت البلدان خصوصا تلك التي لديها نفوذ مهم مثل الصين على استعداد للعب دور إيجابي في محاولة جلب السلام سيكون ذلك شيئا جيدا. لكن هذا المسعى يبدأ في المقام الأول باتخاذ فلاديمير بوتين فعليا ذلك القرار الأساسي. ونحن لم نَرَ منه ذلك بعد». حديث بلينكن العلني عن اهتمامه بدور محتمل لوساطة صينية جزء من مجهود أوسع نطاقا لتعريف ما يحبُّ أن يدعوه «سَلَّة (مجالات) تعاون» بين البلدين بدلا من علاقة تنافس مُطَّرِد. وقال إنه يأمل في أن يكون بمقدوره إعادة جدولة رحلة إلى الصين سبق تأجيلها بعد حادثة منطاد التجسس في فبراير. كما تجري أيضا اتصالات دبلوماسية أمريكية أخرى مع الصين.
يقول بلينكن «هنالك مؤشرات واضحة على مطلب من مختلف أنحاء العالم بأن ندير هذه العلاقة بمسؤولية. إنه مطلب مُوجَّه لنا ولكن أيضا لبيجينج».
ويضيف أن الاستجابة له «تبدأ بالارتباط (التواصل بين البلدين)... على الأقل نحن بحاجة إلى توافر حد أدنى لهذه العلاقة. نحن بحاجة إلى حواجز حماية لها والسبيل إلى ذلك عبر هذا الارتباط».
لا يزال المسؤولون الأمريكيون يتجادلون حول احتمال أن يقود مسعى أمريكي صيني موازٍ إلى إضفاء الشرعية على دور صيني أوسع نطاقا في أوروبا فيما تحاول الولايات المتحدة في الأثناء الحيلولة دون عقد حلفائها الأوروبيين صفقاتٍ خاصة مع بيجينج.
لكن حتى عندما يرحب زيلينسكي وهو الذي يعتمد في بقاء بلده على العون العسكري الأمريكي بالتواصل مع الرئيس شي قد يكون استبعاد الصين غير واقعي.
هنالك استراتيجية أفضل يبدو أن الإدارة الأمريكية تميل إليها وهي الإقرار بدور الصين في التوسط لإنهاء الحرب لكن أيضا الإصرار على وجوب أن تتصرف بمسؤولية لكي تُعَامل كقوة عظمى. ويمكن لها الشروع في ذلك بالتشجيع على سلام عادل في أوكرانيا.
أجنيشس روائي وصحفي يكتب عن الشؤون الخارجية لصحيفة واشنطن بوست.