نوافذ: إعلام المحافظات
الثلاثاء / 11 / شوال / 1444 هـ - 20:27 - الثلاثاء 2 مايو 2023 20:27
قد يسأل سائل في ظل الانفجار المعرفي الحاصل في العوالم الافتراضية ووسائل الإعلام الرقمية على وجه الخصوص، هل لا تزال الحاجة ملحة إلى إعلام محلي يركز على الأحداث والقضايا التي تحدث في المدن والقرى البعيدة عن مراكز اتخاذ القرار في العواصم أم أن الحاجة لا تزال ملحة إلى تعزيز الإعلام المحلي في القرى والمدن ونقل كل ما يحدث فيه من تنمية وتطوير وسياحة وثقافة ومعرفة وإبراز شخوصه ومعالمه باستخدام الوسائل الحديثة في الإعلام والاتصال؟ سؤال ربما يتكرر في كل مرة تدخل فيها وسيلة إعلامية إلى الساحة الإعلامية لتصل إلى جمهور أعرض وأشمل، ويبقى الجواب على هذا السؤال أن الوسيلة الإعلامية أيا كان شكلها فهي ناقلة لما يحدث بغض النظر عن المكان أو الزمان ويبقى أمر ترتيب أولويات النشر موكول إلى القائم بالاتصال ليقرر ما إذا كانت الحاجة ماسة لقيام إعلام محلي أم الاكتفاء بإعلام يقوم على تغطية ما يحدث في المدن والتجمعات الكبرى.
الكثير من الدول حول العالم لا سيما التي تتميز بمساحاتها الشاسعة وجغرافيتها الصعبة وعرقياتها المختلفة ولغاتها المتعددة تهتم بإيصال رسائلها لكافة فئات المجتمع والقاطنين فيها من خلال وسائل الإعلام التي يكون لها فروع إعلامية في العواصم والمدن الكبيرة لضمان الحصول على تغطية أكبر للأحداث التي تجري في مختلف المناطق وفتح مكاتب إعلامية ونشر صحفيين ومراسلين في تلك المناطق والمحافظات بما يضمن الحصول على تغطية إعلامية فعالة وإيصال الرسالة الإعلامية للجمهور المستهدف.
لتقريب الصورة أكثر وإسقاط الموضوع على الإعلام العماني بتاريخه الذي يمتد لأكثر من خمسة عقود بكافة عناصره ووسائله المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية الحديثة فإنه لعب دورا كبيرا في عمليات البناء والتنمية والتطوير والحفاظ على الإرث المعرفي والثقافي والتاريخي لسلطنة عمان وشعبها، وعلى الرغم من تمركز وسائل الإعلام تلك في محيط العاصمة مسقط إلا أنها استطاعت الوصول إلى المواطن في بيته، وإن كان يقطن في قرية جبلية بعيدة. ومع الانتقال إلى الدولة الحديثة وإقرار نظام المحافظات الذي تتمتع فيه كل محافظة بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري مما يتيح لها تنمية مواردها الخاصة بها والترويج لها، بات من الضروري الاهتمام بتنمية وتطوير وسائل الإعلام في كل المحافظات، والعمل على إبراز المقومات التراثية والسياحية والاقتصادية التي تميز كل محافظة عن غيرها واستغلال كافة أشكال وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في نقل الأحداث والترويج لها بما يميزها عن غيرها من المحافظات.
المشهد الإعلامي الحالي ينبئ بأن هنالك بعض التجارب الصحفية تحاول تلمس طريقها في صناعة إعلام في بعض المحافظات وإن كانت تلك المحاولات خجولة وتفتقر إلى المهنية والحرفية، لكنها جديرة بالوقوف عليها وتطويرها وتنميتها، وهنا يأتي دور المؤسسات الإعلامية والجمعيات الصحفية في صقل تلك المهارات والاهتمام بها، ولا أدل على ذلك من الندوة الوطنية التي تعتزم وزارة الإعلام تنظيمها الأسبوع المقبل وتبحث في تنمية وتطوير وتأهيل إعلام المحافظات والوقوف على الصعوبات والمعوقات التي تعترض تفعيل إعلام المحافظات والأخذ بيد الشباب العماني ممن يمكن أن تفتح له قطاعات الإعلام والإعلان مساحات واسعة في الحصول على فرص عمل جيدة خصوصا أن كثيرا من مخرجات جامعة التقنية والعلوم التطبيقية في مختلف محافظات سلطنة عمان في تخصص الاتصال والإعلام تبحث عن فرص للعمل في مناطقها من دون الحاجة إلى الانتقال إلى العاصمة أو المدن الكبرى، وهو أيضا ما يحفز المحافظات ذاتها على إنتاج مواد إعلامية صحفية وإذاعية وتلفزيونية تسهم في رفد المشهد الإعلامي العماني. وربما قد نشهد في القريب العاجل بعض الاستثمارات الجريئة في الإعلام تتخذ من إحدى المحافظات مقرا لها بعيدا عن المركزية الحاصلة في تكدس كل وسائل الإعلام في العاصمة.
عبدالله الشعيلي رئيس تحرير جريدة «عمان أوبزيرفر»
الكثير من الدول حول العالم لا سيما التي تتميز بمساحاتها الشاسعة وجغرافيتها الصعبة وعرقياتها المختلفة ولغاتها المتعددة تهتم بإيصال رسائلها لكافة فئات المجتمع والقاطنين فيها من خلال وسائل الإعلام التي يكون لها فروع إعلامية في العواصم والمدن الكبيرة لضمان الحصول على تغطية أكبر للأحداث التي تجري في مختلف المناطق وفتح مكاتب إعلامية ونشر صحفيين ومراسلين في تلك المناطق والمحافظات بما يضمن الحصول على تغطية إعلامية فعالة وإيصال الرسالة الإعلامية للجمهور المستهدف.
لتقريب الصورة أكثر وإسقاط الموضوع على الإعلام العماني بتاريخه الذي يمتد لأكثر من خمسة عقود بكافة عناصره ووسائله المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية الحديثة فإنه لعب دورا كبيرا في عمليات البناء والتنمية والتطوير والحفاظ على الإرث المعرفي والثقافي والتاريخي لسلطنة عمان وشعبها، وعلى الرغم من تمركز وسائل الإعلام تلك في محيط العاصمة مسقط إلا أنها استطاعت الوصول إلى المواطن في بيته، وإن كان يقطن في قرية جبلية بعيدة. ومع الانتقال إلى الدولة الحديثة وإقرار نظام المحافظات الذي تتمتع فيه كل محافظة بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري مما يتيح لها تنمية مواردها الخاصة بها والترويج لها، بات من الضروري الاهتمام بتنمية وتطوير وسائل الإعلام في كل المحافظات، والعمل على إبراز المقومات التراثية والسياحية والاقتصادية التي تميز كل محافظة عن غيرها واستغلال كافة أشكال وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في نقل الأحداث والترويج لها بما يميزها عن غيرها من المحافظات.
المشهد الإعلامي الحالي ينبئ بأن هنالك بعض التجارب الصحفية تحاول تلمس طريقها في صناعة إعلام في بعض المحافظات وإن كانت تلك المحاولات خجولة وتفتقر إلى المهنية والحرفية، لكنها جديرة بالوقوف عليها وتطويرها وتنميتها، وهنا يأتي دور المؤسسات الإعلامية والجمعيات الصحفية في صقل تلك المهارات والاهتمام بها، ولا أدل على ذلك من الندوة الوطنية التي تعتزم وزارة الإعلام تنظيمها الأسبوع المقبل وتبحث في تنمية وتطوير وتأهيل إعلام المحافظات والوقوف على الصعوبات والمعوقات التي تعترض تفعيل إعلام المحافظات والأخذ بيد الشباب العماني ممن يمكن أن تفتح له قطاعات الإعلام والإعلان مساحات واسعة في الحصول على فرص عمل جيدة خصوصا أن كثيرا من مخرجات جامعة التقنية والعلوم التطبيقية في مختلف محافظات سلطنة عمان في تخصص الاتصال والإعلام تبحث عن فرص للعمل في مناطقها من دون الحاجة إلى الانتقال إلى العاصمة أو المدن الكبرى، وهو أيضا ما يحفز المحافظات ذاتها على إنتاج مواد إعلامية صحفية وإذاعية وتلفزيونية تسهم في رفد المشهد الإعلامي العماني. وربما قد نشهد في القريب العاجل بعض الاستثمارات الجريئة في الإعلام تتخذ من إحدى المحافظات مقرا لها بعيدا عن المركزية الحاصلة في تكدس كل وسائل الإعلام في العاصمة.
عبدالله الشعيلي رئيس تحرير جريدة «عمان أوبزيرفر»