حضارة سلوت الكبرى
الاثنين / 3 / شوال / 1444 هـ - 20:40 - الاثنين 24 أبريل 2023 20:40
لا توجد وثائق تنعت الوجود الحضاري في عمان خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد باسم «حضارة سلوت»، وهذا ديدن الحضارات القديمة، فلم تكن في وقتها تعرف بأسمائها الحالية، فالحضارة الفرعونية؛ على عظمتها، لا يوجد في آثارها ما يدل على اسمها هذا. لقد سَمَّيتُ الحضارة العمانية العتيقة باسم «سلوت» لأنه منتشر في مناطق عديدة بعُمان، تربو على عشرة مواقع. المقال.. سبقته بحوث تحدثتُ فيها عن حضارتنا، وهنا أقدّم وصفا للمنطقة التي قامت عليها، محددا أهم معالمها، ورابطا بينها في إطارها الحضاري. وفي سياق تتبعي لتحديد الرقعة الجغرافية لهذه الحضارة؛ تدرجتُ في تصوّر هذه الرقعة بأربع مراحل متتابعة زمنيا، حسب المعطيات التي حصلت عليها:
المرحلة الأولى: انصرف ذهني إلى الموقع الأثري في شمال بسيا ببَهلا، والذي نُقّب فيه وأقيمت عليه الدراسات، وبه الآن متحف مفتوح للزوار. حينها؛ لم أتصور بأنه حضارة كبيرة، وكنت أعتبر «يوم سلوت» -والذي يُقال بأنه المعركة الفاصلة التي وقعت قبل الإسلام بين العمانيين والفرس- منسوبا إلى هذا الموقع، ثم اكتشفِتْ فيه مستوطنة كبيرة. ثم رأيت أنه لا يمكن حكر سلوت على هذا الموقع، فهناك مواقع عديدة تحمل هذا الاسم ومشتقاته.
المرحلة الثانية: تتبعت المنطقة بنطاق أوسع، واستنتجت من الروايات الكلاسيكية التي تحدثت عن «يوم سلوت»، أن سلوت تشمل المنطقة الواقعة بين سلسلة جبل الكور؛ غربا، وسلسلة الجبال الفاصلة بين بَهلا ونزوى؛ شرقا، وتبدأ شمالا من سلسلة الجبل الأخضر ممتدة باتجاه الجنوب؛ حيث «صحراء سلوت».
المرحلة الثالثة: توسع بحثي الحضاري واتسع أفقي المعرفي؛ لتشمل حضارةُ سلوت تلك المنطقةَ مضافا إليها نزوى ومنح وإزكي وسمائل وأدم، وعموم المنطقة التي عرفت بالجوف، وربما امتدت إلى الشرقية، حيث توجد سلوت النبأ، وقد تشمل بلدان الظاهرة، التي حظيت بمواقع آثارية مهمة.
هذه المنطقة.. عمق عمان. فبالإضافة إلى أنها تتمتع بخصوبة الأرض ووفرة المياه؛ محاطة بالجبال، مما حصّنها من الغزاة. ولذلك؛ تتركز فيها المدن الكبرى، يقول ولكنسون في كتابه «الإمامة في عمان»: (إن المنطقة الوسطى؛ برجَ عُمان الداخلي المسمى الجوف، محمية من أي احتلال ممكن من هذا الخط، بكتلة جبل الكور الهائلة والتلال المتاخمة الممتدة على مساحات واسعة، ومن الخلف محصنة بكتلة الجبل الأخضر. كانت ثلاثة مراكز محصنة كبرى، تتحكم في مناطق الاستيطان المنتثرة في الأودية المنحدرة من النجد الممتد وسط السلسلة الجبلية؛ هي: بَهلا ونزوى وإزكي).
المرحلة الرابعة: وجدتُ أن حضارة سلوت تشمل جميع شبه الجزيرة العمانية، وتمتد من رأس الحدِّ في الجنوب الشرقي حتى خَصَب في الشمال الغربي، وتشكّل سلسلة الحجر الشرقي والغربي عمودها الفقري، وتنداح أضلاعها باتجاه البحر من جهة؛ وباتجاه الصحراء من الجهة الأخرى. وبتتبعي لطوبوغرافية المنطقة، ودراستي للآثار والرسمات والكتابات الصخرية، وقراءتي لنتائج تقارير البعثات الآثارية التي عملت في سلطنة عمان ودولة الإمارات، وجدت أن السمات الأساسية وكثيرا من المكتشفات متشابهة، بما في ذلك نمط الرسمات والخط والمقابر والبناء.
«إنسان سلوت».. ذو حضارة متمدنة، ضاربة في عمق التأريخ لحوالي خمسة آلاف سنة، حيث وجدتْ في المنطقة مستوطنات عديدة، منها مدن مسوّرة، كمدينة كدم التي ذهب الكثير من معالم سورها، وما بقي منه كافٍ ليدل على فخامة هذه المدينة وعلو كعبها، بالإضافة إلى مدينة بَهلا وسورها المشهور عالميا، ولا يزال التنقيب في الآثار يكشف كل يوم عن عظمة تلك الحضارة.
بدأ سكان المنطقة مع بداية الألفية الرابعة قبل الميلاد في مد مجاري مياه من الأودية، لري أراضيهم الزراعية، حيث وجدت في هذه المنطقة (مستوطنات زراعية كبيرة مؤرخة للألفية الثالثة قبل الميلاد، اكتشفت وتم تنقيبها بالتفصيل تقريبا في بات وبسيا وعملا والميسر، وغيرها بالقرب من عبري وينقل وبَهلا ونزوى وإبراء، وعلى امتداد وادي عندام إلى الداخل) [في ظلال الأسلاف، كلوزيو وتوزي].
ومع مرور الوقت وحاجة الإنسان؛ طوّر جلب المياه من الأودية التي لم تعد تفي بحاجته -كما أن استخراج المياه من الآبار يتطلب منه جهدا كبيرا- إلى شق الأفلاج. هذه التقنية استغرقت حوالي ألفي عام حتى اكتملت في الألفية الأولى قبل الميلاد، وكان أول نظام فلج مكتمل يكشف عنه بعُمان في موقع سلوت بجوار بسيا.
ومن أهم معالم حضارة سلوت الكبرى:
- «نظام مدينة الدولة».. وهو نظام سياسي يقوم على إدارة مدينة مسوّرة، لها أنظمتها وقوانينها ومعتقداتها، وبحسب الإشارات النصية الأكدية فإن حضارة سلوت كانت تضم حوالي 30 مملكة، على كل مملكة حاكم.
- مع الاستقلال السياسي لهذه المدن؛ استطاعت أن تطور لها نظاما قبليا، فالمدينة.. لم تكن مغلقة تماما، وإنما بالإمكان الدخول فيها، أو الخروج منها مع بقاء الولاء لها، وهذا ما أنتج «حلف الشَّفّ»، حيث تبقى الجماعات مولاية للقبيلة الكبرى وإن تغيّر مكان وجودها. [الشَّفّ العماني، خميس العدوي، جريدة «عمان»].
- تطور النظام الزراعي، بحيث أصبحت له تقاليده المتوارثة، ومنها نشأ نظام الفلج، وسدود المياه وتوزيعها، وتقسيم الأراضي، وقد طبع النظامُ الزراعي شكلَ العمران كالبيوت والحوائر ودور العبادة.
- وفقًا لهذا النظام الزراعي تشكّل النظام الديني، حيث ارتبط بالآلهة السماوية التي تمنح الأرض الخصب؛ بحسب معتقدهم، فبيوت العبادة الرئيسة تبنى في الأودية كـ«معبد ني صلت»، وأما أماكن التعبد فتكون في الجبال لقربها إلى السماء.
- النظام الجنائزي.. انتشرت في شبه الجزيرة العمانية القبور البرجية «الركامية»، وهي قبور للدفن الجماعي. وتجمع بين السمة الدينية، حيث بنيت في الأماكن المرتفعة كالجبال حتى تكون قريبة من السماء لعروج الأرواح إليها، وبين السمة الاجتماعية، حيث كانت متشابهة، لا تمايز ملحوظ بينها، مما يعني أن قدرًا من المساواة عمّ في المجتمع السلوتي. وخلال الثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد تدرج بناء القبور؛ ففي الألفية الثالثة بنيت على قمم الجبال، وفي الثانية على سطح الأرض، وفي الأولى في بطنها، وهذا يشيء بالتحولات في المعتقد الديني.
- ازدهر النظام البحري في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وأصبح الأسطول العماني هو الجسر الرابط بين مناطق العالم القديم من الصين والهند حتى بلاد ما بين النهرين وبلاد النيل، وكانت السفن العمانية النموذج الذي تقلِّده بعض الموانئ في صناعة مراكبها، وأصبحت التجارة العمانية القادمة من البلدان المختلفة هي الحلم الذي ينتظره الأثرياء لتنمية ثرواتهم.
- نمت صناعة النحاس في حضارة سلوت، وانتشرت مناجم استخراجه وصهره، حتى صُدِّر إلى البلدان المجاورة كالعراق. وكان استخراج النحاس عملا يوميا لكثير من البيوت. ونشطت صناعة الفخار، ولم يقتصر إنتاج الأواني الفخارية على المجتمع المحلي، بل صُدّرت للخارج، أو استعملت أوعية للمواد المحلية المصدرة إلى الأسواق العالمية. كما صدّرت عُمان الجلود الحيوانية والمنسوجات والمحاصيل الزراعية، مما يدل على ازدهار المجتمع حضاريا واقتصاديا وقتئذٍ.
- بناءً على هذا الفعل الحضاري.. نشأت علاقات تجارية بين عمان والمناطق التي تصل إليها سفنها كالصين والهند وفارس والعراق، وتنافس سياسي قد يصل للحروب كما حصل مع العراق. أما العلاقات الثقافية والدينية؛ تأثيرا وتأثرا، فقد قامت مع اليمن، والعراق منذ الحضارتين السومرية والأكدية، وهذا واضح من خلال الرسمات الصخرية العمانية المشابهة لرسمات تلك الحضارات.
- «اللغة السلوتية».. كانت طورا مهما للتشكّل اللغوي للمنطقة حينذاك، ولذلك؛ من المهم دراسة ما تبقى منها في عمان؛ في اللهجات وأسماء الأماكن ونحوها، وبجمع المفردات الباقية من هذه اللغة يمكننا أن نتعرّف على ملامح لغة أسلافنا الأقدمين، وقد قدمتُ عنها دراسة نشرتُها في مجلة «لسان العرب».
المرحلة الأولى: انصرف ذهني إلى الموقع الأثري في شمال بسيا ببَهلا، والذي نُقّب فيه وأقيمت عليه الدراسات، وبه الآن متحف مفتوح للزوار. حينها؛ لم أتصور بأنه حضارة كبيرة، وكنت أعتبر «يوم سلوت» -والذي يُقال بأنه المعركة الفاصلة التي وقعت قبل الإسلام بين العمانيين والفرس- منسوبا إلى هذا الموقع، ثم اكتشفِتْ فيه مستوطنة كبيرة. ثم رأيت أنه لا يمكن حكر سلوت على هذا الموقع، فهناك مواقع عديدة تحمل هذا الاسم ومشتقاته.
المرحلة الثانية: تتبعت المنطقة بنطاق أوسع، واستنتجت من الروايات الكلاسيكية التي تحدثت عن «يوم سلوت»، أن سلوت تشمل المنطقة الواقعة بين سلسلة جبل الكور؛ غربا، وسلسلة الجبال الفاصلة بين بَهلا ونزوى؛ شرقا، وتبدأ شمالا من سلسلة الجبل الأخضر ممتدة باتجاه الجنوب؛ حيث «صحراء سلوت».
المرحلة الثالثة: توسع بحثي الحضاري واتسع أفقي المعرفي؛ لتشمل حضارةُ سلوت تلك المنطقةَ مضافا إليها نزوى ومنح وإزكي وسمائل وأدم، وعموم المنطقة التي عرفت بالجوف، وربما امتدت إلى الشرقية، حيث توجد سلوت النبأ، وقد تشمل بلدان الظاهرة، التي حظيت بمواقع آثارية مهمة.
هذه المنطقة.. عمق عمان. فبالإضافة إلى أنها تتمتع بخصوبة الأرض ووفرة المياه؛ محاطة بالجبال، مما حصّنها من الغزاة. ولذلك؛ تتركز فيها المدن الكبرى، يقول ولكنسون في كتابه «الإمامة في عمان»: (إن المنطقة الوسطى؛ برجَ عُمان الداخلي المسمى الجوف، محمية من أي احتلال ممكن من هذا الخط، بكتلة جبل الكور الهائلة والتلال المتاخمة الممتدة على مساحات واسعة، ومن الخلف محصنة بكتلة الجبل الأخضر. كانت ثلاثة مراكز محصنة كبرى، تتحكم في مناطق الاستيطان المنتثرة في الأودية المنحدرة من النجد الممتد وسط السلسلة الجبلية؛ هي: بَهلا ونزوى وإزكي).
المرحلة الرابعة: وجدتُ أن حضارة سلوت تشمل جميع شبه الجزيرة العمانية، وتمتد من رأس الحدِّ في الجنوب الشرقي حتى خَصَب في الشمال الغربي، وتشكّل سلسلة الحجر الشرقي والغربي عمودها الفقري، وتنداح أضلاعها باتجاه البحر من جهة؛ وباتجاه الصحراء من الجهة الأخرى. وبتتبعي لطوبوغرافية المنطقة، ودراستي للآثار والرسمات والكتابات الصخرية، وقراءتي لنتائج تقارير البعثات الآثارية التي عملت في سلطنة عمان ودولة الإمارات، وجدت أن السمات الأساسية وكثيرا من المكتشفات متشابهة، بما في ذلك نمط الرسمات والخط والمقابر والبناء.
«إنسان سلوت».. ذو حضارة متمدنة، ضاربة في عمق التأريخ لحوالي خمسة آلاف سنة، حيث وجدتْ في المنطقة مستوطنات عديدة، منها مدن مسوّرة، كمدينة كدم التي ذهب الكثير من معالم سورها، وما بقي منه كافٍ ليدل على فخامة هذه المدينة وعلو كعبها، بالإضافة إلى مدينة بَهلا وسورها المشهور عالميا، ولا يزال التنقيب في الآثار يكشف كل يوم عن عظمة تلك الحضارة.
بدأ سكان المنطقة مع بداية الألفية الرابعة قبل الميلاد في مد مجاري مياه من الأودية، لري أراضيهم الزراعية، حيث وجدت في هذه المنطقة (مستوطنات زراعية كبيرة مؤرخة للألفية الثالثة قبل الميلاد، اكتشفت وتم تنقيبها بالتفصيل تقريبا في بات وبسيا وعملا والميسر، وغيرها بالقرب من عبري وينقل وبَهلا ونزوى وإبراء، وعلى امتداد وادي عندام إلى الداخل) [في ظلال الأسلاف، كلوزيو وتوزي].
ومع مرور الوقت وحاجة الإنسان؛ طوّر جلب المياه من الأودية التي لم تعد تفي بحاجته -كما أن استخراج المياه من الآبار يتطلب منه جهدا كبيرا- إلى شق الأفلاج. هذه التقنية استغرقت حوالي ألفي عام حتى اكتملت في الألفية الأولى قبل الميلاد، وكان أول نظام فلج مكتمل يكشف عنه بعُمان في موقع سلوت بجوار بسيا.
ومن أهم معالم حضارة سلوت الكبرى:
- «نظام مدينة الدولة».. وهو نظام سياسي يقوم على إدارة مدينة مسوّرة، لها أنظمتها وقوانينها ومعتقداتها، وبحسب الإشارات النصية الأكدية فإن حضارة سلوت كانت تضم حوالي 30 مملكة، على كل مملكة حاكم.
- مع الاستقلال السياسي لهذه المدن؛ استطاعت أن تطور لها نظاما قبليا، فالمدينة.. لم تكن مغلقة تماما، وإنما بالإمكان الدخول فيها، أو الخروج منها مع بقاء الولاء لها، وهذا ما أنتج «حلف الشَّفّ»، حيث تبقى الجماعات مولاية للقبيلة الكبرى وإن تغيّر مكان وجودها. [الشَّفّ العماني، خميس العدوي، جريدة «عمان»].
- تطور النظام الزراعي، بحيث أصبحت له تقاليده المتوارثة، ومنها نشأ نظام الفلج، وسدود المياه وتوزيعها، وتقسيم الأراضي، وقد طبع النظامُ الزراعي شكلَ العمران كالبيوت والحوائر ودور العبادة.
- وفقًا لهذا النظام الزراعي تشكّل النظام الديني، حيث ارتبط بالآلهة السماوية التي تمنح الأرض الخصب؛ بحسب معتقدهم، فبيوت العبادة الرئيسة تبنى في الأودية كـ«معبد ني صلت»، وأما أماكن التعبد فتكون في الجبال لقربها إلى السماء.
- النظام الجنائزي.. انتشرت في شبه الجزيرة العمانية القبور البرجية «الركامية»، وهي قبور للدفن الجماعي. وتجمع بين السمة الدينية، حيث بنيت في الأماكن المرتفعة كالجبال حتى تكون قريبة من السماء لعروج الأرواح إليها، وبين السمة الاجتماعية، حيث كانت متشابهة، لا تمايز ملحوظ بينها، مما يعني أن قدرًا من المساواة عمّ في المجتمع السلوتي. وخلال الثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد تدرج بناء القبور؛ ففي الألفية الثالثة بنيت على قمم الجبال، وفي الثانية على سطح الأرض، وفي الأولى في بطنها، وهذا يشيء بالتحولات في المعتقد الديني.
- ازدهر النظام البحري في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وأصبح الأسطول العماني هو الجسر الرابط بين مناطق العالم القديم من الصين والهند حتى بلاد ما بين النهرين وبلاد النيل، وكانت السفن العمانية النموذج الذي تقلِّده بعض الموانئ في صناعة مراكبها، وأصبحت التجارة العمانية القادمة من البلدان المختلفة هي الحلم الذي ينتظره الأثرياء لتنمية ثرواتهم.
- نمت صناعة النحاس في حضارة سلوت، وانتشرت مناجم استخراجه وصهره، حتى صُدِّر إلى البلدان المجاورة كالعراق. وكان استخراج النحاس عملا يوميا لكثير من البيوت. ونشطت صناعة الفخار، ولم يقتصر إنتاج الأواني الفخارية على المجتمع المحلي، بل صُدّرت للخارج، أو استعملت أوعية للمواد المحلية المصدرة إلى الأسواق العالمية. كما صدّرت عُمان الجلود الحيوانية والمنسوجات والمحاصيل الزراعية، مما يدل على ازدهار المجتمع حضاريا واقتصاديا وقتئذٍ.
- بناءً على هذا الفعل الحضاري.. نشأت علاقات تجارية بين عمان والمناطق التي تصل إليها سفنها كالصين والهند وفارس والعراق، وتنافس سياسي قد يصل للحروب كما حصل مع العراق. أما العلاقات الثقافية والدينية؛ تأثيرا وتأثرا، فقد قامت مع اليمن، والعراق منذ الحضارتين السومرية والأكدية، وهذا واضح من خلال الرسمات الصخرية العمانية المشابهة لرسمات تلك الحضارات.
- «اللغة السلوتية».. كانت طورا مهما للتشكّل اللغوي للمنطقة حينذاك، ولذلك؛ من المهم دراسة ما تبقى منها في عمان؛ في اللهجات وأسماء الأماكن ونحوها، وبجمع المفردات الباقية من هذه اللغة يمكننا أن نتعرّف على ملامح لغة أسلافنا الأقدمين، وقد قدمتُ عنها دراسة نشرتُها في مجلة «لسان العرب».