نوافذ :العيد .. نحو زمن ممتد
الجمعة / 29 / رمضان / 1444 هـ - 21:47 - الجمعة 21 أبريل 2023 21:47
shialoom@gmail.com
حضر شهر رمضان؛ ورحل، واضعا بصمته المعهودة؛ الصورة الفارقة بين زمنين: زمن ما قبل رمضان، وزمن ما بعد رمضان، وما بين هذين الزمنين ثمة موضوعات على درجة كبيرة من الأهمية، موضوعة الآن على طاولة أو أجندة الإنسان المسلم على وجه الخصوص، متضمنة هذه الأجندة وضع كل الخيارات أمامه متاحة، وعليه أن يكيف نفسه على أيها يمكن أن يسير حياته اليومية المقبلة من هذه اللحظة التي أعلن عنها انتهاء شهر رمضان، هذا الشهر الذي استفرد بكل الاهتمامات التي يمكن أن يبديها أو يثيرها الإنسان المسلم؛ على وجه الخصوص؛ في حياته اليومية، بدءا من الاستعدادات المادية المعروفة، مرورا بممارسات تعبدية كثيرة، وصولا إلى جني نتائج هذه الممارسات التعبدية الكثيرة، حيث امتحن إرادته، وصبره، وعزيمته، وقوته، وبسالته، ونضاله مقارعا بذلك القوة المهيمنة لمخلوق تعهد أمام رب العزة والجلال أن يناكف هذا الإنسان في جميع تفاصيل حياته حتى آخر لحظة مفارقته للحياة، حيث يوارى جثمانه؛ إما طاهرا معتوقا من النار، وإما مردودا خائبا؛ فاقدا لحياة امتدت عشرات السنين دون نتيجة مُشَرِّفة له كإنسان سخرت له كل الكائنات المادية والمعنوية لخدمة مشروعه في هذه الحياة.
اليوم - كما يفترض - أن كلا منا يقف مزهوا بما أنجز، وقد يفاخر بما حقق، وقد يتقدم صفوف الذين «كمن ولدتهم أمهاتهم» ملائكة مطهرين، وقد يكون على العكس تماما من هذه الصورة الذهبية لحياة أي إنسان ينشد الطهر والنقاء، وينشد المثالية بكل تفاصيلها الدقيقة، فلحظة العيد؛ وهو لن يخرج عن لحظة زمنية؛ فكل مباهجنا في هذه الحياة، تصنعها لحظة زمنية؛ قد تكون فارقة بين مرحلتين، فعيد الميلاد لأي منا، هو لحظة زمنية فارقة، وأعياد الأوطان لحظة زمنية فارقة، ونصفها بالفارقة لأنها تؤسس لما بعد الغد، فالأمس ولَّى ولن يعود، والأمل المرتجى في الغد، وكذلك عيدنا اليوم ننطلق من خلاله لما بعد اليوم، وإذا كان شهر رمضان الذي ودعناه بآخر غروب لشمس الأمس، فإن ما جمعنا به من مباهج كثيرة، تماهت فيه الأنفس بكبريائها في المشروع الإيماني؛ فكأنها اليوم، ولدت من جديد، هذه الولادة التي تعد «قيصرية» عند كثيرين منا، بعد أن استطاع هؤلاء الكثيرون سل أنفسهم من تجاذبات النفس، والانعتاق من مظان الحياة الكثيرة، كل ذلك لتسليمها لمشروع الغد؛ والممتد لزمن بعيد؛ حيث يأتي العيد ليكون اللحظة الفارقة بين هذين الزمنين.
لن نتشاءم بالقدر الذي تشاءم فيه أبو الطيب المتنبي في رائعته: «بأية حال عدت يا عيد ...» فلا يزال هناك أفق جميل يدغدغ مخيلة أنفسنا التواقة إلى شيء من الرضا والتوافق، وإلى شيء من الرجاء بغفران الذنوب، والمعاصي، من لدن رب العزة والجلال، فمن منا لا يتوق إلى أن يدخل من باب الريان الذي أعد للصائمين، وكنا من الصائمين، وعاضين على صيامنا بالنواجذ ولذلك متفائلون ومتفائلون جدا؛ بإذن الله؛ وهذا ما يدفعنا لأن نحتضن رمضاناتنا كل عام، ونرى فيها المخرج والمتنفس من كل ما يحيط بنا من أدران الحياة على قتامتها، وعلى تصلبها، فهنا رب رحيم، ورب غفور «... وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه».
أزماننا ممتدة بأعيادنا الرائعة، نرى فيها إضاءات كونية من النور والإيمان، ومن القناعة والغفران، ومن المحبة والوجدان، ومن البهجة والإحسان، وإذا فشلنا في تلبس صوره الاحتفالية المباشرة، فيكفي أن نرى ذلك في وجوه أطفالنا الأتقياء.
حضر شهر رمضان؛ ورحل، واضعا بصمته المعهودة؛ الصورة الفارقة بين زمنين: زمن ما قبل رمضان، وزمن ما بعد رمضان، وما بين هذين الزمنين ثمة موضوعات على درجة كبيرة من الأهمية، موضوعة الآن على طاولة أو أجندة الإنسان المسلم على وجه الخصوص، متضمنة هذه الأجندة وضع كل الخيارات أمامه متاحة، وعليه أن يكيف نفسه على أيها يمكن أن يسير حياته اليومية المقبلة من هذه اللحظة التي أعلن عنها انتهاء شهر رمضان، هذا الشهر الذي استفرد بكل الاهتمامات التي يمكن أن يبديها أو يثيرها الإنسان المسلم؛ على وجه الخصوص؛ في حياته اليومية، بدءا من الاستعدادات المادية المعروفة، مرورا بممارسات تعبدية كثيرة، وصولا إلى جني نتائج هذه الممارسات التعبدية الكثيرة، حيث امتحن إرادته، وصبره، وعزيمته، وقوته، وبسالته، ونضاله مقارعا بذلك القوة المهيمنة لمخلوق تعهد أمام رب العزة والجلال أن يناكف هذا الإنسان في جميع تفاصيل حياته حتى آخر لحظة مفارقته للحياة، حيث يوارى جثمانه؛ إما طاهرا معتوقا من النار، وإما مردودا خائبا؛ فاقدا لحياة امتدت عشرات السنين دون نتيجة مُشَرِّفة له كإنسان سخرت له كل الكائنات المادية والمعنوية لخدمة مشروعه في هذه الحياة.
اليوم - كما يفترض - أن كلا منا يقف مزهوا بما أنجز، وقد يفاخر بما حقق، وقد يتقدم صفوف الذين «كمن ولدتهم أمهاتهم» ملائكة مطهرين، وقد يكون على العكس تماما من هذه الصورة الذهبية لحياة أي إنسان ينشد الطهر والنقاء، وينشد المثالية بكل تفاصيلها الدقيقة، فلحظة العيد؛ وهو لن يخرج عن لحظة زمنية؛ فكل مباهجنا في هذه الحياة، تصنعها لحظة زمنية؛ قد تكون فارقة بين مرحلتين، فعيد الميلاد لأي منا، هو لحظة زمنية فارقة، وأعياد الأوطان لحظة زمنية فارقة، ونصفها بالفارقة لأنها تؤسس لما بعد الغد، فالأمس ولَّى ولن يعود، والأمل المرتجى في الغد، وكذلك عيدنا اليوم ننطلق من خلاله لما بعد اليوم، وإذا كان شهر رمضان الذي ودعناه بآخر غروب لشمس الأمس، فإن ما جمعنا به من مباهج كثيرة، تماهت فيه الأنفس بكبريائها في المشروع الإيماني؛ فكأنها اليوم، ولدت من جديد، هذه الولادة التي تعد «قيصرية» عند كثيرين منا، بعد أن استطاع هؤلاء الكثيرون سل أنفسهم من تجاذبات النفس، والانعتاق من مظان الحياة الكثيرة، كل ذلك لتسليمها لمشروع الغد؛ والممتد لزمن بعيد؛ حيث يأتي العيد ليكون اللحظة الفارقة بين هذين الزمنين.
لن نتشاءم بالقدر الذي تشاءم فيه أبو الطيب المتنبي في رائعته: «بأية حال عدت يا عيد ...» فلا يزال هناك أفق جميل يدغدغ مخيلة أنفسنا التواقة إلى شيء من الرضا والتوافق، وإلى شيء من الرجاء بغفران الذنوب، والمعاصي، من لدن رب العزة والجلال، فمن منا لا يتوق إلى أن يدخل من باب الريان الذي أعد للصائمين، وكنا من الصائمين، وعاضين على صيامنا بالنواجذ ولذلك متفائلون ومتفائلون جدا؛ بإذن الله؛ وهذا ما يدفعنا لأن نحتضن رمضاناتنا كل عام، ونرى فيها المخرج والمتنفس من كل ما يحيط بنا من أدران الحياة على قتامتها، وعلى تصلبها، فهنا رب رحيم، ورب غفور «... وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه».
أزماننا ممتدة بأعيادنا الرائعة، نرى فيها إضاءات كونية من النور والإيمان، ومن القناعة والغفران، ومن المحبة والوجدان، ومن البهجة والإحسان، وإذا فشلنا في تلبس صوره الاحتفالية المباشرة، فيكفي أن نرى ذلك في وجوه أطفالنا الأتقياء.