خيّبت هبطة السابع والعشرين من رمضان آمال المتسوقين في سوق نزوى بعد أن شهدت تراجعا في المعروض من الأغنام والماشية قابلها ارتفاع في الأسعار دفع الكثيرين من مرتادي الهبطة إلى العودة دون تحقيق مآربهم من شراء ماشية من الأغنام، أو اقتسام عجل أو بقرة، حيث عزا القائمون على السوق ذلك إلى عدم توفّر السيولة لدى المتسوقين، وتحفّظ الباعة عن عرض ماشيتهم خلال أيام منتصف الأسبوع، وفضّل البعض تأخيرها إلى هبطة 29 (يوم غد) الذي يوافق إجازة رسمية، واستلام الموظفين لرواتب شهر أبريل.

يقول سالم البطراني، أحد القائمين على هبطة سوق نزوى: لم تشهد الهبطة اليوم إقبالا كبيرا؛ بسبب تحفّظ الباعة على الأسعار على الرغم من ارتفاعها مقارنة بالعرض والطلب، وفضّل الكثير منهم إعادة مواشيهم لعلهم يحصلون على سعر أفضل يوم غدٍ. وأضاف: انخفضت الأسعار مقارنة بهبطة يوم الجمعة، لكنها تعد مرتفعة مقارنة بالمعروض، ووصلت أسعار الأبقار متوسطة الحجم إلى 500 ريال، والأغنام إلى 180 ريالا، مضيفا: إن أسعار هبطة 24 من رمضان كانت أعلى، إذ وصل سعر الثور إلى 1000 ريال، بينما وصلت أسعار الأغنام إلى 240 ريالا، لكن الماشية كانت متوفرة بصورة كبيرة.

أما موسى الرميضي، أحد الدلالين المشهورين في الهبطة، فيقول: شهدت الهبطة تراجعا ملحوظا في كميات الأغنام والأبقار المعروضة، ويحبّذ الكثير من مربي الماشية بيع مواشيهم في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل التي توافق إجازة للموظفين واستلام الرواتب؛ سعيا لسعر أفضل، مضيفا إنه مقارنة بين العرض والطلب وجودة المعروض تعد الأسعار مرتفعة نسبيا، إذ وصلت أسعار بعض الخراف إلى 200 ريال دون أن يوافق صاحبها على البيع. وقال محمد بن حمد الكندي الذي اشترى زوجا من الأغنام صغيرة السن بسعر 50 ريالا للرأس: الأسعار مرتفعة مقارنة بالسابق، لكن كوني أبحث عن أغنام صغيرة للتربية فقد وجدت ضالتي في زوج من أنثى الماعز، ورغم ارتفاع سعرها مقارنة بأسعار مثيلاتها سابقا فإنني اشتريت؛ لرغبتي في اقتناء هذه الأنواع من الماعز.

من جانب آخر، شهدت معظم الأسواق والمراكز التجارية بمحافظة جنوب الباطنة خلال الأيام الماضية حركة شرائية كبيرة من أجل اقتناء احتياجات عيد الفطر السعيد، حيث شهدت أسواق الهبطات حركة شرائية، وارتفاعا في أسعار المواشي، وكذلك المراكز التجارية والأسواق المتعلقة بشراء ملابس العيد التي توافد إليها الأهالي في ظل مراقبة كثيفة من الجهات المعنية المتمثلة في بلدية المحافظة وحماية المستهلك.

وقال سلطان بن علي الشكيلي، أحد المترددين على سوق الرستاق القديم: إن السوق يتردد عليه عشرات المواطنين والمقيمين، وازدادت الحركة الشرائية خلال الأيام الماضية من هذا الشهر الفضيل؛ لقرب عيد الفطر السعيد، وهناك حركة في شراء الذبائح والملابس وغيرها من الاحتياجات التي اعتاد الناس على شرائها، ولاحظنا أن الأسعار خلال الأسبوع الماضي قد ارتفعت في بيع الأبقار والمواشي ونتمنى عدم المبالغة في الأسعار؛ لأنه بطبيعة الحال اعتاد الناس على شراء الذبائح من أجل الجلوس مع الأقارب، وإعداد الشواء العماني التقليدي، والمشاكيك بالطريقة العمانية.

وقال علي بن ناصر الجابري، صاحب محل لبيع المصار والكميم العمانية والأحذية: إن الحركة الشرائية زادت خلال الأيام الماضية، ومن المتوقع أن تشهد حركة شرائية كبيرة من الأهالي خلال الأيام القادمة بعدما أعلنت الإجازة التي سوف تبدأ من يوم غد، وكان الإقبال خلال الفترة الماضية على شراء الأحذية والمصار والكميم العمانية كبيرا.

من جانبها، تواصل بلدية محافظة جنوب الباطنة جهودها التوعوية من خلال النشر الإلكتروني في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي التي تحث المواطنين على ضرورة التعاون والالتزام بوضع جميع مخلفات الذبح في المواقع المخصصة لها، والحفاظ على نظافة الأماكن العامة.

وتواصل بلدية جنوب الباطنة من خلال برنامج عمل ميداني مكثف جهودها في الرقابة والمتابعة لمختلف المنشآت الغذائية والصحية، وذلك بتنظيم جولات تفتيش على فترتين صباحية ومسائية لتشمل جميع المنشآت الغذائية والصحية بكافة المناطق للوفاء بمتطلبات السلامة، والتأكد من مدى التزامها وتقيدها بالاشتراطات الصحية اللازمة، ويأتي ذلك تأكيدًا على أهمية الدور التي تقوم به البلدية لضمان سلامة الأغذية، والحرص على صحة وسلامة المستهلك، وتطبيق اللوائح والاشتراطات الصحية بالمنشآت الغذائية المختلفة.

من جانب آخر، وعلى مقربة من قلعة نخل، وبجوار سوق نخل شهدت عرصات الأغنام والأبقار ازدحاما لافتا، حيث يقبل على الهبطة قاطنو ولاية نخل والولايات المجاورة، فمنذ ساعات الصباح الباكر بدأت المزايدات على شراء الأغنام التي شهدت وفرة في العرض، وتفاوتت أسعارها باختلاف أنواعها وأحجامها، وإلى جانب بيع المواشي والأبقار شهد سوق الهبطة حركة نشطة في بيع مختلف مستلزمات العيد وغيرها، لا سيما المنتجات المحلية منها المصنوعة من الأخشاب وسعف النخيل، بالإضافة إلى الكماليات، وألعاب الأطفال، والحلويات المحلية وغيرها.