آراء في الشطرنج لريادة الأعمال
الثلاثاء / 26 / رمضان / 1444 هـ - 21:00 - الثلاثاء 18 أبريل 2023 21:00
هناك مقولة شهيرة لمارك زوكربيرج أحد مؤسسي موقع الفيسبوك مفادها بأنه «في عالمٍ يتغير بسرعةٍ كبيرةٍ، فإن أكبر خطر يمكنك تحمله هو عدم المخاطرة على الإطلاق»، وقد اكتسبت هذه المقولة انتشارًا واسعًا في عالم الأعمال، ووسائل التواصل الاجتماعي، وتعد أحد أبرز الأقوال التي يُستشهد بها في سرد قصص نجاح رواد الأعمال الناشئين من جيل الشباب، والسؤال الأهم هنا هو: هل كان إطلاق موقع الفيسبوك سيكون ناجحا ومدويا -كما حدث في الواقع- لو أن زوكربيرج وفريقه قاموا بتدشينه في عام 2019 بدلًا من 2004؟ بالتأكيد لا، إذ يُعد عام 2004 بداية تشكل مجتمع الإنترنت، وكان المستخدمون حينها بحاجة للتواصل على العالم الافتراضي، وبذلك فإن نجاح إطلاق الموقع الذي أصبح الشبكة الاجتماعية الأولى في العالم، جاء نتاج التوظيف الذكي لثلاثة عوامل أساسية وهي؛ الاستراتيجية، وتقييم متطلبات المرحلة الراهنة، واتخاذ القرار الحاسم في التوقيت المناسب.
هذه السمات التي صنعت أيقونة ريادة الأعمال الإلكترونية تشبه كثيرًا المهارات المطلوبة للعبة الشطرنج، بل إن هناك الكثير من التطابق، والقواسم المشتركة، وبعيدًا عن النظريات الأكاديمية، والمدارس الفكرية الإدارية، فإن مسارات ريادة الأعمال، والمهارات التي تستلزمها، نجد لها العديد من النظائر المطابقة على رقعة الشطرنج، تعالوا نقترب أكثر من ملك الألعاب ولعبة الملوك كما يسمونها.
الشطرنج هي لعبة تكتيكية واستراتيجية، تدور حول التموضع، والمراهنات الكبيرة، وبذلك فهي تقدم لنا دروسًا قيِّمةً في ريادة الأعمال، وفي الحياة عمومًا، وتأتي صناعة الشغف في مقدمة هذه الدروس، فهو الدافع والمحرك لتحقيق الفوز، لكن الشغف وحده لا يكفي، واللعب الآمن داخل محيط الراحة لن يؤدي إلى النجاح دائمًا، يجب على رائد العمل أن يمتلك مهارة التفكير والتخطيط الاستراتيجي، وبهذا الفكر الاستباقي يمكنه تحليل البيئة المحيطة بالمشروع أو المبادرة، وما يكتنفها من فرص ومخاطر، وهذه مهارة أساسية لدى لاعبي الشطرنج، فهم يقومون بدراسة الرقعة أمامهم، والتفكير في عدة حركات للأمام، وتقدير جميع النتائج المحتملة لتحركات الخصم أمامهم.
وهنا تأتي أهمية صناعة واتخاذ القرارات، إذ يحتاج رائد الأعمال إلى القرارات المستنيرة التي تستجيب للظروف المتغيرة في بيئة المشروع، ولا نبالغ إذا قلنا بأن القدرة على اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب هو ما يصنع الفرق بين النجاح والفشل في المشروع الريادي، والأمر نفسه على رقعة الشطرنج، فالفوز مرهونٌ باتخاذ الحركة المناسبة بدقة، إذ يتميز لاعبو الشطرنج المحترفون بمهارات متقدمة في تقييم مخاطر ومكافآت كل نقلة، وموازنة الفوائد المتوقعة مقابل المخاطر المحتملة، ثم اتخاذ القرار بإحكام.
فالشطرنج هي لعبة الكشف بذكاء عن الفرص الخفية، ثم اقتناصها، والمبادرة في تهيئة هذه الفرص بدلًا من انتظار الخصم أن يخطأ في حركاته، فنجد لاعب الشطرنج في بداية الجولة يركز على معرفة خصمه، وتحديد مواضع قوته، ودرجة تأثيرها على خطة اللعب، وهذا ما يسميه رواد الأعمال بتحليل القوى، وتقييم المنافسين، لاستثمار الفرص الاستراتيجية الناشئة، وهي تُعد مدخلًا أساسيًا لاتخاذ القرارات بطريقة استباقية وذكية، فريادة الأعمال تدور حول اغتنام الفرص الناشئة، وتوظيف التحليل المتزن لواقع بيئة الأعمال، من أجل استكشاف مجالات جديدة للعمل، بغض النظر عن حجمها الحالي، ورائد الأعمال الناجح هو من يتقن فن أن يكون متقدمًا عن منافسيه بخطوة واحدة، باستثمار أصغر فرصة تنشأ في طريقه.
كما أن التأني في تحريك قطع رقعة الشطرنج يعد متطلبا أساسيًا لتجنب استنفاد الفرص الاستراتيجية، فلا ينبغي للاعب الجيد أن يتخذ قراره لأول فرصة تلوح في الرقعة، سعيًا وراء الفوز مبكرًا، لاعبو الشطرنج المحترفون يتنازلون عن بعض الحركات السهلة، بحثًا عن القطع «الأكثر قيمة» في الرقعة، والتي يمكن بها تحقيق الفوز المضمون، وهذه المهارة تكافئ أهمية التريث في القرارات الاستراتيجية لريادة الأعمال، حيث إن محور النجاح في دنيا الأعمال يكمن في انتهاج الأساليب الرشيقة، التي تركز على إحراز التقدم من جهة، والقدرة على «التمحور» في مواجهة الظروف الجديدة أو المتغيرة من جهةٍ أخرى، فالريّادي المحنك يعتمد على تحليل المعطيات بروية، لمواجهة التحديات المفاجئة، وتجاوز العقبات غير المحتملة، والمثابرة في الأوقات الصعبة، ورفع قدرة التعافي من النكسات.
وهذا يقودنا للجزء المحوري في واقع ريادة الأعمال، وعلى رقعة الشطرنج، وهو أهمية إدراك أن الفوز هدفٌ وليس استراتيجية عمل في حد ذاته، حيث يضع لاعبو الشطرنج المحترفون استراتيجيتهم بقراءة أنماط الرقعة التي تتكشف بمرور الوقت، عبر عشرات الحركات، وليس من منظور قطعة أو حركة واحدة، وذلك بالتعرف على الأنماط الماهرة لحركات الخصم، فهم يبحثون عن فهم للمناورات الافتتاحية، ويتوقعون بذلك الألعاب النهائية، بالطريقة نفسها التي يتحدث بها رواد الأعمال عن مراحل التأسيس والاحتضان والانبثاق كمشاريع متكاملة، يدرك لاعب الشطرنج ورائد الأعمال بأن الإجراءات التي تحقق النجاح الأولي ليست هي نفسها التي تصنع الفوز والنجاح في النهاية، ويرسمون الاستراتيجية بعد الإلمام بجميع الأبعاد المحتملة، ويطرحون الأسئلة العميقة التي تقودهم إلى تحقيق الفوز، مثل: هل خطة اللعب استباقية أم دفاعية؟ هل التركيز الاستراتيجي لتحقيق مكاسب قصيرة متتالية وتراكمية، أو إنه من أجل الوصول لميزة طويلة المدى؟ كيف يمكن إحباط محاولات الخصم في التنبؤ بخطة اللعب وتقويضها؟ كيف يمكن التكييف بفاعلية مع متغيرات اللعبة، وبسرعة فائقة لا تسمح للخصم بالتعلم والمنافسة المرتدة في التحركات القادمة؟ وبذلك فإن الاستراتيجية المثلى في ريادة الأعمال ولعبة الشطرنج تتطلب كذلك تخصيص وقت للتفكير، والمراجعة، والتعلم المستمر، هذه المساحات الانعكاسية تتيح الفرصة للتعلم من الأخطاء السابقة، ومعالجة المعلومات الجديدة، وبناء القدرة على تقبل مفهوم التضحية على المدى القصير لتحقيق النجاح على المدى الطويل، وإدراك أن التضحية بالنجاحات الصغيرة الهامشية لا تعني الخسارة، والخروج برؤى أكثر خبرةً وعمقًا في تطوير وتحسين مستقبل العمل.
يمكن للفكر الريادي والاستراتيجي أن يستلهم دروسًا مهمة من لعبة الشطرنج، فهي تعلمنا ألا نستهين بأهمية كل قطعة على الرقعة، من مبدأ أن كل قطعة تلعب دورها، وكل قطعة ضرورية، وهكذا يجب أن يكون الريادي الناجح، إذ عليه أن يستفيد من جميع الموارد لديه ويسخرها لنجاح العمل، فريادة الأعمال ليست نشاطًا مهنيًا صرفًا يمكن تطبيقه عبر مجموعة من الإرشادات، أو ضربة حظ تقود للنجاح في المشروع، وإنما هي علم، وفكر،وثقافة، وفن، وفلسفة، وصقل للمهارات، ورياضة ذهنية وعقلية، وتدريب على الصبر والأناة، وحسن اتخاذ القرار، ففي ريادة الأعمال وعلى رقعة الشطرنج لا توجد تعليمات صريحة لتحديد مسارات، وتوقيت للتحركات والقرارات، ولكن حسن تحليل المعطيات، والتخطيط الجيد، واتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب هي مفاتيح الفوز، وهي رحلة لا تخلو من الاستفادة، والتعلم للانطلاق من جديد.
هذه السمات التي صنعت أيقونة ريادة الأعمال الإلكترونية تشبه كثيرًا المهارات المطلوبة للعبة الشطرنج، بل إن هناك الكثير من التطابق، والقواسم المشتركة، وبعيدًا عن النظريات الأكاديمية، والمدارس الفكرية الإدارية، فإن مسارات ريادة الأعمال، والمهارات التي تستلزمها، نجد لها العديد من النظائر المطابقة على رقعة الشطرنج، تعالوا نقترب أكثر من ملك الألعاب ولعبة الملوك كما يسمونها.
الشطرنج هي لعبة تكتيكية واستراتيجية، تدور حول التموضع، والمراهنات الكبيرة، وبذلك فهي تقدم لنا دروسًا قيِّمةً في ريادة الأعمال، وفي الحياة عمومًا، وتأتي صناعة الشغف في مقدمة هذه الدروس، فهو الدافع والمحرك لتحقيق الفوز، لكن الشغف وحده لا يكفي، واللعب الآمن داخل محيط الراحة لن يؤدي إلى النجاح دائمًا، يجب على رائد العمل أن يمتلك مهارة التفكير والتخطيط الاستراتيجي، وبهذا الفكر الاستباقي يمكنه تحليل البيئة المحيطة بالمشروع أو المبادرة، وما يكتنفها من فرص ومخاطر، وهذه مهارة أساسية لدى لاعبي الشطرنج، فهم يقومون بدراسة الرقعة أمامهم، والتفكير في عدة حركات للأمام، وتقدير جميع النتائج المحتملة لتحركات الخصم أمامهم.
وهنا تأتي أهمية صناعة واتخاذ القرارات، إذ يحتاج رائد الأعمال إلى القرارات المستنيرة التي تستجيب للظروف المتغيرة في بيئة المشروع، ولا نبالغ إذا قلنا بأن القدرة على اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب هو ما يصنع الفرق بين النجاح والفشل في المشروع الريادي، والأمر نفسه على رقعة الشطرنج، فالفوز مرهونٌ باتخاذ الحركة المناسبة بدقة، إذ يتميز لاعبو الشطرنج المحترفون بمهارات متقدمة في تقييم مخاطر ومكافآت كل نقلة، وموازنة الفوائد المتوقعة مقابل المخاطر المحتملة، ثم اتخاذ القرار بإحكام.
فالشطرنج هي لعبة الكشف بذكاء عن الفرص الخفية، ثم اقتناصها، والمبادرة في تهيئة هذه الفرص بدلًا من انتظار الخصم أن يخطأ في حركاته، فنجد لاعب الشطرنج في بداية الجولة يركز على معرفة خصمه، وتحديد مواضع قوته، ودرجة تأثيرها على خطة اللعب، وهذا ما يسميه رواد الأعمال بتحليل القوى، وتقييم المنافسين، لاستثمار الفرص الاستراتيجية الناشئة، وهي تُعد مدخلًا أساسيًا لاتخاذ القرارات بطريقة استباقية وذكية، فريادة الأعمال تدور حول اغتنام الفرص الناشئة، وتوظيف التحليل المتزن لواقع بيئة الأعمال، من أجل استكشاف مجالات جديدة للعمل، بغض النظر عن حجمها الحالي، ورائد الأعمال الناجح هو من يتقن فن أن يكون متقدمًا عن منافسيه بخطوة واحدة، باستثمار أصغر فرصة تنشأ في طريقه.
كما أن التأني في تحريك قطع رقعة الشطرنج يعد متطلبا أساسيًا لتجنب استنفاد الفرص الاستراتيجية، فلا ينبغي للاعب الجيد أن يتخذ قراره لأول فرصة تلوح في الرقعة، سعيًا وراء الفوز مبكرًا، لاعبو الشطرنج المحترفون يتنازلون عن بعض الحركات السهلة، بحثًا عن القطع «الأكثر قيمة» في الرقعة، والتي يمكن بها تحقيق الفوز المضمون، وهذه المهارة تكافئ أهمية التريث في القرارات الاستراتيجية لريادة الأعمال، حيث إن محور النجاح في دنيا الأعمال يكمن في انتهاج الأساليب الرشيقة، التي تركز على إحراز التقدم من جهة، والقدرة على «التمحور» في مواجهة الظروف الجديدة أو المتغيرة من جهةٍ أخرى، فالريّادي المحنك يعتمد على تحليل المعطيات بروية، لمواجهة التحديات المفاجئة، وتجاوز العقبات غير المحتملة، والمثابرة في الأوقات الصعبة، ورفع قدرة التعافي من النكسات.
وهذا يقودنا للجزء المحوري في واقع ريادة الأعمال، وعلى رقعة الشطرنج، وهو أهمية إدراك أن الفوز هدفٌ وليس استراتيجية عمل في حد ذاته، حيث يضع لاعبو الشطرنج المحترفون استراتيجيتهم بقراءة أنماط الرقعة التي تتكشف بمرور الوقت، عبر عشرات الحركات، وليس من منظور قطعة أو حركة واحدة، وذلك بالتعرف على الأنماط الماهرة لحركات الخصم، فهم يبحثون عن فهم للمناورات الافتتاحية، ويتوقعون بذلك الألعاب النهائية، بالطريقة نفسها التي يتحدث بها رواد الأعمال عن مراحل التأسيس والاحتضان والانبثاق كمشاريع متكاملة، يدرك لاعب الشطرنج ورائد الأعمال بأن الإجراءات التي تحقق النجاح الأولي ليست هي نفسها التي تصنع الفوز والنجاح في النهاية، ويرسمون الاستراتيجية بعد الإلمام بجميع الأبعاد المحتملة، ويطرحون الأسئلة العميقة التي تقودهم إلى تحقيق الفوز، مثل: هل خطة اللعب استباقية أم دفاعية؟ هل التركيز الاستراتيجي لتحقيق مكاسب قصيرة متتالية وتراكمية، أو إنه من أجل الوصول لميزة طويلة المدى؟ كيف يمكن إحباط محاولات الخصم في التنبؤ بخطة اللعب وتقويضها؟ كيف يمكن التكييف بفاعلية مع متغيرات اللعبة، وبسرعة فائقة لا تسمح للخصم بالتعلم والمنافسة المرتدة في التحركات القادمة؟ وبذلك فإن الاستراتيجية المثلى في ريادة الأعمال ولعبة الشطرنج تتطلب كذلك تخصيص وقت للتفكير، والمراجعة، والتعلم المستمر، هذه المساحات الانعكاسية تتيح الفرصة للتعلم من الأخطاء السابقة، ومعالجة المعلومات الجديدة، وبناء القدرة على تقبل مفهوم التضحية على المدى القصير لتحقيق النجاح على المدى الطويل، وإدراك أن التضحية بالنجاحات الصغيرة الهامشية لا تعني الخسارة، والخروج برؤى أكثر خبرةً وعمقًا في تطوير وتحسين مستقبل العمل.
يمكن للفكر الريادي والاستراتيجي أن يستلهم دروسًا مهمة من لعبة الشطرنج، فهي تعلمنا ألا نستهين بأهمية كل قطعة على الرقعة، من مبدأ أن كل قطعة تلعب دورها، وكل قطعة ضرورية، وهكذا يجب أن يكون الريادي الناجح، إذ عليه أن يستفيد من جميع الموارد لديه ويسخرها لنجاح العمل، فريادة الأعمال ليست نشاطًا مهنيًا صرفًا يمكن تطبيقه عبر مجموعة من الإرشادات، أو ضربة حظ تقود للنجاح في المشروع، وإنما هي علم، وفكر،وثقافة، وفن، وفلسفة، وصقل للمهارات، ورياضة ذهنية وعقلية، وتدريب على الصبر والأناة، وحسن اتخاذ القرار، ففي ريادة الأعمال وعلى رقعة الشطرنج لا توجد تعليمات صريحة لتحديد مسارات، وتوقيت للتحركات والقرارات، ولكن حسن تحليل المعطيات، والتخطيط الجيد، واتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب هي مفاتيح الفوز، وهي رحلة لا تخلو من الاستفادة، والتعلم للانطلاق من جديد.