منوعات

«وأخيرا» .. لعبة التشويق والمفاجأة والأحداث غير المتوقعة

نهاية مبكرة وإشارة لجزء ثان

 


منذ ما يزيد على ثمانية أعوام، ومسلسلات اللبنانية نادين نسيب نجيم التي شاركها البطولة فيها فنانون من سوريا كتيم حسن وعابد فهد ومعتصم النهار وقصي خولي، تُنتظر بشكل لافت في الوطن العربي، وربما أوروبا أيضا، خصوصا بعد أن دبلج عملها «تشيللو» للغة الإسبانية على أن يدبلج بعده مسلسلها «نص يوم» من قبل شركة الصباح للإنتاج. وحصل مسلسل «وأخيرا» الذي عرض في النصف الأول من رمضان المبارك من بطولة نادين نجيم وقصي خولي على أعلى نسبة مشاهدة بين الأعمال العربية في سباق الشاشة الرمضاني.

ودخل العمل المنافسة بزخم كبير بعد البرومو التشويقي الذي سبق عرض المسلسل، خاصة أنه العمل الثالث الذي جمع الثنائي بعد مسلسل «خمسة ونص»، ومسلسل «٢٠٢٠»، فبعد نهاية غير متوقعة في «خمسة ونص»، ونهاية مفتوحة في «٢٠٢٠» مع إشارة لجزء ثان لم ير النور، ينتهي مسلسل «وأخيرا» بنهاية تشي بجزء ثان على الرغم من اقتصار عدد حلقات المسلسل على ١٥ حلقة، وقد يكون هذا نهج انتهجته «شاهد» في أعمال رمضان ٢٠٢٣ كمسلسل الهرشة السابعة، وتحت الوصاية، وتغيير جو، والصندوق.

انطلق المسلسل ببداية ساخنة. شابة تدعى «خيال» التي تؤدي دورها نادين نجيم ويبدو أنها تشارك أحدهم «مهران» تجارة المخدرات ثم تألو عن ذلك بصب آخر عينة لديها في المرحاض محاولة الهروب من الشريك الذي يلاحقها، وبالتزامن يُفرج عن قصي خولي «ياقوت» من السجن، الذي يبدو أيضا أن له سوابق، فيجتمع الاثنان صدفة على جرف يقابل البحر حيث تقفز «خيال» محاولة إنهاء حياتها، فيقفز ياقوت خلفها محاولا إنقاذها.

يسلط المسلسل الضوء على الأوضاع والحالة الاجتماعية التي يعيشها السوري داخل لبنان. وإلى جانب تجارة المخدرات، يصور العمل أنماطا من الفساد كتواطؤ الأمن مع المهربين وخاطفي البنات وتجار المخدرات. ولكنها تبقى قضايا مألوفة ومسبوقة في كثير من النصوص التي عالجت هذه القضايا في أعمال درامية مختلفة، ولكن ما يشكل الفارق في هذا العمل هو أداء الممثلين، وعلى رأسهم الفنانة منى واصف. ومع أن دور أم البطل السورية في المسلسلات اللبنانية ليس بجديد على واصف إلا أنها تبدو أما مختلفة في كل عمل. وعلى الرغم من أدائه الجميل بدا قصي خولي عالقا في شخصية «صافي» التي أداها في مسلسل «2020» بصحبة البطلة نفسها.

وقدم كل من سعيد سرحان بدور (النقيب رضوان)، ووسام صباغ بدور (شادي)، ووسام فارس بدور (بلال)، وأنجو ريحان بدور (أميرة)، وفيفيان أنطونيوس بدور (عبير)، وكميل سلامة بدور (أبو الدهب)، وبرناديت حديب بدور (المدام)، وشادي الصفدي بدور (شفيق)، وجوزيف عقيقي بدور (وديع)، وآخرين أدوارا مميزة ساهمت في نجاح العمل.

تصبح «خيال» مركز الفكرة ومركز القصة ومركز المسلسل، حيث تدور الأحداث والشخصيات حول «خيال» وحدها، فهي صانعة التوتر، وهي عقدة القصة، ولعل هذا هو ما أحدث بطئا في التصاعد بالأحداث، والبقاء على الوتيرة نفسها حيث خيال المختطفة وياقوت الباحث عنها، وعلى الرغم من ذلك يلعب العمل على التشويق والأحداث غير المتوقعة وصناعة المفاجأة، لكن التشويق الذي يختم كل حلقة سرعان ما يتحول إلى لقطة باردة في بداية الحلقة التالية، وتحافظ الحلقات على الرتم نفسه حتى الحلقة الرابعة عشرة المزدحمة بالأحداث، وكأن المخرج أغلق الملفات قبل الحلقة الأخيرة، فعلى الرغم من أن لياقوت صديقا يستطيع كشف ملابسات خطف البنات إلا أن ذلك أُجل حتى الحلقة قبل الأخيرة من العمل، إلى جانب أحداث مثل تصفية وديع، ومواجهة مهران -خطيب خيال السابق- وسرقة الدفتر، ولقاء ياقوت بالنقيب سليمان الذي كان يظهر بشكل خاطف وهو على مكتبه منذ البداية.