العرب والعالم

إستشهاد شاب فلسطيني برصاص جيش الإحتلال بالضفة .. ومجلس الإفتاء يدعو إلى شد الرحال للأقصى خلال رمضان

واشنطن: نشعر بـ"قلق بالغ" إزاء تواصل العنف في إسرائيل والضفة الغربية

 
عواصم 'وكالات': إستشهد شاب فلسطيني اليوم برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة على ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، فيما زعم الجيش الإسرائيلي إن الشاب 'متورط ... في عمليات إطلاق نار'.

وأكدت الوزارة 'استشهاد الشاب أمير عماد أبو خديجة (25 عاماً) برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها على طولكرم'.

وقالت الوزارة إن الشاب 'وصل ... إلى المستشفى وهو مصاب برصاصة في الرأس أدت إلى تهتك كامل في الجمجمة وخروج للدماغ، ورصاص في الأطراف السفلية'.

من جانبه، زعم الجيش الإسرائيلي في بيان إن 'المشتبه به كان متورطا في عدد من عمليات إطلاق النار على بلدات إسرائيلية وقوات الأمن'.

وأشار البيان إلى أن 'الجيش وجهاز الأمن العام والشرطة الإسرائيلية قامت بعملية مشتركة ... في بلدة شوفة المجاورة لطولكرم'.

وأضاف أنه تم 'تطويق الشقة ... التي كان يختبئ بها المشتبه به'، مشيرا إلى أن الشاب 'وجه نيران مسدسه على القوات داخل الشقة فردوا بالذخيرة الحية، تم تحديد إصابة'.

وبحسب البيان تم اعتقال 'مساعد (المشتبه به) الرئيسي ونقله لمزيد من الاستجواب ومصادرة أسلحة وبندقية ( إم 16) والسيارة التي استخدمها المشتبه به لتنفيذ أعمال إرهابية'.

ونعت مجموعة تسمي نفسها 'كتيبة طولكرم' الشاب أبو خديجة 'أحد قادة ومؤسسي كتيبة طولكرم ... الذي ارتقى إثر عملية اغتيال جبانة نفذتها قوة خاصة في عزبة شوفة'.

وتقع قرية شوفة بالقرب من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.

ويأتي مقتل ابو خديجة بعد أيام من مباحثات جمعت الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بمشاركة مسؤولين أردنيين ومصريين وأميركيين في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر.

وناقشت المباحثات 'استعادة الهدوء' وخصوصا مع اقتراب شهر رمضان، وفي ظل استمرار العنف المتصاعد بين الجانبين منذ العام الماضي الذي اعتبرت الأمم المتحدة أنه أكثر الأعوام دموية.

منذ بداية العام الجاري، أدت أعمال العنف إلى مقتل 87 فلسطينيا بينهم عناصر في فصائل مسلحة ومدنيون منهم عدد من القاصرين. وفي الجانب الإسرائيلي قضى 13 اسرائيليا هم 12 مدنياً - بينهم ثلاثة قاصرين - وشرطي، بالإضافة إلى سيدة أوكرانية، حسب حصيلة وضعتها فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.

والأربعاء، قال مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند أمام مجلس الأمن 'أدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب التي تتسبب بتصعيد للتوترات .. وعن كل عمل استفزازي في هذه الفترة الحساسة'، في إشارة إلى تزامن عيدي الفطر والفصح هذا العام ودخول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في دوامة عنف جديدة منذ مطلع العام.

شد الرحال للأقصى

دعا مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين ، المواطنين ، اليوم إلى شد الرحال خلال شهر رمضان إلى مدينة القدس، ومسجدها الأقصى المبارك، الذي هو بأمسّ الحاجة إلى ذلك في ظل ما يتعرض له من حملة شرسة تستهدف وجوده وقدسيته ووحدته، بـ 'التدنيس والعدوان'.

وطالب مجلس الإفتاء في بيان صحفي اليوم أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا) ، المواطنين بـ 'تمتين وحدة الصف، وإشاعة الصلح بين أبناء شعبنا، والبعد عن أسباب التناحر والنزاع، فالصلح له شأن عظيم في ديننا الحنيف'.

كما طالب التجار بـ 'الابتعاد عن الجشع، واحتكار السلع، ورفع الأسعار، وبيع منتجات المستوطنات، والسلع الفاسدة؛ في ظل الظرف الاقتصادي الصعب الذي يعيشه قطاع كبير من أبناء شعبنا الصابر'.

وأهاب مجلس الإفتاء الأعلى، باستقبال 'شهر رمضان الكريم بقلوب يعمرها الإيمان، والعزم على أداء فريضة الصيام، وسنة القيام، وأداء زكاة أموالهم، وأن يحافظوا على حرمته في كل مواقعهم، سواء في بيوتهم، وشوارعهم، ومؤسساتهم، وأسواقهم، وذلك باجتناب كل ما يتنافى مع حرمته، والتزام ما ينسجم مع روحه وأحكامه'.

خطة للإضراب

أعلن ممثلو المعتقلين الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية اليوم أن ألفي معتقل كانوا يعتزمون الإضراب عن الطعام بدءا من اليوم قرروا تعليق إضرابهم، وذلك بعد التوصل لاتفاق مع مصلحة السجون.

وقالوا في بيان 'بعد وقف الإجراءات العقابية والتعسفية بحق الأسرى، تم الاتفاق على تعليق خطوة الإضراب، وسيصدر بيان تفصيلي عن لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة خلال الساعات القادمة'.

وكان من المقرر أن يبدأ الإضراب المفتوح عن الطعام اليوم بمشاركة ألفين من بين نحو 4800 معتقل في السجون الإسرائيلية، منهم 170 طفلا و29 امرأة، احتجاجا على إجراءات فرضها عليهم وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن جفير.

ولم يصدر بيان حتى الآن من مصلحة السجون الإسرائيلية حول ما تم الاتفاق عليه مع المعتقلين الفلسطينيين.

وأمر بن جفير مطلع الشهر الماضي بوقف عمل السجناء الفلسطينيين المحتجزين على ذمة قضايا أمنية بالمخابز في اثنين من السجون الإسرائيلية قائلا إنه ألغى 'الامتيازات والتدليل'.

قلق بالغ

قالت ليندا توماس جرينفيلد، ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن بلادها ما زالت تشعر بقلق بالغ إزاء تواصل العنف في إسرائيل والضفة الغربية.

وأضافت جرينفيلد في تصريحات لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في الشرق الأوسط: 'لقد كان العام 2022 أكثر عام دموي منذ الانتفاضة الثانية، ويبدو أن العام 2023 سيتخطى مستوى العنف الفظيع الذي شهده سلفه'.

وتابعت: 'تشعر الولايات المتحدة بالاضطراب إزاء تصاعد الهجمات العنيفة التي يشنها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين والهجمات العنيفة التي يشنها مستوطنون إسرائيليون على الفلسطينيين في الضفة الغربية. ونحن ننبذ كافة أعمال العنف المماثلة وكافة أنواع التحريض على العنف'.

وقالت: 'اسمحوا لي أن أشدد أيضا على ضرورة تحقيق المحاسبة والعدالة بحزم - وبالموارد - بشكل مماثل في كافة حالات العنف المتطرف'.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تواصل حث كافة الأطراف على تخفيف التصعيد والامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية واعتماد خطاب غير مفيد لا ينفع بشيء بل يزيد التوترات وخاصة مع اقتراب الأعياد الدينية في شهر أبريل.

وأضافت: 'ستواصل الولايات المتحدة دعم هذه الجهود - وكافة الجهود - الرامية إلى استعادة الهدوء وتعزيز السلام، وندعو أعضاء هذا المجلس والشركاء الإقليميين إلى الانضمام إلينا. ومع دخول شهر رمضان المبارك وعيد الفصح المسيحي وعيد الفصح اليهودي، وهي فترة تزيد فيها الحساسية الدينية، نحث كافة الأطراف على الحفاظ على السلام. ينبغي أن تكون هذه الفترة فترة صحبة وممارسة دينية وليس فترة لزيادة النزاع'.

وقالت: 'ما زالت الولايات المتحدة تعتقد أن حل الدولتين يبقى أفضل سبيل لضمان عيش الإسرائيليين والفلسطينيين جنبا إلى جنب بسلام وأمن، وينبغي علينا الحفاظ على أفق من الأمل حتى إذا كنا نشعر أن إمكانية تحقيق حل الدولتين هذا بعيد المنال حاليا'.