أعمدة

ماذا يشتري الناس في رمضان؟ «بالأرقام»

 
هل تساءلت يوما لماذا يختلف شكل الحملات الإعلانية في رمضان؟ أنا أيضًا لم أكن أعرف حتى وجدت مقالا موجها للمسوقين وأصحاب الشركات التجارية يزودهم بتوجهات الناس خلال هذا الشهر وفقًا لما يبحثون عنه في الإنترنت. وللإجابة عن السؤال فإن الاختلاف الذي نراه في شكل الإعلانات ما هو سوى ردة فعل تجاه ابتعاد الناس (سابقا) عن التسوق وتجنبه للتفرغ للعبادة، مما اضطر المسوقون للخروج باستراتيجيات جديدة، وقد نجحت.

في العام السابق مثلا أنفق المستهلكون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عبر الإنترنت ما يقارب 6.2 مليار دولار خلال رمضان فقط، وبزيادة قدرها 39% عن العام الأسبق، وفقا لشركة فيدن المتخصصة في الاستشارات الرقمية والتسويقية. والحقيقة أننا لسنا بحاجة إلى أرقام حتى ندرك تحول رمضان لظاهرة يرافقها منتجات وأزياء بألوان وطبعات خاصة تم الترويج لها كضروريات لاستشعار «أجواء الشهر». وخلال الأسطر القادمة سأشبع فضولكم بشكل مفصل حول ما يبحث الناس عنه في رمضان. يقول موقع البيانات «فيدن»: إن مراحل البحث والشراء تنقسم لثلاث، وتبدأ قبل أسبوعين من بدء الشهر، حيث يكثر البحث عن المنتجات الغذائية الاستهلاكية ومستلزمات زينة المنزل، كما لوحظ زيادة في البحث عن الموضة الخاصة برمضان بنسبة 72% في العام المنصرم. وفي أول أسبوعين من الشهر الفضيل، يقل الشراء، ويزداد البحث في محرك جوجل عن تطبيقات القرآن والأدعية، إضافة إلى وصفات الطبخ، والعجيب أن اهتمام الرجال وبحثهم عن هذه الوصفات يزداد خلال الشهر بنسبة 70% مقابل 44% عند النساء.

كما لوحظ خلال السنوات الأخيرة زيادة في البحث عن مستلزمات الجمال والعناية بالشعر والبشرة عند الجنسين. وما إن يحل الأسبوع الثالث من الشهر حتى تصعد موجة الشراء بشدة مرة أخرى استعدادًا للعيد، وبحثًا عن الإطلالة المثالية، والهدايا. وفي النصف الأخير من الشهر يبدأ اهتمام الناس بالطهي في المنزل بالتناقص وتزداد طلبات الطعام الخارجية وزيارات المطاعم حتى تصل لأوجها في العيد. المنتجات الاستهلاكية والطعام ليس الشيء الوحيد الذي يزداد الإقبال عليه خلال رمضان، فقد رصد «فيدن» أيضًا توجه المسلمين للبحث عن باقات السفر والسياحة، وزيادة في البحث عن رحلات العمرة والحج بنسبة 200%.

الخبر الجيد أن ارتفاع نسبة التسوق في رمضان هذا العام لن تعني المزيد من الزحام والاختناق المروري، بل على العكس، يقضي المسلمون وقتًا أطول على هواتفهم في رمضان لمدة يصل متوسطها 8 ساعات يوميًا للفرد وفقًا لاستطلاع أجراه موقع «عرب نيوز»، وباتوا يفضلون تصفح المتاجر الإلكترونية والشراء بواسطة هواتفهم، ففي الإمارات العربية المتحدة مثلا أشارت الإحصائيات إلى أن 55 بالمائة من غالبية عمليات الشراء في رمضان الماضي تمت عن طريق الهاتف مقابل 33 بالمائة للطريقة التقليدية. ويفيد موقع تويتر أن 83% من المستهلكين في المنطقة باتوا منفتحين على تجربة علامات تجارية ومنتجات جديدة خلال رمضان عن طريق الإنترنت.

يكمل الموقع سرده لاحتياجات مختلف فئات المجتمع لتوجيه أنسب الإعلانات والحملات الترويجية لهم، في دعوة لمقاومة ابتعاد الناس وانشغالهم عن السوق بإيجاد حاجات جديدة يتم الترويج لها كضرورة وعناصر لا تكتمل روحانيات الشهر بدونها.

أكتب مقالي هذا لمقاومة جهودهم والتذكير بأن رمضان يأتي كل عام ليعلمنا مقاومة رغبات النفس ومراجعتها، والرضا بالقليل قبل الكثير، وكل عام والجميع بوعي وسلام.