أعمدة

نوافذ :عُمان .. التاريخ والمكان

 
hotmail.com@ 680 Salim

متحف عمان عبر الزمان استحقاق تاريخي لأبناء سلطنة عمان، يوضح للكثير منهم الحقائق الجلية التي لا لبس فيها عن مرحلة التاريخ بكل تفاصيلها التي تمتد إلى 800 مليون سنة، وهذا رقم باهر جدا لمراحل متنوعة مليئة بالأحداث تاريخيا وجغرافيا حتى بلوغ النهضة الحديثة.

هذا المشروع الذي افتتحه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- أمس، يأتي تتويجا لعشر سنوات من العمل منذ الفكرة في 2013م والتوجيه في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- إلى 2023م في عهد السلطان المجدد، يستحق كل هذا الاهتمام البالغ والجهد المضني الذي أخرج هذه الأيقونة التاريخية من الفكرة إلى الواقع، وسُخرت لأجله الخبرات والإمكانيات والإبداعات العصرية وتوظيف البيئة والتطور الهندسي في جعل المتحف مقاوما للزلازل والكوارث الطبيعية في المستقبل.

وتكمن أهمية متحف عمان عبر الزمان في أنه يمثل مفصلا مهما في تاريخ المنطقة، من حيث إظهار الحقائق وتوثيق التاريخ وتوصيف المراحل وعمق الجذور وأهمية جغرافية الأرض، والتطور السكاني ومشاركة الأمة في الحضارة السحيقة والحديثة، ويفصل مراحل التطور منذ الاستيطان الأول في أواخر عصور ما قبل التاريخ للبشر في هذا المكان مرورا بالعصر البرونزي والحديدي والعصور الوسطى والحديثة حتى بلوغها عصر النهضة.

توظيف العديد من العناصر في بناء هذا الصرح المتحفي التاريخي يمثل ركائز مهمة كشكل المتحف المستوحى من سلسلة جبال حجر عمان، وإضفاء نظام القلاع والحصون والمباني القديمة بتحويل نظام التهوية من الساخن إلى البارد، وإدخال عوامل البيئة التي تضيف قيمة مهمة وفكرة الأفلاج ونظم المجتمعات القديمة، واختيار مكان إقامة المتحف.

وقد احتوى المتحف على قاعتين أساسيتين، هما قاعة التاريخ التي تضم 9 أجنحة هي: أرض عمان، والمستوطنون الأوائل، وحضارة عمان، ومملكة عمان، والتراث البحري، والأفلاج، واعتناق الإسلام، ودولة اليعاربة، ودولة البوسعيديين.

وتضم القاعة الثانية 12 جناحا هي: فجر النهضة، وبناء الوطن، ومجتمعنا، والبيئة والصحة، والأمن والاستقرار، واقتصاد مستدام، والبنية الأساسية والنقل، والشورى، وعمان والعالم، والتعبير الإبداعي، وعمان والاتصالات، والإلهام.

إن أهمية المتحف ليست إضافة عددية إلى أرقام المتاحف الموجودة في سلطنة عُمان، بل تتمثل كونه الأساس في سرد التاريخ للزوار وتبيان التاريخ، عبر المراحل الموزعة على قاعتين، وهو إضافة سياحية وثقافية واستثمارية ومنارة للسياح من الداخل والخارج وجاذب لمشاريع أخرى في محافظة الداخلية.

هناك رؤية عالمية لهذا المشروع تتركز حول نشر الوعي، وتسهيل استيعاب مراحل التاريخ الخاصة بسلطنة عمان، وهناك أهداف لهذا المشروع منها إبراز التاريخ العريق لسلطنة عمان، والربط بين الماضي والحاضر، وأن يكون محورا لاحتفاء الشباب بعصر النهضة، وترسيخ الانتماء فيهم وسرد عصري لمراحل التاريخ ليكون أكثر فهما.