عن التائهين في الألغاز!
الاحد / 19 / شعبان / 1444 هـ - 18:47 - الاحد 12 مارس 2023 18:47
هدى حمد
من حق وزارة التربية والتعليم أن تُصدر قرارا ينصُّ على أنّه «لا حاجة إلى حذف أو تقليص في المحتوى التدريسي لجميع المواد الدراسية بكافة الصفوف»، وذلك عقب اجتماعات ارتأت أهمية حذف بعض الدروس، وخاصة عندما تُواكب الأيام الفعلية الخطة التدريسية بصورة مثالية، ولكن واقع الأمر الذي يدعو للعجب، هو عدم وجود أي توازن منهجي ومنطقي بين زمن الفصلين الدراسيين وبين المنهج!
ولذا يبدو من المُجحف حقا أن تزيد مدة الفصل الدراسي الأول على خمسة أشهر، بينما يكون الفصل الدراسي الثاني بالكاد يتجاوز الشهرين! وهو الفصل الذي تكثر مناسباته الدينية ابتداء من الشهر الفضيل، وليس انتهاء بالأعياد، بينما المنهج ينقسم بشكل متساو تقريبا بين الفصلين، هكذا تُصبحُ المدارس بين خيارين أحلاهما مر، إما لهاثا عبثيا بين المعلم وطلبته حتى ينطبق علينا المثل القائل: «جلبة سقيناها وجلبة سقاها السيل»، أو لجوءا إلى حذف فصول من الكتب!
هذه الأزمة أكثر من يكابدها الآن هم طلبة الصف الثاني عشر، دفعة ٢٠٢٣، الذين تعبرُ أيامهم في خوف وقلق، فجوار تأخر نشر نتائجهم في الفصل الأول، يُكابدون مشقة قِصر الفصل الثاني برهاب شديد!
نحن وإن كنا لا نُشجع على حذف فصول أو دروس من الكتب، إلا أننا نرى أنّ مرد طلبات من هذا النوع هو التقسيم غير العادل بين الفصلين، وسأذكرُ هنا ما كتبته معلمة مستنكرة على منصة تويتر: «كمعلمة ليس لدي القدرة على شرح ٣٣ درسا في تسعة أسابيع، فكيف بطالب لديه تسعة مناهج!».
من جهة أخرى، ينبغي لأي منهج دراسي جديد، يُقتَرحُ من قبل وزارة التربية والتعليم، أن يتم إعداد المعلم حوله إعدادا جيدا ومُبكرا، كي يتمكن من إعطاء مضامين المنهج الجديد للطلبة بطريقة واعية ومُدرِكة للمتغيرات مع تنويع في الأساليب التي تُواكب حداثة المنهج. لكن هذه المناهج ذات البُعد التفاعلي تصطدمُ بواقع مُنغص بسبب كثافة الطلبة في الفصل الدراسي الواحد والزمن لكل حصّة، ولذا يبدو تطبيق الأفكار العظيمة غير يسير بسبب عدم تهيئة البيئة التدريسية أولا، أضف إلى ذلك التأخر الفادح في طباعة الكتب، الذي ينتجُ عنه تأخر في توزيعها على المدارس، ثم تأخر استيعابها من قبل المعلم، ثم تأخر في هضمها من قِبل الطالب!
لسنا ضد تطوير المناهج، وإعداد أبنائنا وفق مُستجدات العلم والحياة، ولكن ما فائدة استحداث مناهج كامبريدج فيما لو كان المُعلمُ تائها في ألغازه والطالب معجونا بشحنة من الإحباط أمام غموض لا يفقه فك شفراته!
أمّا «المشاريع» التي يُكلف بها الطالب لتنمية الشغف وبث الحماس فتلك قصّة أخرى، ففي حقيقة الأمر نحنُ نُحولُ الطلبة إلى أول طرق «الانتحال الجوجلي»؛ لأنّ الطالب في ظل الحالة العبثية يُفكر في «الدرجة» قبل أن يُفكر ببهجة رحلة البحث! وهذا أمر سنجني ثماره في مستقبل قريب.
الأمر ينطبق على الرياضة والفن والموسيقى، فقد كانت من الأوقات المُبهجة جوار دسامة المناهج، لكنها تحولت إلى شيء مُقعر ومُفرغ من المعنى، إلى أن فقد أبناؤنا أي اتصال مع مواهبهم الصغيرة بسبب توريطهم بمسائل الحفظ وقتل الإمتاع!
لا أدري في الحقيقة إن كانت وزارة التربية والتعليم تُصغي إلى وجهات النظر، وتحاول فكّ طلاسم الألغاز، وذلك عبر نزول ميداني يرى واقع الأمر بأمّ العين، ولا أدري إن كانت تُدرك -في عمقها- بأنّها تؤثر على مستقبل كل بيت في عُمان!
ولذا يبدو من المُجحف حقا أن تزيد مدة الفصل الدراسي الأول على خمسة أشهر، بينما يكون الفصل الدراسي الثاني بالكاد يتجاوز الشهرين! وهو الفصل الذي تكثر مناسباته الدينية ابتداء من الشهر الفضيل، وليس انتهاء بالأعياد، بينما المنهج ينقسم بشكل متساو تقريبا بين الفصلين، هكذا تُصبحُ المدارس بين خيارين أحلاهما مر، إما لهاثا عبثيا بين المعلم وطلبته حتى ينطبق علينا المثل القائل: «جلبة سقيناها وجلبة سقاها السيل»، أو لجوءا إلى حذف فصول من الكتب!
هذه الأزمة أكثر من يكابدها الآن هم طلبة الصف الثاني عشر، دفعة ٢٠٢٣، الذين تعبرُ أيامهم في خوف وقلق، فجوار تأخر نشر نتائجهم في الفصل الأول، يُكابدون مشقة قِصر الفصل الثاني برهاب شديد!
نحن وإن كنا لا نُشجع على حذف فصول أو دروس من الكتب، إلا أننا نرى أنّ مرد طلبات من هذا النوع هو التقسيم غير العادل بين الفصلين، وسأذكرُ هنا ما كتبته معلمة مستنكرة على منصة تويتر: «كمعلمة ليس لدي القدرة على شرح ٣٣ درسا في تسعة أسابيع، فكيف بطالب لديه تسعة مناهج!».
من جهة أخرى، ينبغي لأي منهج دراسي جديد، يُقتَرحُ من قبل وزارة التربية والتعليم، أن يتم إعداد المعلم حوله إعدادا جيدا ومُبكرا، كي يتمكن من إعطاء مضامين المنهج الجديد للطلبة بطريقة واعية ومُدرِكة للمتغيرات مع تنويع في الأساليب التي تُواكب حداثة المنهج. لكن هذه المناهج ذات البُعد التفاعلي تصطدمُ بواقع مُنغص بسبب كثافة الطلبة في الفصل الدراسي الواحد والزمن لكل حصّة، ولذا يبدو تطبيق الأفكار العظيمة غير يسير بسبب عدم تهيئة البيئة التدريسية أولا، أضف إلى ذلك التأخر الفادح في طباعة الكتب، الذي ينتجُ عنه تأخر في توزيعها على المدارس، ثم تأخر استيعابها من قبل المعلم، ثم تأخر في هضمها من قِبل الطالب!
لسنا ضد تطوير المناهج، وإعداد أبنائنا وفق مُستجدات العلم والحياة، ولكن ما فائدة استحداث مناهج كامبريدج فيما لو كان المُعلمُ تائها في ألغازه والطالب معجونا بشحنة من الإحباط أمام غموض لا يفقه فك شفراته!
أمّا «المشاريع» التي يُكلف بها الطالب لتنمية الشغف وبث الحماس فتلك قصّة أخرى، ففي حقيقة الأمر نحنُ نُحولُ الطلبة إلى أول طرق «الانتحال الجوجلي»؛ لأنّ الطالب في ظل الحالة العبثية يُفكر في «الدرجة» قبل أن يُفكر ببهجة رحلة البحث! وهذا أمر سنجني ثماره في مستقبل قريب.
الأمر ينطبق على الرياضة والفن والموسيقى، فقد كانت من الأوقات المُبهجة جوار دسامة المناهج، لكنها تحولت إلى شيء مُقعر ومُفرغ من المعنى، إلى أن فقد أبناؤنا أي اتصال مع مواهبهم الصغيرة بسبب توريطهم بمسائل الحفظ وقتل الإمتاع!
لا أدري في الحقيقة إن كانت وزارة التربية والتعليم تُصغي إلى وجهات النظر، وتحاول فكّ طلاسم الألغاز، وذلك عبر نزول ميداني يرى واقع الأمر بأمّ العين، ولا أدري إن كانت تُدرك -في عمقها- بأنّها تؤثر على مستقبل كل بيت في عُمان!