عمان اليوم

بحوث وتجارب سريرية لدراسة أسباب زيادة معدلات الإصابة بالأورام

يجريها مركز السلطان قابوس لعلاج السرطان

د. شعيب الزدجالي
 
د. شعيب الزدجالي
أكد مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان أنه يجري حاليا 25 بحثا علميا ضمن اهتمامه بالبحوث الطبية كونها تقدم فهمًا أدق لمرض السرطان ومسبباته ودراسة أفضل الطرق لعلاجه، مشيرا إلى أن لجنة البحوث العلمية بالمركز تلقت خلال العام الماضي أكثر من 37 طلبًا لإجراء بحوث علمية تتعلق بمرض السرطان، وتم نشر أكثر من 20 بحثًا قام بها أطباء وباحثون من المركز في مجلات طبية محكمة منها ما يتناول الجانب الجيني والنفسي والاجتماعي وإدارة الجودة في رعاية مرضى السرطان.

وأوضح المركز أنه باشر العمل على 4 تجارب سريرية بالتعاون مع مؤسسات بحثية دولية، في مواضيع تختص بالعناية بالمرضى في وحدة العناية المركزة، واختبار فاعلية عدد من الأدوية المستخدمة في علاج السرطان ودراسة العوامل الجينية المؤثرة عليها، إضافة إلى عدد من البحوث الأخرى منها دراسة حول التغلب على مقاومة العلاج الكيماوي لدى مريضات الأورام النسائية، ودراسة حول مسببات سرطان الجلد في عمان، ودراسة أخرى حول الأورام النادرة، ودراسة حول استجابة الخلايا الكبدية للعلاج المناعي.

وفي هذا الإطار أكد الدكتور شعيب بن عبدالرحمن الزدجالي، رئيس قسم مختبرات الأبحاث بالمركز على أن إجراء البحوث الأساسية بالإمكان أن يسهم في فهم وتفسير أسباب الزيادة في معدلات الإصابة بمرض السرطان لدى العمانيين، وتوفير رؤى حول كيفية تطور المرض والكشف عن الآليات الأساسية الكامنة وراءه، إضافة إلى المساعدة في تطوير استراتيجيات جديدة للوقاية والتشخيص والعلاج الأمر الذي سيعمل على تحسين النتائج الصحية للمصابين بالمرض.

تحليل أحدث إحصائية لحالات الإصابة بمرض السرطان في سلطنة عمان الصادر من وزارة الصحة في 2022، يظهر زيادة في أعداد حالات الإصابة بالسرطان بمعدل الضعف خلال عشر سنوات ما بين عام 2009 و 2019، حيث أن عدد الإصابة بالسرطان لعام 2019 بلغت 2089 حالة، أي ضعف عدد الإصابات المسجلة في عام 2009م، التي بلغت 1023شخصا.

وأوضح الدكتور حسن الصايغ اختصاصي إحصاء حيوي بمركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان أن زيادة التشخيص بمرض السرطان أصبح ظاهرة عالمية، حيث توقعت دراسة علمية مستندة إلى أحدث بيانات المرصد العالمي للسرطان بن أعداد المرضى الذين سيتم تشخيصهم بالسرطان سيزداد بنسبة 47 بالمائة في غضون العشرين عاما المقبلة، وأن الدول النامية ستشهد زيادة أكبر في أعداد الإصابات السرطانية بالمقارنة بالدول المتقدمة.

وأشار إلى أن مرض السرطان يعد اليوم السبب الثاني للوفيات بعد أمراض القلب، وتتجه الكثير من الدول والمنظمات الصحية العالمية إلى تكثيف جهودها في معالجة ومكافحة أمراض السرطان وتعزيز البحث العلمي الهادف إلى الوقاية من هذا المرض وتحسين فرص الشفاء منه.'

وبين الدكتور حسن الصايغ أن الارتفاع في أعداد الإصابات بالسرطان يُعزى إلى زيادة عدد السكان، وتغير التركيبة العمرية (زيادة معدلات الأعمار)، وتطور الوسائل والتقنيات الطبية التي تساعد في الكشف وتشخيص المرض واكتشاف الحالات المصابة، إضافة إلى وجود عوامل اقتصادية واجتماعية أخرى تؤدي إلى زيادة أعداد المصابين بالسرطان فمن المعروف أن التطور الاقتصادي في دول العالم يؤدي إلى تغير أنماط الحياة ويصاحب هذا التغير زيادة في خطر الإصابة بالسرطان. على سبيل المثال فإن كثير من أنماط الحياة المعاصرة مثل التدخين، واستهلاك اللحوم والأغدية المصنعة، وقلة النشاط البدني ترتبط بزيادة خطر الإصابة بهذا المرض.

وأشار الدكتور حسن الصايغ أن التكوين العمري للسكان العمانيين آخذ في التغيير، ففي عام 1996 كان 3٪ فقط من السكان أكبر من 65 عامًا، و 55٪ تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 65 عامًا. بينما في عام 2015 زاد معدل العمر في سلطنة عمان لتصل نسبة كبار السن أكبر من 65 عامًا إلى 4.3٪ من السكان ، و 64٪ أكبر من 15 عامًا. إذ أن مع تقدم السن تزداد معدل خطر الإصابة بالسرطان.

ووفقا لبيانات المرصد العالمي للسرطان من المتوقع أن يتزايد عدد حالات السرطان الجديدة المسجلة في سلطنة عمان بين عام 2020 إلى 2025 بنسبة 25.5٪، وبالمقارنة بدول الخليج فمن المتوقع أن تبلغ الزيادة في دولة قطر 42%، تليها الإمارات العربية المتحدة بنسبة 37% و الكويت بنسبة 35%، والبحرين بنسبة 31.4%، ثم سلطنة عمان وأخيرا المملكة العربية السعودية بنسبة 23.3%. بينما يتوقع أن تبلغ الزيادة في عدد حالات الإصابة بالسرطان حول العالم بنسبة 13.3% بين عامي 2020 و 2025 حيث سيرتفع أعداد المصابين بهذا المرض من 19.292 مليون إلى 21.857 مليون.

وحسب البيانات الصادرة من وزارة الصحة، فإن نسبة الزيادة في أعداد الإصابة بالسرطان بين الإناث العمانيات بلغت 3.0% بين عامي 2019 و 2018 حيث ارتفعت عدد الحالات المسجلة بين الإناث في سلطنة عمان من 118 لكل 100.000 في عام 2018 إلى 122.4 لكل 100.000 من الإناث في عام 2019. وبلغت نسب الزيادة بين الذكور العمانيين للفترة نفسها 4.8%. وتشير البيانات إلى أن معدل الزيادة في أعداد الإصابة بالسرطان عالميا بلغ 3.4 لكل 100.000 من السكان للجنسين بين عامي 2018 و 2020.

ووفقًا لوزارة الصحة فإن أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين الرجال بسلطنة عمان في عام 2019 هي سرطانات: البروستاتا ، والقولون ، والمعدة ، والمثانة ، والرئة. حيث سجلت 113 حالة إصابة جديدة بسرطان البروستاتا بين المواطنين العمانيين و85 حالة إصابة بسرطان القولون، من بين 931 حالة إصابة بالسرطان سجلت بين الرجال العمانيين بسلطنة عمان خلال العام. بينما تأتي النسبة الأعلى لحالات الإصابة بسرطان الثدي بين النساء في سلطنة عمان بتسجيل 338 حالة إصابة جديدة خلال العام، يليه سرطان الغدة الدرقية 185 حالة، وسرطان القولون 64 حالة و سرطان المعدة 52 حالة و45 حالة إصابة بسرطان الرحم، يذكر أن عدد حالات الإصابة بالسرطان بين النساء في سلطنة عمان خلال عام 2019 بلغ 1158 حالة.

وتوضح البيانات أن متوسط العمر عند تشخيص السرطان في عمان هو 54 عامًا (60 عامًا للذكور و 50 عامًا للإناث)، كما تم تشخيص 124 حالة سرطانية لدى أطفال بعمر 14 سنة.