موعد مع الكتاب!
الأربعاء / 15 / شعبان / 1444 هـ - 22:26 - الأربعاء 8 مارس 2023 22:26
بمناسبة اختتام فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب 2023، الذي انتهت أيامه قبل أقل من أسبوع، لطالما أصبح سوق الكتاب اليوم، بصورة من الصور، جزءا من طبيعة احتفالية عامة، ترتبط فكرة الترويج للكتاب فيها بخطط تسويقية لا تخلو من النظرة التجارية والربحية بطبيعة الحال. لكن التسويق عادةً لا يعكس بالضرورة اقترانا شرطيا لجودة محتوى الكتاب، بقدر ما يرتبط بدواع إعلانية للتسويق قائمة على نوعية معينة للكتب، قد تكون قائمة على شهرة مسبوقة، أو طبيعة للكتاب تتميز بخاصة المتعة والتسلية، أو بمجال أصبح التأليف فيه موضةً عصريةً، مثل كتب: « تكوين الذات» و«اكتساب المهارات» أو كتب السير الذاتية لشخصيات مشهورة، وغير ذلك. فهذا هو غالب منطق الدعاية الذي يشتغل عليه التسويق في عالم الكتب عبر شركات ومكتبات كبرى أصبحت معروفةً في الخليج.
بيد أن أهمية فعالية معارض الكتب في تقديرنا، أيضا، لا تكمن فقط في التنبيه إلى أن تلك الطبيعة التسويقية المؤثرة على عامة مرتادي معارض الكتب، كالتي ذكرنا سابقا، فحسب، بل كذلك هناك نظرة شبه عامة نتجت كانطباعات نمطية في النظر إلى الكتب التي تعرض بمعارض الكتاب في المنطقة العربية.
فإذا استثنينا الكتب التي يقبل عليها زوار المعرض متأثرين بما يعكسه التسويق الإعلامي للتلفزة والقنوات الفضائية، سنجد أن هناك تواطؤا للكثيرين في المنطقة العربية على سردية عامة ترى في كتب «الروايات» معيارا أساسيا لفكرة الثقافة والقراءة، نظرا للاستحقاق الذي يميز الرواية من حيث جاذبيتها الذاتية للقراءة الممتعة والمسلية. وهو أمر نخشى القول؛ أنه ربما أصبح معيارا عاما لمنح فكرة القراءة والثقافة نموذجا ضارا بالفكرة الحقيقية لهوية معارض الكتب وما يمكن أن تضطلع به من أدوار.
إضافة إلى ذلك، سنجد أنه حتى هذه النزعة شبه المحمومة في الإقبال على شراء كتب الروايات، تتميز في أوساط كثير من المثقفين والنخبة بطريقة لا تخلو من طبيعة «شللية» يتواطأ عليها أولئك المثقفون بخصوص دور معينة تطبع تلك الروايات (وهي في العادة دور تعد على أصابع اليد) الأمر الذي ربما يختفي معه أي استعداد طبيعي للانفتاح المطلوب على الكتاب من حيث هو مصدر متعة للاستكشاف، وعلى المعرض من حيث كونه مكانا للمفاجآت بعناوين وكتب متنوعة في المعرفة.
إن تلك النظرة النمطية في ارتياد معارض الكتب، إما على الطريقة الشعبوية العامة في الذهاب إلى المعرض بتوجيه معين يستهدف عناوين معينة للكتب، بناءً على برامج دعائية وتلفزية عامة، أو على طريقة بعض المثقفين في التوجه لدور معينة ومحددة والشراء منها، تعكس في تقديرنا نظرةً تعزز من طبيعة عامة للمنطقة العربية في التعاطي مع الكتب، وهي طبيعة لا تعكس فلسفة الفكرة العامة لمعارض الكتب.
إن معارض الكتب الموسمية تظل فرصة للمعرفة الحرة من أجل البحث في عناوين كثيرة وممكنة لإحداث المفاجآت والنقلات الفكرية للباحثين عن المعرفة، فالذهاب إلى البحث الحر عن مصادر معرفية مهمة للكتب، قد يقع عليها الباحث عن المعرفة، لكنه لن يصل إليها أبدا بذلك الأسلوب الانطباعي والاستباقي في التعاطي مع الكتب بتلك الطريقتين السابقتين، وإنما يكون ذلك من خلال بحث مضنٍ وتجوال حثيث في البحث عما هو مختلف وغير تقليدي من عناوين المعرفة وموضوعاتها التي ستظل واعدة بالكثير من المفاجآت للباحث عن المعرفة الحقيقية ما دامت هناك معارض كبرى للكتاب تقيمها الدول في المنطقة العربية.
شخصيا، لطالما وقفت على عناوين لكتب مهمة جدا وقعت عليها من خلال تلك الطريقة غير التقليدية في البحث عن الكتب، وعادةً ما يكون ذلك في أواخر أيام معرض الكتاب، في تلك اللحظات التي يتمنى فيها القارئ أن تمتد أيام المعرض؛ أياما أخرى للمزيد من البحث عن الكتب!
وإذ لا يخلو المرء أبدا من هويته الانطباعية حيال دور نشر معينة يفترض - لسبب أو لآخر- أنها الدور الأكثر أهمية، لكن انطباعه ذاك قد لا يكون كما يظن بالضرورة! فمن الأهمية بمكان؛ الذهاب إلى معارض الكتب برؤية متحررة ورغبة في البحث عن المعرفة التي يعتبر معرض الكتاب مهرجانا واعدا للبحث في عناوينها وكتبها الظاهرة والخفية، فمعارض الكتب، التي تعتبر عيدا للثقافة والقراءة وللكتاب، تستحق استقبالا يليق بفلسفتها المعبرة عن أنها وعد غامض للحصول على كتاب ما، قد يغير حياتنا، مرةً وإلى الأبد!
بيد أن أهمية فعالية معارض الكتب في تقديرنا، أيضا، لا تكمن فقط في التنبيه إلى أن تلك الطبيعة التسويقية المؤثرة على عامة مرتادي معارض الكتب، كالتي ذكرنا سابقا، فحسب، بل كذلك هناك نظرة شبه عامة نتجت كانطباعات نمطية في النظر إلى الكتب التي تعرض بمعارض الكتاب في المنطقة العربية.
فإذا استثنينا الكتب التي يقبل عليها زوار المعرض متأثرين بما يعكسه التسويق الإعلامي للتلفزة والقنوات الفضائية، سنجد أن هناك تواطؤا للكثيرين في المنطقة العربية على سردية عامة ترى في كتب «الروايات» معيارا أساسيا لفكرة الثقافة والقراءة، نظرا للاستحقاق الذي يميز الرواية من حيث جاذبيتها الذاتية للقراءة الممتعة والمسلية. وهو أمر نخشى القول؛ أنه ربما أصبح معيارا عاما لمنح فكرة القراءة والثقافة نموذجا ضارا بالفكرة الحقيقية لهوية معارض الكتب وما يمكن أن تضطلع به من أدوار.
إضافة إلى ذلك، سنجد أنه حتى هذه النزعة شبه المحمومة في الإقبال على شراء كتب الروايات، تتميز في أوساط كثير من المثقفين والنخبة بطريقة لا تخلو من طبيعة «شللية» يتواطأ عليها أولئك المثقفون بخصوص دور معينة تطبع تلك الروايات (وهي في العادة دور تعد على أصابع اليد) الأمر الذي ربما يختفي معه أي استعداد طبيعي للانفتاح المطلوب على الكتاب من حيث هو مصدر متعة للاستكشاف، وعلى المعرض من حيث كونه مكانا للمفاجآت بعناوين وكتب متنوعة في المعرفة.
إن تلك النظرة النمطية في ارتياد معارض الكتب، إما على الطريقة الشعبوية العامة في الذهاب إلى المعرض بتوجيه معين يستهدف عناوين معينة للكتب، بناءً على برامج دعائية وتلفزية عامة، أو على طريقة بعض المثقفين في التوجه لدور معينة ومحددة والشراء منها، تعكس في تقديرنا نظرةً تعزز من طبيعة عامة للمنطقة العربية في التعاطي مع الكتب، وهي طبيعة لا تعكس فلسفة الفكرة العامة لمعارض الكتب.
إن معارض الكتب الموسمية تظل فرصة للمعرفة الحرة من أجل البحث في عناوين كثيرة وممكنة لإحداث المفاجآت والنقلات الفكرية للباحثين عن المعرفة، فالذهاب إلى البحث الحر عن مصادر معرفية مهمة للكتب، قد يقع عليها الباحث عن المعرفة، لكنه لن يصل إليها أبدا بذلك الأسلوب الانطباعي والاستباقي في التعاطي مع الكتب بتلك الطريقتين السابقتين، وإنما يكون ذلك من خلال بحث مضنٍ وتجوال حثيث في البحث عما هو مختلف وغير تقليدي من عناوين المعرفة وموضوعاتها التي ستظل واعدة بالكثير من المفاجآت للباحث عن المعرفة الحقيقية ما دامت هناك معارض كبرى للكتاب تقيمها الدول في المنطقة العربية.
شخصيا، لطالما وقفت على عناوين لكتب مهمة جدا وقعت عليها من خلال تلك الطريقة غير التقليدية في البحث عن الكتب، وعادةً ما يكون ذلك في أواخر أيام معرض الكتاب، في تلك اللحظات التي يتمنى فيها القارئ أن تمتد أيام المعرض؛ أياما أخرى للمزيد من البحث عن الكتب!
وإذ لا يخلو المرء أبدا من هويته الانطباعية حيال دور نشر معينة يفترض - لسبب أو لآخر- أنها الدور الأكثر أهمية، لكن انطباعه ذاك قد لا يكون كما يظن بالضرورة! فمن الأهمية بمكان؛ الذهاب إلى معارض الكتب برؤية متحررة ورغبة في البحث عن المعرفة التي يعتبر معرض الكتاب مهرجانا واعدا للبحث في عناوينها وكتبها الظاهرة والخفية، فمعارض الكتب، التي تعتبر عيدا للثقافة والقراءة وللكتاب، تستحق استقبالا يليق بفلسفتها المعبرة عن أنها وعد غامض للحصول على كتاب ما، قد يغير حياتنا، مرةً وإلى الأبد!