برامج الذكاء الاصطناعي ونظرية التبني
الثلاثاء / 14 / شعبان / 1444 هـ - 21:48 - الثلاثاء 7 مارس 2023 21:48
.
انتشرت في الآونة الأخيرة المواقع والتطبيقات التي تقدم خدمات الذكاء الاصطناعي للأفراد والمؤسسات، وأصبحت في وقت قصير حديث الناس في المحافل الإعلامية والتعليمية الذين سارعت أعداد كبيرة منهم إلى استخدام تلك المواقع والتطبيقات للحصول على معلومات ومعارف موسوعية عن كل الموضوعات التي يودون السؤال عنها. وقد برز من هذه المواقع تطبيق شات جي بي تي الذي أطلقته شركة «أوبن آي» ليكون «روبوت محادثة» في الثلاثين من نوفمبر من العام الماضي والذي رفع قيمتها السوقية إلى 29 بليون دولار في العام الحالي.
أكثر من مائة مليون شخص حول العالم يستخدمون الموقع، وبدأوا في تجربته بعد أن سمعوا عنه سواء من أصدقائهم أو من وسائل الإعلام، بما في ذلك مؤسسات إعلامية كبيرة، حاولت أن تسخر إمكاناته في إعداد التقارير الصحفية والإعلامية ثم اكتشفت أن ما يقدمه يفتقد إلى الدقة ويحتاج إلى محرري الصحف ووسائل الإعلام لمراجعته وتصحيحه قبل أو بعد النشر. ومع ذلك فقد اعتبرته وسائل إعلام شهيرة مثل مجلة «ذي أتلانتيك» «اختراع العام 2022» الذي قد يغير الطرق التي نعمل بها ونفكر بها ونبدع من خلالها. ومن خلال تجريبي للموقع بعد التسجيل عليه يبدو أنه غير محدث ويأتي بمعلومات كثيرة غير صحيحة خاصة عند المحادثة معه باللغة العربية.
بعده، وفي السابع من فبراير الماضي أطلقت شركة مايكروسوفت بالشراكة مع «أوبن آي» نسخة تجريبية من موقع الذكاء الاصطناعي الخاص بها والذي يحمل اسم «ميكروسوفت بنج»، وقالت عنه إنه سيكون أكثر قوة من «شات جي بي تي».
أيا كان تقييمنا أو تقييم الآخرين للتجربة، التي ما زالت في بدايتها، فإن مواقع وتطبيقات الذكاء الاصطناعي هي الثورة الجديدة التي قد تسيطر على العالم وصناعات المعرفة في السنوات القليلة القادمة، ولذلك من المهم أن نفهم الأساس النظري والفلسفي الذي يقف وراء تحول مستخدمي الإنترنت بأعداد كبيرة وغير مسبوقة في تاريخ الإنترنت، من محركات البحث التقليدية إلى محركات وروبوتات الذكاء الاصطناعي. واقع الحالي إن ما يحدث حاليا في سوق برامج الذكاء الاصطناعي التي قد تغير مدخلات ومخرجات صناعة الإعلام وصناعة التسلية والتعليم يمكن تفسيره بالاعتماد على نظرية شهيرة للغاية هي نظرية «نشر الأفكار المستحدثة» أو «نظرية التبني».
ما حدث في المجتمع العُماني والمجتمعات الأخرى في سرعة التحول إلى هذه البرامج والتطبيقات، يستند إلى حقيقة أن المجتمع المعاصر يتميز بالتغير أو أنه مجتمع متغير بطبعه، وبالتالي فإن هناك تدفقا مستمرا للمنتجات التكنولوجية وحلولا لمشكلات ومفاهيم جديدة وغيرها من أنواع المستحدثات. هذه المستحدثات تتراوح بين المستحدثات المادية والمستحدثات الفكرية. ويتم تبني معظم المستحدثات من جانب المجتمع رغم أنها تكون قد اخترعت أو بدأت في مجتمع آخر. وأيا كانت الأفكار الجديدة قد نشأت في المجتمع أو تم نقلها عن مجتمع آخر، فإن عملية تبني الناس لها في مجتمع ما تأخذ شكل العملية المنتظمة شبه الموحدة في العالم كله.
وتكتسب نظرية تبني الأفكار المستحدثة أهميتها في مجال الإعلام من اعتبارين، الأول أن كل وسائل الإعلام التي نعرفها اليوم كانت من قبل مجرد مستحدثات واختراعات أو اكتشافات جديدة، تم تبنيها واستخدامها على نطاق واسع، والاعتبار الثاني أن وسائل الإعلام غالبًا ما تكون مسؤولة عن تقديم الأفكار والمستحدثات الجديدة إلى المجتمع الذي يقوم بتبنيها.
وتمثل هذه النظرية النوع الثاني من النظريات التي تفسر التأثير المتراكم طويل المدى لوسائل الإعلام في المجتمع. وتكتسب أهميتها من كونها تفسر دور هذه الوسائل في عملية تبني أفراد المجتمع، ليس فقط للمخترعات والاكتشافات والمستحدثات التكنولوجية والمادية الجديدة ولكن أيضًا الأفكار الجديدة والأنماط والمعايير الثقافية والاجتماعية والسلوكية المستحدثة. فوسائل الإعلام تسهم على المدى الطويل وبشكل تراكمي في تبني الأفراد للأفكار الجديدة من خلال التعريف بها وتقديمها وشرحها ونشرها على نطاق واسع.
ورغم أن هذه النظرية تنتمي في الأساس إلى علم الاجتماع، فقد تم استخدامها في علوم أخرى منها علوم الاتصال والإعلام. وتعود أصول هذه النظرية إلى القرن التاسع عشر عندما أشار أحد علماء الاجتماع إلى عملية نشر التغيير الاجتماعي، وخلص إلى القول إن عملية التقليد تفسر انتشار الأنماط الاجتماعية الجديدة. وفي الخمسينيات من القرن الماضي أصبحت نظرية تبني الأفكار المستحدثة مثار اهتمام عدد كبير من الباحثين في العلوم الاجتماعية وعلوم الاتصال والإعلام. فقد اهتم الباحثون في الإعلام بعملية التبني وأوضحوا أن وسائل الإعلام تلعب في الغالب دورًا بارزًا في نشر الأفكار والسلوكيات والمنتجات الجديدة. وقد اهتم الباحثون بعملية التبني نفسها وكيف تحدث والدور الذي تلعبه وسائل الإعلام فيها. وخلصت الدراسات التي أجريت في هذا المجال إلى أن تأثير وسائل الإعلام يتضح في مراحل التعريف بالأفكار الجديدة، وإثارة انتباه الناس بها، ونشر المعلومات الكافية عنها. ويؤدي تكرار النشر على مدى زمني طويل إلى تبني الجمهور لهذه الأفكار.
وتبدأ عملية تبني الأفكار الجديدة بمرحلة إثارة الانتباه، التي تجذب فيها الفكرة المستحدثة انتباه المتبنين الأوائل لها، وغالبًا ما يتم ذلك من خلال وسائل الإعلام، وهذا ما حدث مع برامج الذكاء الاصطناعي، ولكنهم -في هذه المرحلة المبكرة- يفتقرون إلى معلومات تفصيلية عنها. وتلي مرحلة إثارة الانتباه مرحلة خلق الاهتمام التي يتجه فيها المتبنون للفكرة الجديدة إلى البحث عن معلومات إضافية عنها. وغالبًا ما تقوم وسائل الإعلام بتقديم هذه المعلومات. وتبدأ بعد ذلك مرحلة التقييم، ويتم فيها تقييم الفكرة المستحدثة من جانب المهتمين بها، وآثارها على حاضرهم وتوقعاتهم المستقبلية، ثم مرحلة الاختبار، وفيها يبدأ عدد صغير من الأشخاص في استخدام الفكرة المستحدثة وتجريبها على مستوى صغير لتحديد مدى ملاءمتها لهم.
وفي النهاية، تأتي المرحلة الخامسة والأخيرة وهي مرحلة التبني، ويبدأ فيها المتبنون في استخدام الفكرة المستحدثة على نطاق واسع. وبعد ذلك يتزايد عدد المتبنين لها تدريجيا. وهذا بالضبط ما حدث مع موقع شات جي بي تي، الذي أصبح كما جاء في تقرير لرويترز نشرته «الجزيرة» أسرع التطبيقات نموا في التاريخ، كونه استطاع الوصول إلى المستخدم النشط رقم 100 مليون بعد شهرين فقط من إطلاقه، وهو الرقم الذي وصل له «تطبيق تيك توك» في تسعة أشهر، وتطبيق «انستجرام» في عامين.
إن هذا التطور المفاجئ والكبير في تطبيقات الذكاء الاصطناعي يدفعنا إلى المطالبة بسرعة وضع الخطط الإعلامية والتعليمية التي تتعامل مع الاعتبارات الأخلاقية التي تثيرها هذه التطبيقات. إذ إنه خلال سنوات قليلة قد يتحول الطلبة إلى هذه التطبيقات لإنجاز أعمالهم المدرسية والجامعية، كما يمكن أن تكون لها تأثيرات سلبية على تقليص قوة العمل البشرية الإعلامية، في وقت نحتاج فيه إلى توليد وظائف إعلامية جديدة لأبنائنا. ومن هنا يجب ألا يبقى أمر تلك التطبيقات متروكا لتوجهات الأفراد واستخدامهم الشخصي لها، فمن الأفضل، وفي هذا الوقت المبكر من انتشار تلك المواقع والتطبيقات أن نبدأ في بحث تلك الظاهرة وتأثيراتها الإيجابية والسلبية علينا.
انتشرت في الآونة الأخيرة المواقع والتطبيقات التي تقدم خدمات الذكاء الاصطناعي للأفراد والمؤسسات، وأصبحت في وقت قصير حديث الناس في المحافل الإعلامية والتعليمية الذين سارعت أعداد كبيرة منهم إلى استخدام تلك المواقع والتطبيقات للحصول على معلومات ومعارف موسوعية عن كل الموضوعات التي يودون السؤال عنها. وقد برز من هذه المواقع تطبيق شات جي بي تي الذي أطلقته شركة «أوبن آي» ليكون «روبوت محادثة» في الثلاثين من نوفمبر من العام الماضي والذي رفع قيمتها السوقية إلى 29 بليون دولار في العام الحالي.
أكثر من مائة مليون شخص حول العالم يستخدمون الموقع، وبدأوا في تجربته بعد أن سمعوا عنه سواء من أصدقائهم أو من وسائل الإعلام، بما في ذلك مؤسسات إعلامية كبيرة، حاولت أن تسخر إمكاناته في إعداد التقارير الصحفية والإعلامية ثم اكتشفت أن ما يقدمه يفتقد إلى الدقة ويحتاج إلى محرري الصحف ووسائل الإعلام لمراجعته وتصحيحه قبل أو بعد النشر. ومع ذلك فقد اعتبرته وسائل إعلام شهيرة مثل مجلة «ذي أتلانتيك» «اختراع العام 2022» الذي قد يغير الطرق التي نعمل بها ونفكر بها ونبدع من خلالها. ومن خلال تجريبي للموقع بعد التسجيل عليه يبدو أنه غير محدث ويأتي بمعلومات كثيرة غير صحيحة خاصة عند المحادثة معه باللغة العربية.
بعده، وفي السابع من فبراير الماضي أطلقت شركة مايكروسوفت بالشراكة مع «أوبن آي» نسخة تجريبية من موقع الذكاء الاصطناعي الخاص بها والذي يحمل اسم «ميكروسوفت بنج»، وقالت عنه إنه سيكون أكثر قوة من «شات جي بي تي».
أيا كان تقييمنا أو تقييم الآخرين للتجربة، التي ما زالت في بدايتها، فإن مواقع وتطبيقات الذكاء الاصطناعي هي الثورة الجديدة التي قد تسيطر على العالم وصناعات المعرفة في السنوات القليلة القادمة، ولذلك من المهم أن نفهم الأساس النظري والفلسفي الذي يقف وراء تحول مستخدمي الإنترنت بأعداد كبيرة وغير مسبوقة في تاريخ الإنترنت، من محركات البحث التقليدية إلى محركات وروبوتات الذكاء الاصطناعي. واقع الحالي إن ما يحدث حاليا في سوق برامج الذكاء الاصطناعي التي قد تغير مدخلات ومخرجات صناعة الإعلام وصناعة التسلية والتعليم يمكن تفسيره بالاعتماد على نظرية شهيرة للغاية هي نظرية «نشر الأفكار المستحدثة» أو «نظرية التبني».
ما حدث في المجتمع العُماني والمجتمعات الأخرى في سرعة التحول إلى هذه البرامج والتطبيقات، يستند إلى حقيقة أن المجتمع المعاصر يتميز بالتغير أو أنه مجتمع متغير بطبعه، وبالتالي فإن هناك تدفقا مستمرا للمنتجات التكنولوجية وحلولا لمشكلات ومفاهيم جديدة وغيرها من أنواع المستحدثات. هذه المستحدثات تتراوح بين المستحدثات المادية والمستحدثات الفكرية. ويتم تبني معظم المستحدثات من جانب المجتمع رغم أنها تكون قد اخترعت أو بدأت في مجتمع آخر. وأيا كانت الأفكار الجديدة قد نشأت في المجتمع أو تم نقلها عن مجتمع آخر، فإن عملية تبني الناس لها في مجتمع ما تأخذ شكل العملية المنتظمة شبه الموحدة في العالم كله.
وتكتسب نظرية تبني الأفكار المستحدثة أهميتها في مجال الإعلام من اعتبارين، الأول أن كل وسائل الإعلام التي نعرفها اليوم كانت من قبل مجرد مستحدثات واختراعات أو اكتشافات جديدة، تم تبنيها واستخدامها على نطاق واسع، والاعتبار الثاني أن وسائل الإعلام غالبًا ما تكون مسؤولة عن تقديم الأفكار والمستحدثات الجديدة إلى المجتمع الذي يقوم بتبنيها.
وتمثل هذه النظرية النوع الثاني من النظريات التي تفسر التأثير المتراكم طويل المدى لوسائل الإعلام في المجتمع. وتكتسب أهميتها من كونها تفسر دور هذه الوسائل في عملية تبني أفراد المجتمع، ليس فقط للمخترعات والاكتشافات والمستحدثات التكنولوجية والمادية الجديدة ولكن أيضًا الأفكار الجديدة والأنماط والمعايير الثقافية والاجتماعية والسلوكية المستحدثة. فوسائل الإعلام تسهم على المدى الطويل وبشكل تراكمي في تبني الأفراد للأفكار الجديدة من خلال التعريف بها وتقديمها وشرحها ونشرها على نطاق واسع.
ورغم أن هذه النظرية تنتمي في الأساس إلى علم الاجتماع، فقد تم استخدامها في علوم أخرى منها علوم الاتصال والإعلام. وتعود أصول هذه النظرية إلى القرن التاسع عشر عندما أشار أحد علماء الاجتماع إلى عملية نشر التغيير الاجتماعي، وخلص إلى القول إن عملية التقليد تفسر انتشار الأنماط الاجتماعية الجديدة. وفي الخمسينيات من القرن الماضي أصبحت نظرية تبني الأفكار المستحدثة مثار اهتمام عدد كبير من الباحثين في العلوم الاجتماعية وعلوم الاتصال والإعلام. فقد اهتم الباحثون في الإعلام بعملية التبني وأوضحوا أن وسائل الإعلام تلعب في الغالب دورًا بارزًا في نشر الأفكار والسلوكيات والمنتجات الجديدة. وقد اهتم الباحثون بعملية التبني نفسها وكيف تحدث والدور الذي تلعبه وسائل الإعلام فيها. وخلصت الدراسات التي أجريت في هذا المجال إلى أن تأثير وسائل الإعلام يتضح في مراحل التعريف بالأفكار الجديدة، وإثارة انتباه الناس بها، ونشر المعلومات الكافية عنها. ويؤدي تكرار النشر على مدى زمني طويل إلى تبني الجمهور لهذه الأفكار.
وتبدأ عملية تبني الأفكار الجديدة بمرحلة إثارة الانتباه، التي تجذب فيها الفكرة المستحدثة انتباه المتبنين الأوائل لها، وغالبًا ما يتم ذلك من خلال وسائل الإعلام، وهذا ما حدث مع برامج الذكاء الاصطناعي، ولكنهم -في هذه المرحلة المبكرة- يفتقرون إلى معلومات تفصيلية عنها. وتلي مرحلة إثارة الانتباه مرحلة خلق الاهتمام التي يتجه فيها المتبنون للفكرة الجديدة إلى البحث عن معلومات إضافية عنها. وغالبًا ما تقوم وسائل الإعلام بتقديم هذه المعلومات. وتبدأ بعد ذلك مرحلة التقييم، ويتم فيها تقييم الفكرة المستحدثة من جانب المهتمين بها، وآثارها على حاضرهم وتوقعاتهم المستقبلية، ثم مرحلة الاختبار، وفيها يبدأ عدد صغير من الأشخاص في استخدام الفكرة المستحدثة وتجريبها على مستوى صغير لتحديد مدى ملاءمتها لهم.
وفي النهاية، تأتي المرحلة الخامسة والأخيرة وهي مرحلة التبني، ويبدأ فيها المتبنون في استخدام الفكرة المستحدثة على نطاق واسع. وبعد ذلك يتزايد عدد المتبنين لها تدريجيا. وهذا بالضبط ما حدث مع موقع شات جي بي تي، الذي أصبح كما جاء في تقرير لرويترز نشرته «الجزيرة» أسرع التطبيقات نموا في التاريخ، كونه استطاع الوصول إلى المستخدم النشط رقم 100 مليون بعد شهرين فقط من إطلاقه، وهو الرقم الذي وصل له «تطبيق تيك توك» في تسعة أشهر، وتطبيق «انستجرام» في عامين.
إن هذا التطور المفاجئ والكبير في تطبيقات الذكاء الاصطناعي يدفعنا إلى المطالبة بسرعة وضع الخطط الإعلامية والتعليمية التي تتعامل مع الاعتبارات الأخلاقية التي تثيرها هذه التطبيقات. إذ إنه خلال سنوات قليلة قد يتحول الطلبة إلى هذه التطبيقات لإنجاز أعمالهم المدرسية والجامعية، كما يمكن أن تكون لها تأثيرات سلبية على تقليص قوة العمل البشرية الإعلامية، في وقت نحتاج فيه إلى توليد وظائف إعلامية جديدة لأبنائنا. ومن هنا يجب ألا يبقى أمر تلك التطبيقات متروكا لتوجهات الأفراد واستخدامهم الشخصي لها، فمن الأفضل، وفي هذا الوقت المبكر من انتشار تلك المواقع والتطبيقات أن نبدأ في بحث تلك الظاهرة وتأثيراتها الإيجابية والسلبية علينا.