فضاءات الكتابة وأسئلة المفاهيم
الاحد / 12 / شعبان / 1444 هـ - 22:55 - الاحد 5 مارس 2023 22:55
بعدما انفضّ سامر معرض الكتاب بأيامه ولياليه المتضمنة كثيرا من الفعاليات المتنوعة، واللقاءات الماتعة النافعة، وحصيلة من ذكريات أو مؤلفات هي غنيمة زائر المعرض لهذا العام، ومع انتهاء أجل أيام العرض والتسويق، والقراءة والكتابة، والتدشين والتوقيع، والنقاش والإلقاء تتبادر إلى الأذهان أسئلة كثيرة حرّكها الكتاب بكل متعلقاته من كتابة أو قراءة، إبداع وتلقٍ.
فما الكتابة؟ وما التأليف؟ وقبل الاثنين ما هي محفزات الكتابة ومحركاتها؟ أهي الرغبة في التوثيق؟ توثيق المعرفة؟ أو توثيق الحدث؟ أم توثيق السيرة؟ أم أن المحرك هو الفضول المعرفي والرغبة في مشاركة الوصول ومشاركة التجربة؟ أم هي الأضواء والشهرة وتعزيز الأنا العالية عبر توزيعها على مجموع القرّاء والمتابعين؟ أو حتى مجرد المحيطين العارفين بأن المخلوق الواقف أمامهم كاتب مستحق للإعجاب لمجرد القيام بفعل الكتابة؟ هل يكتب الإنسان ليحيى؟ أم لينسى؟ هل يكتب هذا المؤلف أو ذاك للبقاء والخلود؟ أم لمجرد الظهور وإثبات الذات أيا كان محتوى الكتابة والمكتوب؟ هل يكتب ليفيد الآخرين بعلمه وفنه وخبراته، أم ليستفيد هو واضعا نصب عينيه حسابات الربح والخسارة والزيادة والنقصان بكل دقة وبمنتهى التعمق في التفاصيل الحسابية لعمليتي التسويق والبيع؟
ما القراءة؟ وما جدواها؟ ومن هو القارئ؟ وهل يختلف القرّاء ويتبدلون؟ وهل لهم تصنيفات يمكن وضعهم بها وفقا لمستوى القراءة، أو مستويات التلقي، أو موضوعات القراءة؟ وهل القارئ مع القراءة محفز للكتابة؟ هل ثمة قراءة نوعية وأخرى كمية؟ هل يمكن لإحصائيات مبيعات الكتب أن تكون مؤشرا للقراءة؟ وهل يمكن لأعداد القراء أن تعطي قيمة للكتاب ثم للكاتب؟ هل يمكن استغلال التسويق لثالوث (الدين والسياسة والجنس) لتحقيق أفضل المبيعات عبر عنوانات مثيرة، وموضوعات غير مألوفة؟ وهل يمكن لهذا الثالوث أن يصعد بكاتب مغمور إلى صدارة يطلبها و شهرة يسعى إليها؟هل يمكن له كذلك أن يهبط بكاتب آخر إلى منحدر التكرار وسفح التقليد؟
ثم هل يمكن المراهنة على وعي التلقي مع كل هذه التقاطعات؟ ومع كل تحديات الواقع التي تعيشها المجتمعات فتنقسم بين قلة تبحث عن وعي أعمق لفهم الواقع، ومحاولة بناء وتشكيل واقع أفضل عبر تعميق الوعي وزيادة المعرفة وبين كثرة وأغلبية تسعى للهروب من الواقع لفضاءات العاطفة وتهويمات الخيال سواء في روايات عاطفية، أو كتابات متخيلة لغيبيات وعوالم رقمية تساعد على التخدير الآني، وتسكين الوجع اليومي بالمتخيل السردي المثالي أو حتى السحري هروبا من واقع مرفوض ويوميات صعبة.
كتاب يخرج قارئه من عالمه اليومي الذي يستنزف طاقاته، ويستهلك أحلامه وأمانيه إلى عالم متخيل يعيش فيه متنفسه وجنته الموعودة هو كتاب مبتغى بالتأكيد، حتى وإن أدركنا أننا إنما نبتاع الوهم ونلوك الزيف ونتبع السراب.
ثم بين ما في الكتابة وما في القراءة من تباين وتقاطع ولبس؛ ما هي الثقافة؟ هذه الكلمة التي استهلكت حتى تفككت واهترأت، نعم: ما هي الثقافة؟ ومن هو المثقف؟ ما هي مرتكزات الثقافة؟ وما هي سماتها؟ ما هي أدوار المثقف؟ وما هي رسالته؟ وهل الكاتب مثقف؟ أم أن القارئ هو المثقف؟ وهل يمكن للكاتب أن يكون كاتبا دون قراءة حقيقية واعية؟ وهل يمكن للقارئ أن يتحول إلى كاتب لمجرد القراءة ؟ وهل يمكن وصف العملية التبادلية بين القراءة والكتابة بالثقافة؟
هل ينبغي تقنين المسارات بين القراءة والكتابة والثقافة كي لا تختلط؟ أم أن الحكمة تقتضي اختلاطها وتمازجها؟ هل يمكن وضع الشروط والمعايير العام لتحولات الكتابة والقراءة، واشتراطات لحمل هذا اللقب أو ذاك؟ وهل ينبغي ذلك؟ أم أن الخير في ترك العقول تكتب وتوثق ما ترى وتعتقد مهما كانت مستوياتها واختلاف تناولها لموضوعات الواقع والمستقبل ؟فالكتابة حق للجميع تماما كالقراءة.
لن يكون اللاحق كالسابق يقينا، لا في الموضوعات ولا في الأدوات، ولا في النتائج، فهل يمكن رسم الخطوط العامة لتوجيه مسارات الكتابة، وتفعيل مسارات القراءة لضمان أمان معرفي عام، وبناء ذائقة للتلقي تملك غربلة الكثير لتجاوز الغث وتسويق السمين من الوعي والمعرفة؟
لن تملك هذه المقالة إجابات لكل هذه الأسئلة لكنها مفتتح لكل هذه الأسئلة وغيرها في موضوعات مقالات قادمة .
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية
فما الكتابة؟ وما التأليف؟ وقبل الاثنين ما هي محفزات الكتابة ومحركاتها؟ أهي الرغبة في التوثيق؟ توثيق المعرفة؟ أو توثيق الحدث؟ أم توثيق السيرة؟ أم أن المحرك هو الفضول المعرفي والرغبة في مشاركة الوصول ومشاركة التجربة؟ أم هي الأضواء والشهرة وتعزيز الأنا العالية عبر توزيعها على مجموع القرّاء والمتابعين؟ أو حتى مجرد المحيطين العارفين بأن المخلوق الواقف أمامهم كاتب مستحق للإعجاب لمجرد القيام بفعل الكتابة؟ هل يكتب الإنسان ليحيى؟ أم لينسى؟ هل يكتب هذا المؤلف أو ذاك للبقاء والخلود؟ أم لمجرد الظهور وإثبات الذات أيا كان محتوى الكتابة والمكتوب؟ هل يكتب ليفيد الآخرين بعلمه وفنه وخبراته، أم ليستفيد هو واضعا نصب عينيه حسابات الربح والخسارة والزيادة والنقصان بكل دقة وبمنتهى التعمق في التفاصيل الحسابية لعمليتي التسويق والبيع؟
ما القراءة؟ وما جدواها؟ ومن هو القارئ؟ وهل يختلف القرّاء ويتبدلون؟ وهل لهم تصنيفات يمكن وضعهم بها وفقا لمستوى القراءة، أو مستويات التلقي، أو موضوعات القراءة؟ وهل القارئ مع القراءة محفز للكتابة؟ هل ثمة قراءة نوعية وأخرى كمية؟ هل يمكن لإحصائيات مبيعات الكتب أن تكون مؤشرا للقراءة؟ وهل يمكن لأعداد القراء أن تعطي قيمة للكتاب ثم للكاتب؟ هل يمكن استغلال التسويق لثالوث (الدين والسياسة والجنس) لتحقيق أفضل المبيعات عبر عنوانات مثيرة، وموضوعات غير مألوفة؟ وهل يمكن لهذا الثالوث أن يصعد بكاتب مغمور إلى صدارة يطلبها و شهرة يسعى إليها؟هل يمكن له كذلك أن يهبط بكاتب آخر إلى منحدر التكرار وسفح التقليد؟
ثم هل يمكن المراهنة على وعي التلقي مع كل هذه التقاطعات؟ ومع كل تحديات الواقع التي تعيشها المجتمعات فتنقسم بين قلة تبحث عن وعي أعمق لفهم الواقع، ومحاولة بناء وتشكيل واقع أفضل عبر تعميق الوعي وزيادة المعرفة وبين كثرة وأغلبية تسعى للهروب من الواقع لفضاءات العاطفة وتهويمات الخيال سواء في روايات عاطفية، أو كتابات متخيلة لغيبيات وعوالم رقمية تساعد على التخدير الآني، وتسكين الوجع اليومي بالمتخيل السردي المثالي أو حتى السحري هروبا من واقع مرفوض ويوميات صعبة.
كتاب يخرج قارئه من عالمه اليومي الذي يستنزف طاقاته، ويستهلك أحلامه وأمانيه إلى عالم متخيل يعيش فيه متنفسه وجنته الموعودة هو كتاب مبتغى بالتأكيد، حتى وإن أدركنا أننا إنما نبتاع الوهم ونلوك الزيف ونتبع السراب.
ثم بين ما في الكتابة وما في القراءة من تباين وتقاطع ولبس؛ ما هي الثقافة؟ هذه الكلمة التي استهلكت حتى تفككت واهترأت، نعم: ما هي الثقافة؟ ومن هو المثقف؟ ما هي مرتكزات الثقافة؟ وما هي سماتها؟ ما هي أدوار المثقف؟ وما هي رسالته؟ وهل الكاتب مثقف؟ أم أن القارئ هو المثقف؟ وهل يمكن للكاتب أن يكون كاتبا دون قراءة حقيقية واعية؟ وهل يمكن للقارئ أن يتحول إلى كاتب لمجرد القراءة ؟ وهل يمكن وصف العملية التبادلية بين القراءة والكتابة بالثقافة؟
هل ينبغي تقنين المسارات بين القراءة والكتابة والثقافة كي لا تختلط؟ أم أن الحكمة تقتضي اختلاطها وتمازجها؟ هل يمكن وضع الشروط والمعايير العام لتحولات الكتابة والقراءة، واشتراطات لحمل هذا اللقب أو ذاك؟ وهل ينبغي ذلك؟ أم أن الخير في ترك العقول تكتب وتوثق ما ترى وتعتقد مهما كانت مستوياتها واختلاف تناولها لموضوعات الواقع والمستقبل ؟فالكتابة حق للجميع تماما كالقراءة.
لن يكون اللاحق كالسابق يقينا، لا في الموضوعات ولا في الأدوات، ولا في النتائج، فهل يمكن رسم الخطوط العامة لتوجيه مسارات الكتابة، وتفعيل مسارات القراءة لضمان أمان معرفي عام، وبناء ذائقة للتلقي تملك غربلة الكثير لتجاوز الغث وتسويق السمين من الوعي والمعرفة؟
لن تملك هذه المقالة إجابات لكل هذه الأسئلة لكنها مفتتح لكل هذه الأسئلة وغيرها في موضوعات مقالات قادمة .
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية