في مدح خير جليس
الاحد / 5 / شعبان / 1444 هـ - 20:14 - الاحد 26 فبراير 2023 20:14
يُرَوَّجُ مؤخرا في مختلف دول العالم لفكرة غريبة مفادها أن لا قيمة للكتب الورقية اليوم، وقد يصدق بعضنا هذا الوهم إن تفكَّر في تراجع الإقبال على القراءة والمطالعة، لكنها فكرة لا تلبث أن تتلاشى مع احتفال العواصم في شتى أنحاء العالم بالكتاب في معرضه السنوي، احتفال كل عاصمة من هذه العواصم الثقافية بالكتاب في معرض سنوي تجاوز مجرد صفّ الكتب مع السعر والتفكير في طرق إقناع الزوّار بقيمة الكتاب بغية شرائه ثم قراءته. أصبح معرض الكتاب تظاهرة ثقافية كبرى تتنافس فيها الدول، وتتسابق إليها المؤسسات المعنية بتسويق منتجاتها وخدماتها وعملها وحتى شراكاتها المحلية والدولية سنويا، تأكيدا على علاقة القراءة بكل ما له صلة بالوعي والإدراك والمعرفة، بل والمتعة حتى.
وترقب الناس بمختلف فئاتهم (من أطفال ومراهقين وشباب بالغين وقراء متخصصين وموهوبين بارعين) لهذه التظاهرة السنوية ما هي إلا شاهد حيّ على تهافت فكرة اضمحلال الكتب وإهمال القراءة، ثم تعزيز لفكرة آثار المعرفة وتشكلاتها المختلفة، سواء جاءت على شكل ساعين إلى كاتب معيّن لسابق قراءة وتلبس أسلوب، أو لموضوع معيّن لفضول معرفة وسعي باحث، أو مريدي الأدب والنقد بتواصل تفاعلي حي في أمسيات شعرية، وأخرى نقدية نقاشية تغذي محبيها بأصوات لا تخفت، وآراء متعمقة قد لا تتوافق يقينا لكنها تتكامل.
علوم مختلفة ومعارف متنوعة تلتقي ليس على الأرفف في دور النشر وحسب، بل في الفعاليات الثقافية المتضمنة والموازية التي تعطي كل متعطش لأي حقل منها حاجته من رواء معرفي، أو متعة سمعية بصرية يتشاركها ومرتادي المعرض، فعبر مرور عاجل بجدول فعاليات معرض الكتاب ستمر أعيننا على ندوات فكرية، ونقاشات سياسية، وحلقات شعرية وأخرى غنائية، موسيقى وفن، طرح عربي عربي وآخر غربي عربي لمنح المعرض أفقا أوسع لمناسبته السياق العالمي تأليفا ونشرا، وتقاطعا تواصليا فاعلا.
مبادرات مؤسساتية وأخرى فردية كلها تعكس ذلك الإيمان العميق بأثر الكلمة ودور الأثر في صنع الوعي وتشكيل الرؤى وبناء المجتمعات، لقاءات وشراكات وعقود كلها تسعى لتمكين الكلمة وتوثيق المعرفة، احتفاءات بكِتاب أول هو فرحة مؤلفه واحتفاء محبيه وجسر عبوره لعقول وقلوب متلقيه، ولقاء سنوي بين كتّاب قد يلتقون إلا في المعرض، وبين قرّاء وكاتبهم المفضّل الذي ينتظرون لقاءه ونقاشه وتوقيعه.
بين كتّابٍ مفقودين وثقوا الخلود بالأثر عبر مؤلفاتهم التي استعتبوا بها معجبيهم من القراء والأحبة بعد الغياب الواقعي حضورا في الذاكرة، وكتّاب مولودين يتلمسون خطواتهم الأولى في احتفاء يعكس غبطتهم وسرورهم كما يعكس قلقهم الإبداعي لوضع خطوات مستقبل تأليف قادمة. جمال التقاء أجيال مختلفة تحت سقف المعرفة وبين جنبات مسالك الكلمة في عمقها وتدبرها، في تأويلها وتحليلها، أو في جمالياتها ومتعة تحايلاتها الأثيرة.
معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته السابعة والعشرين و خلال الفترة من 22 فبراير 2023م إلى 4 مارس 2023م تضمن كل ذلك، ومن إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي تسويق الكثير من جماليات أركان هذا المعرض، سواء من مؤسسة حريصة على تسويق فعالياتها، أو من أفراد من المشاركين بإصدارات قديمة أو حديثة لها مكانها في رف من أرفف المعرض؛ يسعون هم إلى تسويقها ومشاركتها مع متابعيهم ومعجبيهم وأصدقائهم عبر العالم الرقمي المفتوح، أو من زوار و رواد هذا المعرض من الراغبين في توثيق وتسويق جمال فكرة أَسرتهم، أو كتاب أثَّر فيهم فكرا أو عاطفة أو سلوكا.
نتابع ما تبقى من أيام معرض الكتاب الملأى بالكثير مما لا يمكن سرده في مقالتي هذه من متعة وتدبر وجمال،محاولين أن نقبض على بعض فعالياته وبعض ألقه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، وإلا فإننا نتشارك أيامه ولياليه مع زواره المخلصين الحريصين على توزيع الفائدة ومشاركة المعرفة، وتوثيق المتعة ومحبة الكتاب في كل تجلياته سواء أتت أثرا لا يُنسى، أو صدىً لا يَخفى.
وترقب الناس بمختلف فئاتهم (من أطفال ومراهقين وشباب بالغين وقراء متخصصين وموهوبين بارعين) لهذه التظاهرة السنوية ما هي إلا شاهد حيّ على تهافت فكرة اضمحلال الكتب وإهمال القراءة، ثم تعزيز لفكرة آثار المعرفة وتشكلاتها المختلفة، سواء جاءت على شكل ساعين إلى كاتب معيّن لسابق قراءة وتلبس أسلوب، أو لموضوع معيّن لفضول معرفة وسعي باحث، أو مريدي الأدب والنقد بتواصل تفاعلي حي في أمسيات شعرية، وأخرى نقدية نقاشية تغذي محبيها بأصوات لا تخفت، وآراء متعمقة قد لا تتوافق يقينا لكنها تتكامل.
علوم مختلفة ومعارف متنوعة تلتقي ليس على الأرفف في دور النشر وحسب، بل في الفعاليات الثقافية المتضمنة والموازية التي تعطي كل متعطش لأي حقل منها حاجته من رواء معرفي، أو متعة سمعية بصرية يتشاركها ومرتادي المعرض، فعبر مرور عاجل بجدول فعاليات معرض الكتاب ستمر أعيننا على ندوات فكرية، ونقاشات سياسية، وحلقات شعرية وأخرى غنائية، موسيقى وفن، طرح عربي عربي وآخر غربي عربي لمنح المعرض أفقا أوسع لمناسبته السياق العالمي تأليفا ونشرا، وتقاطعا تواصليا فاعلا.
مبادرات مؤسساتية وأخرى فردية كلها تعكس ذلك الإيمان العميق بأثر الكلمة ودور الأثر في صنع الوعي وتشكيل الرؤى وبناء المجتمعات، لقاءات وشراكات وعقود كلها تسعى لتمكين الكلمة وتوثيق المعرفة، احتفاءات بكِتاب أول هو فرحة مؤلفه واحتفاء محبيه وجسر عبوره لعقول وقلوب متلقيه، ولقاء سنوي بين كتّاب قد يلتقون إلا في المعرض، وبين قرّاء وكاتبهم المفضّل الذي ينتظرون لقاءه ونقاشه وتوقيعه.
بين كتّابٍ مفقودين وثقوا الخلود بالأثر عبر مؤلفاتهم التي استعتبوا بها معجبيهم من القراء والأحبة بعد الغياب الواقعي حضورا في الذاكرة، وكتّاب مولودين يتلمسون خطواتهم الأولى في احتفاء يعكس غبطتهم وسرورهم كما يعكس قلقهم الإبداعي لوضع خطوات مستقبل تأليف قادمة. جمال التقاء أجيال مختلفة تحت سقف المعرفة وبين جنبات مسالك الكلمة في عمقها وتدبرها، في تأويلها وتحليلها، أو في جمالياتها ومتعة تحايلاتها الأثيرة.
معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته السابعة والعشرين و خلال الفترة من 22 فبراير 2023م إلى 4 مارس 2023م تضمن كل ذلك، ومن إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي تسويق الكثير من جماليات أركان هذا المعرض، سواء من مؤسسة حريصة على تسويق فعالياتها، أو من أفراد من المشاركين بإصدارات قديمة أو حديثة لها مكانها في رف من أرفف المعرض؛ يسعون هم إلى تسويقها ومشاركتها مع متابعيهم ومعجبيهم وأصدقائهم عبر العالم الرقمي المفتوح، أو من زوار و رواد هذا المعرض من الراغبين في توثيق وتسويق جمال فكرة أَسرتهم، أو كتاب أثَّر فيهم فكرا أو عاطفة أو سلوكا.
نتابع ما تبقى من أيام معرض الكتاب الملأى بالكثير مما لا يمكن سرده في مقالتي هذه من متعة وتدبر وجمال،محاولين أن نقبض على بعض فعالياته وبعض ألقه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، وإلا فإننا نتشارك أيامه ولياليه مع زواره المخلصين الحريصين على توزيع الفائدة ومشاركة المعرفة، وتوثيق المتعة ومحبة الكتاب في كل تجلياته سواء أتت أثرا لا يُنسى، أو صدىً لا يَخفى.