سلطنة عُمان تعزز بيئة الاستثمار في قطاع الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة
يعد مجالا اقتصاديا واعدا لتحقيق النمو المستدام
السبت / 26 / رجب / 1444 هـ - 16:11 - السبت 18 فبراير 2023 16:11
الهيدروجين الأخضر
د. سوسن الريامية: مركز عُمان للهيدروجين أول مركز أبحاث من نوعه يدعم تسريع الانتقال إلى الطاقة المتجددة
د. سعيد الربيعي: سلطنة عُمان قطعت شوطا متميزا في الاستثمار بالطاقتين المتجددة والخضراء ولديها خطط ومشروعات كبيرة
د. يحيى الشامسي: هنالك مدن خضراء ذات أبنية خاصة وفق أفضل المعايير العالمية الصديقة للبيئة
سمية الرواحية: سعي لإنتاج 30% من الكهرباء بالطاقة المتجددة عام 2030
أكد عدد من المختصين والمشاركين في المؤتمر الدولي للطاقة الخضراء، الذي نُظم في ولاية صلالة على مدى يومين أهمية احتضان البحوث العلمية والمشروعات الطلابية التي تسهم في تعزيز الطاقة المتجددة والنظيفة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، بالإضافة إلى المساهمة في التوسع بالمشروعات التي تعنى بالاقتصاد الأخضر، وفتح أبواب الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي، الذي يعد مجالًا اقتصاديًا واعدًا لتحقيق النمو. وأضاف المشاركون: إن عجلة التحول من مصادر الطاقة الأحفورية إلى مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها أصبح أمرًا ضروريًا وملحًا؛ لأن الطاقة الأحفورية غير مستمرة وتخضع للعديد من العمليات المعقدة، كما أن دول العالم تتجه للطاقة المستدامة والنظيفة لخفض الانبعاثات الكربونية.
كما عبّر عدد من المختصين في مجال الطاقة الخضراء لـ«عمان الاقتصادي»: حول أهمية دور موانئ سلطنة عُمان في نمو الاقتصاد الأخضر عالميا، فكثير من الدول المستوردة للطاقة النظيفة تراهن على أن موانئ السلطنة يمكنها أن تلعب دورًا أكبر في إيجاد أنظمة بيئية تقلل من الانبعاثات الضارة.
التوسع في مشروعات قطاع الاقتصاد الأخضر
وقالت الدكتورة سوسن بنت سعيد الريامية مديرة مركز عُمان للهيدروجين من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في سلطنة عمان: إن سلطنة عمان تمضي قدمًا نحو التوسع في مشروعات قطاع الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة، الذي يعد مجالًا اقتصاديًا واعدًا لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، حيث اتخذت الحكومة خطوات جادة لتمكين العمل في هذا المجال خلال السنوات الثلاث الماضية، وشهدت الاستثمارات في هذا القطاع زيادة ملموسة.
وأضافت: أما على صعيد البحث والتطوير فإن الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في سلطنة عمان قامت بافتتاح مركز عمان للهيدروجين في عام 2019، وهو أول مركز أبحاث من نوعه في عُمان ويدعم البلاد في تسريع انتقالها إلى الطاقة المتجددة، حيث تتوافق أنشطة ومستقبل المركز مع «رؤية عمان 2040». كما أن المركز يهدف إلى لعب دور رئيسي في المساهمة البنّاءة في دعم عجلة التحول من مصادر الطاقة الأحفورية إلى مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مع الهيدروجين الأخضر كحامل للطاقة والمواد الأساسية الصناعية النظيفة لاقتصاد المستقبل، بالإضافة إلى ذلك يعمل على تطوير الكفاءات ليس فقط في الجانب الفني بل في مجال الاقتصاد القائم على الهيدروجين بالتعاون مع الأطراف المحلية والدولية ومواءمة الأنشطة بين الصناعة والأكاديميين والحكومة والمجتمع.
وأشارت الريامية إلى أنه مما يجدر بنا أخذه بعين الاعتبار دور الموانئ في نمو الاقتصاد الأخضر عالميا، فكثير من الدول المستوردة للطاقة النظيفة تراهن على موانئ سلطنة عمان، وإمكانية أن تلعب دورًا أكبر بكثير من مجرد محاور لوجستية للطاقة منخفضة الانبعاثات، وأن تصبح بالفعل أنظمة بيئية، لبدء تطوير اقتصاد الهيدروجين، وإيجاد العديد من فرص العمل.
وقالت: إن مجموعة أسياد قامت مؤخرا بتدشين تقرير عن إمكانات موانئ عمان في رفد اقتصاد الهيدروجين الأخضر، بالتعاون مع مركز عمان للهيدروجين، حيث يتضمن التقرير عدة محاور جوهرية تبين العوامل الممكنة لسلطنة عمان، لتكون رائدا عالميا في مجال الاقتصاد الأخضر للهيدروجين، وكيفية الاستفادة من الموقع الجغرافي والجيوسياسي الفريد لها، لتصبح ليس فقط منتجًا إقليميًا عالميًا بل منتجا عالميا رئيسيا ومصدرا رئيسيا ومركزا للتزود بالوقود.
كما يمكن لسلطنة عمان اغتنام عدة فرص للتوجه للحياد الصفري الكربوني في قطاع الشحن والنقل البحري، وتأكيدا على استراتيجية سلطنة عمان للتحول للاقتصاد الأخضر، فإن السلطنة تطمح لجعل الموانئ العمانية مركزًا لتصدير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته وإبراز القدرات التنافسية للموانئ والخدمات اللوجستية في سلاسل التوريد العالمية في بناء اقتصاد الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان.
توجه استراتيجي لتعزيز الطاقة الخضراء
وحول المؤتمر، قال سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية: إن المؤتمر الدولي للطاقة الخضراء حدث مهم ويلقى اهتماما كبيرا على الصعيد الدولي، وهو توجه استراتيجي في تعزيز الطاقة الخضراء في سلطنة عمان، وأن السلطنة قطعت شوطا متميزا في الاستثمار بالطاقة المتجددة والطاقة الخضراء ولديها خطط ومشروعات كبيرة في السياق ذاته.
وأضاف سعادته: تستطلع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية من خلال عقد المؤتمر والملتقيات والحوارات العلمية إيجاد أرضية صلبة وقاعدة واسعة ليكون لها دور في هذا الجانب، بحكم ما تملكه من مقومات وكفاءات علمية وبحثية قادرة على المشاركة بفعالية في الطاقة الخضراء من خلال تقديم البحوث والتجارب العلمية، وتبني المشروعات الطلابية، ومن هذا المنطلق كان هناك معرض للشركات المحلية والعالمية المختصة في الطاقة الخضراء، ومشاركة مشروعات طلابية من الجامعة في هذا المجال، وهذا يقدم أنموذجًا جيدًا لمقدرة طلاب الجامعة في الإبداع والمساهمة في الابتكار، وتبني برامج ومشروعات قابلة للتنفيذ، وإلى جانب ذلك هناك مشاركة قيمة من الأكاديميين، والباحثين من منتسبي الجامعة بتقديم بحوث نوعية تعطي دلالة على قدرة هذه الجامعة على المساهمة بفعالية في هذا المجال.
وأوضح سعادته قائلا: انطلاقا من الأهداف والغايات التي رسمت لهذا المؤتمر، والنتائج الطيبة والمثمرة التي حققها، هناك نتائج مرجوة من المؤتمر منها: المشاركة الواسعة بالأبحاث العلمية من داخل سلطنة عمان، وخارجها، بالإضافة إلى المشاركة الكبيرة للشركات المتخصصة في المجالات العاملة في سلطنة عمان، وبعض الشركات العالمية المعروفة في هذا المجال، كما أن هناك أهمية لوجود ومشاركة علماء وباحثين من عدد من الدول والجامعات، بالإضافة إلى تمكين الجامعة من بناء شراكات علمية وبحثية وتدريسية وتبادل المعارف والخبرات مع عدد من الجامعات غير العمانية، والشركات المحلية والعالمية.
وأضاف سعادته: إن أهم ما يميز المؤتمر لقاء الأطراف من أصحاب العلاقة تحت سقف واحد لإتاحة الحوار والنقاش الذي أفضى إلى توافقات حول مسائل محكمة متعلقة بالطاقة الخضراء، ومستقبلها، وأهمية تكامل الأدوار بين القطاعات المختلفة، ومنها القطاع الأكاديمي والقطاع الصناعي وكذلك القطاعات الحكومية.
وقال سعادة الدكتور رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية: إن المكاسب وغيرها الكثير إلى جانب التوصيات العديدة التي خرج بها المؤتمر تعطي دلالة على نجاح المؤتمر على المستويين المؤسسي والوطني كذلك، وعلينا أن ندرك أن موضوع الطاقة الخضراء سيظل حديثا متجددا قي السنوات القادمة، وهناك متغيرات عالمية قادمة، وتقنيات حديثة تتطور باستمرار في هذا الشأن، وتحتاج إلى نقل المعرفة وتوطينها وتوسيع الاستثمار في مختلف أنواع الطاقة المتجددة، وصولًا إلى مصاف الدول المتقدمة في هذا القطاع الحيوي، ألا وهو قطاع الطاقة وبما يتناسب مع التطورات العالمية وتوجهات سلطنة عمان الاستراتيجية في هذا القطاع.
مصادر متجددة تحافظ على البيئة
وقال الدكتور يحيى بن عبيد الشامسي عميد كلية الهندسة والتكنولوجيا بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية: إن الطاقة الخضراء وتسمى كذلك بالطاقة المتجددة هي الطاقة التي يتم الحصول عليها من مصادر متجددة أكثر محافظة على البيئة، ولا تصدر انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. ويتم إنتاج الطاقة الخضراء من مصادر طبيعية أبرزها ضوء الشمس والرياح والأمطار والمد والجزر والنباتات والطحالب، وتتسم بأنها تتجدد بشكل طبيعي، وتأثيرها على البيئة منخفض جدا مقارنة بالوقود الأحفوري، الذي ينتج عند استخدامه غازات وملوثات ذات ضرر على البيئة والمناخ.
ويمكن للطاقة الخضراء أن تكون بديلًا للوقود الأحفوري في جميع مجالات الاستخدامات الرئيسية التي تتطلب مصدرًا للطاقة كتوليد الكهرباء وتبريد وتدفئة الأماكن والوقود للمركبات والقطارات، ومختلف أنواع المواصلات وغيرها من الاستخدامات، التي تتطلب استخدام الطاقة.
وأضاف: اتخذت العديد من دول العالم إجراءات لاعتماد الطاقة الخضراء التي تتناسب مع بيئتها وسخرت الإمكانات اللازمة للقيام بذلك، ومن ضمنها بناء مدن خضراء ذات أبنية خاصة، وفق أفضل المعايير العالمية الصديقة للبيئة، التي تتناسب مع واقعها المحلي والاقتصادي، بالإضافة إلى دعم المشروعات الصناعية التي تعتمد على الطاقة الخضراء، لذلك من غير المستبعد أن تتحول في السنوات القادمة كثير من الدول لسد حاجتها من الطاقة كاملة عبر الطاقة الخضراء، فقد أصبح أغلب مخططات الدول والرؤى المستقبلية التي تتبناها تتضمن مبادرات للانتقال من طاقة الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة الخضراء، لذلك أصبح ممكنًا اليوم الحديث عن سوق الطاقة المتجددة، التي سوف تكون مشروعاتها رائدة في المستقبل القريب، بسبب الحاجة الماسّة للتقليل من تلوث البيئة، والأضرار الناجمة عنها.
وقال: من هذا المنطلق جاء توجه سلطنة عمان للطاقة الخضراء لتوفير جزء من استهلاكها للطاقة من هذا المصدر في ظل الطلب المتزايد على الطاقة، الناتج عن تسارع عجلة التنمية والبناء فقد حبا الله سلطنة عمان بالعديد من مصادر الطاقة الخضراء، التي قد لا تتوفر عند الكثير من الدول، لذلك فإن الاعتماد على الطاقة الخضراء سوف يوفر مصادر لا محدودة من الطاقة لسلطنة عُمان، كذلك يقدم طاقة نظيفة تعمل على تخفيض انبعاث الكربون في الغلاف الجوي، مما يساعد على الوصول إلى الحياد الصفري للكربون عام 2050، الذي أعلن عنه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد - حفظه الله.
مشروعات الطاقة المتجددة
وأكدت سمية بنت ناصر الرواحية الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الكون الأخضر للطاقة المستدامة على أهمية المواصلة في بناء محطات الطاقة المتجددة أو النظيفة، لأن الوقود الأحفوري مورد محدود يستغرق تطويره ملايين السنين، ويتقلص باستمرار، وله تأثير كبير على الطبيعة والمناخ، وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري بسبب الطاقة غير المتجددة، والمخلفات الناتجة عنها مثل ثاني أكسيد الكربون.
وأضافت: إن الطاقة الخضراء لها فوائد عدة وأهم ما يميز الطاقة الخضراء بأنها متجددة ومتوفرة باستمرار وهي غير مضرة بالبيئة ونظيفة وسهلة الاستخراج والمصادر متوفرة مجانا فقط علينا استخدام التقنيات الحديثة لتحويلها إلى طاقة.
وتسعى «رؤية عمان 2040» إلى أن تسهم مشروعات الطاقة المتجددة، في إنتاج ما يقرب من 30% من إجمالي توليد الكهرباء في سلطنة عمان عام 2030، ما يعني إنتاج 2560 ميجا واط، وكما تعلمون هناك توجهات سامية لموعد تحقيق سلطنة عمان للحياد الكربوني الصفري عام 2050م، وإنشاء مركز عُمان للاستدامة، ويأتي ذلك مواكبة للتحولات العالمية نحو الحد من انبعاثات الكربون، وعليه قامت سلطنة عمان بإيجاد بيئة مناسبة للاستثمار في الطاقة المتجددة مع وجود موقع جغرافي يتناسب مع مختلف أنواع الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والحرارة الأرضية وغيرها.
ومع ارتفاع استهلاك الكهرباء ورفع الدعم التدريجي بات من المجدي الاستثمار في الطاقة المتجددة على المستوى الاستثماري الكبير للمؤسسات وكذلك المشروعات الشخصية، حيث تصل معظم جدوى الاستثمار برجوع الاستثمار إلى ما يزيد عن 8 سنوات مما يعزز الفرص الاستثمارية رغم التكاليف العالية الأولية.
وأضافت الرواحية: قمنا على المستوى الشخصي بمشروعات مساوية لمشروعات مؤسسات كبرى، وهذا يدل على أن الاستثمار في الطاقة المتجددة مجدٍ بالنسبة للمؤسسات والمستوى الشخصي.
وتسعى سلطنة عمان لأن تكون مركزًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين عبر هايدروم، اعتمادا على وجود المقومات الرئيسية لإنتاجه والمتمثلة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأراضي الممتدة والكوادر البشرية.
وهنا يأتي دور شركات الطاقة المتجددة وشركات الاستثمار الأخرى في الاستثمار من خلال المشاركة في المناقصات المطروحة، حيث تم تخصيص الدفعة الأولى من الأراضي المخصصة لمشروعات الهيدروجين في المناطق الاقتصادية، وفي الوقت نفسه تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية التي تمثل أغلبها شركات الطاقة المتجددة في عمان ورفع الـICV.
وأردفت قائلة: إن دور المستثمرين والمقاولين في الطاقة النظيفة في البداية تقديم استشارة للمستفيد، ومنها دراسة جدوى الطاقة الشمسية فريدة من نوعها في حال كان من كبار المستهلكين، ومنها نوفر الفرق ما بين أسعار الفواتير قبل وبعد نظام الطاقة الشمسية، والفترة المتوقعة لاسترجاع مبلغ المستثمر، وطبعا حساب كميات مكافئ ثنائي أكسيد الكربون التي سيتم تقليلها. طبعًا هذه المعلومات نعطيها للمستفيد دقيقة جدا من الناحية المالية وسنوات إرجاع الاستثمار وأيضًا إنتاجية المنظومة.
كذلك محاولة تقديم أفضل حلول تصميم طاقة شمسية وبقيمة اقتصادية والوقت نفسه جودة ونظام فعال ينتج طاقة خضراء لمدة لا تقل عن 25 سنة، وزيادة الـICV في سلطنة عمان وتمكين الشباب العماني في مجال الطاقة الخضراء، كما يعمل المقاولون بجلب المستثمرين للاستثمار في طاقة المتجددة وربطهم بالمستهلكين وإعطاء كل طرف ضمانات عبر تركيب منظومات بجودة عالية وكلفة مناسبة وصيانة المنظومات لإبقاء ديمومة المشروع وكفاءته لمدة طويله، ونشر ثقافة الطاقة المتجددة ابتداء من مستوى الأفراد إلى المستوى المؤسسي. وتثقيف المجتمع بمختلف أنواع الطاقة المتجددة، ومن ناحية أنظمة مرتبطة بالشبكة وغير مرتبطة بالشبكة.
جلسات المؤتمر
وتضمن المؤتمر الدولي للطاقة الخضراء الذي أقيم على مدى يومين جلستين نقاشيتين، حيث ناقشت الجلسة النقاشية الأولى (الاقتصاد الأخضر: التمكين والاستدامة)، واستعرض فيه المشاركون في الجلسة مسارات التحول في الطاقة وأهميتها في إزالة الكربون، وجهود سلطنة عمان في تطوير استراتيجية طموحة لتطوير اقتصاد الطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر، لما لها من مردود إيجابي في تنويع مصادر الطاقة وتحقيق التنويع الاقتصادي بالإضافة إلى التشريعات واللوائح المنظمة لها، فيما ناقشت الجلسة النقاشية الثانية (مستقبل الطاقة الخضراء: الفرص والتحديات) استعرض فيها المشاركون التحديات وفرص الاستثمار في الطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر وسبل تطوير إنتاجه، وتحديات الشركات العاملة في هذا المجال ووضع الحلول للتغلب على المعوقات.
د. سعيد الربيعي: سلطنة عُمان قطعت شوطا متميزا في الاستثمار بالطاقتين المتجددة والخضراء ولديها خطط ومشروعات كبيرة
د. يحيى الشامسي: هنالك مدن خضراء ذات أبنية خاصة وفق أفضل المعايير العالمية الصديقة للبيئة
سمية الرواحية: سعي لإنتاج 30% من الكهرباء بالطاقة المتجددة عام 2030
أكد عدد من المختصين والمشاركين في المؤتمر الدولي للطاقة الخضراء، الذي نُظم في ولاية صلالة على مدى يومين أهمية احتضان البحوث العلمية والمشروعات الطلابية التي تسهم في تعزيز الطاقة المتجددة والنظيفة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، بالإضافة إلى المساهمة في التوسع بالمشروعات التي تعنى بالاقتصاد الأخضر، وفتح أبواب الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي، الذي يعد مجالًا اقتصاديًا واعدًا لتحقيق النمو. وأضاف المشاركون: إن عجلة التحول من مصادر الطاقة الأحفورية إلى مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها أصبح أمرًا ضروريًا وملحًا؛ لأن الطاقة الأحفورية غير مستمرة وتخضع للعديد من العمليات المعقدة، كما أن دول العالم تتجه للطاقة المستدامة والنظيفة لخفض الانبعاثات الكربونية.
كما عبّر عدد من المختصين في مجال الطاقة الخضراء لـ«عمان الاقتصادي»: حول أهمية دور موانئ سلطنة عُمان في نمو الاقتصاد الأخضر عالميا، فكثير من الدول المستوردة للطاقة النظيفة تراهن على أن موانئ السلطنة يمكنها أن تلعب دورًا أكبر في إيجاد أنظمة بيئية تقلل من الانبعاثات الضارة.
التوسع في مشروعات قطاع الاقتصاد الأخضر
وقالت الدكتورة سوسن بنت سعيد الريامية مديرة مركز عُمان للهيدروجين من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في سلطنة عمان: إن سلطنة عمان تمضي قدمًا نحو التوسع في مشروعات قطاع الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة، الذي يعد مجالًا اقتصاديًا واعدًا لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، حيث اتخذت الحكومة خطوات جادة لتمكين العمل في هذا المجال خلال السنوات الثلاث الماضية، وشهدت الاستثمارات في هذا القطاع زيادة ملموسة.
وأضافت: أما على صعيد البحث والتطوير فإن الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في سلطنة عمان قامت بافتتاح مركز عمان للهيدروجين في عام 2019، وهو أول مركز أبحاث من نوعه في عُمان ويدعم البلاد في تسريع انتقالها إلى الطاقة المتجددة، حيث تتوافق أنشطة ومستقبل المركز مع «رؤية عمان 2040». كما أن المركز يهدف إلى لعب دور رئيسي في المساهمة البنّاءة في دعم عجلة التحول من مصادر الطاقة الأحفورية إلى مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مع الهيدروجين الأخضر كحامل للطاقة والمواد الأساسية الصناعية النظيفة لاقتصاد المستقبل، بالإضافة إلى ذلك يعمل على تطوير الكفاءات ليس فقط في الجانب الفني بل في مجال الاقتصاد القائم على الهيدروجين بالتعاون مع الأطراف المحلية والدولية ومواءمة الأنشطة بين الصناعة والأكاديميين والحكومة والمجتمع.
وأشارت الريامية إلى أنه مما يجدر بنا أخذه بعين الاعتبار دور الموانئ في نمو الاقتصاد الأخضر عالميا، فكثير من الدول المستوردة للطاقة النظيفة تراهن على موانئ سلطنة عمان، وإمكانية أن تلعب دورًا أكبر بكثير من مجرد محاور لوجستية للطاقة منخفضة الانبعاثات، وأن تصبح بالفعل أنظمة بيئية، لبدء تطوير اقتصاد الهيدروجين، وإيجاد العديد من فرص العمل.
وقالت: إن مجموعة أسياد قامت مؤخرا بتدشين تقرير عن إمكانات موانئ عمان في رفد اقتصاد الهيدروجين الأخضر، بالتعاون مع مركز عمان للهيدروجين، حيث يتضمن التقرير عدة محاور جوهرية تبين العوامل الممكنة لسلطنة عمان، لتكون رائدا عالميا في مجال الاقتصاد الأخضر للهيدروجين، وكيفية الاستفادة من الموقع الجغرافي والجيوسياسي الفريد لها، لتصبح ليس فقط منتجًا إقليميًا عالميًا بل منتجا عالميا رئيسيا ومصدرا رئيسيا ومركزا للتزود بالوقود.
كما يمكن لسلطنة عمان اغتنام عدة فرص للتوجه للحياد الصفري الكربوني في قطاع الشحن والنقل البحري، وتأكيدا على استراتيجية سلطنة عمان للتحول للاقتصاد الأخضر، فإن السلطنة تطمح لجعل الموانئ العمانية مركزًا لتصدير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته وإبراز القدرات التنافسية للموانئ والخدمات اللوجستية في سلاسل التوريد العالمية في بناء اقتصاد الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان.
توجه استراتيجي لتعزيز الطاقة الخضراء
وحول المؤتمر، قال سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية: إن المؤتمر الدولي للطاقة الخضراء حدث مهم ويلقى اهتماما كبيرا على الصعيد الدولي، وهو توجه استراتيجي في تعزيز الطاقة الخضراء في سلطنة عمان، وأن السلطنة قطعت شوطا متميزا في الاستثمار بالطاقة المتجددة والطاقة الخضراء ولديها خطط ومشروعات كبيرة في السياق ذاته.
وأضاف سعادته: تستطلع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية من خلال عقد المؤتمر والملتقيات والحوارات العلمية إيجاد أرضية صلبة وقاعدة واسعة ليكون لها دور في هذا الجانب، بحكم ما تملكه من مقومات وكفاءات علمية وبحثية قادرة على المشاركة بفعالية في الطاقة الخضراء من خلال تقديم البحوث والتجارب العلمية، وتبني المشروعات الطلابية، ومن هذا المنطلق كان هناك معرض للشركات المحلية والعالمية المختصة في الطاقة الخضراء، ومشاركة مشروعات طلابية من الجامعة في هذا المجال، وهذا يقدم أنموذجًا جيدًا لمقدرة طلاب الجامعة في الإبداع والمساهمة في الابتكار، وتبني برامج ومشروعات قابلة للتنفيذ، وإلى جانب ذلك هناك مشاركة قيمة من الأكاديميين، والباحثين من منتسبي الجامعة بتقديم بحوث نوعية تعطي دلالة على قدرة هذه الجامعة على المساهمة بفعالية في هذا المجال.
وأوضح سعادته قائلا: انطلاقا من الأهداف والغايات التي رسمت لهذا المؤتمر، والنتائج الطيبة والمثمرة التي حققها، هناك نتائج مرجوة من المؤتمر منها: المشاركة الواسعة بالأبحاث العلمية من داخل سلطنة عمان، وخارجها، بالإضافة إلى المشاركة الكبيرة للشركات المتخصصة في المجالات العاملة في سلطنة عمان، وبعض الشركات العالمية المعروفة في هذا المجال، كما أن هناك أهمية لوجود ومشاركة علماء وباحثين من عدد من الدول والجامعات، بالإضافة إلى تمكين الجامعة من بناء شراكات علمية وبحثية وتدريسية وتبادل المعارف والخبرات مع عدد من الجامعات غير العمانية، والشركات المحلية والعالمية.
وأضاف سعادته: إن أهم ما يميز المؤتمر لقاء الأطراف من أصحاب العلاقة تحت سقف واحد لإتاحة الحوار والنقاش الذي أفضى إلى توافقات حول مسائل محكمة متعلقة بالطاقة الخضراء، ومستقبلها، وأهمية تكامل الأدوار بين القطاعات المختلفة، ومنها القطاع الأكاديمي والقطاع الصناعي وكذلك القطاعات الحكومية.
وقال سعادة الدكتور رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية: إن المكاسب وغيرها الكثير إلى جانب التوصيات العديدة التي خرج بها المؤتمر تعطي دلالة على نجاح المؤتمر على المستويين المؤسسي والوطني كذلك، وعلينا أن ندرك أن موضوع الطاقة الخضراء سيظل حديثا متجددا قي السنوات القادمة، وهناك متغيرات عالمية قادمة، وتقنيات حديثة تتطور باستمرار في هذا الشأن، وتحتاج إلى نقل المعرفة وتوطينها وتوسيع الاستثمار في مختلف أنواع الطاقة المتجددة، وصولًا إلى مصاف الدول المتقدمة في هذا القطاع الحيوي، ألا وهو قطاع الطاقة وبما يتناسب مع التطورات العالمية وتوجهات سلطنة عمان الاستراتيجية في هذا القطاع.
مصادر متجددة تحافظ على البيئة
وقال الدكتور يحيى بن عبيد الشامسي عميد كلية الهندسة والتكنولوجيا بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية: إن الطاقة الخضراء وتسمى كذلك بالطاقة المتجددة هي الطاقة التي يتم الحصول عليها من مصادر متجددة أكثر محافظة على البيئة، ولا تصدر انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. ويتم إنتاج الطاقة الخضراء من مصادر طبيعية أبرزها ضوء الشمس والرياح والأمطار والمد والجزر والنباتات والطحالب، وتتسم بأنها تتجدد بشكل طبيعي، وتأثيرها على البيئة منخفض جدا مقارنة بالوقود الأحفوري، الذي ينتج عند استخدامه غازات وملوثات ذات ضرر على البيئة والمناخ.
ويمكن للطاقة الخضراء أن تكون بديلًا للوقود الأحفوري في جميع مجالات الاستخدامات الرئيسية التي تتطلب مصدرًا للطاقة كتوليد الكهرباء وتبريد وتدفئة الأماكن والوقود للمركبات والقطارات، ومختلف أنواع المواصلات وغيرها من الاستخدامات، التي تتطلب استخدام الطاقة.
وأضاف: اتخذت العديد من دول العالم إجراءات لاعتماد الطاقة الخضراء التي تتناسب مع بيئتها وسخرت الإمكانات اللازمة للقيام بذلك، ومن ضمنها بناء مدن خضراء ذات أبنية خاصة، وفق أفضل المعايير العالمية الصديقة للبيئة، التي تتناسب مع واقعها المحلي والاقتصادي، بالإضافة إلى دعم المشروعات الصناعية التي تعتمد على الطاقة الخضراء، لذلك من غير المستبعد أن تتحول في السنوات القادمة كثير من الدول لسد حاجتها من الطاقة كاملة عبر الطاقة الخضراء، فقد أصبح أغلب مخططات الدول والرؤى المستقبلية التي تتبناها تتضمن مبادرات للانتقال من طاقة الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة الخضراء، لذلك أصبح ممكنًا اليوم الحديث عن سوق الطاقة المتجددة، التي سوف تكون مشروعاتها رائدة في المستقبل القريب، بسبب الحاجة الماسّة للتقليل من تلوث البيئة، والأضرار الناجمة عنها.
وقال: من هذا المنطلق جاء توجه سلطنة عمان للطاقة الخضراء لتوفير جزء من استهلاكها للطاقة من هذا المصدر في ظل الطلب المتزايد على الطاقة، الناتج عن تسارع عجلة التنمية والبناء فقد حبا الله سلطنة عمان بالعديد من مصادر الطاقة الخضراء، التي قد لا تتوفر عند الكثير من الدول، لذلك فإن الاعتماد على الطاقة الخضراء سوف يوفر مصادر لا محدودة من الطاقة لسلطنة عُمان، كذلك يقدم طاقة نظيفة تعمل على تخفيض انبعاث الكربون في الغلاف الجوي، مما يساعد على الوصول إلى الحياد الصفري للكربون عام 2050، الذي أعلن عنه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد - حفظه الله.
مشروعات الطاقة المتجددة
وأكدت سمية بنت ناصر الرواحية الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الكون الأخضر للطاقة المستدامة على أهمية المواصلة في بناء محطات الطاقة المتجددة أو النظيفة، لأن الوقود الأحفوري مورد محدود يستغرق تطويره ملايين السنين، ويتقلص باستمرار، وله تأثير كبير على الطبيعة والمناخ، وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري بسبب الطاقة غير المتجددة، والمخلفات الناتجة عنها مثل ثاني أكسيد الكربون.
وأضافت: إن الطاقة الخضراء لها فوائد عدة وأهم ما يميز الطاقة الخضراء بأنها متجددة ومتوفرة باستمرار وهي غير مضرة بالبيئة ونظيفة وسهلة الاستخراج والمصادر متوفرة مجانا فقط علينا استخدام التقنيات الحديثة لتحويلها إلى طاقة.
وتسعى «رؤية عمان 2040» إلى أن تسهم مشروعات الطاقة المتجددة، في إنتاج ما يقرب من 30% من إجمالي توليد الكهرباء في سلطنة عمان عام 2030، ما يعني إنتاج 2560 ميجا واط، وكما تعلمون هناك توجهات سامية لموعد تحقيق سلطنة عمان للحياد الكربوني الصفري عام 2050م، وإنشاء مركز عُمان للاستدامة، ويأتي ذلك مواكبة للتحولات العالمية نحو الحد من انبعاثات الكربون، وعليه قامت سلطنة عمان بإيجاد بيئة مناسبة للاستثمار في الطاقة المتجددة مع وجود موقع جغرافي يتناسب مع مختلف أنواع الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والحرارة الأرضية وغيرها.
ومع ارتفاع استهلاك الكهرباء ورفع الدعم التدريجي بات من المجدي الاستثمار في الطاقة المتجددة على المستوى الاستثماري الكبير للمؤسسات وكذلك المشروعات الشخصية، حيث تصل معظم جدوى الاستثمار برجوع الاستثمار إلى ما يزيد عن 8 سنوات مما يعزز الفرص الاستثمارية رغم التكاليف العالية الأولية.
وأضافت الرواحية: قمنا على المستوى الشخصي بمشروعات مساوية لمشروعات مؤسسات كبرى، وهذا يدل على أن الاستثمار في الطاقة المتجددة مجدٍ بالنسبة للمؤسسات والمستوى الشخصي.
وتسعى سلطنة عمان لأن تكون مركزًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين عبر هايدروم، اعتمادا على وجود المقومات الرئيسية لإنتاجه والمتمثلة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأراضي الممتدة والكوادر البشرية.
وهنا يأتي دور شركات الطاقة المتجددة وشركات الاستثمار الأخرى في الاستثمار من خلال المشاركة في المناقصات المطروحة، حيث تم تخصيص الدفعة الأولى من الأراضي المخصصة لمشروعات الهيدروجين في المناطق الاقتصادية، وفي الوقت نفسه تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية التي تمثل أغلبها شركات الطاقة المتجددة في عمان ورفع الـICV.
وأردفت قائلة: إن دور المستثمرين والمقاولين في الطاقة النظيفة في البداية تقديم استشارة للمستفيد، ومنها دراسة جدوى الطاقة الشمسية فريدة من نوعها في حال كان من كبار المستهلكين، ومنها نوفر الفرق ما بين أسعار الفواتير قبل وبعد نظام الطاقة الشمسية، والفترة المتوقعة لاسترجاع مبلغ المستثمر، وطبعا حساب كميات مكافئ ثنائي أكسيد الكربون التي سيتم تقليلها. طبعًا هذه المعلومات نعطيها للمستفيد دقيقة جدا من الناحية المالية وسنوات إرجاع الاستثمار وأيضًا إنتاجية المنظومة.
كذلك محاولة تقديم أفضل حلول تصميم طاقة شمسية وبقيمة اقتصادية والوقت نفسه جودة ونظام فعال ينتج طاقة خضراء لمدة لا تقل عن 25 سنة، وزيادة الـICV في سلطنة عمان وتمكين الشباب العماني في مجال الطاقة الخضراء، كما يعمل المقاولون بجلب المستثمرين للاستثمار في طاقة المتجددة وربطهم بالمستهلكين وإعطاء كل طرف ضمانات عبر تركيب منظومات بجودة عالية وكلفة مناسبة وصيانة المنظومات لإبقاء ديمومة المشروع وكفاءته لمدة طويله، ونشر ثقافة الطاقة المتجددة ابتداء من مستوى الأفراد إلى المستوى المؤسسي. وتثقيف المجتمع بمختلف أنواع الطاقة المتجددة، ومن ناحية أنظمة مرتبطة بالشبكة وغير مرتبطة بالشبكة.
جلسات المؤتمر
وتضمن المؤتمر الدولي للطاقة الخضراء الذي أقيم على مدى يومين جلستين نقاشيتين، حيث ناقشت الجلسة النقاشية الأولى (الاقتصاد الأخضر: التمكين والاستدامة)، واستعرض فيه المشاركون في الجلسة مسارات التحول في الطاقة وأهميتها في إزالة الكربون، وجهود سلطنة عمان في تطوير استراتيجية طموحة لتطوير اقتصاد الطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر، لما لها من مردود إيجابي في تنويع مصادر الطاقة وتحقيق التنويع الاقتصادي بالإضافة إلى التشريعات واللوائح المنظمة لها، فيما ناقشت الجلسة النقاشية الثانية (مستقبل الطاقة الخضراء: الفرص والتحديات) استعرض فيها المشاركون التحديات وفرص الاستثمار في الطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر وسبل تطوير إنتاجه، وتحديات الشركات العاملة في هذا المجال ووضع الحلول للتغلب على المعوقات.