وقفة إنسانية.. لرفع الحصار عن سوريا
الاثنين / 21 / رجب / 1444 هـ - 20:26 - الاثنين 13 فبراير 2023 20:26
الإنسانية.. كلٌ لا يتجزأ، ولا يجوز أن ننظر إلى البشر في فجائعهم بحسب أديانهم أو أعراقهم أو أنظمتهم السياسية. ومن يفعل ذلك؛ فعليه أن يراجع إنسانيته ودينه، فما من دين حق إلا وأتى رحمة للناس كافة، يأتي إليهم عبر منظومة أخلاقية شاملة. فلا يمكن أن نعدل في قضية ونظلم في أخرى، فهذا من الهوى؛ وإليه يشير الله: (فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا) «النساء:135». ولا يجوز أن تتحيّز ضد أحد، حتى وإن كان بينك وبينه عداوة: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) «المائدة:8». إن هذا التأسيس الإلهي للأخلاق هو ما ينبغي أن يسود بين البشر.
ولأن الكوارث تحكمها سنن صارمة؛ لا تفرّق بين المخلوقات، ولا تمايز بين الناس، فالتعامل مع المنكوبين يجب أن يكون بميزان العدل، وأن تحكمه الرحمة، فالله.. رحيم بعباده كافة، ولذلك؛ جعل نواميس الكون رحمة بالخلق كلهم: (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) «القصص:73». فكما أن الله خلق الوجود كله، وحفّه برحمته؛ فعلى الإنسان.. أن يتعامل مع ما يتولد من هذه النواميس من سرّاء أو ضرّاء، بميزان القسط.
فجر 6/ 2/ 2023م.. استيقظ العالم على كارثة من أشد الكوارث الطبيعية، وهي وقوع زلزال في جنوب تركيا بدرجة 7.8 ريختر، امتدت آثاره إلى الشمال السوري، مخلفًا حتى الآن أكثر من 35 ألف قتيل، وعشرات الآلاف من الجرحى، وملايين المتضررين، وانهيارا في البنية الأساسية؛ من البيوت والمؤسسات والطرق. وما ميّز هذا الزلزال أنه منذ لحظته الأولى وقع تحت بصر العالم، فقد جرى نقل تفاصيل دقيقة من قلب الحدث، بتقنية البث المباشر، التي أصبحت بمتناول الجميع؛ غنيهم وفقيرهم، كبيرهم وطفلهم. بل شاهدنا مقاطع لمحصورين تحت الركام، وهم يطلبون الإغاثة، ولا يدرون هل ستتمكن أنظمة الإغاثة من انتشالهم من شبح الموت أو لا تتمكن. ورغم القلق الذي يعتصر قلوب ذوي المصابين، بل ويدمع عيون المتابعين من أرجاء العالم، فإن مواقع التواصل الاجتماعي، تثبت يوميا؛ أن نفعها للناس يزداد، مع عدم إغفال ما قد ينتج عنها من أعراض جانبية، نرجو بمرِّ الزمن أن يتزن التعامل معها.
من النتائج الإيجابية للتقنية الرقمية؛ أنها جعلت العالم يسارع في إنقاذ المصابين، فقد أصبحت الحكومات لا مناص لها من الاستجابة بمد يد العون للمناطق المنكوبة، وإلا عرضت نفسها إلى المساءلة من قِبَل شعوبها، قبل لومها من الدول الأخرى. فتداعت الأمم؛ فرادى وجماعات ومؤسسات حكومية وأهلية، بإغاثة المنكوبين، كل أحد بما يستطيع، بإرسال آليات رفع الأنقاض، وأجهزة الإنقاذ، والبيوت والمستشفيات المتنقلة، ولوازم العلاج والأدوية والأغذية، ومؤن الإيواء، والفرش واللحف والملابس الثقيلة؛ ليخفف عن الناجين والمشردين زمهرير الشتاء، ونحوها من ضرورات الحياة، كما تجاوب الناس بالتبرع العيني والمالي. ورغم أن المعاناة حتى كتابة هذه الأسطر قائمة، إلا أن التحرك الدولي والشعبي خفف كثيرا من أوجاع الأتراك والسوريين، وكان مؤازرا نفسيا لهم، وعلى الناس ألا يقطعوا عنهم ما تجود به أيديهم، رجاء أن ينفع الله بذلك المصابين؛ فيحيوا أنفسا قد تكون على حافة الهلاك.
وإن كان للتقنية الرقمية جوانب إيجابية؛ فعلينا ألا نغفل عن جوانبها السلبية، فهناك ما بثه بعض الناس من مشاهد مؤلمة؛ تزيد قلق المصابين وذويهم، وربما نشروا أخبارا وصورا تتنافى مع حقوق الإنسان، ولو كان الوضع طبيعيا لربما قاضاهم المتأثر عليها. ومن ذلك؛ تحول التقنية إلى حروب باردة، يتهم كل طرف الآخر بأنه استغل الكارثة لصالحه، على حساب المنكوبين. وليس هنا مقام تبرئة أو إدانة، ولكن على الجميع أن يسهم برفع الضرر عن المصابين بما يستطيع، ويؤجل خلافاته، إن لم يستطع نسيانها، وإن كنت أرجو الاستفادة من هذه الظروف؛ بأن تستمر الأطراف المتنازعة في رأب صدع ما جرى بينها.
هذا التعامل السلبي مع الحدث.. يجرنا للحديث أيضا عن الاستغلال الديني للكوارث، حيث ينصّب البعض نفسه متحدثا عن الله، فيوزع أحكامه على الخَلق، فمَن خالفه في معتقده اعتبر نزول الكارثة عليه عذابا من الله لردعه عن المعاصي، وأما مَن وافقه في المعتقد؛ فالكارثة ابتلاء؛ ليطهره الله، وليزداد قربا منه. وهذه الأحكام المنحازة.. تؤثر على متلقيها، فيمتنع بعضهم عن القيام بواجبه في المساعدة، مع أنه لا يعلم المسيء منهم من المصلح. كما أنها تديم التعصب بين الناس، وتوغر نفوسهم، وتجعل ردود فعلهم سيئة، تجاه بعضهم البعض. ولو أن صاحب الحق -كما يرى نفسه- لم يتألَ على الله فيحكم على الناس من دون علم، وإنما أوكل أمرهم إلى الله، وسارع هو إلى إغاثتهم، لطبع على نفوسهم أثرا جميلا، ولربما أصبحوا أصدقاء له، مدافعين عن حقوقه، وهذا من الدفع بالتي هي أحسن: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) «فصلت:34».
ولا يقل الموقف السياسي خطورة عن الحكم الديني، وأقصد الموقف الغربي تجاه سوريا، الذي فرض عليها «قانون قيصر»، وهو قانون أقره مجلس النواب الأمريكي عام 2016م، وينص على معاقبة كل من يقدم الدعم للنظام السوري، مما انعكس سلبا على سوريا. وهذا قانون مجحف في حق الشعب السوري، الذي تعرض لحرب سبُعيّة، سقط تحت حوافرها آلاف السوريين؛ بين قتلى وجرحى ومشردين ومكلومين. ولم تنتهِ الحرب حتى عاجلهم الغرب بالحصار والتجويع. بل في هذه الكارثة الطبيعية كان وقوفه مخجلا مع الشعب السوري، مقارنة بما يقدمه لأوكرانيا في حربها مع الروس، الغرب ذاته الذي يثير الحروب في العالم. لا أنكر أن في الغرب حضارة عريقة، وبه مدنية متقدمة، فالعدل.. الذي ننادي به؛ يفرض علينا الاعتراف بما له من فضل على العالم، بيد أنه أقام ذلك من ثروات الشرق، وبجماجم مستضعفيه، فكان تمدده الاستعماري جرائم إبادة لمن أراد أن يحمي بلاده من سفن قرصنتهم، والتي لم تقتصر على نهب الثروات، بل تعدته إلى سَوْق الناس عبيدا لمزارعهم ومصانعهم ومنازلهم، وجنودا في جيوشهم الجرارة. ولا أذهب بعيدا.. فمَن فجر القنابل الذرية في هيروشيما ونجازاكي؟ ومَن شن حرب إبادة في فيتنام؟ ومَن عمل على تدمير أفغانستان طيلة أربعين سنة؟ ومَن دمر العراق وغزاه بكذبة عمياء؛ تدّعي امتلاكه أسلحة الدمار الشامل؟ مَن فعل كل ذلك؛ هو مَن يحاصر سوريا وشعبها.
لقد حان للشعب السوري أن يعيش كغيره من الشعوب؛ حرا عزيزا، يدير شأنه بنفسه، دون أن تتسلط عليه قوى الاستكبار، وعلى النظام الدولي أن يمنع كل جهة من مس الحق السوري بسوء، لا أن يقع هو تحت هيمنة الأنظمة الغربية. وإن كانت هناك تصفية حسابات بين الدول؛ فينبغي أن تكون بعيدةً عن المساس بالشعوب. وأن يعمل النظام الدولي على تحقيق الكرامة لكل شعوب العالم، وألا يكيل بمكيالين، وفي مقدمة ذلك رفع الحصار عن سوريا، وألا يكون ذلك مقتصرا على إيصال المعونات أثناء كارثة الزلزال، فإن دوام الحصار على السوريين أشد وطئا من الكارثة نفسها. إن الطريق الذي يوصل الحق إلى الشعب السوري هو تخليصه من هيمنة الصراعات السياسية التي لا دخل له بها.
ختاما.. أذكّر بأن الكارثة أصابت تركيا أكثر مما أصابت سوريا، وعلى الشعوب ألا تتوانى عن تقديم معونتها للبلدين، وللحق والتاريخ.. فإن البلدان العربية والإسلامية؛ وفي مقدمتها دول الخليج، قامت بالواجب تجاه الشعبين التركي والسوري معا.
ولأن الكوارث تحكمها سنن صارمة؛ لا تفرّق بين المخلوقات، ولا تمايز بين الناس، فالتعامل مع المنكوبين يجب أن يكون بميزان العدل، وأن تحكمه الرحمة، فالله.. رحيم بعباده كافة، ولذلك؛ جعل نواميس الكون رحمة بالخلق كلهم: (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) «القصص:73». فكما أن الله خلق الوجود كله، وحفّه برحمته؛ فعلى الإنسان.. أن يتعامل مع ما يتولد من هذه النواميس من سرّاء أو ضرّاء، بميزان القسط.
فجر 6/ 2/ 2023م.. استيقظ العالم على كارثة من أشد الكوارث الطبيعية، وهي وقوع زلزال في جنوب تركيا بدرجة 7.8 ريختر، امتدت آثاره إلى الشمال السوري، مخلفًا حتى الآن أكثر من 35 ألف قتيل، وعشرات الآلاف من الجرحى، وملايين المتضررين، وانهيارا في البنية الأساسية؛ من البيوت والمؤسسات والطرق. وما ميّز هذا الزلزال أنه منذ لحظته الأولى وقع تحت بصر العالم، فقد جرى نقل تفاصيل دقيقة من قلب الحدث، بتقنية البث المباشر، التي أصبحت بمتناول الجميع؛ غنيهم وفقيرهم، كبيرهم وطفلهم. بل شاهدنا مقاطع لمحصورين تحت الركام، وهم يطلبون الإغاثة، ولا يدرون هل ستتمكن أنظمة الإغاثة من انتشالهم من شبح الموت أو لا تتمكن. ورغم القلق الذي يعتصر قلوب ذوي المصابين، بل ويدمع عيون المتابعين من أرجاء العالم، فإن مواقع التواصل الاجتماعي، تثبت يوميا؛ أن نفعها للناس يزداد، مع عدم إغفال ما قد ينتج عنها من أعراض جانبية، نرجو بمرِّ الزمن أن يتزن التعامل معها.
من النتائج الإيجابية للتقنية الرقمية؛ أنها جعلت العالم يسارع في إنقاذ المصابين، فقد أصبحت الحكومات لا مناص لها من الاستجابة بمد يد العون للمناطق المنكوبة، وإلا عرضت نفسها إلى المساءلة من قِبَل شعوبها، قبل لومها من الدول الأخرى. فتداعت الأمم؛ فرادى وجماعات ومؤسسات حكومية وأهلية، بإغاثة المنكوبين، كل أحد بما يستطيع، بإرسال آليات رفع الأنقاض، وأجهزة الإنقاذ، والبيوت والمستشفيات المتنقلة، ولوازم العلاج والأدوية والأغذية، ومؤن الإيواء، والفرش واللحف والملابس الثقيلة؛ ليخفف عن الناجين والمشردين زمهرير الشتاء، ونحوها من ضرورات الحياة، كما تجاوب الناس بالتبرع العيني والمالي. ورغم أن المعاناة حتى كتابة هذه الأسطر قائمة، إلا أن التحرك الدولي والشعبي خفف كثيرا من أوجاع الأتراك والسوريين، وكان مؤازرا نفسيا لهم، وعلى الناس ألا يقطعوا عنهم ما تجود به أيديهم، رجاء أن ينفع الله بذلك المصابين؛ فيحيوا أنفسا قد تكون على حافة الهلاك.
وإن كان للتقنية الرقمية جوانب إيجابية؛ فعلينا ألا نغفل عن جوانبها السلبية، فهناك ما بثه بعض الناس من مشاهد مؤلمة؛ تزيد قلق المصابين وذويهم، وربما نشروا أخبارا وصورا تتنافى مع حقوق الإنسان، ولو كان الوضع طبيعيا لربما قاضاهم المتأثر عليها. ومن ذلك؛ تحول التقنية إلى حروب باردة، يتهم كل طرف الآخر بأنه استغل الكارثة لصالحه، على حساب المنكوبين. وليس هنا مقام تبرئة أو إدانة، ولكن على الجميع أن يسهم برفع الضرر عن المصابين بما يستطيع، ويؤجل خلافاته، إن لم يستطع نسيانها، وإن كنت أرجو الاستفادة من هذه الظروف؛ بأن تستمر الأطراف المتنازعة في رأب صدع ما جرى بينها.
هذا التعامل السلبي مع الحدث.. يجرنا للحديث أيضا عن الاستغلال الديني للكوارث، حيث ينصّب البعض نفسه متحدثا عن الله، فيوزع أحكامه على الخَلق، فمَن خالفه في معتقده اعتبر نزول الكارثة عليه عذابا من الله لردعه عن المعاصي، وأما مَن وافقه في المعتقد؛ فالكارثة ابتلاء؛ ليطهره الله، وليزداد قربا منه. وهذه الأحكام المنحازة.. تؤثر على متلقيها، فيمتنع بعضهم عن القيام بواجبه في المساعدة، مع أنه لا يعلم المسيء منهم من المصلح. كما أنها تديم التعصب بين الناس، وتوغر نفوسهم، وتجعل ردود فعلهم سيئة، تجاه بعضهم البعض. ولو أن صاحب الحق -كما يرى نفسه- لم يتألَ على الله فيحكم على الناس من دون علم، وإنما أوكل أمرهم إلى الله، وسارع هو إلى إغاثتهم، لطبع على نفوسهم أثرا جميلا، ولربما أصبحوا أصدقاء له، مدافعين عن حقوقه، وهذا من الدفع بالتي هي أحسن: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) «فصلت:34».
ولا يقل الموقف السياسي خطورة عن الحكم الديني، وأقصد الموقف الغربي تجاه سوريا، الذي فرض عليها «قانون قيصر»، وهو قانون أقره مجلس النواب الأمريكي عام 2016م، وينص على معاقبة كل من يقدم الدعم للنظام السوري، مما انعكس سلبا على سوريا. وهذا قانون مجحف في حق الشعب السوري، الذي تعرض لحرب سبُعيّة، سقط تحت حوافرها آلاف السوريين؛ بين قتلى وجرحى ومشردين ومكلومين. ولم تنتهِ الحرب حتى عاجلهم الغرب بالحصار والتجويع. بل في هذه الكارثة الطبيعية كان وقوفه مخجلا مع الشعب السوري، مقارنة بما يقدمه لأوكرانيا في حربها مع الروس، الغرب ذاته الذي يثير الحروب في العالم. لا أنكر أن في الغرب حضارة عريقة، وبه مدنية متقدمة، فالعدل.. الذي ننادي به؛ يفرض علينا الاعتراف بما له من فضل على العالم، بيد أنه أقام ذلك من ثروات الشرق، وبجماجم مستضعفيه، فكان تمدده الاستعماري جرائم إبادة لمن أراد أن يحمي بلاده من سفن قرصنتهم، والتي لم تقتصر على نهب الثروات، بل تعدته إلى سَوْق الناس عبيدا لمزارعهم ومصانعهم ومنازلهم، وجنودا في جيوشهم الجرارة. ولا أذهب بعيدا.. فمَن فجر القنابل الذرية في هيروشيما ونجازاكي؟ ومَن شن حرب إبادة في فيتنام؟ ومَن عمل على تدمير أفغانستان طيلة أربعين سنة؟ ومَن دمر العراق وغزاه بكذبة عمياء؛ تدّعي امتلاكه أسلحة الدمار الشامل؟ مَن فعل كل ذلك؛ هو مَن يحاصر سوريا وشعبها.
لقد حان للشعب السوري أن يعيش كغيره من الشعوب؛ حرا عزيزا، يدير شأنه بنفسه، دون أن تتسلط عليه قوى الاستكبار، وعلى النظام الدولي أن يمنع كل جهة من مس الحق السوري بسوء، لا أن يقع هو تحت هيمنة الأنظمة الغربية. وإن كانت هناك تصفية حسابات بين الدول؛ فينبغي أن تكون بعيدةً عن المساس بالشعوب. وأن يعمل النظام الدولي على تحقيق الكرامة لكل شعوب العالم، وألا يكيل بمكيالين، وفي مقدمة ذلك رفع الحصار عن سوريا، وألا يكون ذلك مقتصرا على إيصال المعونات أثناء كارثة الزلزال، فإن دوام الحصار على السوريين أشد وطئا من الكارثة نفسها. إن الطريق الذي يوصل الحق إلى الشعب السوري هو تخليصه من هيمنة الصراعات السياسية التي لا دخل له بها.
ختاما.. أذكّر بأن الكارثة أصابت تركيا أكثر مما أصابت سوريا، وعلى الشعوب ألا تتوانى عن تقديم معونتها للبلدين، وللحق والتاريخ.. فإن البلدان العربية والإسلامية؛ وفي مقدمتها دول الخليج، قامت بالواجب تجاه الشعبين التركي والسوري معا.