العرب والعالم

المواجهة بين موسكو والناتو تتصاعد وكييف تسعى للحصول على مزيد من الأسلحة مع اشتداد القتال في الشرق

معارك "شرسة" بين الأوكرانيين والروس في مدينة فوغليدار

 
عواصم "وكالات": صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم أن نتائج اجتماع حلف شمال الأطلسي(الناتو( في قاعدة رامشتاين الجوية، حيث تم البت في مسألة تزويد كييف بالأسلحة، يمثل دليلا آخر على "عدم مسؤولية الغرب الكاملة ورغبته في تصعيد الصراع".

وأضافت: "نتائج هذا الاجتماع تشهد، بشكل لا لبس فيه، على عدم مسؤولية الغرب، والرغبة في مزيد من تصعيد الصراع. إنهم لا يشعرون بالأسف على أي شخص على أراضي أوكرانيا. والآن من الواضح أنهم لا يشعرون بالأسف على مواطنيهم، لأن الدبابات لوحدها لا تسير"، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.

وحذرت زاخاروفا من أن "أولئك الذين سيذهبون ضمن هذه الكتائب، الألوية المصاحبة للدبابات، يجب أن يعرفوا المصير الذي أعدته حكوماتهم لهم". وفي وقت سابق، عُقد اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في قاعدة رامشتاين الجوية، بمشاركة وزراء دفاع نحو 50 دولة في الحدث، حيث ناقشوا حزمة أخرى من المساعدات العسكرية لأوكرانيا وإمدادات محتملة من الدبابات إلى كييف، وترأس الاجتماع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.

معركة فوغليدار

أعلنت كلّ من كييف وموسكو أن معركة "شرسة" تهزّ مدينة فوغليدار التي تحاول القوات الروسية دخولها في شرق أوكرانيا، فيما تؤكد أوكرانيا أن الروس "يبالغون" في وصف انتصاراتهم.

وأكّد رئيس إدارة الاحتلال الروسي في منطقة دونيتسك الأوكرانية دينيس بوشيلين ليلًا أنه "يتوقع وصول أنباء جيدة" من مدينة فوغليدار التي كان يسكن فيها نحو 15 ألف شخص قبل بدء الغزو.

وقال لوكالة "ريا نوفوستي" للأنباء "إن تطويق المدينة وتحريرها المقبل سيحلان بعض الأمور"، مؤكدًا أن الانتصار قد يسمح "بتغيير ميزان القوى على الجبهة" من خلال فتح الطريق أمام هجوم على بلدات بوكروفسك وكوراخوفي.

وقال مستشاره إيان غاجين الجمعة لوكالة تاس إن "معارك جدية وعنيفة" جارية وإن القوات الروسية "موجودة في الجنوب الشرقي وفي شرق المدينة".

ومن جهته، أكّد الناطق باسم الجيش الأوكراني في الشرق سيرغي تشيريفاتي حدوث "معارك شرسة" وإبعاد القوات الروسية.

وقال لقناة تلفزيونية "العدو يحاول بالفعل تحقيق النجاح في هذا القطاع لكنه لم يتمكن من ذلك بفضل جهود قوات الدفاع الأوكرانية".

وأضاف "إن العدو يبالغ في نجاحه ... أمام خسائره يتراجع".

مزيد من الأسلحة

قال مسؤولون أوكرانيون اليوم إن روسيا كثفت محاولاتها لاختراق الدفاعات الأوكرانية فشنت قتالا عنيفا في شرق البلاد مما يؤكد حاجة كييف إلى المزيد من الأسلحة الغربية.

وقال الجيش الأوكراني إن معارك ضارية استمرت بعد يوم من مقتل 11 شخصا على الأقل بالصواريخ والطائرات المسيرة الروسية فيما بدا أنه رد على تعهدات دول غربية بتزويد أوكرانيا بدبابات.

وبعدما مارس الحلفاء ضغوطا على مدى أسابيع، تعهدت ألمانيا والولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بعشرات الدبابات الحديثة لمساعدتها على صد القوات الروسية مما فتح الطريق أمام كندا وبولندا وفنلندا والنرويج ودول أخرى لتقديم تعهداتها الخاصة.

وتقدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالشكر للحلفاء على دعمهم لكنه جدد الدعوات لفرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو وأوضح أن بلاده بحاجة إلى المزيد من الأسلحة لدحر الغزاة في الحرب التي ستُتم عاما.

وذكر متحدث باسم خدمة الطوارئ الحكومية أن 11 شخصا قتلوا وأصيب 11 في الضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ التي امتدت إلى عدة مناطق وألحقت أضرارا بعشرات المباني.

وأفاد مسؤولون محليون اليوم بقصف عنيف في شمال وشمال شرق وشرق أوكرانيا، وهي المناطق كانت مسرحا لبعض من أعنف المعارك منذ الغزو الروسي في 24 فبراير شباط من العام الماضي.

وقال أوليه سينيهوبوف حاكم منطقة خاركيف الشمالية الشرقية "القتال العنيف مستمر على الخطوط الأمامية. رجال الدفاع لدينا يحافظون على مواقعهم بثبات ويكبدون العدو خسائر". ولم يتسن لرويترز التحقق من التقارير الواردة من ساحة المعركة.

التحقيق في الهجمات

قال أولسكندر موسيينكو رئيس مركز البحوث العسكرية والاستراتيجية في أوكرانيا إن روسيا ترسل مزيدا من التعزيزات لمنع تقدم أوكرانيا.

وذكر في تصريحات للتلفزيون الأوكراني "إنهم يرسلون في الغالب قوات من المشاة والمدفعية إلى المعركة أغلبها من المجندين لكنهم لا يتمتعون بمستوى الدعم بالمدفعية والدبابات الذي كان لديهم في 24 فبراير... لديهم موارد أقل. إنهم يعتمدون على التفوق العددي لقواتهم".

وأسفر الغزو الروسي عن مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين وتحويل مدن إلى ركام.

وظلت الخطوط الأمامية مؤمنة إلى حد كبير خلال الشهرين الماضيين في ظل محاولة روسيا كسب المزيد من الأراضي في الشرق بعد احتلالها لمعظم ما يعرف باسم منطقة دونباس وحماية ممر احتلته في جنوب أوكرانيا.

وقالت بريطانيا، في تحديث دوري لمعلومات المخابرات اليوم إن القوات الروسية ربما نفذت هجمات استكشافية بالقرب من أوريكيف في الجنوب الشرقي وفي فاهليدار في الشرق، لكن من غير المرجح أن تكون قد حققت "تقدما جوهريا".

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يشن الجانبان هجمات في الربيع.

وقال ميكولا سونهوروفسكي، مدير برامج الجيش في مركز أبحاث رازومكوف الأوكراني "أين ستحدث الضربة الرئيسية (الروسية)؟ في الوقت الحالي، ليس لدينا أي فكرة. الضربات لتحويل الانتباه ممكنة في جميع القطاعات، والضربات المكثفة تهدف إلى فتح ممر عبر أوكرانيا".

استهداف الطاقة

ردت روسيا في السابق على النجاحات الأوكرانية بضربات جوية مكثفة تركت الملايين بدون كهرباء أو تدفئة أو مياه.

وبدا أنها اتبعت هذا النهج أمس. وقال رئيس الوزراء دنيس شميهال إن الهجمات الروسية استهدفت محطات للطاقة.

ورأى الكرملين تعهد الغرب بتسليم دبابات دليلا على تزايد "المشاركة المباشرة" للولايات المتحدة وأوروبا في الحرب، وهو أمر ينفيه الطرفان.

وتعهد الحلفاء الغربيون بإرسال نحو 150 دبابة بينما قالت أوكرانيا إنها بحاجة إلى المئات لكسر الخطوط الدفاعية الروسية واستعادة الأراضي المحتلة في الجنوب والشرق. ومن المتوقع أن تشن كل من موسكو وكييف، اللتان تعتمدان على دبابات تعود للحقبة السوفيتية، هجمات برية جديدة في الربيع.

وقال مستشار لوزير الدفاع الأوكراني إنه بعد التعهد بتسليم الدبابات، تسعى بلاده الآن للحصول على طائرات مقاتلة غربية من الجيل الرابع مثل إف-16 الأمريكية.

وصنفت الولايات المتحدة الخميس رسميا مجموعة فاجنر، وهي مجموعة شبه عسكرية، منظمة إجرامية متعددة الجنسيات، وجمدت أصولها في الولايات المتحدة لدورها في مساعدة الجيش الروسي في أوكرانيا.

وقال مسؤول كبير في جزء تسيطر عليه روسيا من منطقة دونيتسك الأربعاء الماضي إن وحدات فاجنر تقدمت في بلدة باخموت. وأفاد مسؤول أوكراني كبير بتصاعد القتال في باخموت وفاهليدار.