رأي عُمان

طلاب الدبلوم .. ومستقبل عمان

 
يبدأ قرابة 58 ألف طالب وطالبة امتحانات الفصل الدراسي الأول لدبلوم التعليم العام، وهي امتحانات ليست عادية وإن عملت الطواقم التدريسية على تخفيف وقعها على الطلاب من أجل أن يخرجوا من تأثيرات التوتر والخوف التي عادة ما تصاحب أي امتحان يخوضه الإنسان، فكيف إن كان امتحانًا يحدد مستقبل هذا العدد الكبير من الطلاب.

وقد عملت وزارة التربية والتعليم على توفير كافة المتطلبات التي يمكن أن تجعل الامتحانات تمر دون تحديات طارئة، وإن حدثت فإنها جاهزة لتذليلها.. على أن أصعب التحديات التي قد تواجه الطالب خلال فترة الامتحانات وتكون متعلقة بالمدرسة أو بالبيئة الامتحانية هي صعوبة الورقة الامتحانية من عدمها، ووضوح الأسئلة ، أمّا بقية التحديات فإنها تأتي من مكان آخر وسياق مختلف بعيد عن المدرسة وإن كان مرتبطًا بها ارتباطًا أساسيًا.

تشير الخبرة المتراكمة فيما خص امتحانات الدبلوم العام، بشكل خاص، إلى أن المكان الأساسي الذي يستطيع أن يجعل الطالب يذهب إلى الاختبار وهو في قمة نشاطه وقدرته على الأداء الجيد هو البيت/«الأسرة»، فكلما استطاعت الأسرة توفير الأجواء الملائمة لطالب الدبلوم العام استطاع أن يؤدي أداء نتائجه باهرة، لكن هذه الأجواء لا تأتي ليلة الامتحان أبدًا، وإنما هي حصيلة تراكمية تبدأ منذ وقت مبكر حتى قبل بدء العام الدراسي.

وهذا الأمر بدأت الأسر العمانية تعيه بشكل جيد من سنوات عدة، لذلك يعرف أفراد المجتمع أن الأسرة التي فيها طالب في الصف الثاني عشر تعيش سنة طوارئ إلى أن ينهي الطالب امتحاناته في الفصل الدراسي الثاني وهذا انعكس بشكل إيجابي خلال السنوات الماضية حينما تظهر النتائج النهائية ويظهر عدد الطلاب الذين حصلوا على نسبة 99% ما يعني أن النتائج النهائية مرتفعة رغم أن شكوى صعوبة الامتحانات لا تنتهي.

لكن هذا لا يعني أن أيام الامتحانات التي تمتد لأكثر من 10 أيام تحتاج إلى عناية خاصة وإلى هدوء يساعد طلابنا على التركيز.

وتكمن أهمية كل هذا إلى أن هذا العدد الكبير من طلاب الدبلوم العام سيكونون بعد 8 أشهر من الآن طلابا في مختلف الجامعات العمانية ومبتعثين إلى مختلف جامعات العالم، وهم جزء أساسي من مستقبل هذا البلد الذي ينظر إلى شبابه باعتبارهم وقود المستقبل وصنّاعه، وكلما تزودوا بالعلم والمعرفة كانت مسارات المستقبل آمنة.