هوامش.. ومتون (وادي الخالدين) وشعبه الذي لا يمرض!
الأربعاء / 26 / جمادى الأولى / 1444 هـ - 19:17 - الأربعاء 21 ديسمبر 2022 19:17
قبل وقوع كتاب المصوّر الفوتوغرافي سيف بن ناصر الرواحي (هونزا، الشعب المعمّر الذي لا يمرض) بين يديّ، كنت قد قرأت وسمعت عن (هونزا) القبيلة التي تقطن شمال باكستان، والتقارير التي تقول أنّ أفرادها لا يمرضون، ولا يشيبون، ويعيشون بصحّة جيّدة، وأعمار طويلة قد تصل حتى 145 عاما، أما نساؤهم فتلد حتى بلوغها السبعين، ويواصلون العمل والنشاط حتى بلوغ سن الـ100 عام، عندها يتقاعدون عن العمل، ومع ذلك يواصلون أنشطتهم الحياتية في (وادي الخالدين)، الذي لم تصل إليه أقدام (جلجامش) الباحث عن الخلود، كما تشير الملحمة الرافدينية الخالدة (ملحمة جلجامش)، وليس من قرأ، وسمع، مثل من شاهد، وأمضى أياما مع سكّان هذا الوادي، وقام بتوثيق تلك الرحلة عبر الصور، والفيديوات، والكلمات كما فعل المصوّر الفوتوغرافي (سيف بن ناصر الرواحي) في كتابه الجديد، بعد سلسلة من الكتب المصورة حملت العناوين: العزوة في فنجاء، روعة الأمكنة في سلطنة عمان، رحلتي إلى حضرموت، وادي سوات الباكستاني.
وفي كل الأماكن التي زارها الرواحي يقوده الشغف والبحث عن متعة الاكتشاف، والاستزادة من تجارب الحياة، كما يشير في مقدمة كتابه، مشيرا' كل سفرة تعلمني أشياء لم تخطر على بالي وفكري لأستفيد منها دروسا تبقى معي حتى آخر العمر، كما أشاركها غيري، فتعم الفائدة' وكانت البداية حين تلقى دعوة من صديق له لحضور حفل زفاف شقيق له في (وادي سوات) الباكستان، فذهب برفقة صديقين عمانيين (وليد السيابي) و(خالد الزكواني) وبعد انتهاء مراسم الزفاف التي استمرت ثلاثة أيام، طرأت على باله فكرة زيارة (هونزا) التي تقع شمال (سوات) فطرح الفكرة على المضيّفين، فوافقوا ومضوا بضيوفهم القادمين من (عُمان)، ليقطعوا الطريق المؤدي إلى (هونزا) عبر سلاسل الهمالايا الجبلية، ليبلغوا منطقة تبعد عن الحدود مع الهند والصين (500) كم، وعند الوصول بهرهم جمال الطبيعة، والأنهار والمياه العذبة، والخضرة، التي وجدها في كل مكان، فعرف السر الذي يجعل شيخا يبلغ من العمر (150) سنة يعيش بشكل طبيعي، ويمارس أعماله بكلّ حيوية، فهذا المكان' لم تطأه بعد الحضارة المادية، ولا الصراعات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وسابقا لا يربطه بالعالم الخارجي سوى ممرات وعرة للمشاة، لذا فالنظام البيئي والمعيشي مختلف بحسب الزائرين والباحثين والمختصين في شؤون المجتمعات والأحاديث والأقاويل عنها تكاد لا تنقطع'.
أمّا عن أصولهم، فيزعم البعض أنها' تعود إلى (الإسكندر الأكبر)، وتابعيه من الجيش، وفي وقت الاحتلال، بقي بعضهم في قراهم وتزوجوا واستقروا فيها، وتشير بعض المراجع الموثوقة إلى أن شعب الهونزا ينحدرون من السكان الأصليين الذين سكنوا شمال غرب الهند -باكستان اليوم- ودفعتهم حركات الهجرة الهندوآرية التي وقعت في عام 1800 ق.م إلى استيطان تلك المنطقة'.
وشيئا، فشيئا يبدأ الرواحي بالتعرف على سكان (هونزا) وأسرار (وادي الخالدين) فهو يقول: 'يشعر الزائر لوادي (هونزا) الجميل المحاط بسلسلة جبال تعلوها الثلوج الناصعة بياضا، بأنه يقف في بلاد أخرى غير باكستان، حيث تتلاشى كل أشكال الصخب والتلوث والتشدد الديني الذي كانت تعاني منه البلاد منذ عقود طويلة'، وكذلك النمط الغذائي والإكثار من تناول الفواكه والخضراوات، التي يزرعونها بأيديهم، والاقتصاد في كمية الوجبات، وهم نباتيون بالفطرة، وقد لاحظ غياب اللحوم من موائدهم، وشربهم المياه الجبلية، المنسابة من جبال الهملايا، وهي مياه غنية بالمواد المعدنية، والاستحمام في المياه الجليدية، ويؤكّد الرواحي أنه خلال تجواله لم يشاهد (هونزيا) يدخّن سيجارة، وهم لا يشربون الكحول 'بل يكتفون بالعصائر الطازجة كعصير المشمش والخوخ المجفف، الذي يعد محببا بالنسبة لهم وهو تقليد متعارف عليه ويلتزمون به رغم أنه يعود إلى العصور القديمة'
وقد انعكس كلّ هذا على وجوه سكان المكان، فالابتسامات لا تفارق وجوههم ويتمتعون بنضارة شابة لافتة حتى مع تقدم العمر، وقد وثّق الرواحي رحلته بالصور الملوّنة الجميلة، التي كانت سندا لكل ما دوّن، فجاء كتابه غنيا بالمعلومات، المكتوبة بطريقة سلسلة، دون زوائد، وحشو لفظي، وترك للصور تتكلّم لتنقل صورة من رحلته لـ(لوادي الخالدين).
وفي كل الأماكن التي زارها الرواحي يقوده الشغف والبحث عن متعة الاكتشاف، والاستزادة من تجارب الحياة، كما يشير في مقدمة كتابه، مشيرا' كل سفرة تعلمني أشياء لم تخطر على بالي وفكري لأستفيد منها دروسا تبقى معي حتى آخر العمر، كما أشاركها غيري، فتعم الفائدة' وكانت البداية حين تلقى دعوة من صديق له لحضور حفل زفاف شقيق له في (وادي سوات) الباكستان، فذهب برفقة صديقين عمانيين (وليد السيابي) و(خالد الزكواني) وبعد انتهاء مراسم الزفاف التي استمرت ثلاثة أيام، طرأت على باله فكرة زيارة (هونزا) التي تقع شمال (سوات) فطرح الفكرة على المضيّفين، فوافقوا ومضوا بضيوفهم القادمين من (عُمان)، ليقطعوا الطريق المؤدي إلى (هونزا) عبر سلاسل الهمالايا الجبلية، ليبلغوا منطقة تبعد عن الحدود مع الهند والصين (500) كم، وعند الوصول بهرهم جمال الطبيعة، والأنهار والمياه العذبة، والخضرة، التي وجدها في كل مكان، فعرف السر الذي يجعل شيخا يبلغ من العمر (150) سنة يعيش بشكل طبيعي، ويمارس أعماله بكلّ حيوية، فهذا المكان' لم تطأه بعد الحضارة المادية، ولا الصراعات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وسابقا لا يربطه بالعالم الخارجي سوى ممرات وعرة للمشاة، لذا فالنظام البيئي والمعيشي مختلف بحسب الزائرين والباحثين والمختصين في شؤون المجتمعات والأحاديث والأقاويل عنها تكاد لا تنقطع'.
أمّا عن أصولهم، فيزعم البعض أنها' تعود إلى (الإسكندر الأكبر)، وتابعيه من الجيش، وفي وقت الاحتلال، بقي بعضهم في قراهم وتزوجوا واستقروا فيها، وتشير بعض المراجع الموثوقة إلى أن شعب الهونزا ينحدرون من السكان الأصليين الذين سكنوا شمال غرب الهند -باكستان اليوم- ودفعتهم حركات الهجرة الهندوآرية التي وقعت في عام 1800 ق.م إلى استيطان تلك المنطقة'.
وشيئا، فشيئا يبدأ الرواحي بالتعرف على سكان (هونزا) وأسرار (وادي الخالدين) فهو يقول: 'يشعر الزائر لوادي (هونزا) الجميل المحاط بسلسلة جبال تعلوها الثلوج الناصعة بياضا، بأنه يقف في بلاد أخرى غير باكستان، حيث تتلاشى كل أشكال الصخب والتلوث والتشدد الديني الذي كانت تعاني منه البلاد منذ عقود طويلة'، وكذلك النمط الغذائي والإكثار من تناول الفواكه والخضراوات، التي يزرعونها بأيديهم، والاقتصاد في كمية الوجبات، وهم نباتيون بالفطرة، وقد لاحظ غياب اللحوم من موائدهم، وشربهم المياه الجبلية، المنسابة من جبال الهملايا، وهي مياه غنية بالمواد المعدنية، والاستحمام في المياه الجليدية، ويؤكّد الرواحي أنه خلال تجواله لم يشاهد (هونزيا) يدخّن سيجارة، وهم لا يشربون الكحول 'بل يكتفون بالعصائر الطازجة كعصير المشمش والخوخ المجفف، الذي يعد محببا بالنسبة لهم وهو تقليد متعارف عليه ويلتزمون به رغم أنه يعود إلى العصور القديمة'
وقد انعكس كلّ هذا على وجوه سكان المكان، فالابتسامات لا تفارق وجوههم ويتمتعون بنضارة شابة لافتة حتى مع تقدم العمر، وقد وثّق الرواحي رحلته بالصور الملوّنة الجميلة، التي كانت سندا لكل ما دوّن، فجاء كتابه غنيا بالمعلومات، المكتوبة بطريقة سلسلة، دون زوائد، وحشو لفظي، وترك للصور تتكلّم لتنقل صورة من رحلته لـ(لوادي الخالدين).