أعمدة

نوافذ : 50 كوكبا وهاجا

 
salim680@hotmail.com

وجود جريدة عمان في المشهد الصحفي منذ بدايات النهضة، كانت حاجة ملحة في مطلع السبعينيات لمشروع وطني يراد له أن يكون حلقة اتصال بين المواطن والحكومة ونافذة على العالم أيضا.

ومنذ إن تولى المغفور له السلطان قابوس -طيب الله ثراه- مقاليد الأمور في البلاد، كانت المرحلة صعبة والتوازنات الدولية متأرجحة، فخلال سنتين وأربعة أشهر ازدادت الحاجة إلى صوت صحفي إعلامي مكتوب إلى جانب الإذاعة فقط لينقل للناس كل الحقائق والوقائع التي كان أشدها ما يواجهه الجيش السلطاني العماني في ذلك الوقت من تمرد على تخوم الحدود الجنوبية، وكذلك نقل ملحمة البناء والتطوير في كل عمان.

كانت جريدة عمان مشروعا وطنيا نستطيع من خلاله التوضيح والرد على الكثير من الافتراءات التي تزايدت بهدف إفشال نهضة أمة، وكان هذا المشروع لابد أن يرى النور في أقرب وقت وترجم الطموح لتكون إلى جانب زميلة أخرى من الجرائد في سلطنة عمان لتشكلا نواة للصحافة المكتوبة المدافعة عن حياض الوطن.

وانطلق الحلم في 18 من نوفمبر 1972م ليكبر مع أحلامنا التي بنت هذا الوطن وليمتد توهجها إلى 50 عاما من العمل بصدق وإخلاص وتفانٍ، أسهمت فيها جريدة عمان في المشروع الوطني بأن تكون منارة تنوير، بعد أن تعاظم متابعوها منذ اللحظات الأولى التي حرصت فيها أن تصل إلى كل أرجاء الوطن رغم وعورة المكان وقساوة الجغرافيا، ثم إلى خارج عمان مع توفر خطوط الطيران.

توسعت بعدها منذ 1982 لتكون نسخة يومية حتى يومنا هذا مع تنوع في الملاحق تلبية لقطاعات نخب المجتمع الثقافية والأدبية والاقتصادية والرياضية والفنية، وارتقاء في المحتوى والتزاما بالرزانة والوسطية في الطرح والتناول، واستمرت المسيرة مزهرة دون توقف منذ صدورها اليومي الذي أضاف الكثير إلى المسيرة الصحفية وتواصل بالنسق نفسه مع التطوير والتركيز في ظل القيادة الحكيمة.

وتشرفت أن التحق بها في نوفمبر 1982 بدءا بالقسم الرياضي، ثم قسم الأخبار، وبعدها القسم الدولي، ونهلت من الزملاء الذين عاصرتهم ومن كوكبة الزملاء العرب الذين رافقونا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي الكثير، حتى استطاعت الجريدة أن تواصل مسيرتها بأبناء عمان في عقد في الألفية، وكذا أضاف لها المسؤولون الذين تناوبوا عليها الكثير من الأفكار والتطوير، حتى أكملت الجريدة هذا المشوار الطويل الذي بلغ اليوم العقد الخامس، وتحتفل به هذه الجريدة غدا تحت مظلة وزارة الإعلام، ورغم مغادرتي لها منذ قرابة العامين وبعد 38 عاما من العمل المتواصل مع نخب افتخر إنني تعلمت منها الكثير في العمل الصحفي والتميز في المحتوى والالتزام بالمصداقية في الطرح، إلا أنني ما زلت متواصلا مع قرائها الكرام عبر هذا العمود الذي يتيح لنا نافذة عليهم كل أسبوع.

تحية لكل زميل وزميلة أضاف كلمة في هذه المسيرة، ولكل من تميز، وأعد المحتوى، وصور، وأخرج، ونفذ، ووزع، ونقلها إلكترونيا عبر المنصات، ومن سهر على الطباعة، ومن وزع وأوصلها للقارئ.. تحية لكل الرفاق الذين ناضلنا معا لنكون على الموعد مع كل صباح مشرق.