رأي عُمان

مدينة الطيب.. نموذج جدير بالتكرار

 
يشغل موضوع التخطيط العمراني وبناء المدن المستدامة والذكية دول العالم التي تتطلع إلى أن يواكب التخطيط العمراني التحولات الكبرى التي يشهدها العالم. ولم تعد المدن الذكية التي كانت تظهر في تقارير التلفزيونات قبل عقدين من الزمن مجرد حلم من أحلام البشرية، ولكنها أصبحت اليوم واقعا معاشا في كثير من الدول. فظهرت المدن الخضراء الصديقة للبيئة وظهرت المدن الذكية وظهرت المدن الخالية من الإزعاج، وهي وإن كانت حتى الآن مدنا نموذجية تجريبية إلا أن العالم متجه نحو تعميمها لتحل محل المدن الحالية التي نعيش فيها.

وتسعى سلطنة عمان إلى بناء مدن نموذجية وفق معايير عمرانية جديدة تكون أقرب إلى فكرة المدينة الدولة بحيث تضم هذه المدن كل ما يمكن أن تحتاجه المدينة. وتختلف دلالة مصطلح المدينة هنا عن المدن الذي نعرفه اليوم والذي يمكن أن نقربه للفهم لنقول «الولاية»، فالولاية الواحدة التي نعرفها اليوم يمكن أن تضم بين جنباتها أكثر من خمس مدن نموذجية أو أكثر.

ويمكن أن نقرب الفكرة أكثر لنقول إن المدينة التي افتتحها صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد مساء أمس في ولاية لوى والتي حملت اسم مدينة «الطيب النموذجية» هي أحد نماذج هذه المدن الحديثة التي تعتبر نقلة نوعية في بناء المدن في سلطنة عمان نظرا لتخطيطها الجديدة ومكوناتها الخدمية المتكاملة ومواصفاتها من حيث فكرة الاستدامة وتلبيتها لتطلعات واحتياجات المجتمع وفق رؤية «عمان».

ومدينة الطيب تستوعب اليوم 30 ألف نسمة وقادرة على استيعاب 50 ألف نسمة، وهي تبدأ الآن بحوالي 1300 وحدة سكنية مفردة ومزدوجة ولكنها مصممة لاستيعاب 3400 وحدة سكنية في المستقبل.

ومثل هذه المدن متكاملة الخدمات مطلب من مطالب المواطنين حيث تختزل كل خدمات الدولة في مساحة مدينة صغيرة وتصبح حتى فكرة التنقل بين أجراء هذه المدينة الصغيرة متاحة بأبسط الوسائل ومن بينها السير على الأقدام، فتتحول المدينة إلى مدينة خضراء صديقة للبيئة. وهذا هو مستقبل المدن الجديدة في العالم أجمع.