قمة الآسيان والعالم العربي
الثلاثاء / 27 / ربيع الثاني / 1444 هـ - 22:57 - الثلاثاء 22 نوفمبر 2022 22:57
قمة دول جنوب شرق آسيا التي اختتمت مؤخرا في العاصمة التايلاندية تطرح عدة تساؤلات حول أهمية استفادة الدول العربية من هذه المنظمة الآسيوية، التي تضم دولا صناعية كبيرة كالصين واليابان وماليزيا وكوريا الجنوبية وغيرها من النمور الاقتصادية التي حققت خلال خمسة عقود طفرة اقتصادية وتكنولوجية وهي في طريقها إلى مزاحمة الغرب ولعل نموذج سنغافورة يعطي مثالا واقعيا حول ما حققته هذه الدولة ذات المساحة المحدودة.
على ضوء الحرب الروسية الأوكرانية بدأت ما يمكن تسميتها بالمجموعات الاقتصادية والاستراتيجية تتشكل لعل في مقدمتها مجموعة بريكس التي تضم دولا حيوية مثل روسيا الاتحادية والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا وهناك دول مرشحة للدخول في هذه المجموعة الاستراتيجية والاقتصادية خاصة على صعيد عدد السكان الكبير والموارد. ولعل دولا كإيران والسعودية مرشحة بقوة للدخول في مجموعة بريكس.
ومن هنا فإن أمام العالم العربي فرصة كبيرة لإيجاد شراكات مع مجموعتي دول الآسيان ومجموعة بريكس أيضًا، ولا شك أن وجود الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في تايلاند ولقاءاته مع عدد من قادة الآسيان أضفى طابعا مهما في ظل الحفاوة والترحيب من قبل تايلاند التي ترأست قمة الآسيان.
وفي تصوُّري أن على الدول العربية أن تنوع من شراكاتها الاقتصادية والاستراتيجية مع عدد من المجموعات في العالم وألا تقع أسيرة العلاقات التقليدية مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، بل لا بد من إيجاد خيارات مختلفة وهو الأمر الذي تعمل عليه قيادة المملكة العربية السعودية، وقد نجحت الرياض وبشكل لافت في واحد من أهم الملفات وهو ملف الطاقة من خلال التنسيق مع مجموعة أوبك بلس وخاصة روسيا الاتحادية والشركاء الآخرين.
وأصبحت الرياض تدافع بقوة عن مصالح مجموعة أوبك بلس وكانت تلك خطوة قد أربكت الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض، التي نظرت إلى موضوع خفض الإنتاج بنظرة انتخابية وهي الانتخابات الأمريكية النصفية التي انتهت بفقدان مجلس النواب لصالح الحزب الجمهوري ولو كان بفارق بسيط ومع ذلك نجح الحزب الديمقراطي في الاحتفاظ بالأغلبية وبفارق محدود في مجلس الشيوخ بفضل ترجيح صوت كاميلا هاريس نائب الرئيس بايدن، كما فشل الرئيس الأمريكي السابق ترامب في الدفع بعدد من المرشحين من الحزب الجمهوري حيث فشل معظمهم للوصول إلى قبة مجلس الشيوخ أو حتى النواب.
النظام العربي الرسمي يعاني من ضعف مزمن للجامعة العربية وفي تصوُّري أن هذه الجامعة لن يصلح حالها بسبب الطريقة البيروقراطية التي تُدار بها وتشبث بعض أعضائها بنظامها القديم ورفض أي إصلاح هيكلي لهذه المنظمة التي ترهل عملها خلال السنوات الأخيرة.
إن العالم العربي يحتاج إلى فكر مختلف في ظل تحديات حقيقية وفي ظل مشكلات اقتصادية واجتماعية كبيرة، كما أن النظام الرسمي العربي يواجه مشكلات الحروب والصراعات في أكثر من بلد عربي. وعلى ضوء ذلك فإن التعاون والتكامل الاقتصادي مع المجموعات الإقليمية الأخرى هو خيار صحيح. ومن هنا فإن نموذج دول رابطة جنوب شرق آسيا ومجموعة بريكس هي خيارات مهمة في ظل الاندفاع الصناعي واللوجستي والتقني لدول الآسيان بقيادة الصين، لأن تلك الشراكة سوف تفتح آفاقا جديدة بعيدا عن العلاقات النمطية مع الدول الغربية، التي أعقبت انسحاب تلك الدول الاستعمارية من المنطقة العربية سواء من خلال الثورات المسلحة التي أجبرت المستعمر الفرنسي والبريطاني والإيطالي على الانسحاب من دول المغرب العربي بعد تسجيل جرائم ارتكبتها قوات الاستعمار وخاصة الفرنسية في الجزائر، التي يتعدى ضحاياها مليوني شهيد. كما أن الدول الغربية تعاني الآن من مشاكل اقتصادية بسبب تدخلها في الحرب الروسية الأوكرانية من خلال الدعم العسكري والمادي للقوات الأوكرانية وهو الأمر الذي سبّب مشاكل كبيرة لشعوب تلك الدول الغربية خاصة قضايا غلاء أسعار الطاقة والتضخم غير المسبوق وما نتج عنه من مظاهرات شعبية وسخط جماهيري ضد سياسات الدول الغربية، وفي ظل الضبابية التي تحيط بالحرب الروسية الأوكرانية فإن المنطق السياسي يفرض على الدول العربية أن تكون لها خيارات مختلفة وأن لا تظل أسيرة لعلاقات تفرض عليها الكثير من القيود.
إن التحرك السعودي هو أولى الخطوات الإيجابية نحو عالم عربي متحرر من العلاقات النمطية مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية. ونحن هنا لا ندعو إلى مقاطعة لكن المنطق السياسي يفرض فكرا جديدا يقوم على المصالح وليس الضغوط التي اعتاد عليها الغرب ضد الدول العربية على مدى عقود، كما أن الشراكات مع دول جنوب شرق آسيا أو مجموعة بريكس أو حتى منظمة الدول اللاتينية وحتى الاتحاد الأفريقي يعطي الدول العربية مساحة للتحرك ووجود خيارات حتى على الشراكة في موضوع الأمن الغذائي، الذي أصبح ضرورة اقتصادية وأمنية، كما اتضحت آثاره خلال الحرب الروسية الأوكرانية.
ومن هنا فإن الانفتاح على المجموعات المختلفة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية هو خيار صحيح بعيدا عن الهيمنة الأحادية خاصة من قبل الدول الغربية، كما أن فتح آفاق جديدة من الشراكة الاقتصادية مع دول جنوب شرق آسيا بصفة خاصة يبتعد عن القضايا السياسية التي هي الأقل اهتماما في دول جنوب شرق آسيا. ومن هنا يمكن تفسير التقدم الاقتصادي الذي تحقق لنمور آسيا خلال العقود الأخيرة. وعلى ضوء الإمكانات الطبيعية والبشرية التي تمتلكها الدول العربية فإن التقارب والشراكة مع دول الآسيان سوف يعطي التوازن والبُعد عن الفوقية التي ينظر بها الغرب إلى العالم العربي لأسباب تتعلق بالاستعمار والتفوق التقني والعلمي. ومع ذلك فإن العالم يشهد تطورات استراتيجية كبيرة سوف تغيّر ملامح النظام الدولي الحالي من خلال ظهور مجموعة بريكس، والتي تشكل أكبر تحدٍّ للنظام الدولي الذي يقوم على نظام القطب الأمريكي الأوحد.
وعلى الدول العربية أن تبحث عن مصالحها ومصالح أجيالها وألا تبقى أسيرة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية خاصة أن قضية العرب المركزية وهي القضية الفلسطينية تضررت كثيرا بفعل الانحياز الأمريكي للكيان الإسرائيلي.
كما أن هناك متغيرات تفرض على صناع القرار العربي البحث عن شراكات وتعاون وفكر جديد بعيدا عن الهيمنة والضغوط خاصة أن الخيارات متاحة وليست مكلفة.
على ضوء الحرب الروسية الأوكرانية بدأت ما يمكن تسميتها بالمجموعات الاقتصادية والاستراتيجية تتشكل لعل في مقدمتها مجموعة بريكس التي تضم دولا حيوية مثل روسيا الاتحادية والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا وهناك دول مرشحة للدخول في هذه المجموعة الاستراتيجية والاقتصادية خاصة على صعيد عدد السكان الكبير والموارد. ولعل دولا كإيران والسعودية مرشحة بقوة للدخول في مجموعة بريكس.
ومن هنا فإن أمام العالم العربي فرصة كبيرة لإيجاد شراكات مع مجموعتي دول الآسيان ومجموعة بريكس أيضًا، ولا شك أن وجود الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في تايلاند ولقاءاته مع عدد من قادة الآسيان أضفى طابعا مهما في ظل الحفاوة والترحيب من قبل تايلاند التي ترأست قمة الآسيان.
وفي تصوُّري أن على الدول العربية أن تنوع من شراكاتها الاقتصادية والاستراتيجية مع عدد من المجموعات في العالم وألا تقع أسيرة العلاقات التقليدية مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، بل لا بد من إيجاد خيارات مختلفة وهو الأمر الذي تعمل عليه قيادة المملكة العربية السعودية، وقد نجحت الرياض وبشكل لافت في واحد من أهم الملفات وهو ملف الطاقة من خلال التنسيق مع مجموعة أوبك بلس وخاصة روسيا الاتحادية والشركاء الآخرين.
وأصبحت الرياض تدافع بقوة عن مصالح مجموعة أوبك بلس وكانت تلك خطوة قد أربكت الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض، التي نظرت إلى موضوع خفض الإنتاج بنظرة انتخابية وهي الانتخابات الأمريكية النصفية التي انتهت بفقدان مجلس النواب لصالح الحزب الجمهوري ولو كان بفارق بسيط ومع ذلك نجح الحزب الديمقراطي في الاحتفاظ بالأغلبية وبفارق محدود في مجلس الشيوخ بفضل ترجيح صوت كاميلا هاريس نائب الرئيس بايدن، كما فشل الرئيس الأمريكي السابق ترامب في الدفع بعدد من المرشحين من الحزب الجمهوري حيث فشل معظمهم للوصول إلى قبة مجلس الشيوخ أو حتى النواب.
النظام العربي الرسمي يعاني من ضعف مزمن للجامعة العربية وفي تصوُّري أن هذه الجامعة لن يصلح حالها بسبب الطريقة البيروقراطية التي تُدار بها وتشبث بعض أعضائها بنظامها القديم ورفض أي إصلاح هيكلي لهذه المنظمة التي ترهل عملها خلال السنوات الأخيرة.
إن العالم العربي يحتاج إلى فكر مختلف في ظل تحديات حقيقية وفي ظل مشكلات اقتصادية واجتماعية كبيرة، كما أن النظام الرسمي العربي يواجه مشكلات الحروب والصراعات في أكثر من بلد عربي. وعلى ضوء ذلك فإن التعاون والتكامل الاقتصادي مع المجموعات الإقليمية الأخرى هو خيار صحيح. ومن هنا فإن نموذج دول رابطة جنوب شرق آسيا ومجموعة بريكس هي خيارات مهمة في ظل الاندفاع الصناعي واللوجستي والتقني لدول الآسيان بقيادة الصين، لأن تلك الشراكة سوف تفتح آفاقا جديدة بعيدا عن العلاقات النمطية مع الدول الغربية، التي أعقبت انسحاب تلك الدول الاستعمارية من المنطقة العربية سواء من خلال الثورات المسلحة التي أجبرت المستعمر الفرنسي والبريطاني والإيطالي على الانسحاب من دول المغرب العربي بعد تسجيل جرائم ارتكبتها قوات الاستعمار وخاصة الفرنسية في الجزائر، التي يتعدى ضحاياها مليوني شهيد. كما أن الدول الغربية تعاني الآن من مشاكل اقتصادية بسبب تدخلها في الحرب الروسية الأوكرانية من خلال الدعم العسكري والمادي للقوات الأوكرانية وهو الأمر الذي سبّب مشاكل كبيرة لشعوب تلك الدول الغربية خاصة قضايا غلاء أسعار الطاقة والتضخم غير المسبوق وما نتج عنه من مظاهرات شعبية وسخط جماهيري ضد سياسات الدول الغربية، وفي ظل الضبابية التي تحيط بالحرب الروسية الأوكرانية فإن المنطق السياسي يفرض على الدول العربية أن تكون لها خيارات مختلفة وأن لا تظل أسيرة لعلاقات تفرض عليها الكثير من القيود.
إن التحرك السعودي هو أولى الخطوات الإيجابية نحو عالم عربي متحرر من العلاقات النمطية مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية. ونحن هنا لا ندعو إلى مقاطعة لكن المنطق السياسي يفرض فكرا جديدا يقوم على المصالح وليس الضغوط التي اعتاد عليها الغرب ضد الدول العربية على مدى عقود، كما أن الشراكات مع دول جنوب شرق آسيا أو مجموعة بريكس أو حتى منظمة الدول اللاتينية وحتى الاتحاد الأفريقي يعطي الدول العربية مساحة للتحرك ووجود خيارات حتى على الشراكة في موضوع الأمن الغذائي، الذي أصبح ضرورة اقتصادية وأمنية، كما اتضحت آثاره خلال الحرب الروسية الأوكرانية.
ومن هنا فإن الانفتاح على المجموعات المختلفة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية هو خيار صحيح بعيدا عن الهيمنة الأحادية خاصة من قبل الدول الغربية، كما أن فتح آفاق جديدة من الشراكة الاقتصادية مع دول جنوب شرق آسيا بصفة خاصة يبتعد عن القضايا السياسية التي هي الأقل اهتماما في دول جنوب شرق آسيا. ومن هنا يمكن تفسير التقدم الاقتصادي الذي تحقق لنمور آسيا خلال العقود الأخيرة. وعلى ضوء الإمكانات الطبيعية والبشرية التي تمتلكها الدول العربية فإن التقارب والشراكة مع دول الآسيان سوف يعطي التوازن والبُعد عن الفوقية التي ينظر بها الغرب إلى العالم العربي لأسباب تتعلق بالاستعمار والتفوق التقني والعلمي. ومع ذلك فإن العالم يشهد تطورات استراتيجية كبيرة سوف تغيّر ملامح النظام الدولي الحالي من خلال ظهور مجموعة بريكس، والتي تشكل أكبر تحدٍّ للنظام الدولي الذي يقوم على نظام القطب الأمريكي الأوحد.
وعلى الدول العربية أن تبحث عن مصالحها ومصالح أجيالها وألا تبقى أسيرة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية خاصة أن قضية العرب المركزية وهي القضية الفلسطينية تضررت كثيرا بفعل الانحياز الأمريكي للكيان الإسرائيلي.
كما أن هناك متغيرات تفرض على صناع القرار العربي البحث عن شراكات وتعاون وفكر جديد بعيدا عن الهيمنة والضغوط خاصة أن الخيارات متاحة وليست مكلفة.