رأي عُمان

المؤتمرات الطبية.. الرؤية التي تصنع العلماء

 
منذ عدة سنوات «قرابة عقد من الزمن» تبنت وزارة الصحة سياسة تنظيم المؤتمرات العلمية المتخصصة حول مختلف القضايا التي تشغل علماء الطب والمشتغلين الميدانيين فيه، كان هناك في نهاية كل أسبوع، تقريبا، مؤتمر يعقد حول قضية طبية ما، وكان الأطباء المتخصصون على موعد مع مؤتمر جديد بين أسبوع وآخر، يبرمجون عليه أوقاتهم كما يبرمج محب للفعاليات الثقافية أوقاته لحضور أمسية شعرية أو عرض مسرحي. لم تكن جميع تلك المؤتمرات عالمية ودور وزارة الصحة الاستضافة لها فقط، بل كانت هناك مؤتمرات تنظمها الوزارة من ألفها إلى يائها، وتدعو المتحدثين فيها من مختلف دول العالم وقاراته بحسب تقديرها للقضايا التي تستحق أن يطلع الطبيب العماني أو الطبيب العامل في المستشفيات المحلية على آخر المستجدات فيها.

وخرجت الكثير من تلك المؤتمرات من محافظة مسقط إلى محافظات سلطنة عمان الأخرى، فكان منها ما أقيم في محافظة الداخلية وأخرى في شمال الباطنة وبعض منها أقيم في محافظة ظفار. كان المشهد حينها جديدا جدا، مؤتمرات علمية أغلب المتحدثين فيها من خارج عُمان، وتطرح قضايا تخصصية جدا يكون أغلب حضورها في العادة مدعوين من المتخصصين في الطب، وفي تخصصات دقيقة جدا، ومع الوقت بدأ أطباء عمانيون يكونون في صدارة المتحدثين في تلك المؤتمرات لأنهم أصبحوا علماء في مجالهم.

وكشفت أحداث جائحة فيروس كورونا التي مرت على العالم خلال العامين الماضيين، وما زالت، نجاعة تلك المؤتمرات حيث ظهر أطباء عمانيون شباب قادوا الأزمة بكفاءة عالية، وظهروا بوصفهم علماء في مجالاتهم وكان لآرائهم دور أساسي في تجاوز سلطنة عمان للأزمة. على أن هذا مظهر واحد من مظاهر أهمية المؤتمرات العلمية التي تقام وفق رؤية علمية محددة. والملاحظ أن تلك المؤتمرات المستمرة إلى اليوم قد أسهمت في إثراء الطبيب العماني في المقام الأول بشكل كبير، وحولته من مجرد ممارسة العمل اليومي في عيادته إلى باحث يكتب بحوثا ودراسات حول القضايا الطبية التي تشغل بال العالم أجمع.

إن وجود الرؤية في أي مجال من شأنها أن تسهل عملية الوصول إلى الأهداف المرجوة لأن الأمنيات وحدها لا تحقق الأهداف.