فِعل جوائز الفنون وأثرها
السبت / 10 / ربيع الثاني / 1444 هـ - 19:07 - السبت 5 نوفمبر 2022 19:07
يستعرض تقرير 'قوة الموسيقا. خطة لتسخير الموسيقا لتحسين صحتنا ورفاهيتنا ومجتمعنا'، الصادر عن مؤسسة موسيقا المملكة المتحدة (UK Music) في لندن، تأثيرات جائحة كوفيد 19 على الصحة البدنية والعقلية والنفسية، وانعكاسات ذلك كله على الحياة الاجتماعية والرفاه في المجتمعات، ولهذا فإنه يكشف التأثيرات الإيجابية للموسيقا والقطاعات الإAGREEMENTS INVOLVING JOINT AND DUAL ACADEMIC AWARDS: POLICY AND PROCEDURE بداعية في تحسين أنماط حياة الناس، مما دفع بريطانيا إلى تخصيص 2 مليار جنيه استرليني لصندوق التعافي من كورونا من أجل دعم القطاع الثقافي، بحسب مقدمة التقرير، إيمانا بأهمية القطاعات الإبداعية خاصة الموسيقا في مساعدة أفراد المجتمع على التعافي من آثار الجائحة على المستوى النفسي والاجتماعي.
يُقدِّم التقرير رؤية لـ 'كيفية تسخير الإمكانات غير المستعملة للموسيقا لتعزيز صحتنا ورفاهيتنا، فضلا عن دعم تعافينا وإعادة تأهيلنا بعد الوباء'، وتحت شعار 'الموسيقا تغيِّر الحياة'، تم الربط بينها وبين الصحة العامة، من أجل المساهمة الفاعلة في تحقيق الرفاه المجتمعي. إن هذه العلاقة تقوم في الأصل على التنمية المجتمعية، وقدرة الموسيقا وقوتها على صناعة التغيير المجتمعي، ولهذا فإن الموسيقا لا تزدهر سوى بقدرة الجمهور على صناعة البهجة والإقبال والتجمهر الفني، باعتباره ركنا أصيلا في الصناعة الإبداعية، ولعل هذا ما يجعل الموسيقا ركيزة أساسية في الثقافة والتعليم والرعاية الصحية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ولأن الموسيقا خاصة والفنون عموما تمثِّل أهمية حضارية وثقافية في المجتمعات، ولما لها من قيمة إنسانية ونفسية للأفراد، فإن الحكومات قد اهتمت بتنميتها ورعايتها على المستوى العالمي، سواء من خلال الدعم المباشر للفنانين أو البنية التحتية أو من خلال المهرجانات المحلية والدولية، إضافة إلى التدريب والتأهيل وغير ذلك من أشكال الاهتمام، وتأتي الجوائز والمسابقات باعتبارها أحد أشكال الدعم الذي يُسِهم في ازدهار الموسيقا وتطويرها من ناحية، ويدعم المبدعين والمؤسسات الفنية من ناحية أخرى. ولعل جائزة 'الآغا خان للموسيقى' التي استضافتها سلطنة عمان خلال (29-31) من أكتوبر المنصرم، واحدة من تلك الشواهد الداعمة للأهمية التنموية للموسيقا في المجتمعات؛ حيث تندرج هذه الجائزة ضمن 'صندوق الآغا خان للثقافة'، الذي تأسس في العام 1988م، فهو 'الوكالة الثقافية لشبكة الآغا خان للتنمية، ومهمتها الاستفادة من القوة التحويلية للثقافة لتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للسكان...' – حسب الجائزة.
ولقد انبثق من ذلك الصندوق 'برنامج الآغا خان للموسيقا'، الذي يتبنى الجائزة، وهو برنامج 'تعليمي للموسيقا والفنون عابر للمناطق، يقدِّم نشاطات عالمية في الأداء والتواصل والتوجيه والإنتاج الفني'، وقد تم تدشينه في العام 2000م. ما يهمنا هنا هو ذلك الأثر الذي تمثله الجائزة باعتبارها أحد ركائز هذا البرنامج من الناحية الاجتماعية والبيئية والاقتصادية؛ ذلك لأنها لا تمثل قيمة مادية وحسب بل قيمة تربوية واجتماعية على مستوى المناطق التي تشملها، إضافة إلى أهميتها في 'تعزيز التعددية' على المستوى الفني والثقافي عامة، ولهذا فإن هذه الجائزة تُعد نموذجا عالميا لأهمية تمكين الموسيقا وتعزيز دورها التنموي.
إن أهمية الموسيقا والفنون وتأثيرها المجتمعي على كافة الأصعدة، يجعل من تأسيس الجوائز قوة داعمة للتنمية الثقافية في الدول، ولهذا كان تأسيس جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، وجْهة محلية وإقليمية، تهدف إلى تلك التنمية من خلال التنافس الذي يدفع إلى السعة والتطوير في الفنون من ناحية، وتأكيدا 'لدور سلطنة عمان في ترسيخ الوعي الثقافي' – حسب موقع الجائزة – من ناحية أخرى، ولهذا فإن أهداف الجائزة جاءت ضمن هذا المفهوم الحضاري للثقافة والفنون، وما تمثله من تقدير للإنجازات الإبداعية والفنية للمثقفين والفنانين، وبالتالي فإن ما تحققه الجائزة خاصة على المستوى المحلي من تطوير وتنمية ثقافية جدير بأن يدفع إلى توسيع آفاقها الأدبية والفكرية والاجتماعية، من خلال مجموعة من البرامج التنموية الداعمة للرؤية الوطنية عمان 2040.
تُعَّد جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب إحدى الجوائز العربية الكبرى الداعمة للثقافة، والتي تُسهم مساهمة إيجابية فاعلة في تحريك نمو الأنواع الأدبية والفنية وتطويرها؛ فمن خلال تلك المجالات الثقافية التي تطرحها للتنافس خلال دوراتها المختلفة، فإنها تُقدِّم مساحة واسعة للكتابة والإبداع الفني بمستوياته المختلفة، سواء على مستوى الكم أو الكيف، ولذلك فإن ما أسهمت به الجائزة منذ إنشائها في العام 2011 وحتى اليوم في التنمية الثقافية، إضافة إلى ما قدمته على المستوى العربي والعالمي من فكر يعكس الرعاية السامية للثقافة والفنون، يحتاج إلى دراسة وتحليل وتقييم، بما يعزِّز دورها التنموي ويوسِّع آفاق فكرها الحضاري، وقدرتها على رعاية الكُتَّاب والأدباء والفنانين على المستوى المحلي؛ ذلك لأن دورها لا يقتصر على طرح الجائزة بل يتجاوزه إلى تلك البرامج التمكينية التي تُعظِّم أثرها التنموي على المستوى الثقافي والاجتماعي.
إن قوة الموسيقا والفنون تكمن في علاقتها بالإنسان نفسه، فهي علاقة حضارية وفكرية تعكس قدرته على فهم ما حوله، وتحويله إلى أنغام وأصوات وآلات موسيقية باعثة للتفاؤل وداعية للسلام والمحبة، ولهذا فإن مثل جائزة الآغا خان للموسيقا، وجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب وغيرها من تلك الجوائز المختصة، تُشكِّل قوة للمجتمعات، وداعم حضاري لآفاق التطور الثقافي وتنميته، بُغية تمكين المثقف والفنان وبالتالي تمكين المجتمعات، وتعزيز دور الثقافة في تغيير آفاق المجتمع، بالإضافة إلى ذلك الدور الاقتصادي المرتبط بما تقوم به الفنون في تطوير سوق الأعمال، وتوجيه متغيراته؛ حيث تعَّد الفنون إحدى القطاعات الاقتصادية المهمة في الصناعات الإبداعية، الأمر الذي يجعل من تطويرها وتنميتها ضرورة تنموية ملحِّة.
يخبرنا تقرير 'اضطراب سوق الفن العالمي. دفع الحدود إلى الأمام'، الصادر عن 'CITI' الأمريكية، عن ذلك التغيير المتسارع الذي أحدثته الجائحة، وذلك (التحوُّل)، و(التكيُّف) الذي تحاول صناعة الفنون تحقيقه بعد كوفيد 19؛ حيث فتح التحوُّل التقني والتكنولوجي إمكانات واسعة للوصول إلى عالم الفن سواء على مستوى التطوُّر والنماء، أو على المستوى الجغرافي والديموغرافي المفتوح، وذلك من خلال الوسائط المتعددة، التي أدَّت إلى تحوُّل وتغيُّر في صناعة الفن وبالتالي في سوق الفن نفسه، فقد رصد التقرير زيادة نمو سوق الفن خلال الجائحة وما بعدها مع وجود الوسائط الفنية المختلفة، ولهذا فإن هذا السوق يتطلب تنفيذ القوانين واللوائح التي تتناسب مع تلك المتغيرات، خاصة فيما يتعلَّق بالفنون الرقمية، في ظل العديد من الإشكالات الجديدة التي رافقت إمكانات (تحفيز) هذا السوق.
وعلى الرغم من أن التقرير لا يصرِّح بازدهار سوق الفن بسبب العديد من التحديات الاقتصادية التي تواجه هذا السوق، إلاَّ أنه يكشف عن العديد من الآفاق التي تنتظر صناعة الفن بشكل عام، في ظل الكثير من التغيرات التي طرأت بعد الجائحة وعودة الدعم الذي تقدمه الحكومات لهذا القطاع، وإعادة النظر في أهميته، وقدرته الاجتماعية والاقتصادية، وتلك الطموحات التي ترتبط بالصناعات الإبداعية، ولهذا فإن الفنون اليوم تعيد تشكيل نفسها وفقا للعديد من تلك المتغيرات، والقيم الفنية الجديدة التي تفرض خصائص تُسهم في تطوير مفاهيم صناعة الفن والأسواق المرتبطة بها، الأمر الذي يفتح الآفاق أمام الفنون الرقمية ذات القيم الفنية الجديدة.
إن الدور التنموي الذي تقوم به جوائز الفنون والثقافة ينعكس مباشرة على ازدهار صناعة الفنون ودورها الاقتصادي، وبالتالي على إمكانات تطورها الفني، وهنا تشكل تلك الجوائز قيمة مضافة تعمل وفق معطيات فكرية وتقنية، وتنطلق نحو آفاق تفتح مجالات إبداعية متعددة، لذا ففي ظل اهتمام الدول بالموسيقا والفنون فإن تأسيس برامج التنمية الفنية ودعمها، سواء أكانت ضمن صناديق مشروعات التنمية الثقافية، أو الجوائز الفنية المختصة، سيؤدي إلى تعظيم القيمة الاجتماعية والإنسانية للفنون من ناحية، و ازدهار الأسواق الفنية من ناحية أخرى، فالفن مرآة المجتمعات ورسالتها إلى العالم.
يُقدِّم التقرير رؤية لـ 'كيفية تسخير الإمكانات غير المستعملة للموسيقا لتعزيز صحتنا ورفاهيتنا، فضلا عن دعم تعافينا وإعادة تأهيلنا بعد الوباء'، وتحت شعار 'الموسيقا تغيِّر الحياة'، تم الربط بينها وبين الصحة العامة، من أجل المساهمة الفاعلة في تحقيق الرفاه المجتمعي. إن هذه العلاقة تقوم في الأصل على التنمية المجتمعية، وقدرة الموسيقا وقوتها على صناعة التغيير المجتمعي، ولهذا فإن الموسيقا لا تزدهر سوى بقدرة الجمهور على صناعة البهجة والإقبال والتجمهر الفني، باعتباره ركنا أصيلا في الصناعة الإبداعية، ولعل هذا ما يجعل الموسيقا ركيزة أساسية في الثقافة والتعليم والرعاية الصحية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ولأن الموسيقا خاصة والفنون عموما تمثِّل أهمية حضارية وثقافية في المجتمعات، ولما لها من قيمة إنسانية ونفسية للأفراد، فإن الحكومات قد اهتمت بتنميتها ورعايتها على المستوى العالمي، سواء من خلال الدعم المباشر للفنانين أو البنية التحتية أو من خلال المهرجانات المحلية والدولية، إضافة إلى التدريب والتأهيل وغير ذلك من أشكال الاهتمام، وتأتي الجوائز والمسابقات باعتبارها أحد أشكال الدعم الذي يُسِهم في ازدهار الموسيقا وتطويرها من ناحية، ويدعم المبدعين والمؤسسات الفنية من ناحية أخرى. ولعل جائزة 'الآغا خان للموسيقى' التي استضافتها سلطنة عمان خلال (29-31) من أكتوبر المنصرم، واحدة من تلك الشواهد الداعمة للأهمية التنموية للموسيقا في المجتمعات؛ حيث تندرج هذه الجائزة ضمن 'صندوق الآغا خان للثقافة'، الذي تأسس في العام 1988م، فهو 'الوكالة الثقافية لشبكة الآغا خان للتنمية، ومهمتها الاستفادة من القوة التحويلية للثقافة لتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للسكان...' – حسب الجائزة.
ولقد انبثق من ذلك الصندوق 'برنامج الآغا خان للموسيقا'، الذي يتبنى الجائزة، وهو برنامج 'تعليمي للموسيقا والفنون عابر للمناطق، يقدِّم نشاطات عالمية في الأداء والتواصل والتوجيه والإنتاج الفني'، وقد تم تدشينه في العام 2000م. ما يهمنا هنا هو ذلك الأثر الذي تمثله الجائزة باعتبارها أحد ركائز هذا البرنامج من الناحية الاجتماعية والبيئية والاقتصادية؛ ذلك لأنها لا تمثل قيمة مادية وحسب بل قيمة تربوية واجتماعية على مستوى المناطق التي تشملها، إضافة إلى أهميتها في 'تعزيز التعددية' على المستوى الفني والثقافي عامة، ولهذا فإن هذه الجائزة تُعد نموذجا عالميا لأهمية تمكين الموسيقا وتعزيز دورها التنموي.
إن أهمية الموسيقا والفنون وتأثيرها المجتمعي على كافة الأصعدة، يجعل من تأسيس الجوائز قوة داعمة للتنمية الثقافية في الدول، ولهذا كان تأسيس جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، وجْهة محلية وإقليمية، تهدف إلى تلك التنمية من خلال التنافس الذي يدفع إلى السعة والتطوير في الفنون من ناحية، وتأكيدا 'لدور سلطنة عمان في ترسيخ الوعي الثقافي' – حسب موقع الجائزة – من ناحية أخرى، ولهذا فإن أهداف الجائزة جاءت ضمن هذا المفهوم الحضاري للثقافة والفنون، وما تمثله من تقدير للإنجازات الإبداعية والفنية للمثقفين والفنانين، وبالتالي فإن ما تحققه الجائزة خاصة على المستوى المحلي من تطوير وتنمية ثقافية جدير بأن يدفع إلى توسيع آفاقها الأدبية والفكرية والاجتماعية، من خلال مجموعة من البرامج التنموية الداعمة للرؤية الوطنية عمان 2040.
تُعَّد جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب إحدى الجوائز العربية الكبرى الداعمة للثقافة، والتي تُسهم مساهمة إيجابية فاعلة في تحريك نمو الأنواع الأدبية والفنية وتطويرها؛ فمن خلال تلك المجالات الثقافية التي تطرحها للتنافس خلال دوراتها المختلفة، فإنها تُقدِّم مساحة واسعة للكتابة والإبداع الفني بمستوياته المختلفة، سواء على مستوى الكم أو الكيف، ولذلك فإن ما أسهمت به الجائزة منذ إنشائها في العام 2011 وحتى اليوم في التنمية الثقافية، إضافة إلى ما قدمته على المستوى العربي والعالمي من فكر يعكس الرعاية السامية للثقافة والفنون، يحتاج إلى دراسة وتحليل وتقييم، بما يعزِّز دورها التنموي ويوسِّع آفاق فكرها الحضاري، وقدرتها على رعاية الكُتَّاب والأدباء والفنانين على المستوى المحلي؛ ذلك لأن دورها لا يقتصر على طرح الجائزة بل يتجاوزه إلى تلك البرامج التمكينية التي تُعظِّم أثرها التنموي على المستوى الثقافي والاجتماعي.
إن قوة الموسيقا والفنون تكمن في علاقتها بالإنسان نفسه، فهي علاقة حضارية وفكرية تعكس قدرته على فهم ما حوله، وتحويله إلى أنغام وأصوات وآلات موسيقية باعثة للتفاؤل وداعية للسلام والمحبة، ولهذا فإن مثل جائزة الآغا خان للموسيقا، وجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب وغيرها من تلك الجوائز المختصة، تُشكِّل قوة للمجتمعات، وداعم حضاري لآفاق التطور الثقافي وتنميته، بُغية تمكين المثقف والفنان وبالتالي تمكين المجتمعات، وتعزيز دور الثقافة في تغيير آفاق المجتمع، بالإضافة إلى ذلك الدور الاقتصادي المرتبط بما تقوم به الفنون في تطوير سوق الأعمال، وتوجيه متغيراته؛ حيث تعَّد الفنون إحدى القطاعات الاقتصادية المهمة في الصناعات الإبداعية، الأمر الذي يجعل من تطويرها وتنميتها ضرورة تنموية ملحِّة.
يخبرنا تقرير 'اضطراب سوق الفن العالمي. دفع الحدود إلى الأمام'، الصادر عن 'CITI' الأمريكية، عن ذلك التغيير المتسارع الذي أحدثته الجائحة، وذلك (التحوُّل)، و(التكيُّف) الذي تحاول صناعة الفنون تحقيقه بعد كوفيد 19؛ حيث فتح التحوُّل التقني والتكنولوجي إمكانات واسعة للوصول إلى عالم الفن سواء على مستوى التطوُّر والنماء، أو على المستوى الجغرافي والديموغرافي المفتوح، وذلك من خلال الوسائط المتعددة، التي أدَّت إلى تحوُّل وتغيُّر في صناعة الفن وبالتالي في سوق الفن نفسه، فقد رصد التقرير زيادة نمو سوق الفن خلال الجائحة وما بعدها مع وجود الوسائط الفنية المختلفة، ولهذا فإن هذا السوق يتطلب تنفيذ القوانين واللوائح التي تتناسب مع تلك المتغيرات، خاصة فيما يتعلَّق بالفنون الرقمية، في ظل العديد من الإشكالات الجديدة التي رافقت إمكانات (تحفيز) هذا السوق.
وعلى الرغم من أن التقرير لا يصرِّح بازدهار سوق الفن بسبب العديد من التحديات الاقتصادية التي تواجه هذا السوق، إلاَّ أنه يكشف عن العديد من الآفاق التي تنتظر صناعة الفن بشكل عام، في ظل الكثير من التغيرات التي طرأت بعد الجائحة وعودة الدعم الذي تقدمه الحكومات لهذا القطاع، وإعادة النظر في أهميته، وقدرته الاجتماعية والاقتصادية، وتلك الطموحات التي ترتبط بالصناعات الإبداعية، ولهذا فإن الفنون اليوم تعيد تشكيل نفسها وفقا للعديد من تلك المتغيرات، والقيم الفنية الجديدة التي تفرض خصائص تُسهم في تطوير مفاهيم صناعة الفن والأسواق المرتبطة بها، الأمر الذي يفتح الآفاق أمام الفنون الرقمية ذات القيم الفنية الجديدة.
إن الدور التنموي الذي تقوم به جوائز الفنون والثقافة ينعكس مباشرة على ازدهار صناعة الفنون ودورها الاقتصادي، وبالتالي على إمكانات تطورها الفني، وهنا تشكل تلك الجوائز قيمة مضافة تعمل وفق معطيات فكرية وتقنية، وتنطلق نحو آفاق تفتح مجالات إبداعية متعددة، لذا ففي ظل اهتمام الدول بالموسيقا والفنون فإن تأسيس برامج التنمية الفنية ودعمها، سواء أكانت ضمن صناديق مشروعات التنمية الثقافية، أو الجوائز الفنية المختصة، سيؤدي إلى تعظيم القيمة الاجتماعية والإنسانية للفنون من ناحية، و ازدهار الأسواق الفنية من ناحية أخرى، فالفن مرآة المجتمعات ورسالتها إلى العالم.