الاقتصادية

شاب عماني ينشئ أول مصنع يعيد تدوير زيوت الطبخ إلى ديزل حيوي

يعمل بالطاقة الشمسية ويسهم في وجود وقود خال من انبعاثات الكربون

 
تصوير - هدى البحرية

في تجربة امتدت إلى 17 عاما، تمكن شاب عماني من إنشاء مصنع متطور يعمل بالطاقة الشمسية بتكلفة مليون ريال عماني، لإعادة تدوير مخلفات زيوت الطعام وتحويلها إلى وقود حيوي خال من انبعاثات الكربون في مدينة خزائن، بهدف تعظيم الاستفادة من هذه الموارد غير المستغلة حاليا.

وقال ماهر بن محمد الحبسي الرئيس التنفيذي لشركة وقود وصاحب فكرة المصنع في حوار مع 'عمان الاقتصادي' إن المصنع يعد الأول من نوعه في سلطنة عمان يقوم بتجميع زيوت الطبخ المستعملة وإعادة استخدامها لإنتاج الوقود الحيوي الخالي من الانبعاثات الكربونية، موضحا أنه بدأ بتجميع زيوت الطبخ المستعملة في عام 2005 من الفنادق والمطاعم وشركات التموين من المطارات.

وبيّن الحبسي أن الفكرة كانت صعبة كون الكميات قليلة في سلطنة عمان، ولكن بالتخطيط الجيد استطاع إنشاء المصنع في مدة 8 أشهر في عام 2020، وفتح فرعا آخر في صلالة مختصا بتجميع زيوت الطبخ المستعملة، مضيفا أن الهدف من المشروع يتجسد في حماية البيئة العمانية من التلوث.

وأوضح أن الطاقة الإنتاجية للمصنع تبلغ 20 طنا يوميا، كما ينتج 600 ألف لتر شهريا من الوقود الحيوي 'البيوديزل'، مشيرا إلى ضرورة تطبيق قرار هيئة البيئة رقم (15/ 2021) المعني بتنظيم تصدير المخلفات، حيث إن 90% من زيوت الطبخ المستعمل تُصدَّر إلى الأسواق الخارجية، مما يُلزم المصانع المحلية بشراء الزيوت بالسعر العالمي، مقترحا إعطاء الأولوية للمصانع المحلية أو دفع رسوم قدرها 150 ريالا للطن الواحد في حالة الرغبة بالشراء.

وقال إن من التحديات الأخرى تكمن في عدم توفر قاعدة بيانات لكميات زيت الطبخ المستعمل، مما ينتج عنه عدم معرفة كمية الزيوت الموجودة في السوق، كذلك من ضمن التحديات أن سعر الديزل في سلطنة عمان مدعوم حكوميا حيث يبلغ سعر اللتر 0.258 بيسة وسعر البيوديزل عالميا أغلى وترفض معظم الشركات الشراء من المصنع بحجة عدم رغبتها في دفع الفرق في السعر، مناشدا الجهات المعنية بدعم البيوديزل في سلطنة عمان مثلما هي الحال مع الديزل، وضرورة دعم أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ووضع حوافز للشركات التي تستخدم الوقود الحيوي وإعطائها تسهيلات أكثر، وتنظيم قطاع زيوت الطبخ المستعملة في سلطنة عمان وإلزام المطاعم وشركات التموين بالتعامل مع شركات التجميع العمانية.

وأشار الحبسي إلى أن المصنع أبرم عددا من العقود الصغيرة، وقام بالعديد من التجارب على الشاحنات والمولدات الكهربائية والسفن أيضا، ودوليا تمكن المصنع من تصدير دفعتين إلى السوق الأوروبي حيث تم قبول المنتج، مردفا أن أسعار الشحن تؤثر سلبا على عمليات التصدير.

وأوضح أن أهم ما يميز الوقود الحيوي (البيوديزل) أنه صديق للبيئة ويخفّض انبعاثات الكربون بنسبة 85% مقارنة بالديزل البترولي، ويتوفر في جميع محطات الوقود بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، حيث إن الحكومات تُلزم المحطات بتوفير ما نسبته 7% في كل محطة.

وبيّن أن نسبة التعمين في المصنع بلغت 100% فجميع الوظائف يشغلها شباب عمانيون بداية من المختبر الذي هو أساس المصنع حيث يستقبل المختبر عيّنات من زيت الطبخ المستخدم وقياس نسبة الحمض والأوساخ والمياه لتحديد كمية الكيماويات ونسبها ومنها إلى المصنع حيث يعمل كادر عماني في المختبر، كذلك بالنسبة للوظائف الأخرى كالهندسة والإدارة والنقليات وغيرها، وقد أثبتوا كفاءتهم وقدرتهم في العمل.

وشدد على أهمية نشر ثقافة الوقود الحيوي والحياد الكربوني، وصناعة النفايات والتي هي عبارة عن تحويل المخلفات إلى منتجات جديدة لها فوائد اقتصادية وبيئية وهي صناعة، إلى جانب توعية المجتمع بعدم رمي زيوت الطبخ المستخدمة.