اليمن والفرص المهدرة
الثلاثاء / 14 / ربيع الأول / 1444 هـ - 22:16 - الثلاثاء 11 أكتوبر 2022 22:16
في تصوّري أن الحرب في اليمن كان أمامها فرص عديدة لإحلال السلام والاستقرار وتغليب مصلحة الشعب اليمني على المصالح الضيقة، والتي جعلت اليمن منذ عهد الاستقلال، وهي تدخل الحرب تلو الأخرى وتصاعد الخلافات والمناكفات بين المكونات السياسية اليمنية والذي يصر كل منها على شروطه مما جعل الشعب اليمني الشقيق يعيش مأساة إنسانية دخلت إلى مرحلة تنذر بالمجاعة كما تشير إلى ذلك تقارير الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية.
بذلت الدبلوماسية العمانية جهودًا كبيرةً ومقدرة منذ اندلاع تلك الحرب الكارثية، كما أن هناك جهود المبعوث الأممي والأمريكي وحتى من خلال المبادرة السعودية ومع ذلك يصر البعض على استمرار هذه الحرب خاصة أن رفض الهدنة كان مؤشرًا على التعنت وعدم وجود مرونة سياسية. ويبدو أن استمرار تلك الحرب بكل تداعياتها قد تفرض واقعًا سياسيًّا جديدًا يجعل عددا من الأطراف الإقليمية والدولية تنسحب من هذا المأزق اليمني لتدخل تلك الحرب ما يسمى بالحرب المنسية كما هي الحال الآن في الصومال، وكما شهدته أفغانستان على مدى عقدين. وإذا حدث ذلك الانسحاب الإقليمي والدولي من جهود إيجاد مقاربة سياسية للأزمة اليمنية فإنَّ هذا البلد سوف يشهد المزيد من التمزق ومع مرور الوقت قد ينتهي به إلى الانفصال والعودة إلى اليمن الشمالي واليمن الجنوبي خاصة أن هناك عددا من القوى السياسية اليمنية لا تخفي رغبتها في ذلك الانفصال خاصة في جنوب اليمن وخاصة المجلس الانتقالي الجنوبي.
وعلى ضوء ذلك فإن السلام المنشود يأتي من خلال موافقة أنصار الله على الهدنة الطويلة بهدف تمكين الشعب اليمني من الحصول على عدد من المكاسب الحياتية وبدون ذلك قد تفشل كل الجهود الحالية وتشعر الأطراف الإقليمية والدولية بأن الأمر أصبح شبه مستحيل لإيجاد حل سياسي للحرب في اليمن.
ومن هنا فإن المسؤولية الوطنية تقضي بأن تتحمّل القوى السياسية اليمنية المسؤولية وتنظر بشكل عقلاني إلى الأوضاع الصعبة التي يعاني منها المواطن اليمني.
إنَّ اليمن الشقيق وبعد 8 سنوات من الحرب أصبح في وضع مأساوي على صعيد المعيشة اليومية وفي انتشار الأمراض ونقص الغذاء. ومن هنا فإن إيجاد هدنة طويلة الأمد تؤدي في نهاية المطاف إلى تسوية سياسية شاملة هو الهدف الذي تسعى إليه الدبلوماسية العمانية والجهود الأممية، وحتى المنظمات الإقليمية والدولية خاصة على الصعيد الإنساني، فالأوضاع في اليمن أصبحت لا تطاق وعلى ضوء ذلك فإن استمرار تلك الحرب سوف يؤدي إلى مزيد من التمزق، خاصة أن الانتصار في هذه الحرب لأي طرف لن يتحقق وهذا يفرض إيجاد مقاربة سياسية بين الفرقاء بهدف إنقاذ اليمن ومقدرات شعبه والحفاظ على الأمن والاستقرار في هذا البلد العربي الشقيق الذي ابتلى بالحروب والصراعات منذ عهد الاستقلال، وهذه مشكلة كبرى أعاقت خطط التنمية الشاملة في اليمن في ظل وجود مقدرات وثروات طبيعية وبشرية مهمة تجعل اليمن من النماذج المتطورة في المنطقة العربية.
إنَّ رفض الهدنة من قبل أنصار الله جاء مخيبًا للجهود الإقليمية والدولية، وأعطى مؤشرا سلبيا على أن الأنانية السياسية سوف تزيد من أمد هذه الحرب وبالتالي تصاعد الأزمة الإنسانية والتي ينبغي التركيز عليها الآن والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية تبذل جهودًا كبيرةً في هذا الجانب، خاصة أن الحرب أصبحت حرب استنزاف مكلفة إنسانيا واقتصاديا وعسكريا وحتى أخلاقيا، ولن تنتهي بسيطرة أحد الأطراف ومن مصلحة الجميع إنهاء تلك الحرب بشكل كامل والجلوس إلى طاولة الحوار، حيث إن المنطق السياسي يفرض البحث عن حلول سياسية موضوعية، وتكون هناك مرونة سياسية، وقد حدث في حروب وصراعات إقليمية ودولية تفوق الحرب اليمنية تعقيدا وصعوبة مما مهّد ذلك الحوار لإنهاء حروب كبيرة وقاسية عندما شعرت الأطراف أن مصلحة الأطراف أن تتوقف تلك الحرب لصالح شعوبها.
إنَّ الهدنة الطويلة في الحرب باليمن هي خطوة مهمة لا بد من التوصل لها وما زال الوقت متاحا للتوصل إلى آلية محددة تفضي إلى وجود اتفاق على هدنة تمتد ستة أشهر على الأقل تمهيدا للسلام الشامل ووقف الحرب، وتدخل الأطراف اليمنية في حوار مباشر لمناقشة كل القضايا العالقة التي تهم الوطن وشعبه ومستقبل أجياله. ومن هنا تتجلى المسؤولية الوطنية لكل الأطراف السياسية اليمنية من خلال تغليب المصلحة الوطنية، وتغليب مصلحة الشعب اليمني. كما أن المرونة السياسية هي من الأمور التي تعمل عليها الدبلوماسية من أجل التوصل إلى قناعات مشتركة تدفع باليمن إلى آفاق جديدة قوامها السلام وإعادة الإعمار وأن تكون اليمن بتاريخها وحضارتها لاعبا أساسيا في منظومة المنطقة العربية.
إنَّ الحرب في اليمن لن تحقق مكاسب لكل الأطراف بل تؤدي إلى تعميق الخلافات وإلى دخول اليمن إلى مرحلة خطيرة تهدد وحدته الوطنية ومكاسب شعبه، وتجعله في وضع صعب ومعقد، وقد يتدحرج إلى ما هو أسوأ من الواقع الحالي وهذا واقع لا يريده أحد في اليمن لا على الصعيد الرسمي أو الشعبي.
إنَّ المشهد السياسي الدولي منشغل بالحروب والصراعات الكبرى، كما هو الحال في الحرب الروسية الأوكرانية وملامح المواجهة الدولية، ومن هنا فإن العالم في حالة انشغال بالأزمة الكبرى بين الغرب وروسيا الاتحادية، ومن هنا فإنَّ تواصل حرب الاستنزاف في اليمن قد يجعل العالم أقل اهتمامًا بها بل وقد تدخل طي النسيان، وقد تتبدد كل الجهود السياسية، ويترك اليمن لمصيره؛ لأن الجهود وعدم نجاحها ولسنوات طويلة وعدم وجود آمال السلام في الأفق القريب قد يجعل تلك الأطراف تتوصل إلى قناعة واقعية بأن الأطراف في الصراع اليمني ليس لها الإرادة السياسية لتحقيق الهدنة أولا، ومن ثم وقف الحرب بشكل كامل والجلوس إلى حوار يمني يمني للتوصل إلى اتفاق حول مستقبل اليمن. ومن هنا فإن القوى السياسية اليمنية هي الآن في مفترق طرق وإن الوقت ليس في صالحها وإن الجهود السياسية والدبلوماسية لن تستمر إلى ما لا نهاية، وهذا يفرض على الفرقاء التفكير بشكل جاد ومختلف لإنقاذ اليمن أرضا وشعبا.
بذلت الدبلوماسية العمانية جهودًا كبيرةً ومقدرة منذ اندلاع تلك الحرب الكارثية، كما أن هناك جهود المبعوث الأممي والأمريكي وحتى من خلال المبادرة السعودية ومع ذلك يصر البعض على استمرار هذه الحرب خاصة أن رفض الهدنة كان مؤشرًا على التعنت وعدم وجود مرونة سياسية. ويبدو أن استمرار تلك الحرب بكل تداعياتها قد تفرض واقعًا سياسيًّا جديدًا يجعل عددا من الأطراف الإقليمية والدولية تنسحب من هذا المأزق اليمني لتدخل تلك الحرب ما يسمى بالحرب المنسية كما هي الحال الآن في الصومال، وكما شهدته أفغانستان على مدى عقدين. وإذا حدث ذلك الانسحاب الإقليمي والدولي من جهود إيجاد مقاربة سياسية للأزمة اليمنية فإنَّ هذا البلد سوف يشهد المزيد من التمزق ومع مرور الوقت قد ينتهي به إلى الانفصال والعودة إلى اليمن الشمالي واليمن الجنوبي خاصة أن هناك عددا من القوى السياسية اليمنية لا تخفي رغبتها في ذلك الانفصال خاصة في جنوب اليمن وخاصة المجلس الانتقالي الجنوبي.
وعلى ضوء ذلك فإن السلام المنشود يأتي من خلال موافقة أنصار الله على الهدنة الطويلة بهدف تمكين الشعب اليمني من الحصول على عدد من المكاسب الحياتية وبدون ذلك قد تفشل كل الجهود الحالية وتشعر الأطراف الإقليمية والدولية بأن الأمر أصبح شبه مستحيل لإيجاد حل سياسي للحرب في اليمن.
ومن هنا فإن المسؤولية الوطنية تقضي بأن تتحمّل القوى السياسية اليمنية المسؤولية وتنظر بشكل عقلاني إلى الأوضاع الصعبة التي يعاني منها المواطن اليمني.
إنَّ اليمن الشقيق وبعد 8 سنوات من الحرب أصبح في وضع مأساوي على صعيد المعيشة اليومية وفي انتشار الأمراض ونقص الغذاء. ومن هنا فإن إيجاد هدنة طويلة الأمد تؤدي في نهاية المطاف إلى تسوية سياسية شاملة هو الهدف الذي تسعى إليه الدبلوماسية العمانية والجهود الأممية، وحتى المنظمات الإقليمية والدولية خاصة على الصعيد الإنساني، فالأوضاع في اليمن أصبحت لا تطاق وعلى ضوء ذلك فإن استمرار تلك الحرب سوف يؤدي إلى مزيد من التمزق، خاصة أن الانتصار في هذه الحرب لأي طرف لن يتحقق وهذا يفرض إيجاد مقاربة سياسية بين الفرقاء بهدف إنقاذ اليمن ومقدرات شعبه والحفاظ على الأمن والاستقرار في هذا البلد العربي الشقيق الذي ابتلى بالحروب والصراعات منذ عهد الاستقلال، وهذه مشكلة كبرى أعاقت خطط التنمية الشاملة في اليمن في ظل وجود مقدرات وثروات طبيعية وبشرية مهمة تجعل اليمن من النماذج المتطورة في المنطقة العربية.
إنَّ رفض الهدنة من قبل أنصار الله جاء مخيبًا للجهود الإقليمية والدولية، وأعطى مؤشرا سلبيا على أن الأنانية السياسية سوف تزيد من أمد هذه الحرب وبالتالي تصاعد الأزمة الإنسانية والتي ينبغي التركيز عليها الآن والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية تبذل جهودًا كبيرةً في هذا الجانب، خاصة أن الحرب أصبحت حرب استنزاف مكلفة إنسانيا واقتصاديا وعسكريا وحتى أخلاقيا، ولن تنتهي بسيطرة أحد الأطراف ومن مصلحة الجميع إنهاء تلك الحرب بشكل كامل والجلوس إلى طاولة الحوار، حيث إن المنطق السياسي يفرض البحث عن حلول سياسية موضوعية، وتكون هناك مرونة سياسية، وقد حدث في حروب وصراعات إقليمية ودولية تفوق الحرب اليمنية تعقيدا وصعوبة مما مهّد ذلك الحوار لإنهاء حروب كبيرة وقاسية عندما شعرت الأطراف أن مصلحة الأطراف أن تتوقف تلك الحرب لصالح شعوبها.
إنَّ الهدنة الطويلة في الحرب باليمن هي خطوة مهمة لا بد من التوصل لها وما زال الوقت متاحا للتوصل إلى آلية محددة تفضي إلى وجود اتفاق على هدنة تمتد ستة أشهر على الأقل تمهيدا للسلام الشامل ووقف الحرب، وتدخل الأطراف اليمنية في حوار مباشر لمناقشة كل القضايا العالقة التي تهم الوطن وشعبه ومستقبل أجياله. ومن هنا تتجلى المسؤولية الوطنية لكل الأطراف السياسية اليمنية من خلال تغليب المصلحة الوطنية، وتغليب مصلحة الشعب اليمني. كما أن المرونة السياسية هي من الأمور التي تعمل عليها الدبلوماسية من أجل التوصل إلى قناعات مشتركة تدفع باليمن إلى آفاق جديدة قوامها السلام وإعادة الإعمار وأن تكون اليمن بتاريخها وحضارتها لاعبا أساسيا في منظومة المنطقة العربية.
إنَّ الحرب في اليمن لن تحقق مكاسب لكل الأطراف بل تؤدي إلى تعميق الخلافات وإلى دخول اليمن إلى مرحلة خطيرة تهدد وحدته الوطنية ومكاسب شعبه، وتجعله في وضع صعب ومعقد، وقد يتدحرج إلى ما هو أسوأ من الواقع الحالي وهذا واقع لا يريده أحد في اليمن لا على الصعيد الرسمي أو الشعبي.
إنَّ المشهد السياسي الدولي منشغل بالحروب والصراعات الكبرى، كما هو الحال في الحرب الروسية الأوكرانية وملامح المواجهة الدولية، ومن هنا فإن العالم في حالة انشغال بالأزمة الكبرى بين الغرب وروسيا الاتحادية، ومن هنا فإنَّ تواصل حرب الاستنزاف في اليمن قد يجعل العالم أقل اهتمامًا بها بل وقد تدخل طي النسيان، وقد تتبدد كل الجهود السياسية، ويترك اليمن لمصيره؛ لأن الجهود وعدم نجاحها ولسنوات طويلة وعدم وجود آمال السلام في الأفق القريب قد يجعل تلك الأطراف تتوصل إلى قناعة واقعية بأن الأطراف في الصراع اليمني ليس لها الإرادة السياسية لتحقيق الهدنة أولا، ومن ثم وقف الحرب بشكل كامل والجلوس إلى حوار يمني يمني للتوصل إلى اتفاق حول مستقبل اليمن. ومن هنا فإن القوى السياسية اليمنية هي الآن في مفترق طرق وإن الوقت ليس في صالحها وإن الجهود السياسية والدبلوماسية لن تستمر إلى ما لا نهاية، وهذا يفرض على الفرقاء التفكير بشكل جاد ومختلف لإنقاذ اليمن أرضا وشعبا.