من مواطنين إلى مستهلكين
الاحد / 5 / ربيع الأول / 1444 هـ - 21:51 - الاحد 2 أكتوبر 2022 21:51
حمده الشامسية-01
هل نملك فعلا القرار فيما يتعلق بسلوكنا الاستهلاكي؟ أم أنه تم برمجتنا على الاستهلاك بدون أن نشعر؟ سؤال من ضمن الكثير من الأسئلة التي طرحها الكاتبان فيكي روبن وجومولي موستاش في كتابهما (مالك أو حياتك) الذي يدعو فيه الكاتبان القراء إلى استعادة حياتهم من سيطرة الاستهلاك الذي تم التخطيط له إبان الحرب
العالمية لتحويل دفة الاقتصاد الأمريكي الرأسمالي الذي حول المواطن إلى مستهلك ببساطة، كما وضعها الاقتصادي فيكتور ليبو «اقتصادنا الإنتاجي الهائل يتطلب منا أن نجعل الاستهلاك أسلوب حياة، وأن نحول الشراء واستخدام السلع إلى طقوس، وأن
نسعى إلى إشباع أرواحنا بالاستهلاك، نحتاج أن نجعل الأشياء تستهلك وتهترئ وتبلى حتى يتم استبدالها والتخلص منها بمعدل أسرع»
هذا يفسر سرعة تلف الأدوات الكهربائية وحتى السيارات بمعدل أسرع من السابق، فهذا كله خطط له، حتى أن الطفل الأمريكي العادي الذي يتراوح عمره ما بين عامين إلى 25 عاما يشاهد ما يزيد عن 25 ألف إعلان سنويا، وعلى المستوى العالمي يزيد
الإنفاق السنوي على الإعلانات عن 500 مليار دولار أمريكي، نحن في الحقيقة كما يرى الكاتبان ضحايا، إن استطعت أنت أن تنجو لن تستطيع زوجتك أو أبناؤك، إذ أصبح الاستهلاك ليس للضرورة كما في السابق فقد تحول إلى أداة للتسلية والترفيه، والقضاء على الملل والوحدة التي فرضتها الحياة العصرية، بعد أن انتزعت المدنية الناس من قراهم، وجيرانهم، وحميمية الحارة.
أصبحت ثقافة الأكثر والأكبر والأحدث هو الأفضل، تجعلنا نعيش دوامة لا تنتهي من الشراء، واكتناز أشياء قد نحتاجها يوما، فيصيبنا مجرد فكرة التخلص منها بالذعر، للدرجة التي يدفع بعض الشباب مبالغ كبيرة من أجل حجز أحدث إصدار من جهاز الآيفون، أو موديل حديث من سيارته المفضلة، أو بالأحرى السيارة الموضة التي يتهافت عليها الشباب، حتى لو كلفته ثلث دخله، لا يهم المهم أن يتبختر كالطاووس أمام أصدقائه بسيارته الجديدة، وليس مهما بعدها إن ترك أبناءه يعيشون بأدنى متطلبات الحياة.
خطورة ثقافة الاستهلاك ليس في أنها تخلي جيوبنا بقدر ما تسببه من خواء نفسي بسبب التهافت على جمع الماديات، متناسين بأننا دفعنا أعمارنا مقابل هذه الريالات التي ننفقها بهذا الشكل.
العالمية لتحويل دفة الاقتصاد الأمريكي الرأسمالي الذي حول المواطن إلى مستهلك ببساطة، كما وضعها الاقتصادي فيكتور ليبو «اقتصادنا الإنتاجي الهائل يتطلب منا أن نجعل الاستهلاك أسلوب حياة، وأن نحول الشراء واستخدام السلع إلى طقوس، وأن
نسعى إلى إشباع أرواحنا بالاستهلاك، نحتاج أن نجعل الأشياء تستهلك وتهترئ وتبلى حتى يتم استبدالها والتخلص منها بمعدل أسرع»
هذا يفسر سرعة تلف الأدوات الكهربائية وحتى السيارات بمعدل أسرع من السابق، فهذا كله خطط له، حتى أن الطفل الأمريكي العادي الذي يتراوح عمره ما بين عامين إلى 25 عاما يشاهد ما يزيد عن 25 ألف إعلان سنويا، وعلى المستوى العالمي يزيد
الإنفاق السنوي على الإعلانات عن 500 مليار دولار أمريكي، نحن في الحقيقة كما يرى الكاتبان ضحايا، إن استطعت أنت أن تنجو لن تستطيع زوجتك أو أبناؤك، إذ أصبح الاستهلاك ليس للضرورة كما في السابق فقد تحول إلى أداة للتسلية والترفيه، والقضاء على الملل والوحدة التي فرضتها الحياة العصرية، بعد أن انتزعت المدنية الناس من قراهم، وجيرانهم، وحميمية الحارة.
أصبحت ثقافة الأكثر والأكبر والأحدث هو الأفضل، تجعلنا نعيش دوامة لا تنتهي من الشراء، واكتناز أشياء قد نحتاجها يوما، فيصيبنا مجرد فكرة التخلص منها بالذعر، للدرجة التي يدفع بعض الشباب مبالغ كبيرة من أجل حجز أحدث إصدار من جهاز الآيفون، أو موديل حديث من سيارته المفضلة، أو بالأحرى السيارة الموضة التي يتهافت عليها الشباب، حتى لو كلفته ثلث دخله، لا يهم المهم أن يتبختر كالطاووس أمام أصدقائه بسيارته الجديدة، وليس مهما بعدها إن ترك أبناءه يعيشون بأدنى متطلبات الحياة.
خطورة ثقافة الاستهلاك ليس في أنها تخلي جيوبنا بقدر ما تسببه من خواء نفسي بسبب التهافت على جمع الماديات، متناسين بأننا دفعنا أعمارنا مقابل هذه الريالات التي ننفقها بهذا الشكل.