ماجدة الرحبية: الزخارف تعزز الخصوصية الثقافية وتدفع لإنتاج أعمال فنية ذات بُعد فكري وبنائي وجمالي
فنانة تعيد تشكيل المفردات الزخرفية لتصميم "الليسو"
الثلاثاء / 30 / صفر / 1444 هـ - 15:54 - الثلاثاء 27 سبتمبر 2022 15:54
تعرّف الزخارف على أنها 'فن رمزي' مكون من مجموعة نقاط وخطوط وأشكال هندسية ورسوم حيوانات ونباتات وكلمات متداخلة ومتناسقة فيما بينها، تعطي شكلًا جميلًا، وتستعمل لتزيين المباني والأواني والملابس والجوامع والكنائس والمدافن والنقود والعملات والقصور، وبعض أعلام الدول.
وتتجلى الزخارف في التراث الفني العماني بسماتها البسيطة وأشكالها الهندسية، نراها تارةً منحوتة على أبواب خشبية أو محفورة على الفضة والذهب وأواني النحاس أو منسوجة تتزين بها النساء العمانيات.
تؤمن الفنانة التشكيلية العمانية والباحثة في مجال الفنون البصرية والمدربة الاستشارية المعتمدة في التصميم الجرافيكي ماجدة الرحبية أن توظيف الفنان للزخارف يُكسبهُ أسلوبًا فنيًا يتفرد به، وهذا يعود إلى أن الزخارف تملك سمات وخصائص تُثري مخزون الفنان البصري وتفتح له مداخل البحث والتجربة، وتفتح لهُ آفاقا لاستحداث صيغ تشكيلية وتعبيرية.
ومن هذا المنطلق قدمت الرحبية أعمالًا فنيةً مستوحاةً من المفردات الزخرفية لثياب المرأة، تتواكب مع فنون العصر، باستخدام أدوات رقمية وتقنيات تكنولوجية.
صياغات تشكيلية معاصرة من زخارف تقليدية
اختارت الرحبية الزخارف التراثية ركيزة لمدخل ابتكاري، وخرجت بصياغات تشكيلية معاصرة وُمبتكرة، واستلهمتها من طريقة نظم الزخارف في ثوب الخياطة التقليدي لمحافظة الشرقية شمال 'السروال'، معيدة تشكيل الوحدات الزخرفية وفق منهجية علمية ونظم رياضية لتحقيق القيم الفنية والجمالية لتلك التصاميم -تقنية هندسة الفراكتال (Fractal Geometry- كما استفادت من الحلول الفنية والتقنية الرقمية الحديثة، بهدف توليد أفكار جديدة ذات نظرة منهجية قابلة للتطبيق والممارسة لتصميم نماذج تطبيقية لأغطية الرأس (الليسو) بصياغات تشكيلية معاصرة، مقدمة بذلك تجربة ذاتية ذات مزيج ديناميكي جمع التراث الثقافي والأدوات الفنون المعاصرة دون أن تفقد ملامح خصوصيتها الثقافية كفنانة عمانية.
مراحل التجربة الذاتية في تصميم 'الليسو'
مرت تجربة بثلاث مراحل أولها هي المرحلة التحليلية: تستفيد الرحبية في بادئ الأمر من طرق نظم الزخارف في ثوب الخياطة التقليدي لمحافظة شمال الشرقية (السروال) من خلال تحليل الأسس البنائية والخصائص الشكلية للمفردات الزخرفية.
ثم انتقلت للمرحلة التركيبية: التي تُعيد فيها صياغة هذه الوحدات الزخرفية بتقنية هندسة الفراكتال بالاستعانة ببرامج الحاسوب (الفوتوشوب والإليستريتور) والاستفادة من الحلول الفنية والتقنية لهذه البرامج؛ لتصميم نماذج تطبيقية لأقمشة غطاء الرأس (الليسو) بصورة تشكيلية مبتكرة.
تليها بعد ذلك المرحلة الثالثة وهي مرحلة طباعة النموذج التطبيقي بالاستعانة بطابعة ديجيتال خاصة بالطباعة على الأقمشة، مرورًا بجميع مراحل تجهيز النماذج التطبيقية على الشاشة وحتى التهيئة للبس والاستخدام.
الخصوصية الثقافية للزخارف
وفي الحديث عن الخصوصية الفنية الثقافية من جهة، وتقاطع الزخارف العمانية مع غيرها من الزخارف في المنطقة، أشارت ماجدة الرحبية إلى أنه عند الحديث عن الزخارف علينا أولًا أن نكون مُدركين أنها ما هي إلا 'شكل من أشكال التراث الإنساني، تمت صياغة مفرداتها بشكل تجريدي لتتجاوب مع احتياجات الشعوب الاجتماعية والسياسية والدينية والاقتصادية، وتميزهم عن غيرهم من الجماعات، ولكن عند دراسة مسار التطور الثقافي العالمي للبشر، نجد أن العديد من الزخارف تأثرت بمفردات حضارات سابقة وتولدت عنها'، وأضافت: 'لذا ليس من المستبعد أن نرى تقاطع الزخارف العمانية بزخارف من الهند والصين أو حتى دول الجوار، فالحضارات العريقة في المنطقة كان لها امتداد جغرافي والحدود الطوبوغرافية بين دول الجوار لم تكن بالشكل الذي نراه اليوم'.
القيم الجمالية للزخارف العمانية
وفي بحثها المعنون بـ'فنون الوسائط الرقمية المتعددة ودورها في التعبير عن الخصوصية الثقافية للفنان: الزخارف العمانية نموذجًا' سعت الفنانة في المقام الأول إلى لفت الأنظار للقيم الجمالية للزخارف العمانية وتوظيف الوسائط التكنولوجية المتعددة في إيجاد صياغات بصرية معاصرة تعمق رؤية الفنان وتُثري تجربته التشكيلية وتعزز من خصوصيته الثقافية العمانية وأوصت بأهمية استخدام العنصر التراثي في الأعمال المعاصرة حتى يتخلص الفنان من تبعية الفن الغربي، خصوصًا بعدما تعرض جُملة من الفنانين العرب لمفاهيم مغلوطة عن مفهوم المعاصرة وانجرارهم خلف التجربة الغربية، الأمر الذي قادهم إلى التسلخ عن خصوصيتهم الثقافية ليصبحوا مغتربين ومسلوبي الهوية.
الزخارف والمنتج الفني للفنانين العمانيين
وتشير الرحبية خلال تتبعها للمنجز الفني للفنانين العُمانيين الذين وظفوا مفردات الزخارف العمانية بشكل عام وزخارف ثياب المرأة العمانية التقليدية بشكل خاص إلى اختلاف ممارساتهم وأدواتهم وطريقة تعبيرهم وتكييفهم لها وفق موضوعاتهم المختلفة، وأكدت على أن تلك المفردات عززت من خصوصيتهم الثقافية، ودفعت بهم قدمًا إلى إنتاج أعمال فنية تتسم بالتشويق، وذات بُعد فكري وبنائي وجمالي.
الحاجة للتجميل والزخرفة
في سؤالنا للفنانة ماجدة عن الحاجة للتجميل والزخرفة، وأسباب ظهورها قالت: 'مهما اختلفت طرق تصميم وإنشاء الزخارف إلا إن إعداد أي منها في العصور القديمة كان أو اليوم فإن هذا يعود إلى الرغبة في التجمل بما هو مميز ومتفرد، فعند قراءة التاريخ والتبحر في تفاصيله نجد كُل ملك أو إمبراطور عند بنائه لمعبد أو مسجد أو قصر، يطلب أن تُزين بزخارف جديدة خاصة تعكس تفرد وجمالية هذا المبنى عن غيره، ولنقس ذلك على الحُلي والأواني والخناجر والملابس وغيرها، وما زال هذا النهج إلى يومنا هذا، أو ما نراه اليوم في تصميم الهويات التجارية للشركات والمؤسسات، واستحداثهم لزخارف تعكس رؤية المؤسسة وأهدافها وفي تصميم زخارف خاصة بماركات تصميم المجوهرات كان أو تصميم المنسوجات والعطور وإلى ما آخره'.
وأضافت: 'بطبيعة الحال الزخارف تجمع بين الشكل والوظيفة والجمال معًا، كما يمكننا القول إنها مؤشر إلى تطور الذكاء البشري عبر العصور، فهي نمط من أنماط التفكير وإعادة تخيل للأشكال الموجودة في الطبيعة، وهي كذلك انعكاس لأساليب حياة صانعيها وأصحابها'.
وتتجلى الزخارف في التراث الفني العماني بسماتها البسيطة وأشكالها الهندسية، نراها تارةً منحوتة على أبواب خشبية أو محفورة على الفضة والذهب وأواني النحاس أو منسوجة تتزين بها النساء العمانيات.
تؤمن الفنانة التشكيلية العمانية والباحثة في مجال الفنون البصرية والمدربة الاستشارية المعتمدة في التصميم الجرافيكي ماجدة الرحبية أن توظيف الفنان للزخارف يُكسبهُ أسلوبًا فنيًا يتفرد به، وهذا يعود إلى أن الزخارف تملك سمات وخصائص تُثري مخزون الفنان البصري وتفتح له مداخل البحث والتجربة، وتفتح لهُ آفاقا لاستحداث صيغ تشكيلية وتعبيرية.
ومن هذا المنطلق قدمت الرحبية أعمالًا فنيةً مستوحاةً من المفردات الزخرفية لثياب المرأة، تتواكب مع فنون العصر، باستخدام أدوات رقمية وتقنيات تكنولوجية.
صياغات تشكيلية معاصرة من زخارف تقليدية
اختارت الرحبية الزخارف التراثية ركيزة لمدخل ابتكاري، وخرجت بصياغات تشكيلية معاصرة وُمبتكرة، واستلهمتها من طريقة نظم الزخارف في ثوب الخياطة التقليدي لمحافظة الشرقية شمال 'السروال'، معيدة تشكيل الوحدات الزخرفية وفق منهجية علمية ونظم رياضية لتحقيق القيم الفنية والجمالية لتلك التصاميم -تقنية هندسة الفراكتال (Fractal Geometry- كما استفادت من الحلول الفنية والتقنية الرقمية الحديثة، بهدف توليد أفكار جديدة ذات نظرة منهجية قابلة للتطبيق والممارسة لتصميم نماذج تطبيقية لأغطية الرأس (الليسو) بصياغات تشكيلية معاصرة، مقدمة بذلك تجربة ذاتية ذات مزيج ديناميكي جمع التراث الثقافي والأدوات الفنون المعاصرة دون أن تفقد ملامح خصوصيتها الثقافية كفنانة عمانية.
مراحل التجربة الذاتية في تصميم 'الليسو'
مرت تجربة بثلاث مراحل أولها هي المرحلة التحليلية: تستفيد الرحبية في بادئ الأمر من طرق نظم الزخارف في ثوب الخياطة التقليدي لمحافظة شمال الشرقية (السروال) من خلال تحليل الأسس البنائية والخصائص الشكلية للمفردات الزخرفية.
ثم انتقلت للمرحلة التركيبية: التي تُعيد فيها صياغة هذه الوحدات الزخرفية بتقنية هندسة الفراكتال بالاستعانة ببرامج الحاسوب (الفوتوشوب والإليستريتور) والاستفادة من الحلول الفنية والتقنية لهذه البرامج؛ لتصميم نماذج تطبيقية لأقمشة غطاء الرأس (الليسو) بصورة تشكيلية مبتكرة.
تليها بعد ذلك المرحلة الثالثة وهي مرحلة طباعة النموذج التطبيقي بالاستعانة بطابعة ديجيتال خاصة بالطباعة على الأقمشة، مرورًا بجميع مراحل تجهيز النماذج التطبيقية على الشاشة وحتى التهيئة للبس والاستخدام.
الخصوصية الثقافية للزخارف
وفي الحديث عن الخصوصية الفنية الثقافية من جهة، وتقاطع الزخارف العمانية مع غيرها من الزخارف في المنطقة، أشارت ماجدة الرحبية إلى أنه عند الحديث عن الزخارف علينا أولًا أن نكون مُدركين أنها ما هي إلا 'شكل من أشكال التراث الإنساني، تمت صياغة مفرداتها بشكل تجريدي لتتجاوب مع احتياجات الشعوب الاجتماعية والسياسية والدينية والاقتصادية، وتميزهم عن غيرهم من الجماعات، ولكن عند دراسة مسار التطور الثقافي العالمي للبشر، نجد أن العديد من الزخارف تأثرت بمفردات حضارات سابقة وتولدت عنها'، وأضافت: 'لذا ليس من المستبعد أن نرى تقاطع الزخارف العمانية بزخارف من الهند والصين أو حتى دول الجوار، فالحضارات العريقة في المنطقة كان لها امتداد جغرافي والحدود الطوبوغرافية بين دول الجوار لم تكن بالشكل الذي نراه اليوم'.
القيم الجمالية للزخارف العمانية
وفي بحثها المعنون بـ'فنون الوسائط الرقمية المتعددة ودورها في التعبير عن الخصوصية الثقافية للفنان: الزخارف العمانية نموذجًا' سعت الفنانة في المقام الأول إلى لفت الأنظار للقيم الجمالية للزخارف العمانية وتوظيف الوسائط التكنولوجية المتعددة في إيجاد صياغات بصرية معاصرة تعمق رؤية الفنان وتُثري تجربته التشكيلية وتعزز من خصوصيته الثقافية العمانية وأوصت بأهمية استخدام العنصر التراثي في الأعمال المعاصرة حتى يتخلص الفنان من تبعية الفن الغربي، خصوصًا بعدما تعرض جُملة من الفنانين العرب لمفاهيم مغلوطة عن مفهوم المعاصرة وانجرارهم خلف التجربة الغربية، الأمر الذي قادهم إلى التسلخ عن خصوصيتهم الثقافية ليصبحوا مغتربين ومسلوبي الهوية.
الزخارف والمنتج الفني للفنانين العمانيين
وتشير الرحبية خلال تتبعها للمنجز الفني للفنانين العُمانيين الذين وظفوا مفردات الزخارف العمانية بشكل عام وزخارف ثياب المرأة العمانية التقليدية بشكل خاص إلى اختلاف ممارساتهم وأدواتهم وطريقة تعبيرهم وتكييفهم لها وفق موضوعاتهم المختلفة، وأكدت على أن تلك المفردات عززت من خصوصيتهم الثقافية، ودفعت بهم قدمًا إلى إنتاج أعمال فنية تتسم بالتشويق، وذات بُعد فكري وبنائي وجمالي.
الحاجة للتجميل والزخرفة
في سؤالنا للفنانة ماجدة عن الحاجة للتجميل والزخرفة، وأسباب ظهورها قالت: 'مهما اختلفت طرق تصميم وإنشاء الزخارف إلا إن إعداد أي منها في العصور القديمة كان أو اليوم فإن هذا يعود إلى الرغبة في التجمل بما هو مميز ومتفرد، فعند قراءة التاريخ والتبحر في تفاصيله نجد كُل ملك أو إمبراطور عند بنائه لمعبد أو مسجد أو قصر، يطلب أن تُزين بزخارف جديدة خاصة تعكس تفرد وجمالية هذا المبنى عن غيره، ولنقس ذلك على الحُلي والأواني والخناجر والملابس وغيرها، وما زال هذا النهج إلى يومنا هذا، أو ما نراه اليوم في تصميم الهويات التجارية للشركات والمؤسسات، واستحداثهم لزخارف تعكس رؤية المؤسسة وأهدافها وفي تصميم زخارف خاصة بماركات تصميم المجوهرات كان أو تصميم المنسوجات والعطور وإلى ما آخره'.
وأضافت: 'بطبيعة الحال الزخارف تجمع بين الشكل والوظيفة والجمال معًا، كما يمكننا القول إنها مؤشر إلى تطور الذكاء البشري عبر العصور، فهي نمط من أنماط التفكير وإعادة تخيل للأشكال الموجودة في الطبيعة، وهي كذلك انعكاس لأساليب حياة صانعيها وأصحابها'.