عمان اليوم

الدورات التدريبية الحضورية أداة فاعلة لتنمية القدرات وتطوير الذات

التطبيق العملي يعزز من الاستفادة والمصداقية

 
تستهدف الدورات التدريبية مختلف الشرائح الاجتماعية والمهنية، وتلاقي رواجًا وقبولًا من الأفراد لأنها تهدف بشكل أساسي ومركز على التعليم والتطوير من المهارات الشخصية والقيادية، وتنمية القدرات، والاستمرار في تطوير الذات الشخصية، والتطلع لمستويات وظيفية أفضل، وتتباين الدورات المقدمة بين الحضورية أو عبر برامج التواصل الاجتماعي كاليوتيوب، والاستجرام، وعبر تقنية التواصل المريء.

«عمان» سلّطت الضوء على بعض الآراء حول الدورات التدريبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والدورات الحضورية من حيث التأثير والمصداقية والاستفادة، فقالت زكية بنت سيف البسامية: شاركت في دورة تدريبية استمرت 4 أيام، (4 ساعات في اليوم) تخللها عدد من الحلقات خلال فترة جائحة كورونا، والتي كان من بينها صحافة الهاتف النقال، واحتوت على شرح نظري وتطبيق عملي في الوقت نفسه، وبالنسبة للشرح كان سلسًا وبسيطًا وممزوجًا بالأمثلة التوضيحية، ولكن التطبيق العملي تخللته بعض الصعوبات من ناحية التطبيق وتتبع الخطوات خصوصا في استخدام بعض البرامج ككاين ماستر، ومثل هذه الحلقة كنت أفضل حضورها للاستفادة أكثر والتطبيق بدقة، والاستفادة من التصحيح لبعض الأخطاء التي وقعت فيها، لكن لبعد المدرب وكثرة عدد المشتركين في الدورة لم يستطع المدرب الاطلاع على تصاميم الجميع.


  • العنصر الفعال




ومن جانبها قالت فاطمة بنت محمد القيوضية: إن المدرب سواء في الدورات التدريبية الحضورية أو عن بعد هو العنصر الفعال الذي يدير الجلسة للأفضل أو العكس، وإذا كان لا يملك المهارات والتقنيات المتنوعة والكفاءة العالية لإيصال المعلومات بشكل سلس ومتسلسل، ينتج عنه عدم استفادة المتدربين من الدورة بالشكل المطلوب، وحضرت الكثير من الدورات التدريبية عبر برنامج «زوم»، لكن الاستفادة لم تكن كبيرة وخاصة في شرح التطبيقات التي تحتاج إلى التركيز العالي وعدم التشتت بأشياء أخرى، وهناك عائق آخر وهو تداخل أصوات المتدربين أثناء الشرح، واختلاف درجات الفهم لبعض المفاهيم والمصطلحات.


  • اكتساب الخبرة




وعبّرت خليفة الحبسية عن رأيها قائلة: شارك البعض منا في دورات تدريبية متنوعة سواء كانت في الحرم الجامعي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كان الغرض منها التأثير على الفرد بطريقة إيجابية مثل اكتساب الخبرة والتعرف على أشياء مفيدة وجديدة تملأ وقت فراغنا، ولكن قد يتردد البعض عن دخول تجربة الدورات عبر الإنترنت بسبب سماع بعض السلبيات عنها كافتقارها للمصداقية من حيث جودة الدورة المقدمة سواء أن كان من الجانب المالي، أو الأكاديمي، أو النتائج المرجوة منها، فمن خلال تجربتي في الاثنتين كان تأثير تجربة الدورات الحضورية أكثر فعالية واستفادة من حيث صقل شخصيتي وكسب مهارات وقدرات أعلى من الدورات عبر الإنترنت.


  • مجهولة المصدر




وشاركتها في الرأي ابتهال بنت عبيد الحبسية بقولها: قد تحتوي الدورات التدريبية عبر برامج التواصل الاجتماعي على العديد من الجوانب السلبية ككثرة النصب والاحتيال، ووجود جهات مجهولة المصدر وغير معتمدة تقوم باستغلال حاجة الناس إلى اكتساب الخبرة والمعرفة فتسلبهم أموالهم دون تحقيق منفعة أو فائدة تذكر، بالإضافة إلى افتقار مقدمي الدورات للخبرة الكافية فلا تضيف إلى الفرد من خلال دخوله إليها أي معلومات وتقنيات جديدة.


  • تأثير المدرب




من جانبه قال مازن بن أحمد الزدجالي: الدورات التدريبية من وجهة نظري أغلب اعتمادها على تأثير المدرب على المتلقين، فبالتأكيد عندما تكون الحلقة أو الدورة عن قرب تنخرط معها، ومع تجاربها التطبيقية، وتجربتي كانت في الدورات الحضورية وعن بعد، حيث كانت لغة الجسد والإيماءات ونبرة الصوت في الدورات الحضورية كفيلة بزيادة الحصيلة المعرفية، واكتساب مفاهيم قيمة، وبث العمل الجماعي فيها نوع من التسلية والإفادة من الخبرات الأخرى للأفراد المشاركين، وبالتالي فإن التعليم وجهًا لوجه يكون أكثر ثراء من ناحية المعلومات والتفاعل.


  • اختلاف الهدف




وأشارت ناهد بن سعيد المجرفية إلى أن الهدف الأساسي من الدورة التدريبية هو العامل المحدد لنجاحها، فإن كانت الدورة المقدمة في المجال الوظيفي وتضيف للموظف معارف جديدة فالأفضل اختيار الدورات الحضورية، أما إن كانت الدورة التدريبية من باب التسلية وتعلم مهارات إبداعية جديدة في مجالات التقنية، والطبخ، والهوايات، فيفضل أخذها عن طريق برامج التواصل الاجتماعي، لأنه لا داعي للالتزام بوقت معين، بالإضافة إلى سهولة الرجوع إليها.


  • صعوبة التفاعل




من جانبه قال المدرب الإداري خليفة بن مسلم العيسائي: بلا شك أن التدريب عامل مهم في تطوير الكوادر البشرية على مستوى الأفراد والمؤسسات، وتتعدد وسائل وطرق عملية التدريب، وتتنوع وفقًا للظروف المحيطة، وقد اعتاد الناس على التدريب بالشكل الحضوري المباشر، غير أن التطور التقني الهائل في العالم والذي أنتج عدة وسائل للتواصل الاجتماعي وأيضًا تم استخدامها كوسيلة لتنفيذ البرامج التدريبية فهي لها من الإيجابيات كسهولة وسرعة التنفيذ، وتقليل التكاليف على المؤسسات التدريبية والمتدربين، مضيفًا إن لها آثارا سلبية كضعف الإنترنت وتقطع الاتصال، وصعوبة التفاعل مع التمارين والتطبيقات العملية للتدريب، وأيضًا تشتت التركيز وتضعف التأثير في نقل المعارف والمهارات والقناعات لموضوع التدريب، فضلًا عن الآثار الصحية للنظر وشد الانتباه نحو الأجهزة، فبالتالي الحضور المباشر هو الأفضل والأجدى لتحقيق أهداف التدريب وتبادل الخبرات والتجارب بين المشاركين وزيادة مستوى التأثير والإقناع والفائدة.

وأكد العيسائي على أهمية الدورات التدريبية الحضورية وتأثيرها من خلال وجود مجموعة من المتدربين المشتركين في الهدف نفسه، مع اختلاف توجهاتهم وقدراتهم ومهاراتهم، مما يتيح لهم فرصة تبادل الخبرات والتعارف والإندماج، وسيتيح لهم التعرف على العديد من طرق التفكير المختلفة التي ربما تفتح آفاقا موسعة من التعلم والتركيز على نقاط القوة.


  • الحصيلة المعرفية




وذكرت المدربة سماح بنت عبدالله العريمية أن الدورات التدريبية الحضورية تشكل فارقًا إيجابيًا ملموسًا للأفراد، وخاصة في المجال الصحي لأن معظم تطبيقاته تكون نظرية وتفاعلية بين المدرب والحضور، ويمكن للمدرب الاستشهاد بمثال عملي في الدورة باستخدام خامات متوفرة، في حين أن شخصية المدرب يمكن أن تضيع من خلال التعلم عن بعد، ويفضل المتدربين إجمالًا التدريب الحضوري ويستمتعون به وبالحصيلة المعرفية.

وقال محمد بن عبدالله القاسمي مدرب دولي: إن الدورات التدريبية المباشرة هي الأنجح والأكثر تأثيرا في المشاركين، ولها مردود إيجابي يفوق الدورات عن طريق برامج التواصل الاجتماعي، وكمدرب تهمني استفادة المتدربين وتحقيق أهداف البرنامج، والعملية التكاملية للدورة تتضح بصورة أفضل للكل وتتيح الفرصة للمشاركة وإبداء الرأي.