طريق عمان السياحي الكبير
الاثنين / 22 / صفر / 1444 هـ - 14:53 - الاثنين 19 سبتمبر 2022 14:53
خميس بن راشد العدوي
27 أغسطس 2022م.. انطلقنا في رحلة سياحية داخل البلاد، وفي هذا الوقت من السنة.. ترسل الشمس سهامها للمنطقة، حتى وصف الرحالة الأفغاني عبدالرزاق السمرقندي (ت:1482م) عندما زار عمان شدة الحر بأنها (تذيب السيف في غمده مثل الشمع) «الموسوعة العمانية»، لكن الطقس على ساحل عمان الشرقي يحكي قصة أخرى مكتوبة بأحرف من اللطف والجمال. هذا الصيف.. شددنا العزم بالتجوال في بقاع من أرضنا الماجدة، وقد رسمنا خارطة الرحلة، بأن ننطلق من بَهلا الحضارة باتجاه منح فسناو فبدية، وهذه البلدان جسر بين البادية؛ حيث الإنسان يبحث عن سر وجوده، وبين الحاضرة مستقر كيانه ومستودع نفسه. ومن بدية حملنا الشوق إلى صور العفية، منعطفين على وادي بني خالد، وهناك خبتت أرواحنا في الصلاة لله بعد أن أرخى الليل أهدابه الصوفية. ومن صور شراع عمان المرفرف بالمجد إلى الدقم مركبة المستقبل العماني. ومنها إلى صلالة الخضراء، وفي طريق العودة عرجنا على الشصر؛ البلد الذي انبعث من رماد الأساطير، لنؤوب قافلين إلى بَهلا، فنلقي بها عصا التسيار في مفتتح سبتمبر، فكانت رحلتنا ستة أيام كاملة.
سرعان ما اندمجت نفوسنا مع الطبيعة ونحن نسلك الطريق الساحلي، مع جمال المكان بأطيافه المتنوعة، بين أمواج البحر وورس الصحراء وشموخ الجبال ولطف الجو الذي ترددت حرارته بين 30مْ نهاراً و20مْ ليلاً، مما يفسّر عشق الأقدمين لهذا الساحل؛ كما كشفت التنقيبات الآثارية، إلا أن التصحر الذي طرد الناس عن مواصلتهم عمارة هذا الشريط أصبح الآن يملك فرصًا كبيرة لجذبهم إليه.
السياحة.. من قريات حتى صلالة، تجتذب الإنسان بما يحويه الساحل من مشاهد خلابة تسرح فيه الأنظار استمتاعًا والنفوس ابتهاجًا، لتثير في الذهن حركة دائبة من الآمال التي يرجو العماني أن تتحقق على أرض بلاده. هذا الساحل يشكّل خاصرة عمان المكتنزة بالجمال والعطاء. لقد كان البحر مورد الخير للعمانيين، فعبره أبحروا بثقافتهم إلى الأمم، ومن خلاله عرفت الشعوب أخلاقهم، ولم يكن إبحارهم إلى أراضي الأفارقة بسفن الاستعمار ونهب الثروات، وإنما بسفن الشجاعة والإقدام لتخليصهم من الاستعمار الغربي، فلما رست سفنهم في موانئهم ووطئت أقدامهم أرضهم، تشاركوا معهم الخير والبناء، فأنتجوا حضارة ذات بُعد عربي وعمق إفريقي. إن هذا الساحل يدعونا أن نستغله بأدوات العصر، وبما يمكّن الأجيال القادمة من الإسهام في مسيرة المدنية العالمية. المذهل في هذا الساحل ذي الجو اللطيف بأنه قادر أن يكون مصدرًا للوظائف لا ينضب، فلو تضاعف عدد سكان السلطنة عشر مرات فإنه يستوعبهم بخيره وفيض عطائه، وإنما علينا أن نحسن التخطيط للاستفادة منه، وأن نكون حاذقين في تنفيذه.
أضع هنا انطباعي بكوني سائحًا، وهذا مفيد للتخطيط السياحي، ولرُبَّ فكرةٍ انتجت مشروعًا ناجحًا. عمان.. متنوعة التضاريس والطقس والمكتسبات الحضارية، مما يجعل منها قِبَلة للسائح العالمي. وبتصوري.. أن المدخل السياحي لعمان؛ هو هذا الشريط الساحلي الطويل، ولذلك؛ ينبغي إعادة تأهيل طريقه، وتوسعته بعدد من السكك تتناسب مع الحركة السياحية المرتقبة، وتزويده بالخدمات الراقية. ويمكن أن تتفرع منه طرق سياحية باتجاه الداخل العماني، فمن قريات يتجه خط نحو مسقط والباطنة، ومن صور إلى الداخلية فالظاهرة، ومحوت وهيما والجازر عيون الوسطى، وصلالة تتمدد بأنحاء ظفار، دون أن ننسى مسندم تاج عمان الممتد حتى البريمي. هذا الشريط الساحلي الرئيس والخطوط المتفرعة عنه.. ينبغي أن تتحول إلى شرايين خضراء بالنخيل الباسقة والأشجار الوارفة. واليوم.. التشجير غير مكلف ببلد سواحله تضاهي امتدادات طرقه، مقارنة بالفائدة المرجوة منه؛ البيئية والحضارية والاقتصادية، حينما تصبح عمان مركزًا عالميًا للسياحة.
السياحة.. لا تقتصر على البُعد الجمالي، بل لها أوجه مختلفة، فهناك -مثلاً- السياحة الحضارية، حيث يمكن وضع خارطة لسُبُلٍ يسلكها السائح من منطلقه على الساحل إلى الداخل، فتستقبله الحصون بتأريخها والأسوار بأساطيرها، والجوامع بروحانيتها ومقابر ما قبل الميلاد بعِبَرها. ومن المهم أن تنشأ متاحف حديثة في الحصون والقلاع تستعمل التقنية الرقمية كالسينما ثلاثية الأبعاد؛ مستعرضة الحياة القديمة، والإبهار الدرامي لحكايات الأولين. وأن يوضع خط زمني سياحي، يجد السائح فيه محطات على طول طريقه، تحكي تأريخ عمان؛ منذ الأعصر السحيقة، ثم الألفية الثالثة قبل الميلاد، مرورًا بالحضارة الإسلامية؛ وتاجها العصر اليعربي، وختامًا بالعصر البوسعيدي؛ وما أثّله العهد القابوسي، وأضافه المجد الهيثمي. فلنتصور مدى الإبهار السياحي لو فتحت عشر نوافذ تطل على الحضارة العمانية، وأقيم معهد لدراسة الآثار والنقوش والرموز والكتابات القديمة، وجامعة للغة العربية وآدابها؛ ليلتحق بها طلاب من مختلف أنحاء العالم. وفتحت تباريز 'أكشاك' لبيع هدايا وتحف مصنوعة محليًا، تمثل الحضارة العمانية.
وإذا أتينا إلى السياحة البحرية.. فإنه ينبغي أن توجد مصانع لصيد الأسماك وتربيتها وتسويقها، فلتكن على طول هذا الساحل مشاريع للاستثمار السمكي؛ تجمع بين الجذب السياحي والعائد الاقتصادي. ورأس مدركة جيد بأن ينشأ فيه أكبر متحف للأحياء البحرية وآخر للطيور، بحيث يكون مقصدًا لمن يريد أن يرى هذه الكائنات بشتى أنواعها من مختلف بقاع الأرض. وتنشأ مع هذا المتحف حدائق واستراحات تتوفر فيها وسائل الترفيه الأسري والترويح النفسي. وليكن في الأشخرة -بعد تطويرها وتشجيرها- منتجع عالمي، مجتذِباً مَن يهوى العيش بين البحر والصحراء، وللذين يطلبون النقاهة والاستشفاء. ومصيرة.. مناسبة لأن تحتضن مهرجانًا عالميًا للسياحة الأسرية، بحيث تهيأ خصيصًا لتدغدغ خيال الناشئة المستقبلي. وأما الدقم.. فهي ميناء عالمي ناشئ، شرعت الدولة في استثمارها، لكن ما لاحظته هو ضعف البنية الجاذبة للاستقرار فيها، فالميناء العالمي ليس ورشة عمل، بل مدينة متكاملة الأركان، والاستثمار للمستقبل يبدأ بتنفيذ بُنية أساسية قوية، بحيث يخرجها من الشحوب الذي تصطبغ به، بتشجير الطرقات وإيجاد حدائق، وبناء كافة المرافق كالمستشفى المرجعي، والفنادق ذات الدرجات المختلفة، وتوفير المدارس والمعاهد وسائر المؤسسات الخدمية، وتطوير المطار بحيث يكون نموذجًا للمطارات السياحية الدولية، بتذاكر سفر منخفضة التكلفة، ورصف شارع متعدد السكك يربط الدقم بمراكز المحافظات؛ وفي مقدمتها مسقط وصلالة.
صلالة درة عمان البهية.. ذات مغريات سياحية متعددة، بجوها البديع وسهلها الأخضر، وعمقها الحضاري ومخزونها اللغوي، وبيئتها التي تأوي النمر العربي والضبع والطيور المهاجرة. ينبغي أن تشهد صلالة مهرجانًا دوليًا يقام سنويًا، لا يحصر في الفلكلور والتراث، وإنما يشمل الثقافة بعناصرها، والعلوم بتنوعها، والتجارة بأصنافها، والصناعات بإنتاجها، والتقنية بآفاقها، بحيث توجد هيئة خاصة لإدارته وتطويره والترويج له عالميًا. إن الخروج من الانحصار في بوتقة السياحة المحلية والخليجية؛ أصبح ضرورة لتدعيم اقتصاد قوي ومستدام.
وكما أن البحر هبة الله لمشاريع ذات عطاء غير منقطع؛ فإن الصحراء التي تنداح نعومة رمالها على الجهة الأخرى من الطريق الساحلي لا تقل أهمية، حيث يمكن أن تستغل لأنواع كثيرة من الرياضات التي تجتذب الهواة العالميين. وينشأ معرض جيولوجي ضخم، يضم عروضًا للتكوين الحقبي للأرض العمانية، وأنواع الصخور والتربة فيها، واللُقى والمستحثات التي عثر عليها، وكذلك إنشاء مقراب 'تلسكوب' فضائي لمراقبة وتتبع الأجرام السماوية.
السياحة.. استراتيجية شاملة؛ قد تركّز على جوانب من مكونات الوطن، لكنها لابد أن تعمل على تكوين بُنية أساسية لمختلف مرافق الدولة، والبناء المجزأ لا يمكن أن يقيم سياحة فاعلة، وهذا يجعلني أشير بأنه من المهم أن تفكر الدولة من الآن بإنشاء هيئة خاصة للسياحة، لا تقتصر على ارتباطها بالتراث وحده، فهو مع أهميته مفردة واحدة من جواذب لا تحصى لهواة السياحة في الأرض.
ختامًا.. هذا العمل الضخم.. كم من مشاريع اقتصادية سيوجدها، وفرص عمل سيوفرها، واستقرار آمن سيرسخه، ونشاط استثماري سيجتذبه.
سرعان ما اندمجت نفوسنا مع الطبيعة ونحن نسلك الطريق الساحلي، مع جمال المكان بأطيافه المتنوعة، بين أمواج البحر وورس الصحراء وشموخ الجبال ولطف الجو الذي ترددت حرارته بين 30مْ نهاراً و20مْ ليلاً، مما يفسّر عشق الأقدمين لهذا الساحل؛ كما كشفت التنقيبات الآثارية، إلا أن التصحر الذي طرد الناس عن مواصلتهم عمارة هذا الشريط أصبح الآن يملك فرصًا كبيرة لجذبهم إليه.
السياحة.. من قريات حتى صلالة، تجتذب الإنسان بما يحويه الساحل من مشاهد خلابة تسرح فيه الأنظار استمتاعًا والنفوس ابتهاجًا، لتثير في الذهن حركة دائبة من الآمال التي يرجو العماني أن تتحقق على أرض بلاده. هذا الساحل يشكّل خاصرة عمان المكتنزة بالجمال والعطاء. لقد كان البحر مورد الخير للعمانيين، فعبره أبحروا بثقافتهم إلى الأمم، ومن خلاله عرفت الشعوب أخلاقهم، ولم يكن إبحارهم إلى أراضي الأفارقة بسفن الاستعمار ونهب الثروات، وإنما بسفن الشجاعة والإقدام لتخليصهم من الاستعمار الغربي، فلما رست سفنهم في موانئهم ووطئت أقدامهم أرضهم، تشاركوا معهم الخير والبناء، فأنتجوا حضارة ذات بُعد عربي وعمق إفريقي. إن هذا الساحل يدعونا أن نستغله بأدوات العصر، وبما يمكّن الأجيال القادمة من الإسهام في مسيرة المدنية العالمية. المذهل في هذا الساحل ذي الجو اللطيف بأنه قادر أن يكون مصدرًا للوظائف لا ينضب، فلو تضاعف عدد سكان السلطنة عشر مرات فإنه يستوعبهم بخيره وفيض عطائه، وإنما علينا أن نحسن التخطيط للاستفادة منه، وأن نكون حاذقين في تنفيذه.
أضع هنا انطباعي بكوني سائحًا، وهذا مفيد للتخطيط السياحي، ولرُبَّ فكرةٍ انتجت مشروعًا ناجحًا. عمان.. متنوعة التضاريس والطقس والمكتسبات الحضارية، مما يجعل منها قِبَلة للسائح العالمي. وبتصوري.. أن المدخل السياحي لعمان؛ هو هذا الشريط الساحلي الطويل، ولذلك؛ ينبغي إعادة تأهيل طريقه، وتوسعته بعدد من السكك تتناسب مع الحركة السياحية المرتقبة، وتزويده بالخدمات الراقية. ويمكن أن تتفرع منه طرق سياحية باتجاه الداخل العماني، فمن قريات يتجه خط نحو مسقط والباطنة، ومن صور إلى الداخلية فالظاهرة، ومحوت وهيما والجازر عيون الوسطى، وصلالة تتمدد بأنحاء ظفار، دون أن ننسى مسندم تاج عمان الممتد حتى البريمي. هذا الشريط الساحلي الرئيس والخطوط المتفرعة عنه.. ينبغي أن تتحول إلى شرايين خضراء بالنخيل الباسقة والأشجار الوارفة. واليوم.. التشجير غير مكلف ببلد سواحله تضاهي امتدادات طرقه، مقارنة بالفائدة المرجوة منه؛ البيئية والحضارية والاقتصادية، حينما تصبح عمان مركزًا عالميًا للسياحة.
السياحة.. لا تقتصر على البُعد الجمالي، بل لها أوجه مختلفة، فهناك -مثلاً- السياحة الحضارية، حيث يمكن وضع خارطة لسُبُلٍ يسلكها السائح من منطلقه على الساحل إلى الداخل، فتستقبله الحصون بتأريخها والأسوار بأساطيرها، والجوامع بروحانيتها ومقابر ما قبل الميلاد بعِبَرها. ومن المهم أن تنشأ متاحف حديثة في الحصون والقلاع تستعمل التقنية الرقمية كالسينما ثلاثية الأبعاد؛ مستعرضة الحياة القديمة، والإبهار الدرامي لحكايات الأولين. وأن يوضع خط زمني سياحي، يجد السائح فيه محطات على طول طريقه، تحكي تأريخ عمان؛ منذ الأعصر السحيقة، ثم الألفية الثالثة قبل الميلاد، مرورًا بالحضارة الإسلامية؛ وتاجها العصر اليعربي، وختامًا بالعصر البوسعيدي؛ وما أثّله العهد القابوسي، وأضافه المجد الهيثمي. فلنتصور مدى الإبهار السياحي لو فتحت عشر نوافذ تطل على الحضارة العمانية، وأقيم معهد لدراسة الآثار والنقوش والرموز والكتابات القديمة، وجامعة للغة العربية وآدابها؛ ليلتحق بها طلاب من مختلف أنحاء العالم. وفتحت تباريز 'أكشاك' لبيع هدايا وتحف مصنوعة محليًا، تمثل الحضارة العمانية.
وإذا أتينا إلى السياحة البحرية.. فإنه ينبغي أن توجد مصانع لصيد الأسماك وتربيتها وتسويقها، فلتكن على طول هذا الساحل مشاريع للاستثمار السمكي؛ تجمع بين الجذب السياحي والعائد الاقتصادي. ورأس مدركة جيد بأن ينشأ فيه أكبر متحف للأحياء البحرية وآخر للطيور، بحيث يكون مقصدًا لمن يريد أن يرى هذه الكائنات بشتى أنواعها من مختلف بقاع الأرض. وتنشأ مع هذا المتحف حدائق واستراحات تتوفر فيها وسائل الترفيه الأسري والترويح النفسي. وليكن في الأشخرة -بعد تطويرها وتشجيرها- منتجع عالمي، مجتذِباً مَن يهوى العيش بين البحر والصحراء، وللذين يطلبون النقاهة والاستشفاء. ومصيرة.. مناسبة لأن تحتضن مهرجانًا عالميًا للسياحة الأسرية، بحيث تهيأ خصيصًا لتدغدغ خيال الناشئة المستقبلي. وأما الدقم.. فهي ميناء عالمي ناشئ، شرعت الدولة في استثمارها، لكن ما لاحظته هو ضعف البنية الجاذبة للاستقرار فيها، فالميناء العالمي ليس ورشة عمل، بل مدينة متكاملة الأركان، والاستثمار للمستقبل يبدأ بتنفيذ بُنية أساسية قوية، بحيث يخرجها من الشحوب الذي تصطبغ به، بتشجير الطرقات وإيجاد حدائق، وبناء كافة المرافق كالمستشفى المرجعي، والفنادق ذات الدرجات المختلفة، وتوفير المدارس والمعاهد وسائر المؤسسات الخدمية، وتطوير المطار بحيث يكون نموذجًا للمطارات السياحية الدولية، بتذاكر سفر منخفضة التكلفة، ورصف شارع متعدد السكك يربط الدقم بمراكز المحافظات؛ وفي مقدمتها مسقط وصلالة.
صلالة درة عمان البهية.. ذات مغريات سياحية متعددة، بجوها البديع وسهلها الأخضر، وعمقها الحضاري ومخزونها اللغوي، وبيئتها التي تأوي النمر العربي والضبع والطيور المهاجرة. ينبغي أن تشهد صلالة مهرجانًا دوليًا يقام سنويًا، لا يحصر في الفلكلور والتراث، وإنما يشمل الثقافة بعناصرها، والعلوم بتنوعها، والتجارة بأصنافها، والصناعات بإنتاجها، والتقنية بآفاقها، بحيث توجد هيئة خاصة لإدارته وتطويره والترويج له عالميًا. إن الخروج من الانحصار في بوتقة السياحة المحلية والخليجية؛ أصبح ضرورة لتدعيم اقتصاد قوي ومستدام.
وكما أن البحر هبة الله لمشاريع ذات عطاء غير منقطع؛ فإن الصحراء التي تنداح نعومة رمالها على الجهة الأخرى من الطريق الساحلي لا تقل أهمية، حيث يمكن أن تستغل لأنواع كثيرة من الرياضات التي تجتذب الهواة العالميين. وينشأ معرض جيولوجي ضخم، يضم عروضًا للتكوين الحقبي للأرض العمانية، وأنواع الصخور والتربة فيها، واللُقى والمستحثات التي عثر عليها، وكذلك إنشاء مقراب 'تلسكوب' فضائي لمراقبة وتتبع الأجرام السماوية.
السياحة.. استراتيجية شاملة؛ قد تركّز على جوانب من مكونات الوطن، لكنها لابد أن تعمل على تكوين بُنية أساسية لمختلف مرافق الدولة، والبناء المجزأ لا يمكن أن يقيم سياحة فاعلة، وهذا يجعلني أشير بأنه من المهم أن تفكر الدولة من الآن بإنشاء هيئة خاصة للسياحة، لا تقتصر على ارتباطها بالتراث وحده، فهو مع أهميته مفردة واحدة من جواذب لا تحصى لهواة السياحة في الأرض.
ختامًا.. هذا العمل الضخم.. كم من مشاريع اقتصادية سيوجدها، وفرص عمل سيوفرها، واستقرار آمن سيرسخه، ونشاط استثماري سيجتذبه.