الثبات الاقتصادي مع أزمتي الحبوب والطاقة
الاحد / 14 / صفر / 1444 هـ - 20:13 - الاحد 11 سبتمبر 2022 20:13
أظهرت جائحة كورونا كثيرا من عثرات الاقتصاد العالمي، كما أظهرت ثغرات لا بد من معالجتها لتحقيق توازن اقتصادي له آثاره التنموية بعيدة المدى لضمان مستويات أعلى من الثبات في مواجهة تحديات مماثلة مستقبلا، لكن جائحة كورونا لم تكن الوحيدة خلال السنوات القليلة الماضية التي ساهمت في تكشف غطاء الأزمات العالمية وتأثيراتها الكارثية على مجموعة من الدول والشعوب، فقد كان للحصار الروسي لأوكرانيا دوره، واضعا العالم في موقف الصدمة مع قياس قدرة الحروب على التأثير العالمي عبر محورين من محاور الحياة والاقتصاد، وهما الطاقة والغذاء.
هذه الصدمة ينبغي أن تكون درسا تاريخيا لحكومات وشعوب العالم في أن التسليح العسكري ودوره في تحقيق الأمن القومي لا يكفي لاستقرار الدول والشعوب وأمانها.
بعد احتفاء كثير من دول العالم ومن بينها الدول العربية بمغادرة السفينة 'رازوني'ميناء أوديسا في بداية أغسطس الماضي حاملة أول شحنة من الحبوب بعد منع طويل منذ الأيام الأولى للحرب الروسية في أوكرانيا بات التفكير في أولوية العناية بالأمن الغذائي لزاما على الجميع، إذ ليست عدم القدرة على توفير الغذاء بالأمر الهين الممكن تجاوزه، وليس الأمن الغذائي بأقل أهمية من الأمن القومي، بل إن الحروب ربطت بينهما ارتباطا وثيقا يصعب معه تجاهل الحاجة للاكتفاء الغذائي، وأنه يمكن لأزمة الطاقة أو لأزمة الغذاء أن تهزا أمان العالم بأجمعه في تحديات ترتبط مباشرة إما بحياة الناس اليومية، أو بحد إنتاجية الاقتصاد و تعطيله تماما في حال أزمة الطاقة مما يجعلهما عصبي اقتصاد وتنمية.
ضرورة العناية بالأمن الغذائي ليست طارئة ولا حديثة فقد جربها العالم مرارا عبر التاريخ القديم، والتاريخ المعاصر تحديدا، مع ما تحمله من كونها طارئة بفعل الحروب أو الأزمات الاقتصادية الكبرى، ومع تكرارها يصبح من المنطقي التساؤل: ما هي جهود الدول العربية في تحقيق الاكتفاء المفضي للأمن الغذائي العربي، أو جهود الدول فرديا في محاولة تفادي الوقوع في هذه الأزمة مستقبلا مما قد يضعها في مواجهة مباشرة طارئة مع الجوع؟
لن تتبدى هذه الجهود خلال أشهر أو حتى عام مهما تكثفت، لكن ما ينبغي التركيز عليه هو التخطيط المبكر لتفادي أزمات الأمن الغذائي مستقبلا، مستفيدين من درس الحصار الروسي لأوكرانيا حاليا.
رغم ضرورة التخطيط والسعي لتجنيب الشعوب مشكلات الأمن الغذائي إلا أن دراسة الواقع العربي تجعل من الصعوبة بمكان التفكير في حل هذه الأزمة فرديا لكل دولة، ولا بد من تخطيط جماعي يسعى بشكل قومي لتحقيق الأمن الغذائي العربي المتكامل، بل يمكن تجاوز مجرد التفكير في الاكتفاء العربي غذائيا إلى التصدير وإشراكه موردا رافدا للصناديق التنموية عربيا.
ما يمكن أن تحققه دول قليلة من العالم العربي عبر توفير المال مقابل الغذاء لا يعتبر حلا لأزمة الغذاء وإن أسعدها مرحليا وأسلمها لوهم النجاة بعيدا عن تأثيرات الحصار الروسي لأوكرانيا؛ إذ ينبغي التفكير عميقا في أن ما يمكن تحقيقه بالمال في حال السلم لن يمكن في حال الحرب أو الحصار لا سمح الله.
ومع أهمية التخطيط الجماعي والتفكير المعمق للموارد المتاحة لكل دولة، وإمكانية التكامل قدر الإمكان، خصوصا مع دراسة التحديات الآنية من مؤشرات جفاف أوروبا، أو حصار روسيا لأوكرانيا، أو غيرها من تحديات مرحلية ممكنة لا بد أن تكون بلادنا في مأمن من أزمتى الطاقة والغذاء مع ما نملك من موارد طبيعية ثم موارد بشرية بكفاءات شبابية سواء لدراسة المشكلة أو لاقتراح حلولها الممكنة، آملين بكل ذلك تحقيق اكتفاء يكفينا وبلادنا مستقبلا ترقب المؤن أو توسل السفن.
هذه الصدمة ينبغي أن تكون درسا تاريخيا لحكومات وشعوب العالم في أن التسليح العسكري ودوره في تحقيق الأمن القومي لا يكفي لاستقرار الدول والشعوب وأمانها.
بعد احتفاء كثير من دول العالم ومن بينها الدول العربية بمغادرة السفينة 'رازوني'ميناء أوديسا في بداية أغسطس الماضي حاملة أول شحنة من الحبوب بعد منع طويل منذ الأيام الأولى للحرب الروسية في أوكرانيا بات التفكير في أولوية العناية بالأمن الغذائي لزاما على الجميع، إذ ليست عدم القدرة على توفير الغذاء بالأمر الهين الممكن تجاوزه، وليس الأمن الغذائي بأقل أهمية من الأمن القومي، بل إن الحروب ربطت بينهما ارتباطا وثيقا يصعب معه تجاهل الحاجة للاكتفاء الغذائي، وأنه يمكن لأزمة الطاقة أو لأزمة الغذاء أن تهزا أمان العالم بأجمعه في تحديات ترتبط مباشرة إما بحياة الناس اليومية، أو بحد إنتاجية الاقتصاد و تعطيله تماما في حال أزمة الطاقة مما يجعلهما عصبي اقتصاد وتنمية.
ضرورة العناية بالأمن الغذائي ليست طارئة ولا حديثة فقد جربها العالم مرارا عبر التاريخ القديم، والتاريخ المعاصر تحديدا، مع ما تحمله من كونها طارئة بفعل الحروب أو الأزمات الاقتصادية الكبرى، ومع تكرارها يصبح من المنطقي التساؤل: ما هي جهود الدول العربية في تحقيق الاكتفاء المفضي للأمن الغذائي العربي، أو جهود الدول فرديا في محاولة تفادي الوقوع في هذه الأزمة مستقبلا مما قد يضعها في مواجهة مباشرة طارئة مع الجوع؟
لن تتبدى هذه الجهود خلال أشهر أو حتى عام مهما تكثفت، لكن ما ينبغي التركيز عليه هو التخطيط المبكر لتفادي أزمات الأمن الغذائي مستقبلا، مستفيدين من درس الحصار الروسي لأوكرانيا حاليا.
رغم ضرورة التخطيط والسعي لتجنيب الشعوب مشكلات الأمن الغذائي إلا أن دراسة الواقع العربي تجعل من الصعوبة بمكان التفكير في حل هذه الأزمة فرديا لكل دولة، ولا بد من تخطيط جماعي يسعى بشكل قومي لتحقيق الأمن الغذائي العربي المتكامل، بل يمكن تجاوز مجرد التفكير في الاكتفاء العربي غذائيا إلى التصدير وإشراكه موردا رافدا للصناديق التنموية عربيا.
ما يمكن أن تحققه دول قليلة من العالم العربي عبر توفير المال مقابل الغذاء لا يعتبر حلا لأزمة الغذاء وإن أسعدها مرحليا وأسلمها لوهم النجاة بعيدا عن تأثيرات الحصار الروسي لأوكرانيا؛ إذ ينبغي التفكير عميقا في أن ما يمكن تحقيقه بالمال في حال السلم لن يمكن في حال الحرب أو الحصار لا سمح الله.
ومع أهمية التخطيط الجماعي والتفكير المعمق للموارد المتاحة لكل دولة، وإمكانية التكامل قدر الإمكان، خصوصا مع دراسة التحديات الآنية من مؤشرات جفاف أوروبا، أو حصار روسيا لأوكرانيا، أو غيرها من تحديات مرحلية ممكنة لا بد أن تكون بلادنا في مأمن من أزمتى الطاقة والغذاء مع ما نملك من موارد طبيعية ثم موارد بشرية بكفاءات شبابية سواء لدراسة المشكلة أو لاقتراح حلولها الممكنة، آملين بكل ذلك تحقيق اكتفاء يكفينا وبلادنا مستقبلا ترقب المؤن أو توسل السفن.